كيف نفهم (النبى أول المُسلمين وخاتم الأنبياء)؟
كيف يأمُر القرءان النبى بأن يكون أول المسلمين مع أنه خاتم النبيين ؟؟
سؤال مُهم ::
صباح الخير شكرا ع منشورات اخي.
اخي قبل شوي كنت عم اقرا سورة الزمر. يقول تعالى (وامرت لان اكون اول المسلمين) . الانبياء السابقين الم يسبقوا محمد بالإسلام ومذكور هذابالقران ان كل الانبياء مسلمين ليش الاية بتقول اول مسلمين؟
==
التعقيب:
صباح الخير يا أُستاذة ..أكرمكم الله وحفظكم . وهكذا تكون قراءة القرءان قراءة تدبرية وبحثية وليست مُجرد قراءة تمتمات وترديد الببغاوات (البغبغان ) ليحصد بها القارىء حسنات (أوهكذا يتصور ) ... وأرجو الله لك التوفيق فى تدبر القرءان رغم أن لُغتك الأولى رُبما ليست العربية مثل أكراد سوريا والعراق .
سؤال حضرتك مُهم لأنه قد يسأله آخرون (وليس أنت فأنا أعرف أنك تتدبرين القرءان) ليتصيدون أخطاء للقرءان ،ويقولون أن فيه مُتناقضات (من وجهة نظرهم القاصرة) ،فكيف يصف النبى محمد بأنه (اول المُسلمين ) وقد سبقه أنبياء ورسل ومُسلمين سابقين ؟؟؟
==
والجواب بإختصار هو أن الأيات الكريمات التى جاء فى قول الله جل جلاله للنبى عليه السلام (وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام 163..... ((وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ)) الزمر 12 جاءت فى سياق الحديث القرءانى وأوامره للنبى عليه السلام وللمُسلمين معه ومن بعده عن ضرورة إخلاص دينهم وإيمانهم وعباداتهم ومُعاملاتهم وتفكيرهم وحياتهم كُلها بل ومماتهم لله رب العالمين ، والتحذير من عصيان رب العالمين وأوامره سُبحانه وتعالى لأنهم لو عصوا الله وخالفواهذه الأوامر سيلقون عذاب عظيم .وأن عليه هو عليه السلام أن يكون أول مُطبقا ومُنفذا لهذه الأوامر الربانية وداعيا إليها سلميا ... سلميا ..... سلميا .....سلميا .... وللمرة المليون نقول سلميا وليس بالسيف كما يقول البخارى لعنة الله عليه (اُمرت أن اُقاتل الناس حتى .............)). لأنه جاءت بعدهاالآية التالية لها فى سورة الزمر تقول (فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) أى يا محمد انت لست عليهم بمسيطر ،ولست وكيلا عليهم ،ولست بمُكرههم على الدين ولاعلى الإيمان بالله جل جلاله ولاعلى عبادته ...
وبذلك يكون النبى عليه السلام هو المسئول الأول والمثل الأول الذى يُحتذى به و(الإسوة الحسنة ) الأولى فى الإلتزام والتطبيق (يعنى بالمصرى البسيط انا أول واحد ستسرى عليا هذه التعليمات ). فيكون بذلك قد تحقق فيه (وأنا أول المُسلمين ) أى أكثر المُسلمين شعورا وإحساسا وعلما ومعرفة فيكم ومنكم بعظم مسئولية وأهمية إخلاص الدين لله رب العالمين .
فالآيتان لا تتحدثان عن أسبقية زمنية بينه وبين الأنبياء السابقين عليهم السلام جميعا، ولا تتحدثان عن إسلام ألأنبياء السابقين وأُممهم وأقوامهم ودرجاتهم فى الإيمان ،ولكن تتحدثان عن مدى حجم المسئولية المُلقاة على عاتقه عليه السلام بأن يكون أول من يُسلم لله رب العالمين فى قومه مُطبقا لأوامر الله وتشريعاته ،وان يكون هو الأُسوة الحسنة لهم ،وقد جاء هذا المعنى فى سورة المزمل حين قال له رب العالمين ((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا)).
ومن هنا فعندما نقرأ الآيات القرءانية فى سياقها سنجد أنها ليس فيها تناقضا مع آيات أُخرى كما يتوهم أو يظن البعض ولكن ستتكشف الحقيقة وتُضىء أنوار القرءان وتتحدث عن نفسها.( ذلك الكتاب لاريب فيه ) لاشك فيها ولا تنقض فيه ولا إختلافات فيه .
ولنقرأ الأيتين فى سياقهما القرءانى .
((قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (161) قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (163) قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (164) وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ وَرَفَعَ بَعۡضَكُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمُۢ (165).... الأنعام .
==
((أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ (9) قُلۡ يَٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۗ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌۗ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ (10) قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ (11) وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (12) قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ (13) قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي (14) فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ (15) الزمر.
اجمالي القراءات
860