حمٓ (1) تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (2) كِتَٰبٞ فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ (3) بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ (:
على الرغم من أنه تنزيل من الرحمن الرحيم وأنه كتاب فصلت ءاياته

يحي فوزي نشاشبي Ýí 2025-02-03


 

حمٓ   تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ   كِتَٰبٞ فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ   بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ   وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيٓ أَكِنَّةٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِيٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٞ وَمِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٞ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَٰمِلُونَ   قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ 

************************

على  الرغم  من  أنه  تنزيل  من  الرحمن  الرحيم

وأنه  كتاب  فصلت  ءاياته

======

على  الرغم من  أن  القرآن  العظيم  نزله  الرحمن  الرحيم  وجعله  كتابا  فصلت  آياته  قرآنا  عربيا  لقوم  يعلمون  وجعله  بشيرا  ونذيرا،  على الرغم  من  ذلك  الوضوح  وذلك  التفصيل،  فإن  الظاهر  يقول  إنّ  أكثر  الناس  افترقوا  وفرقوا  دينهم،  وكانوا  شيعا،  بل  أكثر من  ذلك،  فقد  تشكّل  فريقان  اثنان  كبيران،  فريق  رحّب  أيّما  ترحيب  بما  نزّل  الله  على  عبده  ورسوله،  وفتح  له  قلبه  (على  مصراعيه)  واكتفى  به  ولم  يخطر  بباله  أن  يجعل له  تابعا  أو  ندا،  ولم يساوره  أي  شيء  أو  أي  شك  مهما  كان،  ووثق  به  كل  الثقة  طامعا  أن يبلغه  شط  النجاة  والأمن.  وفريق  آخر  يفيد  ظاهره  أنه  مرحب  هو  الآخر  بذلك  الذي  أنزله  الله  لكن  باطنه  مصاب  بعلة  غريبة  في  بابها،  أحاطت  به  واستفحلت  وفرضت  عليه  نفسها   وافتضح  أمرها  وتحوّلت  إلى  تابع  أو  شريك  لما  أنزل  الله   فنمت  وترعرعت  واشتد  سوقها   إلى  أن  ضربت  لها  عروقا  في  الأعماق  وصعب  استئصالها  إن  لم  يتحول  أمرها  إلى  شبه  المستحيل.

        أما  عن  الخلاصة  التي  لا  يمكن  أن  يختلف  فيها  اثنان،  فمفادها  أن  هناك  في  هذا  الأمر  العظيم،  الكبير،  الجلل،  الصعب،  المصيري،  لكلا  الفريقين  اللذين  دخلا  من  حيث  يدرون  أو لا  يدرون،  دحلا  حلبة  رهان  عظيم،  وعظيم  جدا  ومهيب،  لا  مـفر  منه،  أساسه  الإيمان  بالغيب  الذي  هو  الشرط   الأول  والرئيس  في  هذا  الرهان وهكذا  فوجئ  كل  فريق  بأنه  واقف  في  طابور  فرضه على  نفسه  فرضا  وبإرادته : طابور  المؤمنين  بالتنزيل  المنزل  من  لدنه  الرحمن  الرحيم  وحده  بدون  أي  شريك  أو منافس،  طموحه  هو  بلوغ  درجات  الحنيف  الذي  هو  وحده  الأحق  بالأمن ،  وطابور  آخر  يُقنع  نفسه  هو  الآخر  بأنه  من  المؤمنين  بالتنزيل  المنزل  من  لدنه  الرحمن  الرحيم  لكنه  تنزيل  من  حيث  يدري  أو  لا  يدري،  أو  من  حيث  يشعر  أو  لا  يشعر،  تنزيل  مشوب  بشئ  ما  مشبوه،  غير برئ ، متربص  في  زاوية  ما  لا  يكاد  يُرى،  تنزيل  ممزوج  في  مستوى  ما  " بفيروس"  دخيل.  وهكذا  فُرض  على  كل  واقف  في  الطابورين   بأن  يراجع  أو  أن   يستظهر  أو  أن  يتأمل  بكل  ما  أوتي  من  شجاعة،  تلك  الحيثيات  التي  وضعها  لنفسه،  التي  ملأته  اقتناعا  وأملا  وتفاؤلا  ليختار  صفه  وحزبه  ويتحمس  له.  وإن  لسان  حال  كل  فرد  من  أفراد  كل  فريق  هو  يكاد  يكون  كما يلي :  نحن  مديرو  ظهورنا  لما  أنتم  عليه،  ومصابون  بصمم  متين  ومطبق،  وقلوبنا  في  أكنة  مما  تدعوننا  إليه،  وفي  آذاننا  وقر،  ومن بيننا  وبينكم  حجاب،  فاعملوا  إننا  عاملون،  فثقوا في  رهانكم  واعتمدوا عليه،  إننا  على  رهاننا  معتمدون.  ومع   فارق  عظيم  بين  الفريق  الأول  الذي  يعتقد  أن  الله  العظيم  هو  الذي  هداه   فعلا  ليقف  في  ذلك  الصف،  والفريق  الثاني  الذي  يعتقد  نفس  الاعتقاد  ولا  يخطر  بباله  هول  تلك  المفاجأة  التي  ستصعقه  عندما  يكتشف  أخيرا  وبعد  فوات  الأوان  ضخامة  التدمير  والإحباط  الذي  كان  وراءه  ذلك  " الفيروس "  الذي  عشش  في  الأذهان،  بل  واندس  حتى  بداخل  تلك  الخيوط  المزورة  التي  فتل منها  ذلك  الحبل  الذي  كان  يظنه  فعلا  حبل  الله  الذي نصح  الله  به  عباده  وأمرهم  أن  يعتصموا  به .  ومن  المفارقات  أنّ  لسان  حال  كل  حزب  يلهج   "  بالحمد  لله  الذي  هدانا  لهذا  وما  كنا  لنهتدي  لولا  أن  هدانا  الله  "،  وأما  عن  العاقبة  فلأولي  الألباب.

*******

اجمالي القراءات 362

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأربعاء ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95677]

شكرا أستاذ يحي فوزي على هذا المقال المصيري.


ما دمنا في الحياة الدنيا، فعلى كل إنسان أن يؤمن بالغيب فيختار لنفسه كيف سيكون مصيره يوم القيامة، إما أن يأتي آمنا فيحمد الله على أن صدقهم الله وعده. يقول سبحانه:وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. الزمر 74.



وإما أن يكون ممن حق عليه العذاب. وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ. الزمر 71.



ويوم القيامة هناك فريقان لا ثالث لهما، إما الجنة التي وعدها الله المتقين، وإما النار التي أنذر الله بها عباده. وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًاوَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ*وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. الحج 71/72.



إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ* لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ* مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ. فصلت 40/43.



يتبع.../...



2   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأربعاء ٠٥ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95678]

يتبع.../...


وفي الأخير نقول لمن يعبدون من دون الله تعالى ما لم ينزل به سلطانا، لكم دينكم ولي دين. قال رسول الله عن الروح عن ربه: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ* وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ. الكافرون 1/6. 



صدق الله العظيم.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-10-28
مقالات منشورة : 295
اجمالي القراءات : 3,363,569
تعليقات له : 398
تعليقات عليه : 408
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco