هل يجوز إنشاء كلية للشريعة الإسلامية ؟؟
هل يجوز إنشاء كلية للشريعة الإسلامية ؟؟
سؤال مهم جدا يقول ::
تحياتي لك دكتورنا الحبيب و أسعد الله أوقاتك . هل يجوز إنشاء كلية للدين ( كلية الشريعة) في الجامعات كباقي الكليات الأخرى مثل كلية الحقوق و الآداب و العلوم ووو، أم يمكن إنشاء مركز لتدبرالقرءان ليس له علاقة بالجامعات على ان يكون تدبرهم للقرءان غير ملزم للمجتمع ما عدا في التشريعات القرءانية الواضحة في المحرمات ؟؟
==
التعقيب ::
شكرا جزيلا لحضرتك دكتورنا الغالى أكرمكم الله .. كتبت عن موضوع الجامعات الدينية الإسلامية مثل الأزهر وبعض الجامعات السعودية والمؤسسات الدينية التعليمية بشكل عام قبل ذلك ،وطالبت بإلغائها وإغلاقها لأنها تؤسس للكهنوت الدينى ووصايته على الناس ، ولأنها تُعلم الطلاب سواء طلاب الكليات الدينية أو طلاب الدراسات العليا فيها التراث ولهو الحديث وفقه الشيطان على أنه دين من دين الله وجزء لا يتجزأ منه أو عنه ،ثم ينشرونه من خلال منابر المساجد والإعلام على الناس على أنه دين الله ويأمرونهم بالإيمان به ،ويُحذرونهم ويتوعدونهم بأن من يخرج عليه أو ينقده أو يدعوالناس للكُفر به والتمسك بالإيمان بكتاب الله وحده جل جلاله في دينهم بالقتل حدا تحت حد الردة أو الإضطهاد والإعتقال والرمى في غياهب السجون بتهمة إزدراء الأديان وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة .
واليوم أُكرر ندائى بإلغاء كل الكليات الدينية بجامعة الأزهر (أصول الدين – والدعوة الإسلامية – والدراسات الإسلامية –والشريعة قسم الشريعة الإسلامية – وكلية القرءان الكريم ) وكُلية (دار العلوم بجامعة القاهرة ) وما يُماثلهم من كليات ومعاهد إسلامية في العالم العربى والإسلامى ،بل وكل أقسام تدريس الشريعة الإسلامية في جامعات العالم كُله .
سؤال سيتبادر لأذهان الجميع :: وكيف سنعرف ديننا ومن سيُعلمه لنا ؟؟؟
أكرر ما قلته سابقا ::: نبدأ بتدريس مادة تدبر القرءان الكريم كمادة إجبارية من الصف الثالث الإبتدائى إلى آخر مرحلة في الحصول على الدكتوراة في كل المدارس والجامعات حتى لو كانت الدكتوراة في الطبيعة النووية .
تبدأ بتعليم أطفال الإبتدائى والإعدادى كيفية البحث لعمل أبحاث لإستخراج آيات الإيمان بلاإله إلا الله وحده لا شريك له ،والعبادات وما يتعلق بها (الصلاة – الصوم- الحج – الزكاة والصدقات وما شابه ) طبقا لترتيب نزول القرءان الكريم ، ثم كتابة أبحاث مُبسطة وموجزة عنها يشترك معهم ويُساعدهم فيها وفى فهمها أولياء أمورهم خلال في الفصل الدراسى الأول من السنة ،مع إعطاء تقريرا إسبوعيا عنها لأستاذ اللغة العربية المُشرف عليهم في هذا . ثم تبدأ مناقشة هذه الأبحاث من بداية الفصل الدراسى الثانى ،على أن تُناقش أبحاث طالب أو إثنان أو ثلاثة في كل إسبوع ،ويُقدمها ويشرحها بنفسه لزملائه في الفصل أمام المُدرس ، ثُم يُشاركونه في طرح أسئلة فيى بحثه ويُجيب عليها قدرإستطاعته ،ثم يقوم المُدرس بتصحيح البحث ومُساعدة التلميذ في ترتيب أفكاره .
=
ثم تتطور درجة الأبحاث في المرحلة الثانوية بحيث تكون عن القيم العُليا في الإسلام التي نادى بها وأمر بها وجعلها من أساسياته مثل (الحرية – السلام والإخاء والتعايش وقبول الآخر وإحترامه – العدل – الشورى –حفظ حقوق الناس وممتلكاتهم وهكذا ) ،ثم دراسات وأبحاث عن المعاملات بشكل عام ، وأبحاث ودراسات عن تشريعات الرحمن في (إفعل ولا تفعل ) وفى المُحرمات والمنهى عنه .
==
ثم تتطور الأبحاث في المرحلة الجامعية لتبحث في قوانين الأُسرة والأحوال الشخصية والمواريث ،والقصص القرءانى عن الأُمم السابقة وأنبيائهم ،ووحدة موضوعات الرسالات الإلهية للبشر من آدم إلى مُحمد عليهم السلام وهكذا وهكذا .
==
ثم في الدراسات العليا يدرسون ويبحثون في موضوعات اعلى من مستوى الهداية والإيمان لمستويات البحث بعُمق ،مثل دراسة آيات تحدث فيها القرءان الكريم بإشارات علمية في المخلوقات ،وفى الكون المُحيط من سماء وأرض ومحيطات وجبال ووووو ومغزاها ومقاصدها . ثم دراسة آيات القرءان الكريم (إعجازاته باللغة الدارجة ) التي تحفظه من داخله أو ما نقول عنها ميزان القرءان ،وتجعل من رابع المُستحيلات أن يأتي أحد بمثله،او أن يتلاعب به أحد بزيادة أوتضييع حرف واحد فيه أو منه.
==
أعتقد لو طبقنا هذا المنهج التعليمى فلن نحتاج إلى كليات كهنوتية تجعل من خريجيها أوصياء على الناس. ولجعلنا من كل مُتعلم وخريج شخصا قادراعلى قراءة القرءان ودراسته وتدبره والبحث فيه وإستخراج حقائقه بنفسه. ولخلقنا مُجتمعا وشعبا لا ولن يستطيع أحد أن يخدعه في دين الله ،ولا أن يستغله سياسيا باسم دين الله ، ولا أن يستبد عليه حاكم ويظلمه باسم دين الله . ولخلقنا في كُل مواطن شخصية واثقة من نفسها وقادرة على البحث ليس في القرءان الكريم فقط ولكن في كل شيء وفى كل موضوع تحتاج فيه لمعلومات أو دراسات سواء دراسات أكاديمية أو دراسات لمزيدسواء كان مشروعا صناعيا أو تجاريا أو زراعيا أو في الخدمات العامة.. وسنكون قد خلقنا مجتمعا يستطيع كُل فرد فيه تشغيل عقله والضغط على مفاتيح تفكيره بسهولة تامة بدلا من الإتكالية التي كان يعيشها قبل ذلك.
==
وفى الختام لا أريد أن أنسى أن أُذكر بأن (الدين مسئولية شخصية ) وسنُحاسب عليه حسابا فرديا فلا يجوزأن نكتفى فيه بفقه فلان او فلان ،ولكن علينا أن نهتم بمعرفته ومعرفة تشريعات الرحمن فيه بأنفسنا .
==
سيقول قائل :: أنت بهذا تحجر على الحرية الدينية للتراثيين والسلفيين الذين يؤمنون بروايا الحديث وفقه الشافعى ووووووو ؟؟
لا يا صديقى العزيز أنا في الحقيقة أنقذهم وأطلب منهم مراجعة أنفسهم في تدينهم قبل فوات الأوان لأنى سأجعل منهم شخصيات قادرة على البحث في دين الله بأنفسهم،بالإضافة أنى اتحدث عن التعليم النظامى الذى تتبناه الدولة وتُنفق عليه من ميزانيتها فلا يجب أن يكون تعليما مُلوثا ومُعلما للناس الكُفر بالله على أنه صُلب الإيمان بالله. أما من يريد أن يقتنى كتب روايات لهو الحديث وفقه أئمة الضلال فليفعل بنفسه ولنفسه ،حتى لو رغب في أن يُصمم لهم أصناما ويسجد لهم في بيته فهو حُر وهو مسئول عن نفسه ،ويجب أن يحميه القانون ويمنع أي شخص او أي سُلطة من أن تتعرض أو تعتدى عليه أو تمنعه .
==
كل ما سبق ذكره عن تدريس مادة لتدبر القرءان الكريم وإستخراج حقائقه وتشريعاته يجب أن يسير معها جنبا إلى جنب إستبدال موضوعات خُطب الجمعة التراثية المليئة بالكفر والإشراك بالله في المساجد بخُطب جُمعة تكون موضوعاتها دراسة آيات من القرءان الكريم ومناقشتها جماعيا مع كل المُصليين وإستخراج حقائقها وتشريعاتها وتسجيلها وتبويبها في أبواب وكأنها أبواب وفصول كتاب مُتاح لكل المُصلين بعد ذلك ليطلعوا على ما فيه ،وليبدأوا كما قلنا بتدبر آيات القرءان حسب النزول وليكن بتدبر 5 أو7 آيات أسبوعيا وفهمهم من سياقهم وليس من قال في تفسيرهم فلان أو علان وعكرمة وإبن عباس والطبرى والسيوطى والبهنساوى ووووووو . لا خلاص بقى أرمى كل ده في الزبالة .إفهم القرءان من القرءان ومن سياق الآيات نفسها ،ووقتها سنجد وعد الله جل جلاله في سهولة ويُسر فهمنا للقرءان قد تحقق حين قال جل جلاله ((( ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مُدكر))) ...
==
ومن وجة نظرى هذا هو الطريق الأوحد والأسلم والأنجح في القضاء على الجهل بالدين وفى القضاء على الجهل المُقدس ، وفى القضاء على التشدد والتطرف والإرهاب وإكراه الناس في دينهم الذى تُعانى منه مجتمعاتنا العربية والإسلامية ،بل والذى صدروه إلى بلاد الغرب والمهجر ،وفى التخلص من كل الوجوه العابسة المقرفة التي تُطالعكم وتنكد عليكم حياتكم ليل نهار ،وتجعل من نفسها وكلاء الله على الأرض وأوصياء على دينه واوصياء عليكم وعلى عائلاتكم . وسنجنى ثمار هذا في ألمجتمع أوتوماتيكيا وديناميكيا سيتحول إلى مُجتمع إصلاحى لأن الإصلاح الدينى هو الأب الشرعى وهوأساس لكل أصلاح تنشدونه .
==
اللهم بلغت اللهم فأشهد .
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) .صدق الله العظيم .
اجمالي القراءات
1164