نظرية الحُكم فى الإسلام بإختصار.
نظرية الحُكم فى الإسلام بإختصار.
موضوع مُهم وسؤال مُهم .
لو سمحت عندى سؤال قد طرحه احد الاخوة الادينيين وهو :
ماهى النظرية القرآنية للدولة؟؟
==
التعقيب :
بخصوص النظرية القرءانية للدولة .
بسيطة للغاية .
الدولة يكون لها دستور يحمى الحريات العامة وخاصة الحرية الدينية المُطلقة للجميع ، فهناك مئات من الآيات التى تدعوا وتأمر بالحفاظ على الحرية الدينية ومنها ( أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )
( لكم دينكم ولى دين)
( لست عليهم بمسيطر )
ودستور.ينص على إقرار العدل والأمن فى كل شىء يخص حماية المجتمع والناس ومُمتلكاتهم . ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ))
((اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )))
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))
((وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير)))
==
ودستور يؤسس لتسيير كل شئون الدولة على الشورى وطاعة أولى الأمر أى أولى العلم والإختصاص والخبرة فى قراراتهم وتوصياتهم بعد مجالسهم التى تشاوروا فيها بشأنها،فيرفعون توصياتهم للبرلمان لصياغتها وإقرارها فى صورة قوانين تسرى على الجميع الحاكم والشعب .
فمثلا ما يتعلق بالشئون الطبية والصحة والعلاج والمستشفيات وصناعة الأدوية والتجارة فى الأدوية ... فهنا يُطرح الموضوع المُراد مناقشته على نقابة الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة وأطباء العلاج الطبيعى لمناقشته مناقشة فردية كل واحد لوحده ،ثم مناقشتة إقليميا فى النقابات الفرعية ثم مناقشة توصيات كل النقابات الفرعية فى النقابة العامة لمناقشته مناقشة نهائية ،ثم إقرار التوصيات التى إتفقوا عليها ،ثم رفعها للبرلمان لإقرارها وصياغتها فى قوانين ليبدأالعمل بها داخل الدولة ....................... ولو كانت فيها مواد قانونية مُتصلة بفصائل أُخرى من المجتمع غير الفصيل الطبى .فيتم مناقشة التوصيات مع ممثلين لكل فئات الشعب للشعب ، وتؤخذ توصياتهم وملاحظاتهم فى عين الإعتبار ويتم الرد عليها أو إصلاح بعض التوصيات بما يتوافق معها أو إضافتها لنفس بنود ومواد القانون الذى سيُقره البرلمان .
وهكذا وهكذا مع باقى فئات الشعب من أصحاب المهن والحرف الأُخرى.. مهندسين وزراعيين وتجاريين وإجتماعيين وموظفين خدمات وعسكريين وشُرطيين ووووووو. ومن هُنا يُصبح الشعب هو الحاكم الحقيقى ،والمسئولين بما فيهم الرئيس والحكومة موظفين لدى الشعب فى مُقابل بعض الإمتيازات الإيجابية البسيطة لهم فى الراتب وفى الحصانة فيما يتعلق بأدائهم لشئون وظيفتهم فقط ، ويكونون مسئولين أمام الشعب والقانون ،ويتم عزل المُقصّر منهم ومُساءلته ومُحاسبته ومُحاكمته إداريا أو جنائيا حسب نوع تقصيره أو جريمته .
==
الإسلام ليست فيه دولة دينية يحكمها رجال الدين ،ولا فيه دولة ديكتاتورية إستبدادية ظالمة ،ولادولة يكون الحاكم فيها وكيلا عن رب العالمين ،ولا حاكما يوهمهم بأنه مبعوث السماء ويوحى إليه وأنه جاء بقدر من الله وليس بإختيار الناس ، ولا فيه دولة يرث فيها الأبناءالسلطة والحُكم من الأباء ويعتبرون أنفسهم أصحاب البلد وسادته ..
الدولة فى الإسلام فيها الشعب هو الحاكم وهو المالك الفعلى للبلد وثرواته ،والحاكم موظفا عند الشعب لأن الشعب هو الذى إختاره ويستطيع عزله ومحاكمته على فساده وسوء إدارته فى أى وقت .
وأولى العلم والرأى والأمر والخبرة والإختصاص كُل فى مجاله هم من يضعون القوانين والتشريعات بعد مناقشتها مناقشة علمية مُستفيضة داخل مجالس الشورى فى أصغر قرية أو نقابة فرعية وصولا إلى عاصمة الدولة أو النقابات العامة لكل مهنة وحرفة .
((وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ))
((وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ))
((يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم))
==
فالإسلام شىء وللاسف المُسلمون شىء آخر مختلفا تماما عن تعليمات الإسلام والقرءان منذ أن إعتدى (عُمر بن الخطاب ) على حدود الله فيه وعاد لحكم جاهلية قريش بأن جعل الحُكم فى أحد الستة الذين إختارهم للحُكم من بعده وجعل إبنه (عبدالله ) هو صاحب القرار فى إختيار الحاكم من بينهم .ومنذ أن هجر المُسلمون القرءان وإتبعوا أكاذيب أبوهريرة فى دين البخارى ومالك والشافعى وإبن حنبل ووووووو التى جعلت الحاكم حاكما من الله ،وله الحق فى الحُكم حتى لو كان فاجرا ظالما مُستبدا عريقا فى الإجرام والفجور ،وجعلت له الحق فى أن يجلد ظهور الشعب ويسلبه حُريته وحياته وثرواته ،وجعلت له الحق فى أن يقتل ثُلث الرعية إصلاحا للثُلثين ، وجعلت له الحق فى أن يقتل من يأمره بالإصلاح والعدل تحت حُجة أنه زنديق مارق خارج على الجماعة ويُريد أن يُفرق بين جموع المُسلمين ،وعليه السمع والطاعة لأميره ولو كان فاجرا ظالما عربيدا ..
اجمالي القراءات
910