مهدي مالك Ýí 2023-09-16
حوار صحفي خيالي مع جزائري معارض و مقيم بالمغرب ؟
مقدمة متواضعة
من الناحية التاريخية فان البلاد المسماة بالجزائر الان لا وجود لها الا في سنة 1962 حيث هذا هو شيء معلوم لدى أساتذة التاريخ الوسيط و المعاصر و لدى الطبقة السياسية في المغرب او في هذا البلد الجار و الشقيق في الهوية الامازيغية كما نؤمن داخل الحركة الامازيغية و في الدين الإسلامي بدون ادنى شك .
لقد قلت في مقال سابق منذ شهور عديدة ان سيادة الدول هي خط احمر سواء في العالم الإسلامي او في الغرب المسيحي حيث ان بلدنا المغرب قد ناضل منذ سنة 1956 من اجل استكمال وحدته الترابية عبر مراحل و محطات مثل استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958 و استرجاع إقليم سيدي ايفني سنة 1969 و استرجاع الصحراء الغربية المغربية سنة 1975 من خلال ابداع المسيرة الخضراء كمعجزة القرن الماضي حيث جمعت 350 الف مغربي و مغربية صوب تحرير صحراءنا الامازيغية المغربية من ايادي الاستعمار الاسباني .
ان بلدنا المغرب كما هو معلوم قد خضع للاستعمار رسميا في 30 مارس 1912 اثر توقيع عقد الحماية بين المخزن التقليدي و الجمهورية الفرنسية و بعد حين دخلت المملكة الاسبانية كقوة استعمارية ثانية الى المغرب كما يعلم الجميع و فرنسا كانت تحتل المغرب الأوسط أي الجزائر الحالية منذ سنة 1830 ميلادية .
و في سنة 1956 حصل المغرب على استقلاله الشكلي كما نعتبره في الحركة الامازيغية حيث آنذاك كانت السلطات العليا لا تناقش مسالة الحدود مع الجزائر الشقيقة حتى تحصل على استقلالها بسبب اننا اخوان في الدين الإسلامي و في الهوية الامازيغية الجامعة لمنطقة شمال افريقيا و جنوب الصحراء الافريقية .
غير ان فرنسا قامت سنة 1962 بخلق دولة تسمى بالجزائر على شكل جمهورية يحكمها نظام عسكري ذو التوجه العروبي بهدف اثارة المشاكل مع المغرب بشكل دائم و مستمر و منحت فرنسا للدولة الجديدة الصحراء الشرقية المغربية مثل تيندوف و بشار الخ بمعنى ان الجزائر هي صناعة فرنسية صرفة لتعريب امازيغي هذه البلاد و فرنستهم و خصوصا منطقة القبائل التي كانت في مقدمة الحركة الوطنية الجزائرية.
ان الذي اريد الوصول اليه هو ان فرنسا بجلال قدرها و تاريخها التنويري للغرب المسيحي هي مسؤولة تاريخيا عن مشكل الصحراء المغربية ببعدها الغربي المسترجعة الى أحضان المغرب و ببعدها الشرقي التي هي في حوزة الجزائر الشقيقة الان.
ان فرنسا اليوم في ظل رئيسها الحالي تعادي المغرب بشكل واضح و صريح من خلال مجموعة من الممارسات مثل طرد صحفي مغربي من احدى القنوات الإخبارية الفرنسية لمجرد قوله مصطلح الصحراء المغربية في تحقيق صحفي حول العلاقات المتميزة بين المغرب و اسبانيا و اسم هذا الصحفي المغربي هو رشيد امباركي بالمناسبة .
و هنا يحق لنا ان نتساءل اين هي حرية التعبير في هذه القضية؟ خصوصا ان فرنسا تقول انها مع حرية التعبير الى ابعد الحدود باعتبارها واحة حرية التعبير و الديمقراطية و العلمانية الغربية الخ من هذه الشعارات البارقة .
لكن قضية رشيد امباركي هي قضية حرية التعبير بالدرجة الأولى حيث ان هذا الصحفي قد عبر عن رايه كمغربي معتز بمغربيته و بتاريخ بلده الحقيقي و السلطات العليا في فرنسا تعلم هذا المعطى جيدا .
ان فرنسا تحاول معاكسة المغرب منذ الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء الغربية بتاريخ 10 دجنبر 2020 و كما هو معلوم فان فرنسا لا تعترف بسيادة المغرب على صحراءه على الاطلاق و لهذا يطالب المغرب الرسمي بموقف واضح و حقيقي من طرف فرنسا اتجاه قضيتنا الوطنية الأولى و اتجاه مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب منذ سنة 2007 كما فعلت المملكة الاسبانية منذ عام تقريبا و هذا يعطي مؤشرات لا نهاية لها على نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة حكيمة من طرف الملك محمد السادس....
انني لست اعادي الشعب الجزائري الشقيق الذي يعاني العديد من المشاكل بسبب نظامه العسكري الحاكم منذ سنة 1962 الى الان بالحديد و النار حيث قد يقول قائل ان المغرب ليس واحة للديمقراطية و حقوق الانسان و القضية الامازيغية الخ و هذا قول صحيح الى حد بعيد..
لكن الحق يقال ان الدولة المغربية منذ سنة 1956 الى حدود الان لم تسعى قط الى تقسيم الجزائر الحالية على الاطلاق و لم تعترف رسميا الى حد الان بحركة استقلال منطقة القبائل الامازيغية أي ان الدولة المغربية في هذا المجال تحترم وحدة الشعب الجزائري الترابية و الوطنية و تحترم قيادته الموقرة الخ.....
اما الدولة الجزائرية فحدث بدون حرج فمنذ سنة 1973 خلقت جبهة البوليساريو الانفصالية و دعمتها بالمال و بالسلاح و بالدعاية الإعلامية على الاعلام الجزائري الرسمي لعقود من الزمان لدرجة عندما حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم إنجازه الاعجازي في كاس العالم بقطر لم يستطيع الاعلام الجزائري الرسمي مجرد ذكر اسم المغرب في النشرات الإخبارية في قنواتهم التلفزيونية الرسمية و اتكرر الرسمية .........................
الى صلب الحوار الخيالي
يشرفني ان استضيف في هذا الحوار الصحفي معارض جزائري ذوي الأصول الامازيغية ....
السؤال 1 من تكون ؟
الجواب انني من قبائل التوارك أي الطوارق بالعربية و اسمي هو تاشفين و من المواليد سنة 1970 بمدينة تمنراست بالصحراء الجزائرية حيث نشات نشاتي الأولى بين أحضان الصحراء و طبيعتها الخلابة و يسمى قومي بايموهار أي الشعب الحر ..
لقد ارسلني الوالد رحمه الله الى العاصمة الجزائرية الجزائر لادخل الى المدرسة الحكومية و عمري آنذاك لا يتجاوز 7 سنوات و كنت اسكن هناك في بيت خالي إبراهيم مع زوجته الفرنسية التي ساعدتني كثيرا في تعلم لغة الاستعمار القديم الجديد أي الفرنسية .
و كنت اعود الى مدينتي الام في العطل المدرسية و الأعياد الدينية باعتبارنا مسلمين ذوي المذهب المالكي مثلكم في المغرب....
غير ان المراة عندنا لها قيمة و شان كبير في المجتمع التواركي الامازيغي ان صح التعبير كما كان هو الحال بالنسبة للدولة المرابطية .
السؤال 2 اين اتجهت في دراساتك الجامعية ؟
الجواب نحو الاذب الفرنسي بحكم تأثير زوجة خالي إبراهيم الفرنسية الايجابي و بحكم محيط العاصمة المفرنس مع تيار تعريب قوي قبل الربيع الامازيغي في ابريل سنة 1980 و بعدها أي كنت اعشق الغرب و التغريب في نهاية الثمانينات من القرن الماضي كما يريده نظامنا المجرم .
السؤال 3 متى انطلقت مشاكلك مع النظام العسكري ؟
الجواب كنت قد عرفت تحولا كبيرا من التغريب الفرنسي الى الاعتزاز بالاصل الامازيغي في بدايات التسعينات من القرن الماضي أي بداية المعارك بين نظامنا المجرم و الجبهة الإسلامية للانقاد التي فازت بالانتخابات التشريعية في تلك الفترة بشكل عظيم لان ليس هناك اي بديل قوي آنذاك حيث كان الناس يكرهون هذا النظام العروبي و المفرنس في نفس الوقت أي انه عبد مطيع لفرنسا الاستعمارية .
لقد كنت أعيش آنذاك في مدينة جانت الصحراوية قرب الاهل و الأصدقاء في منطقة مزاب ذات المذهب الاباضي السمح و كنت أستاذ في اللغة الفرنسية في المدرسة الابتدائية و في نفس الوقت مناضل امازيغي بملابس التوارك حيث وقتها كنت اكتب مقالاتي حول الثقافة الامازيغية المحلية في جريدة جهوية باللغة العربية و باللغة الفرنسية كذلك ....
لقد انطلقت مشاكلي مع نظامنا المجرم حين ظهور مقالاتي في الصحف المهتمة بالثقافة الامازيغية بفرنسا حيث تم اعتقالي في شتنبر 1993 و ترحيلي مباشرة الى مدينة تندوف لدى عساكر البوليساريو قصد التعذيب بشكل مهين لكرامتي باستعمال اسلاك الكهرباء حيث تم تجردي من كل ملابسي الخارجية و الداخلية و تم تصويري هكذا ...
و قالوا لي ان القيادة الجزائرية العليا قد امرتنا بتعذيبك اشد العذاب باعتبارك قد كفرت بالعروبة الجامعة لامتنا العربية من المحيط الى الخليج منذ الخالد جمال عبد الناصر ...
السؤال 4 متى خرجت من هذا الجحيم ؟
الجواب قد وجدت في هذا الجحيم كما اطلقت عليه العديد من المعتقلين المغاربة و المعتقلات المغربيات حيث تعرفت على معتقلة مغربية من إقليم طاطا حيث تم اعتقالها سنة 1989 من طرف عناصر البوليساريو و تم اغتصابها بالقوة عدة مرات الخ من هذه الأفعال التي تعارضها شرائع السماء و قوانين الأرض و كانت تحدثت معي مطولا عن ماذا وقع لها و اتفقنا على الهروب من هذا الجحيم و الزواج بعد ذلك .
قد استغلنا احدى الاحتفالات المقيمة هناك في مارس سنة 1996 قصد الهروب و نجحنا في هذه العملية و وصلنا الى الطريق الرئيسي لتندوف و ركبنا في سيارة سيدة محترمة حيث قالت لنا انها مسافرة الان الى تامنراست حيث تعيش مع زوجها..
و في الطريق الطويل الى هناك شرحنا لها قصتنا مع نظامنا المجرم و مع جبهة البوليساريو الحقيرة و قالت هذه السيدة المحترمة بانها امازيغية من منطقة القبائل و محامية و عليكما مغادرة هذه البلاد في اتجاه مالي كمحطة أولى ثم الى المغرب كمحطة ثانية ..........
السؤال 5 بعد وصولكما الى المغرب ماذا حدث لكما ؟
الجواب كان الفراق شديد بينني و بين الوالدين و أصدقائي بمدينة جانت الصحراوية او بمنطقة مزاب حيث شدنا الرحال الى مالي في صيف سنة 1998 بجواز سفر مزور باعتبارنا قد هربنا من الدولة الجزائرية ..
و قد تزوجنا في مالي عند فقيه مالكي هناك و بعد ذلك اخذنا الطريق نحو المغرب بواسطة شاحنة خاصة لحمل البضائع لايام طويلة حتى اعتقدنا اننا لن نصل ابدا الى بلدكم الكريم .
و أخيرا وصلنا الى ميناء اكادير يوم 20 يوليوز 1998 حيث قال صاحب الشاحنة لنا مرحبا بكم في بلدكم الثاني المغرب حيث انني مغربي من الاطلس الكبير و يظهر عليكما انكم غرباء عن هذه البلاد الشريفة و شرحت له قصتنا بالكامل و قال لنا انني ساذهب معكم الى بيت فقيه معروف هنا لقضاء أيام حتى تسوية وضعيتكم القانونية في البلاد و هكذا استقرنا في المغرب الجميل الى حدود يوم الناس هذا ......
السؤال 6 كيف بدات حياتك هنا في المغرب ؟
الجواب كانت الأمور صعبة بالنسبة لي كجزائري تواركي حيث شرحت للسلطات العمومية انني هربت من وحشية البوليساريو الى امان المملكة المغربية و امان ملكها وقتها الحسن الثاني .
و قد اقترح علي احد المسؤولين في بلدية اكادير ان اعمل معهم في قسم الشكايات و اما زوجتي فانها ربة البيت حيث هي اشرف مهنة في الوجود و بالإضافة الى انها تعمل طباخة في الاعراس و الحفلات العائلية .....
السؤال 7 كيف وجدت ثقافتنا الامازيغية بسوس؟
الجواب صراحة ان زوجتي علمتني اللغة الامازيغية المحلية أي تشليحت و علمتني الاستماع الى أغاني الروايس و المجموعات الغنائية العصرية حيث كنت استمع في بلدي الجزائر الى المرحوم الفنان الامازيغي ايدير و الى فرق التوارك الموسيقية و حتى الشاب خالد الخ..
ان ثقافتكم الامازيغية هي جميلة مثل ثقافتنا الامازيغية في منطقتنا الصحراوية ..
السؤال 8 كيف تنظر الى نظامكم العسكري الان ؟
الجواب انني زورت بلدي الجزائر بعد الحراك حيث لم يتغير أي شيء منذ هروبي منها لان نظامنا الفاشل مازال يأكل أموال شعبنا المهمش من اجل الدعاية الرخيصة للبوليساريو بغية تقسيم المغرب من خلال خلق ما يسمى بالجمهورية العربية الديمقراطية على ارضنا الامازيغية منذ مئات القرون و هذا جهل بعينه و بذاته ..
ان هذا الجهل قد منع من بناء الاتحاد المغاربي بدوله الخمس كقوة إقليمية قادرة على رفع التحديات الاقتصادية و التنموية و إيقاف طغيان فرنسا الاستعمارية على دولنا الافريقية بصفة عامة بهدف نهب خيرات الافارقة البسطاء الى بلادها الغنية اصلا ..
السؤال 9 ما رايك في الإنجاز الاعجازي الذي حققه منتخبنا الوطني في كاس العالم بقطر ؟
الجواب كانت أجواء استثنائية من الافراح و السرور بابداع اسود الاطلس داخل الملعب حيث لعب هذا المنتخب البطل مع اعرق منتخبات العالم من قبيل المنتخب الاسباني و المنتخب البرتغالي الخ حيث كان قريب للغاية من بلوغ الدور النهائي من اجل الفوز بكاس العالم لو لا ظلم التحكيم و أشياء أخرى ..
لقد كنت سعيد باعتباري جزائري مقيم بالمغرب بالانجاز الخرافي الذي حققه المنتخب المغربي في نهائيات كاس العالم في دولة قطر لوصوله الى دور النصف النهائي كاول بلد افريقي مسلم حيث هذا يعتبر مصدر الفخر و الاعتزاز لكل عالمنا الإسلامي..
انني اخجل من اعلام بلدي الرسمي الذي لم يكلف نفسه عناء ذكر اسم المغرب الذي شرف الامازيغيين و العرب و الافارقة ...
السؤال 10 ما هو رايك في حركة الماك أي استقلال منطقة القبائل ؟
الجواب طبعا انني ادعم حركة الماك و حركة الحكم الذاتي في منطقة مزاب الخ من اشكال النضال الامازيغي في بلادنا لان نظامنا العجوز يتصرف كانه طفل صغير تحت رعاية فرنسا ..
السؤال الأخير ما هي كلمتك الأخيرة ؟؟؟؟؟
الجواب شكرا لكم
توقيع المهدي مالك
الذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء المباركة اية دروس في الوطنية الخالصة ؟
من اقبر قيم الإسلام الإنسانية ؟
تكريم سيدي الحسين جهادي اباعمران باعتباره قامة عظيمة من قامات المغرب المعاصر
دعوة للتبرع
البخارى قليل الأدب: السل ام عليكم سيدي الفاض ل اريد هنا طرح...
عبد الله المذعور: لفت إنتبا هي إسم هذا الموق ع الذي يحمل...
علمانية الاسلام: انشئن ا في كوردس تان منظمة عالمي ة بأسم...
طقم أسنان الصائم: انا ركبت طقم اسنان متحرك ويحتا ج إلى تثبيت ه ...
فراعنة المحمديين: السؤا ل : فى سورة الناز عات قال الله تعالى عن...
more