حوار صحفي خيالي مع ملحد سعودي مقيم في الولايات المتحدة الامريكية؟
مقدمة قصيرة
ان الالحاد هي ظاهرة موجودة بمختلف المجتمعات الانسانية عموما و المجتمعات الاسلامية خصوصا على مر التاريخ دون ادنى شك.
ان الالحاد المطلق حسب رايي المتواضع هو انكار وجود الله نهائيا و بالتالي انكار وجود الانبياء و الديانات الخ من هذه الاشياء التي نؤمن بها كمسلمين و كمسيحيين و كيهود باعتبارها هويات دينية فردية بمعنى انني امارس فرائضي الدينية بينني و بين الله الذي سيحاسبني في يوم القيامة على حسناتي و على ذنوبي بدون ادني شك..
و لا يفهم كلامي هذا ان الاسلام لا يصلح ان يكون هوية جماعية او جامعة لكن الاشكال المطروح بالحاح اليوم هو باية قراءة للاسلام يمكننا الوصول الى الدولة المدنية الحقيقية بمعناها النسبي لان لا توجد دولة مدنية مطلقة في هذا العالم برايي الشخصي ..
ان الالحاد يشبه الى حد كبير دعاة الاسلام السياسي ببعده الوهابي و الاخواني حيث ان الملحدين قد اعتمدوا الاحاديث المسيئة للاسلام و رسوله الاكرم صلى الله عليه و سلم و المنسوبة الى المقام النبوي كما يقوله اهل التنوير الاسلامي منذ اوائل القرن الماضي الى الان و اعتمدوا على تفاسير القدماء للقران الكريم في العهد العباسي الخ من عناصر هذه المنظومة القديمة ان صح التعبير بمعنى ان الالحاد و الرجعية السلفية يجتمعان معا لاجل تشويه الاسلام السمح و المتسامح مع الاخرين .
انني شاهدت على يوثيوب في رمضان الماضي برنامج على خطى الحبيب للاستاذ عمور خالد المحسوب على التيار الاسلامي المعتدل في مصر على ما اظنه و برنامجه هو عبارة عن عرض السيرة النبوية باسلوب رقي يجعل المشاهد يكتشف عظمة هذا الدين و ادبياته الرفيعة من قبيل ادوار المراة المهمة على امتداد هذه السيرة العطرة و من قبيل ان الاسلام في اصوله لم يكن ابدا دينا للقتل و للارهاب بل كان دينا للسلام و المواطنة في المدينة المنورة حيث ان رسولنا الاكرم قد منح الحرية الكاملة لليهود في ممارسة شعائرهم الدينية.
ان من هذه الادبيات الرفيعة دور الفن و الغناء في السيرة النبوية من خلال الاستقبال الاسطوري الذي ناله الرسول الاكرم و رفيقه ابو بكر الصديق عندما دخلا المدينة المنورة حيث استقبلهما بالفرح و بالغناء عبر قصيدة طلع البدر علينا ..
ان من هذه الادبيات الرفيعة هي فتح مكة المكرمة سلما دون اراقة اي دم او سبي اية امراة او فتاة الخ من هذه الادبيات الراقية التي قتلتها الدولة الاموية بجرائمها الصريحة في حق الاسلام و في حق احفاد الرسول الكرام و في حق نساء الصحابة داخل المدينة المنورة و في حق الكبعة المشرفة الخ من جرائم هذه الدولة المارقة بالنسبة لي .......
انني ساحاول عبر هذا الحوار الخيالي الساخر ارسال الرسائل الرمزية الى من يهمهم الامر في جميع الاتجاهات ..
الى صلب الحوار
يشرفني ان استضيف ملحد سعودي مقيم بالولايات المتحدة الامريكية منذ 40 سنة و خرج من الاسلام منذ 20 سنة بسبب اعدام زوجته بتهمة قيادة السيارة داخل السعودية و الدفاع عن حقوق المراة هناك و بسبب اعتقاله هناك على خلفية احداث 11 شتنبر 2001 بامريكا و منذ ذلك الوقت قد كره الاسلام و كرس حياته الباقية في محاربته في امريكا ..........
السؤال 1 من انت ؟
الجواب اولا انني قبلت دعوتك المتواضعة للحوار معك لانك مدافع على ما يسمى بالاسلام .
انني انسان ملحد اكره الاسلام كره شديد و اعتبره خرافة لا وجود الا في عقول البسطاء امثالكم حيث تصلون للجدران فقط حيث اين ربكم العالي و اين رسولكم الامي الذي اغتصب طفلة عمرها تسع سنوات تحت ذريعة الزواج و اين كتابكم الخرافي الذي يجمد العبودية و ملك اليمين و اين كانت اخلاقكم الدينية في الدولة الاموية و الدولة العباسية و الدولة العثمانية التي قتلت الالاف من الناس باسم دينكم و انتم تقولون بضرورة الاصلاح الديني كخرافة اخرى تضاف الى خرافاتكم الاخرى .
السؤال 2 هل كنت مسلم ؟
الجواب قد نشأت في الاسرة المحافظة في مكة المكرمة كما تسمونها انتم كمسلمين حيث كان الوالد وهابيا حتى النخاع و كان يحرم علينا كل شيء تقريبا مثل مشاهدة التلفاز او سماع الاغاني مهما كانت نوعها و كان يربينا تربية داعش اي تكفير العالمين الخ .
فكنت مسلم بحكم المحيط العائلي و التعليمي حيث كم ضربني الوالد على الصلاة مثلا او عندما اسلم على بنات العم او الخال باليد لان السلام باليد مع المراة الاجنبية تعد حراما في الاسلام الحقير كما اعتبره باعتباره فرض قيود لا نهاية لها عليكم حيث انني انسان حر الان و لست عبد لكتابكم و لرسولكم يا عابدين الخرافة و قيم رخيصة و هل يعقل ان ينزل الكتاب من السماء على قلب رجل في الصحراء .
ارجوا ان تحترم مشاعرنا كمسلمين لكي نستمر في هذا الحوار المتواضع من فضلك.
السؤال 3 ما هو عملك القار ؟
الجواب انني كاتب صحفي في بلادي السعودية او في بلد الاقامة امريكا الان حيث كان الوالد يريد ان اصبح امام في مسجده بمكة اقرا كتابكم المقدس كما تعتبره و اقرا سيرة رسولكم و اقرا احاديث الجنس و الجهاد و انكم خير امة في هذه الارض .
فاستطاعت اقناع والدي الذي ذهب الى السماء كما اظنه بان العمل في الصحافة سيخدم الاسلام كما كنت اؤمن به في سنوات السبعينات قبل ان اقرر الهجرة الى امريكا سنة 1982 بغية الاستقرار مع زوجتي الفريدة من نوعها باعتبارها كانت مدافعة شرسة عن حقوق المراة في السعودية و كانت نعم الزوجة تعرفت عليها في المجلس العائلي حيث كانت شقيقتي الكبيرة تحدثت معي عنها و عن ثقافتها العالمة و كانت نموذج للتنوير الاسلامي كما يسمى حيث تزوجنا في صيف سنة 1980 في حفل ديني لا غناء فيه اطلاقا ...
السؤال 4 هل كنت تؤمن بالتنوير الاسلامي ؟
الجواب نعم كنت في الماضي مع زوجتي حيث كنا نكتب المقالات بالاكليزية في الجرائد الامريكية حول اسلامكم و رسولكم و اوضاع المراة في السعودية و نظمنا المئات من المحاضرات على طول امريكا و عرضها طيلة 20 سنة لكن في نهاية المطاف قتلت زوجتي في مكة سنة 2000 في ساحة عمومية امام الناس فقرهم و غنيهم و فقيهم و اميهم الخ من هذه الانواع .
السؤال 5 ما هي قصتك مع الاعتقال في امريكا ؟
الجواب كانك لا تدري انني سعودي مسجل عندهم بانني مسلم و ناشط للتعريف بالاسلام منذ 20 عام حيث حدث اعتقالي في يناير 2002 في مطار العاصمة الامريكية على اثر عودتي من فرنسا .
و اجرى محقق قسم الشرطة تحقيقا شاملا معي حول علاقتك المفترضة بتنظيم القاعدة و علاقتك بالاسلام الخ و بعد ذلك تم سجني شهريان مع التحقيق اليومي و التعذيب النفسي حتى كفرت بالحياة عموما و بالاسلام خصوصا و بعد خروجي من المعتقل شربت الخمر و عاشرت بنات الهواء بغية نسيان الماضي و قطعت علاقتي بالعائلة و بالوطن نهائيا منذ ذلك الوقت .
السؤال 6 هل اشتقت الى زوجتك؟
الجواب نعم يا ايها العبد لخرافة الاسلام التي قتلت حبيبتي بدم بارد في بلاد تحتضن مقدساتكم الاسطورية حيث كانت حامل في شهرها الاخير اي ان الاسلام الرجعي قد قتل زوجتي و ابني هل تفهم........
السؤال 7 هل قمت بالزيارة الى احدى البلدان الاسلامية ؟
الجواب لا استطيع.
السؤال 8 هل ترى الاخبار الدولية ؟
الجواب نعم انني اعشق متابعة الاخبار الدولية ........
ماهية كلمتك الاخيرة
الوداع...
اذن كان هذا مجرد حوار صحفي من نسج الخيال يعبر عن اشياء من صميم الواقع المعاش في مجتمعاتنا الاسلامية خلف الابواب المغلقة حيث استغفر الله العالي العظيم من الالحاد و طرقه المختلفة لانني ابن البيئة الامازيغية الاسلامية..
توقيع المهدي مالك