مهدي مالك Ýí 2023-09-26
حوار صحفي خيالي مع فرنسي مسلم مقيم بالسعودية سابقا ؟
مقدمة متواضعة
لقد شاءت الاقدار الإلهية ان يكون الحجاز مهد الرسالة الإسلامية و مهد رسولنا الاكرم صلى الله عليه و سلم الذي جاء للعالمين رحمة و برسالته الخاتمة للرسائل السماوية الأخرى حيث ان الرسالة المحمدية الغالية علينا هي جاءت لمحاربة الأحادية القروية لدى القبائل العربية في وطنهم الأصلي الا و هو شبه الجزيرة العربية و حسب ما فهمته في كتاب الدولة و المجتمع هلاك القرى و ادزهار المدن للمرحوم الأستاذ محمد شحرور بان الإسلام كان ثورة هادئة نحو المدنية حيث لا احد منا قد تساءل لماذا لم يجعل الرسول مكة المكرمة عاصمة لدولته الاسىلامية بعد فتحها ؟
و الجواب هو بكل التواضع لان مكة المكرمة هي قرية خلقها الله للسلوك الأحادي و المتمثل في عبادته عبر فريضة الحج التي تجسد الأحادية الإسلامية في اللباس و في السلوك أي القيام باركان الحج بايمان عميق بواحدية الله الاحد و الإخلاص لوجهه الكريم......
اما المدينة المنورة التي كانت تسمى بيثرب قبل هجرة الرسول الاكرم و الذي ساماها بالمدينة المنورة باعتبارها فضاء للتعددية في سكانها بين المهاجرين و الأنصار و اليهود أي انها كانت بداية جينية للمدنية و للديمقراطية عبر مفهوم الشورى في القرن السابع الميلادي .
لكن هذا المد المدني و الديمقراطي لم يستطيع الصمود او اية مقاومة امام جاهلية العرب الجديدة و المتمثلة في الدولة الاموية بشكل صريح و واضح ....
لقد شاءت الاقدار الإلهية كذلك ان تكون المملكة العربية السعودية باعتبارها تحتضن اقدس مقدساتنا الإسلامية هي المدافعة و الداعمة على انتشار المذهب الوهابي الوحشي كما اسميه لعقود طويلة ليس فقط في السعودية او في عالمنا الإسلامي....
بل في انحاء العالم باسره حتى ظهر الإرهاب العنيف باسم الإسلام منذ منتصف تسعينات القرن الماضي الى الان طبعا بدعم غربي نفعي حيث ان الكل يعلم ان الولايات المتحدة الامريكية هي حليفة استراتيجية للسعودية منذ تاسيسها سنة 1932 الى الان ....
ان الغرب المسيحي ظل يبحث عن مصالحه النفعية اي خيرات الدول الإسلامية بشجع كبير بمعنى ان هذا الغرب لا يهتم كثيرا بديمقراطية دولنا الإسلامية و وضعية حقوق الانسان فيها و هناك نماذج لاوضاع خطيرة في الديمقراطية و في حقوق الانسان في دول الخليج العربي الخ...
الى صلب الحوار الخيالي
يشرفني ان استضيف في هذا الحوار الصحفي المتواضع فرنسي مسلم مقيم بالسعودية سابقا منذ سنوات طويلة و قد مر في حياته بمراحل كثيرة مثل مرحلة الالحاد في شبابه بفرنسا و مرحلة الوهابية في الثمانينات و في أخير مرحلة التنوير ......
السؤال 1 من تكون ؟
الجواب انني ابن هذا العالم المليء بالتناقضات الكثيرة على كل المستويات و الأصعدة حيث ان القوي ياكل الضعيف كاننا نعيش في غابة كبيرة بدون قوانين الأمم المتحدة او القوانين التي نزلت من السماء ..
انني ولدت في احدى القوى بفرنسا في منتصف الخمسينات و وجدت نفسي في مؤسسة لرعاية الأطفال المتخلى عنهم أي انني نتاج لعلاقة خارجة عن اطار الزواج بين الرجل و المراة او الفتاة حيث الله اعلم كيف كانت وضعية امي وقتها ...
و قد نشات في هذه المؤسسة الى سن 18 سنة ثم طردت منها نظرا لانني أصبحت شاب قادر على العمل بيده و نمت في الشارع العام لشهور عديدة قبل ان اجد عمل متواضع في مقهى القرية الصغير حيث قال صاحب المقهى انه سيضمن لي المال و السكن في بيته مع زوجته مقابل العمل في تقديم القهوة و الطعام للزبائن ..........
السؤال 2 كيف أصبحت ملحدا ؟
الجواب هذا سؤال صعب لانني وجدت نفسي هكذا أي بدون انتماء الى أي شيء تقريبا لانني كنت اعتقد ان العالم كله ضدي و كنت اعتقد بان الله هو غير موجود أصلا استغفر الله العالي العظيم لانني ارتكبت ذنوبا حيث عاشرت زوجة صاحب المقهى و هي بدات في اغرائي مثل زوجة عزيز مصر التي كانت توارد سيدنا يوسف عن نفسه ..
السؤال 3 كيف اكتشفت الإسلام ؟
الجواب في منتصف ستينات القرن الماضي جاء الى المقهى رجل يظهر عليه انه سعودي من ملابسه التقليدية و هو يتحدث بلغتنا الفرنسية بطلاقة نادرة و اقتربت منه و وجدته يعاملني بكل الاحترام و التقدير و سألني عن حياتي فقلت كل شيء فقال لي انني قيادي في جماعة الاخوان المسلمين ببلادي السعودية و وقتها كنت احتاج الى أي انتماء مهما كان لخروج من الالحاد أي من الضياع بدون أي هدف في هذا الوجود.
و بعد شهور من اللقاءات بيننا اقتنعت بالإسلام كاركان خمس و قيمه الكبرى من قبيل العدل و المساواة بين المسلمين و اهل الكتاب وقتها كما كان يقول لي هذا الرجل الصالح .........
السؤال 4 ماذا حدث بعد هذه اللقاءات ؟
الجواب في صيف سنة 1969 غادرت وطني الام فرنسا بجواز سفر مزور نحو الجزائر مع هذا الرجل الصالح للجلوس فيها لمدة سنة لأتعلم اللغة العربية و القران الكريم حيث اثناء جلوسنا في الجزائر تعرفت على الفقهاء و العلماء و تعرفت اكثر على الإسلام من خلال مخالطة الناس في هذا البلد المسلم و لم اكن اعلم بما ستاتي السنوات القادمة في السعودية من التغييرات الكبيرة على فكري ....
السؤال 5 متى سافرت الى السعودية؟
الجواب قد سافرت مع الرجل الصالح الى هناك سنة 1970 حيث عشت في مدينة مكة المكرمة قرب المسجد الحرام و كان من الصعب علي التعود على الحرارة التي قد تصل الى 45 درجة في الظل..
و هناك يمنع الاختلاط بين الرجال و النساء و يمنع بيع الخمر الخ من هذه الممنوعات.
لقد كنت اعمل كسائق سيارة الأجرة هناك طيلة النهار و في المساء كنت احضر في الدروس الدينية في المسجد الحرام حتى امنت بالمنهج الوهابي أي أصبحت اكفر الجميع و امنت بعقائد الولاء و البراء .....
و في سنوات الثمانيات كانت دعوات للجهاد في سبيل نصرة الإسلام في أفغانستان متاحة بشكل علاني في السعودية حيث ان جل أصدقائي في مكة المكرمة قد سافروا الى هذه البلاد الشاسعة لجهاد الملحدين من عساكر الاتحاد السوفياتي و فعلا قد سافرت الى أفغانستان سنة 1985 مع صديقي المغربي المقيم وقتها بمدينة
طائف و كان وهابيا حتى النخاع و آنذاك كنت اقتل العساكر السوفياتية و اغتصب نساءهم باعتتبارهن حلال حسب كتب سلف الامة التي تبيح وطئ نساء الكفار بمعنى انني كنت إرهابي كبير وقتها..
السؤال 6 ماذا استفدت من الوهابية؟
الجواب لا تنسى انني اعتنقت الإسلام عن طريق الوهابية الوحشية كما تسميها بعدما كنت ملحد في فرنسا أي بدون أي انتماء مهما كان حيث ان الإسلام يعلمنا على اقل ان الانتماء هو شيء جوهري لدى كل مسلم او مسلمة..
و عندما رجعت الى السعودية في صيف سنة 1991 وجدت ان الجيوش الامريكية قد دخلت الى هذا البلد الحرام بسبب حرب الخليج الثانية..
و آنذاك فقط بدات اسطورية الوهابية تتحطم امامي شيئا فشيئا على اعتبار ان شيوخ الوهابية كانوا يقولون لنا ان أمريكا هي دولة كافرة تسعى لتخريب الإسلام و قيمه العظيمة و دعم اليهود بالمال و بالسلاح لقتل الشعب الفلسطيني و الشعب اللبناني وقتها ....
و لم استفد من الوهابية الا المنع من مباهج الدنيا مثل الاستماع الى الموسيقى و الرقص على ايقاعاتها الخ...
السؤال 7 هل رجعت الى وطنك الام فرنسا ؟
الجواب في سنة 1995 غادرت السعودية نهائيا لانني كفرت بالوهابية و رجعت الى قريتي بفرنسا بشخصيتي الإسلامية القوية و المتسامحة مع أبناء وطني المسيحيين و اليهود .
لقد رجعت الى المقهى الذي كنت اعمل فيها بغرض تقديم الاعتذار لصاحبه باعتباري قد مارست الحرام مع زوجته و هذا الأخير قد قبل اعتذاري ثم قال لي انه طلق زوجته منذ سنوات طويلة باعتباره قد وجدها في فراش شقيقه ذات ليلة ...
السؤال 8 ماذا حدث بعد ذلك؟
الجواب لقد طلب صاحب المقهى مني ان ادير هذا المقهى لانه قد اصبح عجوز لا أولاد له و لا عائلة على الاطلاق و بالتالي أصبحت بفضل الله علي صاحب هذا المقهى في قريتي الاصلية أي التي وجدت نفسي فيها و بها مسجد صغير قام ببناء مغربي من الريف تعرفت عليه سنة 1997 و هو أستاذ جامعي في التاريخ في باريس ..
السؤال 9 ما رايك في الخوف من الإسلام في فرنسا ؟
الجواب انه سؤال عريض و متعدد الابعاد حيث اننا نعيش في دولة علمانية منذ عقود طويلة حيث جاء المسلمين من بلادكم منذ أوائل القرن الماضي بقيمهم المتسامحة مع الغير و عانوا الكثير بسبب العنصرية للجنس الأوروبي كحقيقة لا يمكن انكارها باي حال من الأحوال......
لكن مع دخول المرجعية الوهابية و المرجعية الاخوانية الى هنا منذ سنوات تم تأسيس ما يسمى بالخوف من الإسلام لان الوهابية على سبيل تكفير الجميع الا فرقتها الناجية و تكفر الديمقراطية و حقوق الانسان الخ من هذه المصطلحات الكونية أي ان الإسلام هو بريء من التطرف او الإرهاب في فرنسا خصوصا و أوروبا عموما ...................
السؤال 10 ما رايك في احراق نسخ من المصحف الشريف في السويد ؟
الجواب ان هذا العمل الحقير يظهر مدى حقد قوى اليمين المتطرف تجاه الإسلام كدين مليار انسان حول العالم....
ثم ان هذا العمل الجبان يساءل الهيئات الإسلامية الرسمية في دولكم ماذا فعلت منذ احداث 11 شتنبر 2001 الإرهابية بالولايات المتحدة الامريكية في تجديد الخطاب الإسلامي او تحديثه ليناسب مع هذا العصر و مع الدولة المدنية .....
السؤال الأخير ماهية كلمتك الأخيرة ؟؟
شكرا لكم
توقيع المهدي مالك
الفاعل الامازيغي و إشكاليات الشأن الديني الرسمي بالمغرب اية مقاربة تاريخية و سياسية ؟
الذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء المباركة اية دروس في الوطنية الخالصة ؟
من اقبر قيم الإسلام الإنسانية ؟
تكريم سيدي الحسين جهادي اباعمران باعتباره قامة عظيمة من قامات المغرب المعاصر
دعوة للتبرع
التنازل فى الميراث: توفي رجل وكان الورث ة هم الزوج ة والاو لاد ...
علم النفس : يتحدث اساتذ ة علم النفس واطبا ء علم النفس ....
أربعة أسئلة: السؤ ال الأول انت تهاجم حماس وتهاج م ...
تطور اللغة العربية : هل هناك أي دراسا ت أو أبحاث قام بها علماء...
اسماعيل منصور: هل قرأت من كتب للدكت ور اسماع يل منصور...
more