محمد عبد المجيد Ýí 2007-08-12
مَنْ يستيقظ باكرا يتولى الحُكمَ في دمشق!
كان ذلك منذ أربعة عقود، أما الآن فمن يستيقظ؟
الفرصة تأتي مرة واحدة، لكنها أيضا تأتي لمن يستحقها، أما بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد فقد طرقتْ بابه بعنف عدة مرات، واستجدته أن ينتهزها، وكادت تقبل قدميه قبل أن يفوت الأوان.
لكن الرئيس الشاب نظر خلفه وأمامه فاختار الماضي دون أدنى تردد.
كان أمام خيارين لا وجه للمقارنة بينهما، إما الانحياز لأجهزة الأمن والاستخبارات والسجون والمعتقلات والظلم الشدييد وانهاك أجساد أبناء بلده من معتقلي الضمير الذين قضى بعضهم ربع قرن في أقبية تحت الأرض، وإما الانحياز للشعب والحرية والكرامة وصناعة مجتمع التسامح والافراج عن المظلومين والمعذبين والمضطهدين ومحاربة الفساد.
وهل كان الأمر يحتاج لإعمال العقل لحظة واحدة حتى يختار ذو الفطرة السليمة جانبَ الشعب؟
يجلس طبيبُ العيون الشاب أمام جهاز الكمبيوتر، ويدخل الانترنيت، ويتصفح بحكم قدرته وتعامله السهل مع عالم التكنولوجيا.ثم يكتشف أن المعارضة السورية أضحت أقوى من ذي قبل أضعافا كثيرة، وأن السوريين يتنفسون عبر الشاشة الصغيرة، وأنهم يقُصّون حكايات غيلان التعذيب وجلاوزة القهر تحت الأرض الذين انحاز إليهم الرئيس الشاب.
قلنا وكررنا عشرات المرات منذ أن تولى الرئيس بشار الأسد حُكم دمشق بأن السلاح سيصبح خردة، وأن اليد التي تمسك به وهي مقيدة ستحمل معها الهزيمة، وأن ضباط الفساد في الجيش هم طابور خامس، وأن كل من دنس كرامة السوريين في سجون الرعب لن يتأخر عن التعاون مع الأمريكيين والإسرائيليين في حال أنْ اختارت واشنطون هدفها القادم سوريا بعد أفغانستان والعراق ولبنان وقبل إيران.
لماذا اختار الرئيس تحطيم الشخصية السورية، والاستمرار في صناعة المواطن المستكين والخائف والذي ترتعش ركبتاه لو التقت عيناه بعيني ضابط أمن؟
لماذا اختار هذا الطريقَ رئيسٌ شاب قد تكون أمامه سنوات طويلة من حياة ممتعة، وأسرة سعيدة، وشعب يلتف حوله ويمنحه دفء البهجة والعطاء؟
لا فائدة من الجيش والتعليم والكتب والثقافة والاعلام وحتى الدين مالم تكن هناك أسبقية وأولوية لكرامة المواطن وحقوقه وواجباته واحترام الدستور وعدالة القضاء والمساواة بين الناس ونبذ الطائفية واختيار الأصلح وديمقراطية العمل الجماعي والفردي.
كل هذه الأشياء ستسقط مثل أوراق الخريف الصفراء عندما تهب عليها عاصفة هوائية، بل تستطيع إسرائيل أن تصل إلى قصر الرئاسة في دمشق وتعتقل سيده ما لم يكن في حماية شعبه. وحتى الآن فإن الرئيس السوري اختار أجهزة القمع والقهر لتحميه وما هي بقادرة أن تحمي نفسها.
لا أجد شيئا يستحق أن أكتب عنه غير الكرامة والحرية والافراج الفوري غير المشروط عن المعتقلين وتعويضهم معنويا وأدبيا.
سأكون خائنا لأمانة الكلمة وحق السماء على أهل الأرض ونفخة الروح التي كرم الله بها بني آدم لو أنني غضضت الطرف لحظة واحدة عن القضية الأولى والأهم لدى الحديث عن سوريا والسوريين. تتجمع في الأفق سحب الغضب السورية وهي قادمة لا محالة، ولم تعد هناك فائدة لاستجداء بشار الأسد أن يفرج عن شعبه، فهو على قناعة تامة أن مكان السوريين تحت أحذية أجهزة الأمن، وأن الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة ينبغي حجبها عن السوريين. الرئيس السوري اختار الجانب الأمريكي الاسرائيلي عندما ضرب بأماني وأحلام شعبه عُرض الحائط، ولم يصدق أن السوريين قادرون على الغضب!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 17 أغسطس 2006 النرويج
Taeralshmal@hotmail.com
www.Taeralshmal.com
دعوة للتبرع
الصلاة بالأمازيغية : نحن امازي غ المغر ب ( من ليبيا إلى جزر...
الزواج من الكتابى: انتظر اجابت ك استاذ ي العزي ز على هذه الأية...
خالص احترامى : سلام د. أحمد أرجو أن تكون بخير وصحة...
المثانى : تكررت كلمة مثاني في القرآ ن المجي د مرتين .....
باحث قرآنى: ارغب في ان اكون باحث ومختص في علوم القرء ان ...
more