العدة:
أمور ظلمت المرأة 2

إيهاب عباسي Ýí 2007-07-25


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله النبي العربي وبعد:
من الأمور التي ظلمت المرأة في مجتمعنا موضوع العدة الشرعية: وهي وان اختلف اسمها من بلد لبلد عبارة عن فترة من الزمان بعد الطلاق أو الترمل تلزم فيها المرأة المنزل. ويختلف المشايخ من مذهب لآخر في التفنن بتعذيبها نفسيا وسجنها .. فمنهم من يمنعها من الكلام مع الرجال او مشاهدة التلفاز او حتى الرد على الهاتف.. واكثر المتهاونين يحبسها في بيتها.
فما هي العدة وما مقدارها وهل تختلف بين المطلقة وا&;لأرملة؟


دفعني فضولي وإيماني بإنصاف الله للمرأة إلى البحث عن هذا الموضوع في القرآن الكريم فوجدت ما يلي:
بالنسبة لعدة الأرملة:

يقول تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) البقرة 234
اذا فمدة العدة اربعة اشهر وعشرة ايام ولا علاقة لها بحمل او ولادة

اما بالنسبة للمطلقات فالقاعدة العامة هي : (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) البقرة 228
وأما التفصيل والحالات الخاصة فقد جاءت في سورة خاصة اسمها سورة الطلاق. ونقرأ فيها:
(وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) الطلاق 4

الآية برأيي ليست بحاجة إلى تفسير.. ويمكن لمن يشاء ان يقرأ سورة الطلاق كاملة (12 آية) ويتأكد انها عن الطلاق حصرا لا عن الترمّل.


اذا بالمختصر عدة الأرملة 4 اشهر و10 ايام. وعدة المطلقة 3 قروء (حيضات) والمطلقات بعد سن اليأس ثلاث اشهر. والمطلقات الحوامل إلى انتهاء الحمل (ولادة او اجهاضا)

وما هي العدة؟ وما الذي يجوز ولا يجوز فيها؟؟
بالنسبة للمطلقات:
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاحًا (البقرة 228)
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (البقرة241)


أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (الطلاق 6)

يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا (الطلاق 1)

من خلال هذه الآيات نرى ان الهدف من عدة المطلقة أولا اظهار حملها حتى ولو ارادت اخفاءه (لذا امر بثلاث قروء حيث ان علامات الحمل نظهر في أواخر الشهر الثاني).
وفي مدة العدة يجوز للزوج رد زوجته إلى عصمته اذا ارادت.
ويجب على الزوج السماح لزوجته بالبقاء في البيت ومعاملتها بشكل حسن والإنفاق عليها. كما أمرها بالبقاء في بيت زوجها (يستثنى من هذه القاعدة المطلقة بسبب ارتكابها الفاحشة)

وبالنسبة للأرامل:
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
البقرة 234-235


وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
البقرة 240


فالمرأة اذا حرة في الخروج من منزل زوجها او البقاء فيه (فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ). واذا اختارت البقاء فيه فيجب الانفاق عليها سنة كاملة من اموال المتوفى (وصية)
يجوز ان تخطب المرأة تلميحا او تصريحا ولكن لا يجوز لها ان تتزوج قبل انتهاء الشهور الأربعة والأيام العشرة.


إذا وباختصار... اردت من هذا المقال توضيح أمرين.. الأول هو وجوب الفصل ومعرفة الفرق بين عدة المطلقة وعدة الأرملة. والثاني هو التنكر للعادات السيئة التي فرضها المجتمع على المرأة (خاصة الأرملة) وتبرئة الدين منها
والختام سلام

اجمالي القراءات 18660

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   وسام الدين إسحق     في   الجمعة ٢٩ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[17395]

أربعة شهور وعشراً

إلغاء التعليق


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-15
مقالات منشورة : 13
اجمالي القراءات : 492,224
تعليقات له : 48
تعليقات عليه : 83
بلد الميلاد : الوطن العربي
بلد الاقامة : الوطن العربي