نظرات في زنا المحارم
موضوع شائك طالما شغل عقل الباحثين لكن تحاشى أغلبهم في الحديث عنه لأسباب خاصة، ولانفتاح المجتمع العربي مؤخرا أصبح مواجهته أمر ضروري للمكاشفة.
القصة بدأت بسؤال الصديقة الإعلامية "أمل خليل" على صفحتها في الفيس بوك بصحة وجود زنا المحارم في المجتمع المصري، وكأي رد طبيعي :أنه يحدث بالفعل ولكن تفضل العائلات كتمانه خشية الفضيحة ونتائجه المأساوية، بما يعني أن وجود إحصائية حقيقية عن حدوثه تمثل نسب أو أعداد هو أمر غير ممكن، فالسرية هي الحَكَم، ومع ذلك تظل بعض الحالات التي تظهر في مجلات وبرامج الحوادث تحكي عن وجود زنا المحارم لأسباب خاصة تتعلق بالمخدرات أو الخمور أو الجريمة وما شابه..
وهذا يعني أن وجود هذا الزنا مرتبط بغياب الوعي وانحراف السلوك، بما يشير أنه مشكلة نفسية واجتماعية طارئة لا علاقة لها بثقافة مجتمع، ولأنها استثناء فالقاعدة تصبح أن المجتمع المصري كغيره من مجتمعات البشر يحتقر هذا العمل مع عدم إمكانية الإفصاح عن وجوده بصدق، وبما أنني أرى ضرورة المكاشفة رأيت أن البحث هنا في قضية زنا المحارم واجب.
في البداية أرى أننا نخطئ في تناول زنا المحارم من رؤية واحدة فقط مختلطة فيها قيم (الأخلاق والعرف والدين) هذا غير صحيح، لأن صدق الفعل الأخلاقي يكون بعدم تضرر الآخرين منه، أي تمارس حريتك الكاملة دون مساس بحريات وحقوق الآخرين، هنا يتحقق صدق الفعل الأخلاقي، ولأن زنا المحارم قد يحدث أحيانا بالتراضي هنا لم يعد له علاقة بالأخلاق لعدم وجود طرف ثالث متضرر..فبالتالي خلطه مع العرف والدين لا يستقيم لاختلاف طبيعة تلك المناظير، وهذه الرؤية التي استند عليها زوج محارم شهير (أخ وأخت) ظهرا في قناة لبنانية وحاورا شيخا منذ سنوات مطالبين بإقرار زواجهم من الدولة استنادا إلى حريتهم الكاملة في ذلك ..
أما دينيا وعُرفيا فهو محرم في جميع المجتمعات، ولشيوع هذا التحريم مع نشأة الأديان والمجتمعات أصبح مجرد ذكره يثير الاشمئزاز، وممارسوه يُتهمون بالشذوذ بكسر أهم قاعدة أسرية عاش عليها الإنسان منذ آلاف السنين وهي (صلة الرحم) بيد أن ممارسي هذا النوع من الزنا كفروا بتلك الصلة وحوّلوها لعلاقة جنس وتربح شخصي بعيد عن معاني صلة الرحم النبيلة كالتضحية والحب الطاهر البرئ.
أما بيولوجيا فهو قضية منفصلة، فزنا المحارم يجمع كل الأطباء على خطورته كسبب في تشوه الأجنة لحدوث جنس بين قريبين يجمعهما وحدة الجينوم، وقلت أنه قضية منفصلة لأنها تناقش بحيالها بعيدا عن الأخلاق والدين والعرف، لأن هناك آراء أخرى داخل نفس الطرح البيولوجي تقول: لو كان غرض المنع بيولوجيا هو منع تشوه الأجنة فماذا لو اتفق الشريكان على عدم الإنجاب، أو حدث زنا المحارم بين شريكين فوق سن الإنجاب، أو كانا مثليين؟.. أو كان أحدهما عقيما؟
أما قانونيا فهو ممنوع نزولا لتحريمه في الأديان والأعراف الاجتماعية، القانون هنا هو امتداد لثقافة الإنسان وتدينه، أي لو مورس حتى يكون بطريقة غير مشروعة لا يُسمَح به في أي بلد..
باختصار: الطريقة السليمة لتناول هذا الزنا يكون (بالتحليل) ..وهي فلسفتي الخاصة المفضلة، وبدلا من تناولها داخل إطار واحد يتم تفكيكها إلى عدة زوايا تناقش بشكل منفصل لفهمها وعلاجها إن أمكن.
ورأيي أعلاه أن زنا المحارم له (خَمَس) زوايا منفصلة وهي (الأخلاق –الدين –العُرف –البيولوجي –القانون) وقد أضفت لتلك الزوايا زاوية أخرى خاصة بي وهي (الجانب الروحي) فالعلاقة بين المحارم تظل ممتعة إذا ما التزمت جانبها الروحي القائم على الألفة والمعاشرة منذ الصغر، وتصبح أمتع إذا ما اكتسبت قيم التضحية والحب الطاهر البرئ، أنا أحب فلان قريبي ليس لشئ إلا لأنه قريبي، وهذا ما يوصف محليا (بوحدة الدم) وظهر في بعض الأمثال المصرية ك (الدم يحن لبعضه ، أنا واخويا على ابن عمي وانا وابن عمي ع الغريب)
كذلك فاللجانب الروحي بُعد نوستاليجي، كلما ابتعدت عن محارمك وأقاربك تشتاق لهم أكثر لحنين الإنسان الطبيعي إلى ماضيه، فبرغم أن الحاضر يصبح أحيانا أمتع من الماضي لكن يظل الماضي وذكرياته دائما مخزون في اللاوعي يظهر كلما شعر الإنسان بالوحدة أو بمشاق الحياه، أو حتى بالسعادة فتتمنى أن تعود بك الأيام لتشعر بتلك السعادة مع أقربائك أو من يمثلون ماضيك النوستاليجي، وفي ذلك تشتعل خيالات المؤلفين والأدباء والشعراء فيجدوها مادة خصبة لعملهم، فتحاكي الأغاني هذا البُعد النوستاليجي بمفردات "الحنين والألم والشوق" وتحاكي الأفلام قصص البطولة والتضحية بتخليص أحباب الماضي وذكرياته من الشر، وتصل ذروة النوستالجيا في صراع الماضي البرئ والحاضر الشرير كما صورها الأديب ثروت أباظة في رائعته "شئ من الخوف" وحاكها بأسلوب عبقري في علاقة (عتريس بفؤادة) حتى باتت تلك العلاقة من أشهر ملاحم مصر الأدبية على مر تاريخها..
كذلك فاللجانب الروحي بُعد آخر وهو "التماسك المجتمعي" فوجود زنا محارم في البيت يقضي على الأسرة بأكملها، وفي هذه يتأثر جانب الروح فورا بالمجتمع لبشاعة الفعل فيه، ولارتباطه غالبا في المجتمعات الأمية بجرائم الشرف، وأحيانا بانتهاك الطفولة البريئة وهو ما يطرح جانبا آخر من القصة وهو "استغلال القاصرات والقُصّر" ورأيي أن هذا الاستغلال يحدث في المجتمعات المتشددة بكثرة نتيجة للعزلة والكبت الجنسي، إضافة لوجود خادمات وخدم بالبيت يتحول هذا الكبت لانحراف جنسي مباشر، وقد ناقش الأديب علاء الأسواني في رائعته "عمارة يعقوبيان" جانبا من ذلك في علاقة شذوذ أحد الممثلين الجنسي باغتصابه طفلا من الخادم..
وبالنسبة لموقف الملحدين من زنا المحارم فهو ملتبس، بيد أن المؤمنين يتهموهم بتشريعه نزولا للحرية الأخلاقية الشخصية المطلقة التي يؤمن بها أكثرية الملحدين، ورأيي أن هذا تجاوز غير مبني على معلومات صحيحة..
فالملحدون يؤمنون أن الإنسان هو أصل الأخلاق، بمعنى أن لا أخلاق إلا بوجوده، وبالتالي كافة التشريعات والقوانين يجب تكون نابعة من عقله وضميره بما يتسق مع المصلحة زمكانيا، وفي هذه تتحد فلسفات الوضعية والوجودية بتحديثاتهم من الوضعية المنطقية وغيرها، وتلك القاعدة قد تؤسس لتشريع زنا المحارم فيما لو اعتبر الملحد أن الإنسان الحالي متخلف وسيصل لمرحلة زمنية يكون قد تفهم فيها مشكلة الجينوم البشري وتأثيره على السلالة، ووقتها يُسمح بزواج الأقارب لانتفاء المانع.
وهذا يعني أن الملحد بالعموم يرى أخلاقه ظرفية تخص زمانه ومكانه، أشبه بقاعدة (العادة محكمة) في الفقه الإسلامي ، وربما تشدد بعضهم وقال بإطلاقية أخلاقه وما حرمته الإنسانية الآن لا يجوز تشريعه مستقبلا، وبالتالي أفهم أن الملحدين ليسوا على قلب رجل واحد من القصة، لكن يميل أغلبهم إلى منعه وتجريمه لانتهاكه أخلاق ومجتمع الإنسان الحالي ، ولعدم تبصرهم رؤية ملحدين آخرين يقولون بحتمية تطور البشرية لفعله بعد تجاوز منعه عقليا ومعنويا، فالثابت أن تجريم البشرية الآن لزنا المحارم ليس فقط عقليا بل معنويا أيضا بفعل العادة والوراثة والنشوء على أخلاق وميراث آلاف السنين.
إذن فالملحدون لا يملكون نفس الموقف من القضايا الأخلاقية، وتنوعهم فيها من تنوع البشر، وعليه لا يصح القول ب "موقف الإلحاد من زنا المحارم" بل هو موقف شخصي لبعض الملحدين.
إن أكبر مشكلة تواجه تعريفنا لزنا المحارم هو سؤال مرتكبيه، هل فعلتم ذلك رغبة أم عن غريزة، وسؤال غير مرتكبيه أيضا: هل ابتعدتم عنه رغبة أم غريزة؟..فالرغبة تعني طرح البدائل والخيارات بما يمكنك من الاختيار ، أما الغريزة فهي التي تدفعك رغما عنك..وهذا يعني أن لو مورس هذا الفعل رغبة فالمشكلة قد تكون أضخم..حيث تعدد الخيارات وقتها أمام الفاعل ثم ترجيحه يعني أن الأمر قد يكون مباح وسهل، وبالطبع ممارسته ليست غريزة لأن السائد غير ذلك، والغرائز هي الطباع بالأساس..أي السائد..
ورأيي أن منع البشرية لزنا المحارم هو عن غريزة بالأساس وليس رغبة، فالإنسان تدفعه عواطفه وجوارحه للجنس خارج العائلة، حتى القبائل البدائية في الغابات والتي لم تعرف دينا، لم يُعرف عنهم ممارسة الجنس العائلي من الدرجة الأولى، وكافة ما اطلعت عليه من أخبار في ذلك هي غير موثقة وتتصادم مع حقائق التاريخ أن البدائيين بالأساس لو مارسوا ذلك لعرفه المستكشفون أو الرحالة، إنما وقفت على أخبار تشريعه في الديانة المجوسية رويت في كتب التاريخ الإسلامي..وفي ذلك نُظر لأن تلك الأخبار ظهرت في العصر الأموي ونسبت لأعلام ورجال بلاط في قصر الخليفة، ووقتها كانت عمليات أسلمة مجتمع إيران قائمة بالجبر والتهديد، ومعها لا يمكنني الثقة في تلك الأخبار لظهورها في زمن الصراع الأموي الفارسي، ولأن تلك الأخبار هي شهادة الخصوم في بعضهم لا يؤخذ بها.
كذلك فكتب الزرادشتية تخلو من تشريع هذا العمل ولم يُعرف عنهم في العصر الحديث فعل ذلك مع علمهم بما يتداوله المسلمون عنهم، وقتها أفهم أن صمتهم ليس إثباتا ولكن إنكارا واحتقارا، ولأن صمتهم إثباتا يلزمه تفصيل ذلك إقرارا بوصفهم ورثة من فعلوه.
وأستطيع فهم دوافع إلصاق هذه التهمة بالزرادشتية بما يلي: أن العرب أخذوا هذا الاتهام من أنصار ماني ضد أنصار زرادشت، فالمانوية عرفت أنها حركة إصلاحية مجوسية في القرن الثالث ضد أتباع زرادشت وآمنت بيسوع وموسى أنبياء من عند الله، وتأثرهم بالأديان الإبراهيمية –كثيرة النصوص والأتباع – واعتقادهم بالعرفان والزهد كطريقة مُثلى للوصول إلى الله..كل ذلك تسبب في ردة فعل نفسية ضد أتباع زرادشت الذين لم يملكوا العرفان والزهد الكافي لنفي تهمة الجنس العائلي عنهم، ولأن أتباع ماني زهاد رأوا الجنس عموما حركة بيولوجية متطرفة للجسم بحاجة لكبح جماحها (بالرهبنة)
أي اتهام المجوس بممارسة زنا المحارم بالأصل كان مبالغة من أنصار ماني ورثتها العرب ، ولم يمر على فلاتر عقلية وبحثية بما يكفي لخروجه في ظل الصراع الحربي والفكري بين العرب والفرس إبان العصر الأموي، ويمكن ملاحظة ذلك إذا اتهم السعوديون الإيرانيين بنفس الفعل ..سنرى أنه ينتشر بين أوساط العوام والمثقفين بقدر كراهية المجتمع السعودي لإيران..والعكس صحيح، إنما السؤال الحقيقي هل مارس الإيرانيون والسعوديون ذلك؟...لا أظن..
يبقى أن حدوث زنا المحارم في التاريخ قد يكون مثبت في بعض جوانبه ولكن (عند الملوك وطبقة النبلاء بقصد المحافظة على العرق الحاكم) ففي مصر القديمة اشتهر أن "توت عنخ آمون" جاء من زواج الأقارب، ورأى الباحثون تأثير ذلك على جسده أنه عاش حياته معاقا..إنما لم يثبت بشكل حقيقي ذلك بفحص جينومه الوراثي، وقد اعترضت مصر على تلك البحوث باعتبار أنها تشوه ملوك مصر القدامى، وأرى أن تاريخ مصر القديمة ألغز وأعقد من معرفة حقيقة مؤكدة بشكل قاطع عن نُظُم الزواج والسلالات بشكل كامل، اللهم أن يصلوا إلى نسب فلان من علان ليس إلا، لكن الحلقة الكاملة تظل مفقودة.
وعند هذه الحقيقة أن زواج الأقارب يحدث في عائلات الملوك والنبلاء حفظا لنسلهم وسلطانهم أفهم أنه ربما يكون حدث فعلا عند الطوائف التي اتهمت بذلك ومنها "اليهودية والمجوسية" فاليهودية مثلا جاءت بنصوص عن الأنبياء "إبراهيم ولوط وداوود" إنما شارحي التوراه لم يفهموا على ما يبدو ما فهمناه، بيد أنهم ينفون عن أنبيائهم وملوكهم تشريع هذا العمل، أو ربما نفوا ذلك تأويلا ليس عن جهة الحقيقة بل الظن والاحتمال، فما أبشع أن يفعل ذلك نبيا يتحدث باسم الله وقد عرف أن الأديان تشددت جميعها في ذلك، وما أقصده أن الاتهام قد يكون صادقا في ذاته إذا ما اقترن بحفظ السلالة الحاكمة، وليس تشريعا دينيا وعرفيا عند العوام.
وخلاصة تحقيق حدوث زواج المحارم في التاريخ أنه حدث ربما لأسباب سياسية تتعلق بكراسي السلطة ونقاء الدم الملكي وحفظ التركات ولا علاقة لذلك بالأديان، بالتالي نفهم أنه لم يُمارَس أبدا كثقافة مجتمعية كما يبالغ البعض باستنتاج حدوثه في الأسر الحاكمة القديمة أنه أصبح طبيعي عند الفقراء والمحكومين..هذا غير صحيح، فسلاطين القدماء كانوا يحكمون باسم الرب والحقيقة الكونية، وبمعنى نقاء سلالتهم يُصبح هذا الفعل لديهم منطقي..إنما في تقديري أنه لم يحدث على نطاق واسع وإلا ما نجحت تلك الأسر في الحكم لقرون، فالخلل البيولوجي وقتها يحكم ويقطع نسل الأمراء فورا ، أو تولد أجيال مشوهة غير قادرة على الحكم.
أما عن جذور ممارسة هذا الفعل أراه تعود لقصص الخلق في الأديان، فالإسلام الشائع مثلا يقول أن الله خلق آدم أول البشر، ثم أنجب أربعة أبناء على مرتين منهم ذكرين وأنثيين، فتزوج كل ذكر منهم أنثى البطن الأخرى..يعني أخته، ولن أفيض في تفصيل ومعارضة ذلك تاريخيا وعلميا، إنما أكتفي بمجرد السرد، كذلك في الهندوسية يقولون أن براهما الخالق تزوج ساراسواتي، وفي ميثولوجيا الهنود يعرفون الخالق بالأب كما في المسيحية، وبالتالي ساراسواتي هي إبنة الخالق ومع ذلك تزوجها ، أما اليهودية والمسيحية فهي أساس الرواية الإسلامية الشائعة لإيمان المسيحيين بالعهد القديم.
هنا أجد معضلة لقصص الخلق بحثت عن بديل للتكاثر خارج زواج المحارم لم تجد، فالانتقال من القلة إلى الكثرة يلزمه سبب أو عامل مساعد، ولم يفلح رجال الدين في تأصيل ذلك علميا باعتمادهم رواية أقرب ما تكون للأساطير تنفيها أحدث علوم وإثباتات البشر، ومنها مثلا الداروينية التطورية التي نسفت كل قصص الخلق في الأديان وقالت أن الإنسان الحالي تطور من أسلاف أخرى بشرية اجتمعت مع الشمبانزي في سلف مشترك، وهو ما فهمه غير المتدينين فهما خاطئا بأن الإنسان أصله قرد، فداروين لم يقل ذلك ولكن طرح نظريته العلمية في أصل الأنواع أن الإنسان والشمبانزي أولاد عمومة.
ومع الاكتشافات العلمية الحديثة وعلم الحفريات تأكدت نظرية داروين بشكل قاطع، وعرفت بمصطح "التطور" وأصبحت نقلة علمية هائلة في تاريخ البشر أثرت على علوم أخرى في الأحياء والطب، ومن طبيعة الدراوينية أراها قد حلّت معضلة التكاثر في الأديان، واستعاضت نظريات الخلق بنظريات التطور، لكنها لم تنفِ الخلق بالمجمل، وفي ذلك دعت تيارات مؤمنة باتفاق الإيمان والخلق بالتطور معا، وفسرت تكاثر البشرية بطريقة أليق من قصص الخلق الشائعة في الماضي.
هنا أجد أن زواج المحارم في قصص الخلق هو أصل وجوده عند البشر الحاليين، بدون ذلك لن يفكر إنسان في محارمه بطريقة جنسية..اللهم إلا استثناءات سقناها خاصة ببعض النبلاء والملوك ومدمني الخمور والمخدرات، وعليه فالسؤال المشروع: هل لو تخلص الإنسان من تلك القصص الشائعة للخلق يكون قد أسس عقيدة مستقبلية تمنع هذا الفعل مستقبلا؟..والجواب : أظنه لا، فحدوثه دالا على فعل يعيش أبد الدهر لا تنساه البشرية على مر التاريخ، وأفعال الإنسان إلى تكاثر وازدياد لا إلى نقصان، فالقتل بدأ بواحد وينتهي الآن بملايين، والسرقة بدأت بحبة رمل والآن وصلت لمليارات الدولارات ، وإلى أن ينتهي هذا الكون سيبقى زنا المحارم أحد معضلات البشر وأسباب نكسة مجتمعاتهم.
أخيرا: بحثت في الموضوع من زوايا كثيرة حرصا مني على مخاطبة أغلب العقول، وقد فكرت في تفصيل البحث أكثر من ذلك لكن اخترت الوقوف عند هذا الحد أملا في العودة إليه بمناقشة أوسع ومن جوانب أخرى، وأشدد أن مناقشة تلك الأمور الحساسة ضرورية ولكن بأسلوب علمي لا غرائزي أو بالإثارة والربح، فمواقع الإنترنت والصحف والأخبار تطالعنا بالمزيد مما لم يكن في خيالنا أن يحدث، أكيد تغير العالم ويجب أن نتكيف مع هذا التغيير..
اجمالي القراءات
16007