شريف هادي Ýí 2007-05-13
صديقي الغالي شريف ، وقفت في طابور فحص الجوازات الصيني ، وخلفي هونج كونج والتي لن أتركها نهائيا فمازال لدي الكثير من الذكريات والمفاجأت فيها ولكن دعني أكمل لك القصة بالترتيب ، حتى لا يفوتني شيء.
صالة الاستقبال كبيرة , وتحتوي على عشرة منافذ يجلس على كل منفذ ضابط أو ضابطة , وأمام كل منهم طابور لايقل في طوله عن عشرين شخص ، ويوجد بها مكان محدد لتعبئة طلب الحصول على التأشيرة مزود بكل شيء حتى الأقلام , ويوجد بين الطوابير عدة موظفات لتسهيل الاجراءات وشرحها لمن لا يعلم &Atildtilde;و يدخل من ذلك المنفذ لأول مرة مثلى ، توجهت لواحدة من الموظفات وأعطيتها جواز سفري , فأحضرت لي طلباً من المطبوعات الموجودة , وساعدتني في استكمال المعلومات المطلوب وضعها في الطلب ، ووقفت في طابور من هذه الطوابير ، الملاحظ هنا أن الكل مبتسم ابتسامة تلقائية وطبيعية على الوجوه حتى شعرت انني سأكون نغمة نشاز إن لم ابتسم ، الفرد الواحد يحتاج لمدة اقصاها خمس دقائق وفي المتوسط دقيقتين لإنهاء اجراءات دخوله الصين ، وقفت أمام ضابطة الشرطة المبتسمة دائما والتي لا تستطيع التحدث بالانجليزية ، قالت لي كلمتين بلغتها لم أفهمهما ثم اعطتني الجواز بعد ختمه.
لا أعرف لماذا احكي لك كل هذه التفاصيل ، ولكن في الحقيقة لحظة دخولي الصين تلاشت الرهبة رويدا رويدا ومع الابتسامات التي تعلو الوجوه زاد الأمل في نفسي بقدر ما رأيت من ابتسامات وهي كثيرة ، ولكن ايضا وللحظات قصيرة جدا عقدت مقارنة بين هذه الوجوه المبتسمة ، وتلك الوجوه العابسة التي تركتها خلفي في مطار القاهرة ، وتسائلت لماذا هذه الوجوه مبتسمة؟ ولم أكن أعرف الاجابة بعد وان كنت أعرف تمام المعرفة لماذا عندنا الوجوه عابسة؟
المرتب الذي لا يكفي , ومعادلة استكمال الشهر بذلك المرتب الهزيل , تلك المعادلة المستحيلة ، والمدرس الخصوصي والثانوية العامة , وملابس الاولاد ومدارسهم وبرامج التلفزيون , والغلاء والكمين , وسائق الميكروباس , والتشريفة واشارات المرور ورجل الشرطة السادي , والتلوث الخانق والمواصلات المرعبة , والارهاب والأخوان , وثقافة العصور الوسطي والأكل المسرطن وسيف باشا ...الخ ، كلها أشياء لو ابتسم الانسان رغم وجودها لايمكن أن يوصف إلا باحد وصفين التلامة ( البرود) أو العته .
دخلت الصين ودلفت من ممر طويل يدخل منه الناس حتى وصلت لمدخل جسر آخر يقودك إلي موول تجاري كبير به كل حاجة وأي حاجة صنعت في الصين ، ثم خرجت للشارع الرئيسي وكانت مفاجأة بالنسبة لي بل صدمة.
ناطحات سحاب كالتي تركتها خلفي في هونج كونج بل أكبر وشوارع غاية في النظافة والنظام والجمال ، الخضرة في كل مكان ، والأرصفة يزينها أشجار المانجو ، الاعلانات غاية في الابهار مستخدمة أحدث أنواع التكنولوجيا من شاشات عرض عملاقة ،إلي لوحات رقمية ، الاتوبيسات العامة جميعها مغلقة الزجاج لأنها بأختصار مكيفة ،سيارات الاجرة معظمها من نوع فلوكسواجون جديدة وفاخرة ، ومازالت الوجوه كل الوجوه مبتسمة والنظرات ودودة جدا وهنا فقط عرفت السبب الذي أظن أنك عرفته ياصديقي العزيز ، لماذا الوجوه مبتسمه؟ الحقيقة إذا لم يبتسم الانسان وهو يعيش في هذا الجو العام فلايمكن أن يوصف إلا بأحد وصفين ، الجحود أو الجنون.
كل ما كنت أعرفة عن الصين تلك المساحات الزراعية الشاسعة ، والمدن الصغيرة القذرة الممتلئة عن آخرها بالبشر ، والمنازل من طابق واحد لها سقف جمالون ، والناس في ملابس غريبة يلعبون الكراتية وسريعي الغضب ، يتكلمون لدقائق ثم يستخرج كل منهم سيف من تحت تلابيب ملابسه ويتقاتلون لساعات ، نحن نطلق في مصر على بولاق وأرض اللواء أسم (الصين الشعبية) اقسم بالله العظيم لو أطلقنا الصين الشعبية التي رأيتها على جردن سيتي لكان ظلم بين للصين.
وقد عرفت بعد ذلك معلومات كثيرة عن المدينة فالمدينة كانت قرية صيادين بها 30ألف نسمة سنة 1982 ، وأصبحت أفضل رابع مدينة في العالم من حيث مستوى المعيشة , وأجمل ثاني مدينة من حيث الخضرة تشارك بنسبة 11% من اجمالي الناتج القومي للصين فأصبحت أهم من عاصمة الأقليم ، ونسبة التنمية السنوية محسوبة على الناتج القومي 17.5% وهي أعلي نسبة في العالم (من المستحيلات) ،عندما دخلتها للمرة الأولى كان تعدادها 6.5 مليون نسمة والأن 12 مليون نسمة ، أفضل خمسمائة شركة في العالم أصبح لهم مكاتب ومصانع في هذه المدينة ، وادي السيلكون في كاليفورنيا وكذلك هذه المدينة بها وادي السيلكون ، بها أفضل ميناء تجاري في العالم من حيث عدد الحاويات التي يتم تصديرها وأفضل رابع ميناء متكامل في العالم ، بها الألاف من ناطحات السحاب وبها أثنين من أطول عشرة ناطحات سحاب في العالم بها سوق (السيجا) وهو أكبر سوق الكترونات في العالم ، وبها سوق (الدونج من) وهو أكبر سوق تجاري في شرق أسيا ، نعم ياصديقي نعم قبل أن أكمل سأقول لك اسمها ، انها معشوقتي وحبيبتي (شين زين).
قررت الحكومة الصينية بنائها سنة 82 ، ثم شرعت في البناء بعد تسوية الارض سنة 84 أول ناطحة سحاب تم بنائها (مركز التجارة العالمي) سنة 86 ، المتوسط السنوي للاستثمار العقاري فيها اربعين بليون يوان صيني ، المدينة تم بناؤها بغرض صناعي لتكون منطقة اقتصادية خاصة في الصين ولكن لم ينسى بانيها أن ينشىء فيها واحدة من أفضل عشر حدائق حيوان مفتوحة في العالم (سفاري بارك)، وبها حديقة أسمها (نافذة على العالم) والتي بها مجسمات لكل شيء موجود في العالم بنسبة 30% فيما عدا أهرامات مصر فبنسبة 17% (أعجزوا العالم وأعجزهم جدودنا) وبها الوادي السعيد وهو مدينة ملاهي أكبر من والت ديزني هونج كونج ، وبها حديقة الثقافات الصينية (لمن لا يعرف الصين 56 قومية أكبرها قومية الهان وبها 18 قومية مسلمة، وحديقة الثقافات تركز على عادات وأخلاق كل قومية ، و تقدم يوميا عرض حي أسمه الماء والنار والتاريخ وهو أول وأفضل العروض العالمية)، من وسائل مواصلاتها الاتوبيس والقطار ومترو الانفاق والمونوريل المعلق والطائرة الهيليكوبتر التي تربطها بمكاو والباخرة الفيري التي تربطها بهونج كونج ومكاو ، هي اعلى مستوى دخل فرد في الصين ، ناطحة السحاب تبنى في أقل من سنة ، الفندق ذو الثلاث نجوم يضاهي في جماله وخدماته فندق الخمس نجوم في أي مكان آخر خاصة مصر ، متوسط الدخل الشهري لمن يعمل فراشا بها يساوي 800 جنيه مصري ، والسكرتير 3000 جنية مصري ، رغم الغلاء لايشعر به أهل البلد فالدخل يغطي الاحتياجات .
مدينة شين زين هي مدينة ساحلية تطل على بحر الصين الجنوبي فلم ينسى من خططها أن ينشئ مصايف بالمدينة فكانت ثلاثة رئيسية (شاو مي سا ، تا مي سا ، نان أوو فضلا عن الكثير من الجزر في البحر) الاول برسم دخول والثاني والثالث بلا رسم دخول ، ولكن تنظيم المصايف الثلاثة غاية في الروعة ، أماكن خاصة للشواء (باربكيو) وجميع الالعاب البحرية وأماكن تغيير الملابس ، والاستحمام وجميع وسائل الأمان ، ونظرا لحرارة الجو يكون النزول على الشاطئ والتمتع بالبحر ليلا وحتى الصباح الباكر ، المدينة محاطة بسلسلة من الجبال الخضراء ، لذلك لم ينسى بانيها تمهيد هذه الجبال للتسلق وعمل درجات سلالم للوصول لقممها ، فهناك الجبل الجنوبي (نان شان) وبه 1360 درجة سلم ، وهناك جبل حديقة الزهور (ليان هوا شان) والذي تم وضع تمثال مجسم لباني المدينة وهو الرئيس السابق (دن شياو بينج) ،وهناك جبل المعبد البوذي أو (لو فان شان) والذي يوجد على قمته معبد بوذي وبحيرة طبيعية تستخدم الآن في المتعة.
الحديث عن السباحة والجبال يقودنا للحديث عن الرياضة ، أهل البلد يحبون رياضة الجولف ويوجد في شين زين عشرة ملاعب جولف وكلها مرتبطة بشبكة ملاعب عالمية مثل (ميشن هيل) وكذلك يحبون رياضة كرة الريشة ويوجد في كل حي وكل شارع ملاعب لممارسة هذه الرياضة فضلا عن الجامعة والمدارس التي تفتح ملاعبها في العطلات للجمهور ، كذلك ملاعب كرة القدم والسلة وتنس الطاولة (البينج بونج) وملاعب التنس ، المنازل السكنية هنا عبارة عن مجمعات متكاملة بملاعبها وحمامات السباحة بها وأجهزة المالتي جيم ، الصينيون عموما شعب رياضي لاسيما أهل شين زين ، حضرت معهم دورتين أولمبيتين ، كل الناس في الشوارع يسيرون ومع كل منهم ورقة وقلم ليحسب عدد الميدليات التي حصلت عليها الصين كل يوم ، وجميع المحلات تضع شاشات عرض لتعرض مختلف الألعاب التي يتنافس عليها اللاعبون الصينيون ، أما عن الحدائق العامة فهي كلها بدون مقابل وبها جميع الخدمات من دورات مياه نظيفة وصالحة إلي ملاعب عالية التنظيم إلي ساحات للرقص وممارسة رياضة الايروبك ، لن تجد في أي حديقة عامة مخبر حدائق قصر المنتزه الذي سيحاول اتهامك بارتكاب فعل فاضح في الطريق العام مع زوجتك إن لم يأخذ المعلوم.
بجانب المدارس الصينية الرخيصة جدا حوالي 500 يوان مصاريف سنويه توجد مدارس أجنبية ، الكندية ومتوسط مصاريفها الدراسية حوالي 12 ألف دولار سنويا للدراسة وقابلة للتصاعد وفقا للعام الدراسي ، والأمريكية والتي تبدأ من 16 ألف دولار في السنة ، كما يوجد جامعة شين زين والتي تقع في الجانب الغربي للمدينة وتعد تحفة طبيعية في الجمال بحدائقها الخلابة والبحيرة الجميلة التي تتوسطها والملاعب المفتوحة للجميع ، تعتبر الجامعة مدينة صغيرة بها كل ما تتصور من خدمات وهي مفتوحة للجميع في أي وقت من الليل أو النهار بدون حرس جامعة يمكن دخولها ببساطة بسيارتك ، ويوجد بها دارسين من أكثر من ثلاثين جنسية مختلفة ، كما بها قسم للدراسات الحرة ، وقسم للبحث والتنمية وقسم لبحوث البيئة ، وكلها أقسام غاية في النشاط والتأثير في المدينة ككل ، جميع الكباري في المدينة خضراء ، والتلفزيون المحلي يبث برامجه باللغة الصينية ولكن توجد بها قناة باللغة الانجليزية ، وبها عشرة قنوات محلية ، متخصصه سياسية أو اجتماعية او رياضية وهكذا ، ولكن القنوات المقدمة بالارسال العادي هي حوالي 120 قناة وكلها تأتي على كابل ، فلا وجود للهوائي اللاقط في المدينة يوجد بعض القنوات يجب أن تدفع لها رسم خاص لتشاهدها ، أما خدمة الارسال بمبلغ زهيد جدا وهو 20 يوان شهريا ، الكابل عليه بعض القنوات الاجنبية مثل (أتش بي أو ، وستار وورلد ، وسينماتك ، وغيرها).
جميع الكباري في المدينة مغطاه بالخضرة ، ومعظم خدماتها الحكومية تستخدم الكمبيوتر من رخصة القيادة وحتى فاتورة الكهرباء مرورا بسداد الضريبة ، وبالنسبة للقانون الضريبي أتمنى أن يكون في مصر مثله ، فهناك طريقتان للحساب يختار الممول الطريقة التي تناسبة بدون أي اشتراطات أولهما على الدخل وثانيهما على المصروف وفي الحالتين لا تهدر أي فاتورة تقدمها وجميع المصروفات النثرية مقبولة حتى فاتورة المطعم والملابس وركوب الاتوبيس والتاكسي كلها مقبولة ، ويمكن أن يتم الحساب شهريا أو ربع أو نصف سنويا أو سنويا ، أنت صادق ما لم يثبت العكس ، ويمكن استرداد حتى 16% من الضريبة عند التصدير وهو دعم تستفيد منه جميع الشركات والمصانع ، معلق بشوارع المدينة أكثر من 45 ألف كاميرا تصور كل شيء ، حتى يمكن لأي مواطن داخل المدينة الاشتراك في خدمة هذه الكاميرات فيمكنه تتبع سيارته مثلا في أي مكان من خلال جهاز الكمبيوتر ، وهذه الخدمة يستفيد منها صاحب المصنع في تتبع الحاويات كما تستفيد الشرطة منها ، والتي لا تشعر بوجودها في الشارع رغم الأمان الشديد والنظافة.
أما عن الديمقراطية فحدث ولا حرج ، فالكونجرس يجتمع سنويا ليعرض عمدة المدينة تقريره السنوي ، وطبعا قبل الاجتماع يختار العمدة من جميع فئات المجتمع عشرين فرد ويتم استضافتهم بمبنى العمودية لمناقشة تقريرة الذي سوف يعرضه على مؤتمر الشعب العام (الكونجرس) ويقوم بتعديل التقرير طبقا للمناقشات والتي تكون مثمرة جدا وبلا حدود ثم يأتي الدور على الكونجرس وعندما تشاهد العمدة وهو يمسح عرقة ويرد على جميع الاسئلة مهما كانت درجة حساسيتها ، أو شدتها ، تعرف عن أي نوع من الديمقراطية أتحدث فالتقرير لا يقبل بسهولة ولكن كما يقال بطلوع الروح وتؤجل الجلسات والمجلس في حالة انعقاد حتى يقوم العمدة وفريقة بالرد على جميع الاسئلة والاستفسارات من التعليم للصحة للغذاء للمواصلات والطرق.
هذا عن المكان فماذا عن السكان؟
هذه المدينة يدخلها الصيني بتصريح خاص ولمدة أسبوعين فلو وجد بها عمل يبقى وإلا عليه الخروج ، معظم الناس في العقود الثالث والرابع والخامس ، شباب وفتيات في عمر الزهور ، من أصول فقيرة ولكنهم غاية في الأدب والابتسام الدائم دليل على الرضا الذي يتصفون به وتنقسم التركيبة السكانية إلا ثلاث طبقات ، أصحاب المصانع وأهل البلد الاصليين (أصحاب الأرض) وهم طبقة غنية جدا ، ثم العمال والموظفين ، ثم الأجانب ، المهم في الموضوع رغم الفارق الكبير في الدخل فلا يوجد فارق طبقي يذكر فالجميع يعيش نفس الحياة ويتقاسمونها معا بمتعها وعملها ، وعلى سبيل المثال ، الشعب الصيني يعشق الكاروكي ، رجل الأعمال يذهب لملهى ليلي مع صاحبته وأصدقائه يفتح حجرة كاروكي ويصرف حوالي مائة ألف يوان في ليلة ، والعامل يذهب لملهى ليلي ، ويفتح حجرة كاروكي مع صاحبته وأصدقائه بعشرة يوان فقط مع المشروب ، والكل يغني نفس الأغاني.
أسمعك تسألني ما هو الكاروكي؟
حجرة بها جهاز تلفزيون ملحق به جهاز كمبيوتر وجهاو دي في دي مبرمج عليهما الآلاف من الأغاني موسيقى بلا صوت وتعرض الكلمات مكتوبة على الشاشة ، وتقوم سيادتك بأداء الأغنية بدلا من المغني الأصلي ، يصحب ذلك الأكل والشرب والضحك واللعب.
هل تعرف المدينة الفاضلة التي تغنى بها أفلاطون ونادى بها الفلاسفة أنها (شين زين) أحدث ما أبدع الانسان ، أنت تعلم عني أني كنت كثير السفر فأوروبا كلها زرتها من عاصمة النور باريس ، إلي عاصة الضباب لندن ، ومن هانوفر في ألمانيا حتى ليشتنشتين أصغر إمارة أوربية ، والكثير من الدول العربية والافريقية حتى نيويورك ، ولكنني لم أحب مكان بعد بلدي قدر حبي لهذا المكان.
لا تسألني لماذا وضعت هذه المقدمة عن المدينة قبل أن أكمل قصتي؟ ، لكي تحكم معي على الأحداث بشكل صائب ، فمقارنة هذه المدينة بغيرها ظلم فادح ، وسوف تبحر معي في لجة هذه المدينة أيام السعادة والشقاء ، فحتى لا تتسائل لماذا أو كيف ، كان يجب علي أن أضع لك هذه المقدمة ، ثم أن هذه المدينة هي نواة تقدم الصين ودليل عبقرية حكامها ، فلقد أصبحت هذه المدينة مثالا يحتذى لباقي مدن الصين فمن هاينان أو نانين في أقصى جنوب الصين إلي داليان أو هاربين في أقصى شمال الصين توجد نهضة لا تخطأها العين من صناعة وزراعة ومباني ، كل هذا وشين زين السبب المباشر.
وقفت في طابور سيارات الاجرة وبعد خمسة دقائق كنت أستقل سيارة تاكسي ، أعطيته العنوان الذي معي (عنوان أبو كريم) السائق لا يتكلم الانجليزية ، وتكلم معي بلغته ولم أفهم شيء فابتسمت له ، فنظر لي وابتسم وتحركت السيارة ، عداد التاكسي يبدأ من 12.50 يوان ما يساوي ثمانية أو تسعة جنيهات مصرية ، بعد حوالي عشرة دقائق توقفت السيارة أمام مطعم كتب عليه باللغة العربية (شهرزاد) ، أبو كريم صاحب المطعم كما أنه يمتلك مكتب تجاري ، ولكنه كان في رحلة عمل خارج شين زين ، وسوف يأتي بعد ثلاثة أيام ، ونصحني بعض العرب الموجودين عدم النزول في فندق المسلمين الموجود في الجهة المقابلة للمطعم والنزول في أي من فنادق المدينة الأخرى القريبة من المطعم .
لماذا لا لفندق المسلمين؟
هو فندق مكون من سبعة طوابق يعلوهم مسجد هو أحد مسجدين في المدينة ، وإدارة الفندق من قومية الأيغور ، وهم أقلية ، والقانون في الصين لايعاقب الأقلية بالاعدام ، ولما كانت عقوبة المخدرات الاعدام ، فلا عقوبة عليها لهذه الأقلية ، أظنك فهمت قصدي ، فأصبح هذا الفندق هو أحد النقاط السوداء في ثوب شين زين الناصع البياض ، والحقيقة أن أهل شين زين لا يتعاطون المخدرات نهائيا ، ولكنها تباع للإجانب وخاصة الهنود.
وإلي فصل قادم لنتابع الرحلة
شريف هادي
الولايات المتحدة - تجربة السنوات الأولى -1
قنوات التنوير بدلاً من حوائط المبكى القبطية .
دعوة للتبرع
أهلا بك فى الموقع: تعليق ي على مقال الرسو ل سليما ن و ملكة سبأ: -...
صلاة الفجر: بالنس بة لوقت الصلا ة هل هو كذلك صلاة الفجر...
مريم وابنها آية : تبين لي بأن السيد ة مريم حملت بعيسى بطريق ة ...
الصلاة لعاشر مرة !!: الي الد تور احم صبح ...
نفس .!: ما هي نفس الله عز وجل ؟؟ تَعْل َمُ مَا فِي...
more
اعجبتنى جدا ملاحظتك ان الناس هناك دائمى الأبتسام , وكأن الأبتسامه جزء من تعبيرات الوجه بالمقارنه الى الوجوه العابسه فى مصر, هل تدرى لماذا يندر ان تجد على وجوه المصريين الذين من المفترض ( كما يقولون , أو يتقولون) انهم اكثر الشعوب فى العالم مرحاوخفة دم ( المصرى ابن نكته والنكته من المفرض ان تكون بغرض الإضحاك, المصريون اكثر شعوب العالم طيبة وذكاء ومرحا وكرما وحبا للأخرين وقولا للنكته ..........الخ الخ الخ ) هذا مايقال وما يعتقد الجميع انه حقيقه غير قابلة للنقاش. ولما كنا بصد النكت, فقد سمعت نكته لا أدرى من الذى قالها, وهى ان فى اخر الإحصايات, ثبت ان هناك حوالى 75% من المصريون على درجات متفاوبه من الإكتئاب, والسؤال هو كيف من الممكن ان يكون هناك 25% غير مكتئبين ولماذا على وجه التحديد هم غير مكتئبين.
لوعرفنا السبب لتلك الوجوه العابسه المكتئبه فى مصر, ولو استطعنا ان نضع ابتسامة على الوجوه لكان ذلك اول الطرق الى حل معظم المشاكل المصريه بلا استثناء.
تحياتى