هل يدرك المغاربة خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية؟

مهدي مالك Ýí 2017-02-02


 

هل يدرك المغاربة خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية؟

مقدمة  مطولة الى النهاية                                              

المزيد مثل هذا المقال :

انني  اتحدث هنا بصفتي كاتب جد متواضع استطعت ان اصل الى هذا المستوى المتواضع رغم اعاقتي الحركية التي تمنعني من المشي على الاقدام او النطق باللسان غير انها لم تمنعني ابدا من ان اعبر عن افكاري عبر الكتابة على صفحتي الفايسبوكية او على موقع اهل القران بالولايات المتحدة الامريكية حيث اتمنى ان انشر مقالاتي في احدى الجرائد المغربية المستقلة قريبا...

ان موضوع تيارات الاسلام السياسي ببلادنا ينبغي تناوله بالوضوح التام دون اي تحفظ حيث لا شك ان المغرب هو بلد اسلامي ما قبل الغزو الاموي حسب راي الاستاذ الحسين جهادي اباعمران حيث ان مصطلح البلد الاسلامي لا يعني بالضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية او الحدود الشرعية بل يعني حسب اعتقادي المتواضع ان تكون اغلبية الناس في بلاد معينة تدين بالاسلام دينا و اخلاقا الخ من هذه الاوصاف و بالاضافة الى مصطلح البلد الاسلامي حسب استاذنا صبحي منصور يفيد السلام و الحرية المطلقة في الايمان او الالحاد  بمعنى ان المغرب منذ ذلك الحين الى الان يعتبر بلد اسلامي ذا الاصل الامازيغي الافريقي بحكم ان المغرب يوجد جغرافيا و تاريخيا في القارة الافريقية و ليس في شبه الجزيرة العربية..

 لكن توجد العديد من القراءات لمصطلح الاسلامي تحاول دائما الربط بين الدين الاسلامي و العروبة او بين الدين الاسلامي و النسب الشريف او بين الدين الاسلامي و الجمود الفكري الخ من هذه الاشياء الدخيلة .......

غير ان  هذه القراءات رفضت رفضا قاطعا الربط بين الدين الاسلامي و الامازيغية كهوية اصلية لهذه الارض و كثقافة و كأنظمة علمانية بحكم ان هذه القراءات هي اصلا نتاج للتاويل السلفي للاسلام الذي يعتبر ان العروبة كجاهلية و كعرق و كأنظمة استبدادية هي من صميم الاسلام بينما ان  الامازيغية بشموليتها تعتبر حسب هذا التاويل الرجعي للاسلام جاهلية قائمة الذات و نفس الشيء بالنسبة للفارسية كهوية اسلامية لايران...

 ان من الصعب ان تحاول اقناع عامة المسلمين بهذه الحقيقة الأليمة و هي التاويل السلفي للاسلام هو السبب الجوهري لانحطاط المسلمين على كافة الاصعدة و المستويات بحكم ان الخطاب الديني الرسمي لاغلب دول المسلمين يربي على الطاعة و الولاء للتخلف و الرجعية و معاداة التقدم و الديمقراطية و العلمانية باعتبارها مصطلحات الغرب الكافر كما يسميه السلفيين باختلاف توجهاتهم السياسية و الدينية حسب اوضاع بلدانهم المختلفة لكن السعودية عندما نشأت في سنة 1932 شجعت جماعة الاخوان المسلمين في مصر باعتبارها حاملة لمشروع  السلف السياسي بعدما سقطت ما يسمى بالخلافة الاسلامية سنة 1923 على يد مصطفى اتاتورك بمعنى ان السعودية هي الداعم الجوهري لتيارات الاسلام السياسي في العالم الاسلامي على مدار هذه العقود بهدف تخريب عقول المسلمين و سجنهم في سجن السلف الصالح كما يسمى  ...

ان سؤال هذا المقال الا و هو هل يدرك المغاربة خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية حيث انه سؤال جوهري بالنسبة لمغرب اليوم حيث ان ما يسمى بالحركة الوطنية حين ظهرت سنة 1930 رفعت شعار تطبيق الشريعة الاسلامية في وجه الامازيغيين الذين ظلوا لقرون عديدة يطبقون اعرافهم المناسبة مع مقاصد الشريعة الاسلامية بشكل دقيق لكن هذه الاعراف او هذه القوانين العلمانية الاصيلة تهدف الى مسايرة تطور الزمان و المكان و الحفاظ على امازيغية المغرب بكل ابعادها....

لكن بعد الاستقلال الشكلي لم يطبق المغرب الشريعة الاسلامية نهائيا كنظام شمولي كما يقال بل طبق القوانين  الفرنسية العلمانية اي ان الحركة الوطنية خدعت الشعب المغربي بادعاءها الدفاع عن تطبيق الشريعة الاسلامية سنة 1930 حيث اعتقد شخصيا ان هذا السبب قد ساعد على ظهور تيارات الاسلام السياسي في مغرب السبعينات لكن بخلفية سلفية خالصة بحكم ان حقلنا الديني الرسمي منذ سنة 1956 الى حدود هذه الساعة ظل يقدس المشرق العربي كتاريخ و كحضارة و ظل يقدس كذلك ايديولوجية الظهير البربري بمعنى ان تيارات الاسلام السياسي لم تنطلق من حقائق الاسلام كدين التعايش و كدين السلام و لم تنطلق من تاريخنا الامازيغي الاسلامي على الاطلاق بل انطلقت من الشعار الخالد الا و هو العروبة و الاسلام حسب التاويل السلفي  ..

ان هذه التيارات المسماة بالاسلامية زورا و بهتانا لا تتوفر على اي  امتداد تاريخي او ايديولوجي في المغرب الاقصى حيث يجب ان المغاربة تام الادراك ان لو لم تظهر ما  يسمى بالحركة الوطنية سنة 1930 في بلادنا لكان المغرب دولة امازيغية اسلامية علمانية بمفهومها الاصيل لدينا كمجتمع اسلامي له خصوصياته و استقلاله عن مجتمعات الخلافة الاسلامية كما تسمى اي هناك فرق شاسع بين مجتمعنا الامازيغي و مجتمعات الخلافة القرشية كما  اسميها ..

 لو سالت اي مواطن عادي الان لماذا صوت لحزب العدالة و التنمية و سيرد عليك بالقول  ان هذا الحزب يمثل الاسلام و قيمه المثلى من قبيل الحياء و الشرف بحكم ان دولتنا المغربية يجب ان تصبح اسلامية بمعنى ان تطبق الشريعة الاسلامية و الحدود الشرعية و اباحة تعدد الزوجات و الجواري كما في زمن الخلافة الاسلامية العادلة و فرض العروبة كعادات جليلة باعتبارنا عرب مسلمين و اللغة العربية هي لغة اهل الجنة الخ من كلام هذا المواطن العادي الذي دخل الى المدرسة العمومية فعلا غير انه وجد مقررات التربية الاسلامية لا تذكر شيئا عن حضارة الامازيغيين و وجد مقررات التاريخ لا تذكر الامازيغيين نهائيا الا بصفتهم برابرة يسكنون في الكهوف اي انهم لا يتوفرون على اي تاريخ او على اية حضارة ..

ثم ذهب هذا المواطن العادي الى احدى مساجدنا ليسمع الارشاد الديني من طرف الامام الذي يقول للعوام ان العادات الامازيغية هي عادات جاهلية حيث يرقص الرجال مع النساء في مناطق سوس في رقصة تسمى احواش في اللهجة البربرية حيث ان الاختلاط بين الرجال و النساء  هو حرام للغاية في ديننا الاسلامي الذي علم للبشرية جمعاء قيم الحياء و العفاف حيث كان سلفنا الصالح كانوا المثل الاعلى لهذه القيم حيث عندما فتح بني امية الاشراف بلدنا هذا وجدوا مظاهر الجاهلية لدى البربر المتوحشون و نشروا فيهم رسالة الاسلام الداعية الى الرحمة و المساواة بين المسلمين الخ من هذا الكلام المعسول لنخبتنا الدينية او  رموز التيارات المسماة بالاسلامية زورا و بهتانا في بلادنا ...

هذه هي خطورة ايديولوجية تيارات الاسلام السياسي المشرقية في المغرب الذي رجع الى بيته الافريقي بفضل حكمة الملك محمد السادس لان القارة الافريقية هي بيتنا الحقيقي بينما يفضل رموز تيارات الاسلام السياسي التوجه الى دول الخليج النفطية لربح الاموال عوض التوجه الى الدول الافريقية للدفاع عن الانتماء الافريقي للمغرب ..

المهدي مالك                                

اجمالي القراءات 7276

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 292
اجمالي القراءات : 1,438,279
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco