آحمد صبحي منصور Ýí 2016-04-24
مسلسل الدم بين ( المسلمين فى دار السلام ) فى خلافة مروان بن محمد (127 : 132 )
مقدمة :
توقفت مؤقتا حرب ( دار السلام ) لدار الحرب والكفر لأن قادة (دار السلام ) ــ وهم أساس البلاء ــ دخلوا فى حروب متصلة مروعة ، ومن حُسن حظهم أن دار الكفر لم ينتهزوها فرصة للإنتقام ورد العدوان . والأبطال الفاعلون فى مسلسل الدم كانوا من الأمويين وبنى عمومتهم العباسيين ، وهم :
1 ـ مروان بن محمد بن مروان ، والى أرمينية والجزيرة القوى ، وكان صلبا عنيفا داهية ، وقد كان لقبه ( مروان الحمار ) بسبب صبره . وتولى الخلافة فى وقت تداعى الدولة فلم تنفعه شدته ولا حنكته ، خصوصا وأنه تمتع بأهم رذائل خلفاء بنى أمية ، وهى القسوة المفرطة والتعصب القبلى لفريق ضد فريق .
2 ـ ثم سليمان بن هشام بن عبد الملك ، وهو شخصية درامية قضى الشطر الأول من عمره يقاتل ضد البيزنطيين ، ثم أهانه الخليفة الوليد بن يزيد ( الماجن ) ، تقول الرواية فى سبب قتل الخليفة الوليد بن يزيد ( الماجن ) عام 126: ( وكان سبب قتله ما تقدم ذكره من خلاعته ومجانته، فلما ولي الخلافة لم يزد من الذي كان فيه من اللهو واللذة والركوب للصيد وشرب النبيذ ومنادمة الفساق إلا تمادياً، فثقل ذلك على رعيته وجنده وكرهوا أمره، وكان أعظمه ما جنى على نفسه إفساده بني عميه هشام والوليد، فإنه أخذ سليمان بن هشام فضربه مائة سوط وحلق رأسه ولحيته وغربه إلى عمان من أرض الشام فحبسه بها، فلم يزل محبوساً حتى قتل الوليد . ) . إنضم سليمان بن هشام الى يزيد بن الوليد ( ولقبه يزيد الناقص ، لأنه أنقص عطاء الناس ، بأن خصم الزيادة التى زادها الوليد الماجن ) وقتلوا الوليد (الماجن) وحبسوا ولديه ( الحكم وعثمان ) ، وبعد الموت المفاجىء ليزيد الناقص وتولى أخيه ابراهيم الخلافة كان سليمان بن هشام هو القائد الحربى لابراهيم ، الذى واجه الثائر مروان بن محمد حين جاء بجيشه من أرمينيا والجزيرة مدافعا عن حق ابنى الوليد ابن يزيد الماجن المقتول ( الحكم وعثمان ). وانتهى الأمر بسليمان بن هشام هذا وقد وبايع الضحاك الخارجى الذى استولى على الكوفة. ثم قتله الخليفة العباسى السفاح .
3 ـ أبطال الانتصار هم العباسيون فى قيادتهم السياسية ، ( ابراهيم الامام ، ثم السفاح أول خليفة عباسى )، والأبطال العسكريون:( أبو مسلم الخراسانى ) وقحطبة بن شبيب ، وابنه الحسن ، وعلى بن عبد الله العباسى وصالح العباسى ،الذين هزموا مروان بن محمد ، ثم قتلوه وأسقطوا الدولة الأموية .
ونعطى موجز الأنباء لمسلسل الدم ( الداخلى ) من عام 127 : 132 .
عام 127
1 ـ مروان بن محمد حاكم أرمينية القوى ثار على ( يزيد ) الناقص ، وجاء بجنه مطالبا بحق ابنى الوليد بن يزيد المقتول ، وهما ( الحكم وعثمان ) ، وحاصر مروان قنسرين فنزلوا على طاعته، ثم حاصر حمص فبايعوه وساروا معه قاصدين دمشق، ومعهم جند الجزيرة وجند قنسرين... فتوجه مروان إلى دمشق في ثمانين ألفاً، وتقاتل مع جيش إبراهيم بن الوليد بن هشام بن عبد الملك الذى يقوده سليمان بن هشام بن عبد الملك بلغ مائة وعشرين ألفاً، فانهزم سليمان بن هشام ، وقتل من عسكره نحو ثمانية عشر ألفاً وأسر منهم مثلهم ..وأما سليمان بن هشام وبقية أصحابه فإنهزمزا ولحقوا بدمشق ، وقرروا قتل ابنى الوليد بن يزيد ( الحكم وعثمان ) خوفا من ان يغلب مروان فينتقما ممن قتل أباهما . وتولى قتلهما فى السجن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، فقتلهما وقتل معهما يوسف بن عمر - وكان مسجوناً معهما - وكان يوسف بن عمر هذا هو والى العراق من قبل ، وهو الذى قام من قبل بتعذيب وقتل خالد القسرى . وبمقتل ابنى الوليد الماجن أُتيح لمروان أن يطلب الخلافة لنفسه .
2 ـ واقترب مروان بجيشه من دمشق فهرب الخليفة ابراهيم بن الوليد ، بينما استحوذ سليمان بن هشام على بيت المال فى دمشق ففرّق منه على الجنود وهرب من دمشق . وبويع مروان بالخلافة بعد دخوله دمشق . وعيّن ولاة من قبله . وسار موالى الوليد بن يزيد ( الماجن المقتول ) الى قبر ( يزيد الناقص ) فنبشوه وصلبوا جثته على باب الجابية إنتقاما لقتله ( الوليد الماجن ) .
وطلب ابراهيم الخليفة السابق وسليمان بن هشام قائده العسكرى الأمان من مروان فأمّنهما وأكرمهما ، وجعلهما الى جانبه . ثم ثار أهل الشام على مروان بعد أن بايعوه
3 ـ ثارت حمص فحاصرها مروان وهزمها . ( وقتل مروان جماعةً من أسرائهم، وصلب خمسمائة من القتلى حول المدينة . ).
4 ـ ثارت دمشق والغوطة بقيادة يزيد بن خالد القسرى ، وهزمهم جيش مروان وقتل يزيد القسرى : ( واستباح أهل مروان عسكرهم وأحرقوا المزة وقرى من اليمانية، وأخذ يزيد بن خالد فقتل، وبعث زامل برأسه إلى مروان بحمص.)
5 ـ وخرج ثابت بن نعيم في أهل فلسطين على الخليفة وأتوا طبرية فحاصروها، فبعث الخليفة إليهم جيشاً فأجلوهم عنها واستباحوا عسكرهم، وفر ثابت بن نعيم هارباً إلى فلسطين فاتبعه الأمير أبو الورد فهزمه ثانية وتفرق عنه أصحابه، وأسر أبو الورد ثلاثة من أولاده فبعث بهم إلى الخليفة . وتم أسر ثابت بن نعيم ، فقطع مروان يديه ورجليه، وكذلك جماعة كانوا معه، ثم صلبهم على ابواب دمشق:( فأمر به وبأولاده الثلاثة فقطعت أيديهم وأرجلهم وحُملوا إلى دمشق فألقوا على باب المسجد، ثم صلبهم على أبواب دمشق.)
6 ــ إستأذن سليمان بن هشام من الخليفة مروان أن يستريح فى الرصافة ، فأذن له. وأقام سليمان بالرصافة ، وانضم الى سليمان عشرة آلاف من فرسان مروان وثار بهم على مروان معلنا خلعه ، وسار بهم سليمان الى قنسرين، وإنضم اليه كثيرون من أهل الشام ، كما إنضم اليه حوالى 70 ألفا من جيش ابن هبيرة الذى كان مروان قد أرسله لقتال الضحاك الخارجى فى الكوفة. وقاتل مروان جيش سليمان بن هشام فهزمه ، وهرب سليمان بن هشام الى حمص ، ولجأ اليه من بقى من جيشه . تقول الرواية : ( واجتمع إلى سليمان نحوا من سبعين ألفاً من أهل الشام والذكوانية وغيرهم، وعسكر بقرية خساف من أرض قنسرين، وأتاه مروان فواقعه عند وصوله، فاشتد بينهم القتال، وانهزم سليمان ومن معه، واتبتعهم خيل مروان تقتل وتأسر، واستباحوا معسكرهم، ووقف مروان موقفاً ووقف ابناه موقفين، ووقف كوثر صاحب شرطته موقفاً، وأمرهم أن لا يؤتوا بأسير إلا قتلوه إلا عبداً مملوكاً. فأحصي من قتلاهم يومئذ نيف على ثلاثين ألف قتيل، وقتل إبراهيم بن سليمان وأكثر ولده، وخالد بن هشام المخزومي خال هشام ابن عبد الملك، وادعى كثير من الأسراء للجند أنهم عبيد، فكف عن قتلهم وأمر ببيعهم فيمن يزيد ( أى فى المزاد ) مع من أصيب من عسكرهم. وهرب سليمان إلى حمص، وانضم إليه من أفلت ممن كان معه، فعسكر بها ) وسار اليه مروان بن محمد ( وانهزم أصحاب سليمان، وقتل منهم نحو من ستة آلاف ) ( فلما بلغ سليمان هزيمتهم خلف أخاه سعيداً بحمص .. ونزل مروان على حمص فحصر أهلها عشرة أشهر ونصب عليهم نيفاً وثمانين منجنيقاً يرمى بها الليل والنهار، وهم يخرجون إليه كل يوم فيقاتلونه، وربما بيتوا نواحي عسكره. فلما تتابع عليهم البلاء طلبوا الأمان.. )
7 ــ وثار بالكوفة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب . انتهز الشيعة فى الكوفة ضعف الوالى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فدعوا الى خلافة (عبد الله بن معاوية ) وانهزم عبد الله بن معاوية ، وأعطاه عبد الله بن عمر أمانا فغادر الى المدائن، فأتاه قوم من أهل الكوفة، فخرج بهم فغلب على حلوان والجبال وهمذان وأصبهان والري، وخرج إليه عبيد أهل الكوفة.
8 ـ وبعودة الحارث بن سريج الى ( مرو ) فى وقت الصراع بين نصر بن سيار والكرمانى بدأ يُعدُّ للثورة مرة أخرى بحجة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
9 ـ وكان الضحاك الخارجى قد استولى على الكوفة وهزم واليها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، وبايع ابن عمر بن عبد العزيز الضحاك الخارجى بالخلافة ، وقدم الى الكوفة أيضا سليمان بن هشام بن عبد الملك هاربا بعد هزيمته من مروان ، فبايع الضحاك الخارجى . فقال الشاعر ساخرا : ألم تر الله أظهر دينه ** وصلّت قريش خلف بكر بن وائل.
عام 128
1 ـ قتل الحارث سريج وسط صراع الكرمانى ونصر بن سيار .
2 ـ وألقى ابراهيم الامام ( صاحب الدعوة العباسية ) أوامره لأبى مسلم الخراسانى : ( احفظ وصيتي، انظر هذا الحي من اليمن فالزمهم واسكن بين أظهرهم، فإن الله لا يتم هذا الأمر إلا بهم، فاتهم ربيعة في أمرهم، وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار، واقتل من شككت فيه، وإن استطعت أن لا تدع بخراسان من يتكلم بلعربية فافعل، وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله. ) .كانت قبائل اليمن منحرفة عن الأمويين وقتها ، بينما لم تكن قبائل ربيعة ( النزارية ) مخلصة للدعوة ، وكانت قبائل مضر النزارية فى معظمها مع الأمويين .
3 ـ مع الخوارج : وارسل مروان فرقة قتلت الضحاك وستة آلاف كانوا معه . وبايع الخوارج بعده الخيبرى ، وكان معه سليمان بن هشام الأموى فى أكثر من ثلاثة آلاف من أهل بيته ومواليه . وانهزم مروان أمام الخبيرى .ثم لم يلبث الخيبرى أن قُتل
وظهر أبو حمزة الخارجى ، واسمه ( المختار بن عوف الأزدي السلمي البصري، وكان أول مرة أنه كان من الخوارج الإباضية، يوافي كل سنة مكة يدعو الناس إلى خلاف مروان بن محمد، فلم يزل كذلك حتى وافى عبد الله بن يحيى المعروف بطالب الحق في آخر سنة ثمان وعشرين، فقال له: يا رجل أسمع كلاماً حسناً وأراك تدعوا إلى حق، فانطلق معي فإني رجل مطاع في قومه.فخرج حتى ورد حضرموت، فبايعه أو حمزة على الخلافة ودعا إلى خلاف مروان وآل مروان. )
عام 129
.1 ـ بعد قتل الخيبرى فى العراق بايع الخوارج شيبان بن عبد العزيز أبو الدلف اليشكري، وبنصيحة سليمان بن هشام انسحب الخوارج من الكوفة الى الموصل ، وانضم اليهم أهل الموصل ضد مروان بن محمد . ( فأقام مروان ستة أشهر يقاتلهم، وقيل تسعة أشهر.
وأتي مروان بابن أخ لسليمان بن هشام يقال له أمية بن معاوية بن هشام، وكان مع عمه سليمان في عسكر شيبان أسيراً، فقطع يديه وضرب عنقه، وعمه ينظر إليه.) وتتابعت فصول المعارك بين مروان الأموى وشيبان الخارجى الى أن هزمه مروان فهرب شيبان الى إلى سجستان .
2 ـ مقتل الكرماني بعد أن قتل الحارث بن سريج ، وذلك فى إطار الصراع المسلح بينه وبين نصر بن سيار .
3 ـ وفوجىء العرب فى خراسان بظهور أبى مسلم وكثرة أتباعه وظهور دعوته فتعاقدوا على حربه . وانتصر أبو مسلم على من حاربه منهم ، وظهر عبد الله بن معاوية بن جعفر وغلب فى ارض فارس ، فحاربه وغلبه ابو مسلم وقتله .
4 ـ واستولى ابو حمزة الخارجى على المدينة ومكة .
عام 130
1 ـ دخول أبي مسلم مرو والبيعة بها ، وقد بايعه على بن الكرمانى زعيم قبائل اليمن بعد مقتل ابيه ، ورفض نصر بن سيار البيعة وهرب من مرو الى سرخس . ورفض شيبان الخارجى البعة فقاتله ابو مسلم وهزمه وقتله . ولم يلبث أبو مسلم أن قتل عليا بن الكرمانى وكبار أتباعه ، وغلب أبو مسلم على خراسان، وبعث العمال على البلاد، وبعث قحطبة بن أبى شبيب إلى طوس فهزمهم، وكان من مات منهم في الزحام أكثر ممن قتل، فبلغ عدة القتلى بضعة عشر ألفاً.وبعث جيشا الى نيسابور وقاتل تميم بن نصر بن سيار وهزمه وقتله ، وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة واستبيح عسكرهم، وكان عدة من معه ثلاثين ألفاً، وبلغ الخبر نصر بن سيار بنيسابور بقتل ابنه.ولما استولى قحطبة على عسكرهم سار هو إلى نيسابور، وبلغ ذلك نصر بن سيار فهرب منها فيمن معه فنزل قومس، وتفرق عنه أصحابه فسار إلى نباتة بن حنظلة بجرجان، وقدم قحطبة نيسابور بجنوده فأقام بها رمضان وشوال.ثم قاتل وقتل نباته بن حنظلة والى جرجان
2 ــ أبو حمزة الخارجى يهزم أهل المدينة عندما عصوا اوامره . وكان عدة القتلى سبعمائة.وأقام أبو حمزة بالمدينة ثلاثة أشهر.وخرج أبو حمزة لقتال مروان فهزمه مروان وقتله . ثم قُتل عبد الله بن يحيى ( طالب الحق ) :( وحمل رأسه إلى مروان بالشام )
3 ــ واوقع قحطبة بن شبيب بأهل جرجان:
عام 131
1 ـ فى معارك متصلة : دخول قحطبة الرى ثم اصفهان ثم نهاوند وفتح شهرزور:ومسير قحطبة إلى ابن هبيرة بالعراق وهروب ابن هبيرة إلى الكوفة لقحطبة، وقطع قحطبة الفرات ، ثم سار يريد الكوفة حتى أنتهى إلى الموضع الذي فيه ابن هبيرة .
2 ـ الوليد بن عروة السعدي، دخل ( المدينة ) وانتقم من خصومه ( فقتل منهم مقتلةً عظيمةً وبقر بطون نسائهم وقتل الصبيان وحرق من قدر عليه منهم.)
عام 132 :
1 ـ هلك قحطبة بن شبيب بعد أن هزم ابن هبيرة ، وتولى الحسن مكان أبيه قحطبة
2 ـ وفى الكوفة انضم محمد بن خالد القسرى للدعوة الجديدة ، ودخلت الكوفة فى الدعوة ، وفيها كان إعلان الدولة العباسية ، ومبايعة أول خليفة ، وهو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وأصبح لقبه ( السفاح ) بسبب المجازر فى عهده .
3 ـ هزيمة مروان بن محمد فى موقعة الزاب ، وكانت عصبيته ضد قبائل اليمن من أسباب تخليهم عنه فى المعركة ، تقول الرواية ( واشتد بينهم القتال. فقال مروان لقضاعة: انزلوا. فقالوا: قل لبني سليم فلينزلوا. فأرسل إلى السكاسك أن احملوا. فقالوا: قل لبني عامر فليحملوا. فأرسل إلى السكون أن احملوا، فالوا: قل لغطفان فليحملوا. فقال لصاحب شرطته: انزل. فقال: والله ما كنت لأحعل نفسي غرضاً. قال: أما والله لأسؤنك! فقال: وددت والله أنك قدرت على ذلك.) ولجأ مروان الى حيلة المال : (.. فأمر بالأموال فأخرجت، وقال للناس: اصبروا وقاتلوا فهذه الأموال لكم. فجعل ناس من الناس يصيبون من ذلك، فقيل له: إن الناس قد مالوا على هذا المال ولا نأمنهم أن يذهبوا به. فأرسل إلى ابنه عبد الله: أن سر في أصحابك إلى قوم عسكرك فاقتل من أخذ من المال وامنعهم.) .
4 ـ كان مروان قد علم أن ابراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس هو إمام الدعوة ، فحبسه ، ثم قتل فى السجن .
5 ـ قتل مروان بن محمد بن الحكم فى أخر معركة له فى ابوصير بمصر ، وكان مروان قد واصل الهرب وخلفه جيوش العباسيين ، من الموصل:( وسبّه أهل الموصل، وقالوا: ياجعدي ! يا معطل.. الحمد لله الذي أزال سلطانكم وذهب بدولتكم! الحمد لله الذي أتانا بأهل بيت نبينا! ) ( ومضى مروان إلى حمص، فلقيه أهلها بالسمع والطاعة، فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم سار منها. فلما رأوا قلة ممن معه طمعوا فيه وقالوا: مرعوب منهزم؛ فاتبعوه بعدما رحل عنهم فلحقوه على أميال. فلما رأى غبرة الخيل كمن لهم، فلما جاوزوا الكمين صافهم مروان فيمن معه وناشدهم، فأبوا إلا قتاله، فقاتلهم وأتاهم الكمين من خلفهم، فانهزم أهل حمص وقتلوا حتى انتهوا إلى قريب المدينة.) ( وأتى مروان دمشق وعليها الوليد بن معاوية بن مروان، فخلفه بها وقال: قاتلهم حتى يجتمع أهل الشام. ) وطارده جيش العباسيين الى مصر، ( وحملوا على أصحاب مروان فانهزموا، وحمل رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان فاحتز رأسه، فأخذه عامر فبعث به إلى أبي عون، وبعثه أبو عون إلى صالح.فلما وصل إليه أمر أن يقص لسانه، فانقطع لسانه، فأخذه هر، فقال صالح: ماذا ترينا الأيام من العجائب والعبر! هذا لسان مروان قد أخذه هر " .! . وسيره صالح إلى أبي العباس السفاح.وكان قتله لليلتين بقيتا من ذي الحجة، ورجع صالح إلى الشام وخلف أبا عون بمصر وسلم إليه السلاح والأموال والرقيق.ولما وصل الرأس إلى السفاح كان بالكوفة، فلما رآه سجد ثم رفع رأسه فقال: الحمد الله الذي أظهرني عليك وأظفرني بك ولم يبق ثأري قبلك وقبل رهطك أعداء الدين! )
6 ـ قتل العباسيين لبني أمية:
دخل سديف على السفاح وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أكرمه، فقال سديف شعرا فى التحريض على بنى أمية ، فقتل السفاح ( سليمان بن هشام ). ودخل شبل بن عبد الله على ( عبد الله بن علي ) وعنده من بني أمية نحو تسعين رجلاً على الطعام، فأقبل عليه شبل فقال شعرا يثير الحقد على بنى أمية وما فعلوه مع الحسين وبنى هاشم ، فأمر عبد الله العباسى بقتل ضيوفه الأمويين ( فضُربوا بالعُمد حتى قتلوا، وبسط عليهم الأنطاع فأكل الطعام عليها وهو يسمع أنين بعهم حتى ماتوا جيمعاً. ) ، ( وأمر عبد الله ابن علي بنبش قبور بني أمية بدمشق، فنبش قبر معاوية بن أبي سفيان، فلم يجدوا فيه إلا خيطاً مثل الهباء، ونبش قبر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فوجدوا فيه حطاماً كأنه الرماد، ونبش قبر عبد الملك فإنه وجد صحيحاً لم يبل منه إلا أرنبة أنفه، فضربه بالسياط وصلبه وحرقه وذراه في الريح.وتتبع بني امية من أولاد الخلفاء وغيرهم فأخذهم، ولم يفلت منهم إلا رضيع أو من هرب إلى الأندلس .. واستصفى كل شيء لهم من مال وغير ذلك .) ( وقتل سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بالبصرة أيضاً جماعةً من بني أمية عليهم الثياب الموشية المرتفعة وأمر بهم فجروا بأرجلهم فألقوا على الطريق فأكلتهم الكلاب.فلما رأى بنو أمية ذلك اشتد خوفهم وتشتت شملهم واختفى من قدر على الاختفاء. )
7 ـ ما سبق نقلناه موجزا من تاريخ الكامل لابن الأثير . وننقل بعض ما أورده ( ابن كثير ) فى حصار العباسيين لدمشق . فقائد الجيش العباسى ( عبد الله بن على ) حين إفتتحها ( فقتل من أهلها خلقاً كثيراً وأباحها ثلاث ساعات، وهدم سورها. ويقال: إن أهل دمشق لما حاصرهم عبد الله اختلفوا فيما بينهم، ما بين عباسي وأموي، فاقتتلوا فقتل بعضهم بعضاً، وقتلوا نائبهم ثم سلموا البلد .. ثم أبيحت دمشق ثلاث ساعات حتى قيل: إنه قتل بها في هذه المدة نحواً من خمسين ألفاً. ) ( وأن البلد كان قد حصنه نائب مروان تحصيناً عظيماً، ولكن اختلف أهلها فيما بينهم بسبب اليمانية والمضرية، وكان ذلك بسبب الفتح، حتى إنهم جعلوا في كل مسجد محرابين للقبلتين حتى في المسجد الجامع منبرين، وإمامين يخطبان يوم الجمعة على المنبرين ..)، ( وذكر في ترجمة محمد بن سليمان بن عبد الله النوفلي قال: كنت مع عبد الله بن علي أول ما دخل دمشق، دخلها بالسيف، وأباح القتل فيها ثلاث ساعات، وجعل جامعها سبعين يوماً إسطبلاً لدوابه وجماله..ثم تتبع عبد الله بن علي بني أمية من أولاد الخلفاء وغيرهم، فقتل منهم في يوم واحد اثنين وتسعين ألفاً عند نهر بالرملة، وبسط عليهم الأنطاع ومد عليهم سماطاً فأكل وهم يختلجون تحته ..وأرسل امرأة هشام بن عبد الملك وهي: عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية صاحبة الخال، مع نفر من الخراسانية إلى البرية ماشية حافية حاسرة على وجهها وجسدها وثيابها ثم قتلوها. ثم أحرق ما وجد من عظم ميت منهم. )
أخيرا : حتى لايضيع منا طرف الخيط :
نذكركم بعنوان الكتاب : الأصل التاريخى لتقسيم العالم الى ( دار السلام ودار الحرب ).
ونذكركم :
1 ـ بأن الله جل وعلا لم يخلق البشر ليكونا معسكرين متحاربين ، بل خلق البشر جميعا أخوة من أب واحد وأم واحدة ، وجعلهم شعوبا وقبائل كى يتعارفوا سلميا ، لا لكى يتقاتلوا ، يقول جل وعلا يخاطب البشر جميعا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات )
2 ـ إن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين وليس لقتال العالمين ، يقول جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )
3 ـ إن الله جل وعلا أمر المؤمنين بالدخول فى السلام كافة ، فقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ). وتشريعات القتال الدفاعية هى إستثناء يخدم السلام . ولكن الصحابة إتبعوا خطوات الشيطان بالفتوحات ، وجعلوها دينا ، نتج عنه تقسيم العالم الى معسكرين متحاربين ـ حربا مستمرة ، لا يزال الوهابيون يواصلونها حتى اليوم
4 ـ القتال فى الاسلام هو لرد العدوان فقط ، وهذا معنى أن يكون فى سبيل الله جل وعلا . أما القتال المعتدى الذى فعله الصحابة فهو فى سبيل الشيطان ، وليس هناك توسط : إما قتال دفاعى فى سبيل الله جل وعلا ، وإما قتال باغ معتد ظالم يريد الثروة والسلطة ، أى فى سبيل الشيطان . يقول جل وعلا عن نوعى القتال : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ )(76) النساء )
كان التطهير العرقي سمة اساس داخل دار السلم .. فعله يزيد بن معاوية داخل ذرية على بن ابي طالب ..
وفعله العباسيون حيث تم اجتثاث معظم ذرية الامويين ..
ارجوا من الدكتور احمد صبحي... لو سمح وقته ان يلقي الضوء على هذا الموضوع ..!!
سليمان بن هشام بن عبد الملك ، وهو شخصية درامية قضى الشطر الأول من عمره يقاتل ضد البيزنطيين ، ثم أهانه الخليفة الوليد بن يزيد ( الماجن )
واقترب مروان بجيشه من دمشق فهرب الخليفة ابراهيم بن الوليد ، بينما استحوذ سليمان بن هشام على بيت المال فى دمشق ففرّق منه على الجنود وهرب من دمشق . وبويع مروان بالخلافة بعد دخوله دمشق . وعيّن ولاة من قبله . وسار موالى الوليد بن يزيد ( الماجن المقتول ) الى قبر ( يزيد الناقص ) فنبشوه وصلبوا جثته على باب الجابية إنتقاما لقتله ( الوليد الماجن ) .
وطلب ابراهيم الخليفة السابق وسليمان بن هشام قائده العسكرى الأمان من مروان فأمّنهما وأكرمهما ، وجعلهما الى جانبه . ثم ثار أهل الشام على مروان بعد أن بايعوه إستأذن سليمان بن هشام من الخليفة مروان أن يستريح فى الرصافة ، فأذن له. وأقام سليمان بالرصافة ، وانضم الى سليمان عشرة آلاف من فرسان مروان وثار بهم على مروان معلنا خلعه ، وسار بهم سليمان الى قنسرين، وإنضم اليه كثيرون من أهل الشام ، كما إنضم اليه حوالى 70 ألفا من جيش ابن هبيرة الذى كان مروان قد أرسله لقتال الضحاك الخارجى فى الكوفة. وقاتل مروان جيش سليمان بن هشام فهزمه ، وهرب سليمان بن هشام الى حمص ، ولجأ اليه من بقى من جيشه .
: إن أهل دمشق لما حاصرهم عبد الله اختلفوا فيما بينهم، ما بين عباسي وأموي، فاقتتلوا فقتل بعضهم بعضاً، وقتلوا نائبهم ثم سلموا البلد .. ثم أبيحت دمشق ثلاث ساعات حتى قيل: إنه قتل بها في هذه المدة نحواً من خمسين ألفاً. ) ( وأن البلد كان قد حصنه نائب مروان تحصيناً عظيماً، ولكن اختلف أهلها فيما بينهم بسبب اليمانية والمضرية، وكان ذلك بسبب الفتح، حتى إنهم جعلوا في كل مسجد محرابين للقبلتين حتى في المسجد الجامع منبرين، وإمامين يخطبان يوم الجمعة على المنبرين ..)، ( وذكر في ترجمة محمد بن سليمان بن عبد الله النوفلي قال: كنت مع عبد الله بن علي أول ما دخل دمشق، دخلها بالسيف، وأباح القتل فيها ثلاث ساعات، وجعل جامعها سبعين يوماً إسطبلاً لدوابه وجماله..ثم تتبع عبد الله بن علي بني أمية من أولاد الخلفاء وغيرهم، فقتل منهم في يوم واحد اثنين وتسعين ألفاً عند نهر بالرملة، وبسط عليهم الأنطاع ومد عليهم سماطاً فأكل وهم يختلجون تحته ..وأرسل امرأة هشام بن عبد الملك وهي: عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية صاحبة الخال، مع نفر من الخراسانية إلى البرية ماشية حافية حاسرة على وجهها وجسدها وثيابها ثم قتلوها. ثم أحرق ما وجد من عظم ميت منهم. )
في الوقت الذي توقفت مؤقتا حرب ( دار السلام ) لدار الحرب والكفر لأن قادة (دار السلام ) ــ وهم أساس البلاء ــ دخلوا فى حروب متصلة مروعة ، ومن حُسن حظهم أن دار الكفر( الروم ) تنتهز الفرصة للإنتقام ورد العدوان . حيث كانت الفرصة سانحة لهم وقت مسلسل الدم بين الأمويين وبنى عمومتهم العباسيي ؟! هذا يعُد هدما لكل ما تم تلقينه من أفكار عن دار السلام فمن تُعد دار السلام من تعتدي على الآمنين أم من تكتفي بالدفاع عن نفسها ؟ لدرجة أنها لم تنتهز فرصة التطاحن القائم على السلطة والثروة بين أبناء العمومة للانتقام !!
عنددما استأصل العباسيون ذرية ابناء عمومتهم بنو امية الفاسد منهم وغير الفاسد ..كبيرهم زصغيرهم .. اين هم من آيات (لا تزروا وازرة وزر اخرى ) لقد اكد القرآن 5 مرات بالنص على ان لا تزورا وازرة وزر اخرى .. هل استكبر هؤلاء على القرآن ؟؟؟
) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164 الانعام
) مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) الاسراء
وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18) فاطر
إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) الزمر
أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) النجم
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5110 |
اجمالي القراءات | : | 56,648,814 |
تعليقات له | : | 5,442 |
تعليقات عليه | : | 14,815 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
تشكيل المصحف: هل مصطلح ات الضبط والتن بيهات وعلام ات ...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول تقول إن فى اسرائ يل ...
لتكون باحثا قرآنيا: الأست اذ والمر بي الفاض ل الوال د ...
لقاء الرحمن والساعة: ارى فيه تناقض بين رجاء لقاء الله وبين الخشي ة ...
صلاة الجمعة: لطالم ا دار في خلَدي موضوع صلاة الظهر من يوم...
more
انه تاريخ سطرته الدماء .. تنقسم شخصياته الى مقتولين وقتلة ..
قتلة اليوم هم من سيقتلون في الغد . وابناء المقتولين اليوم هم قتلة الغد ..
نلمح بين سطور هذا التاريخ .. أن حياتهم خالية من الأمان ...
هل يكون اختيار الجيل الاول هو الطريق الوحيد المعبد لمن بعدهم ..!!؟؟