آحمد صبحي منصور Ýí 2016-06-08
مقدمة
1 ـ بسبب إنشغال العباسيين بمشاكل الجزء الشرقى الآسيوى ضعفت سيطرتهم على شمال أفريقيا ( أو ما يسمى بأفريقيا )، خصوصا مع كثرة القلاقل والثورات بين العرب والأمازيغ ( البربر ) وتداخل هذا مع حركات الخوارج الاباضية والصفرية ، مع تداخل آخر بين الشمال الأفريقى وما يجرى فى الاندلس . وقد إنفصل الأندلس مبكرا عن الدولة العباسية بقيام الحكم الأموى فيه ، ثم تبعه إنفصال المغرب تحت حكم الأدارسة العلوى ، وكانت لهذا تأثيرات عززت من إمكانية قيام الأغالبة بحكم ما تبقى من الشمال الأفريقى من طرابلس ليبيا شرقا الى القيروان . وكان مركز الحكم فى تونس . وما لبث أن اقام الأغالبة لهم دولة تتبع إسميا الخلافة العباسية ، وتسير على سُنّتها فى تفجير مسلسل الدم فى الداخل ( دار السلام ) ومع الغرب الأوربى فى الخاج ( دار الحرب ) . عزز هذا المسلسل الدموى قُرب تونس من الساحل الأوربى الايطالى ومن الجزر الهامة فى البحر المتوسط ( سردينيا وصقلية ) ، وكانت صقلية تابعة لبيزنطة ، وبالتالى كانت بيزنطة العدو المشترك للخلافة العباسية وربيبتها دولة الأغالبة .
2 ـ وفى خلافة المأمون وحيث كان منشغلا عن الهجوم على البيزنطيين قام الأغالبة بالواجب ، فى صراع حول سردينية وصقلية . ثم تشعب ودخلت فيه عناصر أخرى أقامت ( مستعمرات ) للمسلمين داخل القارة الأوربية إستمرت الى حين .
3 ـ نتوقف فى لمحة هنا مع مسلسل الدم فى خلافة المأمون : مع زيادة الله الأغلبى فى شمال أفريقيا بين حرب الداخل والخارج ، ونتتبعه حسب السنين
أولا : مسلسل الدم فى حروب خارجية فى عام 205 :
1 ـ تولى زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب( إفريقية ) أى شمال افريقيا ، بعد موت أخيه عبد الله . وحدث مسلسل الدم فى هجومه على سردينيا واحتلاله وفى نزاعاته المسلحة مع خصومه.
2 ـ وفى هذا العام 205 تقول الرواية ( وفيها غزا المسلمون من إفريقية جزيرة سردانية، فغمنوأ وأصابوا من الكفار. ) لاحظ وصف أهل سردينية بالكفار ، مع انهم لم يعتدوا على ( المسلمين ) بل هم ضحايا للمسلمين .! وتقول الرواية عن ( زيادة الله ) فى أول عام من حكمه : ( ثم جهز جيشاً في أسطول البحر، وكان مراكب كثيرة، إلى مدينة سردانية، وهي للروم، فعطب بعضهأ بعد أن غمنوا من الروم، وقتلوا كثيرأ، فلما عاد من سلم منهم أحسن إليهم زيادة الله ووصلهم.)
ثانيا :مسلسل الدم فى حروب داخلية :أعوام : ( 207 : 209 )
عام 207 :
( خرج عليه زياد بن سهل المعروف بابن الصقلبية، وجمع جمعاً كثيرأ، وحصر مدينة باجة، فسير إليه زياد الله العساكر، فأزلوه عنهأ وقتلوا من وافقه على المخالفة.)
عام 208 :
1 ـ وصلت المعلومات الى زيادة الله الأغلبى ( أن منصور بن نصير الطنبذي يريد المخالفة عليه بتونس، وهويسعى في ذلك، ويكاتب الجند، فلما تحققه سير إليه قائداً اسمه محمد بن حمزة في ثلاث مائة فارس، وأمره أن يخفي خبره، ويجد السير إلى تونس، فلا يشعر به منصور حتى يأخذه فيحمله إليه.فسار محمد ودخل تونس، فلم يجد منصوراً بهأ، كان قد توجه إلى قصره بطنبذة، فأرسل إليه محمد قاضي تونس، ومعه أربعون شيخأ، يقبحون له الخلاف، وينهونه عنه، ويأمرونه بالطاعة، فساروا إليه، واجتمعوا به، وذكروا له ذلك؛ فقال منصور: ما خالفت طاعة الأمير، وأنا سائر معكم إلى محمد، ومن معه إلى الأمير، ولكن أقيموا معي يومنا هذأ، حتى نعمل له ولمن معه ضيافة.)
2 ـ وكانت هذه خدعة من منصور بن نصير للقاضى والشيوخ الأربعين . خدعهم منصور باللحوم والطعام ، تقول الرواية : ( فأقاموا عنده،) . وفعل منصور نفس الشىء مع القائد العسكرى محمد بن حمزة ، بعث له البقر والغنم ، وكتب له أنه قادم اليه مطيعا ، تقول الرواية:( وسير منصور لمحمد ولمن معه الإقامة الحسنة الكثيرة من الغنم والبقر وغير ذلك من أنواع ما يؤكل، فكتب إليه يقول: إنني صائر إليك مع القاضي والجماعة؛ فركن محمد إلى ذلك،وأمر بالغنم فذبحت،وأكل هوومن معه، وشربوا الخمر.).
3 ـ وبعدها سجن منصور القاضى والشيوخ وتسلل بجنده وهاجم محمدا بن حمزة وهو فى طعامه وشرابه وهزمه وجنده : ( فلما أمسى منصور سجن القاضي ومن معه ، وسار مجداً فيمن عنده من أصحابه سراً إلى تونس ، فدخلوا دار الصناعة، وفيها محمداً وأصحابه، فأمر بالطبول فضربت، وكبر وهو وأصحابه، فوثب محمد وأصحابه إلى سلاحهم، وقد عمل فيهم الشراب، وأحاط بهم منصور ومن معه، وأقبلت العامة من كل مكان، فرجموهم بالحجارة، واقتتلوا عامة الليل، فقتل من كان مع محمد، ولم يسلم منهم إلا من نجا إلى البحر ، فسبح حتى تخلص . وذلك في صفر.)
4 ـ وحتى يثق قادة تونس فى منصور طلبوا منه ان يقتل أحد أقارب زيادة الله حتى يكون العداء سافرا بينهما ، تقول الرواية : ( وأصبح منصور، فاجتمع عليه الجند وقالوا: " نحن لا نثق بك، ولا نأمن أن يخليك زيادة الله، ويستميلك بدنياه، فتميل إليه، فإن أحببت أن نكون معك فاقتل أحداً من أهله ممن عندك. "، فأحضر إسماعيل بن سفيان بن سالم بن عقال، وهومن أهل زيادة الله، فكان هوالعامل على تونس، فلما حضر أمر بقتله.)
5 ـ وارسل زيادة جيشا يقوده قريبه ( غلبون ) وهددهم بالقتل إن إنهزموا ، فهزمهم منصور ، فخافوا الرجوع الى زيادة فيقتلهم ، فتركوا قائدهم غلبون وانتشروا يفسدون فى الأرض ويستولون على المدن : ( منها: باجة، والجزيرة، وصطفورة ومسر والأربس وغيرها ، فاضطربت إفريقية، واجتمع الجند كلهم إلى منصور؛ أطاعوه لسوء سيرة زيادة الله معهم.فلما كثر جمع منصور سار إلى القيروان فحصرها في جمادى الأولى، وخندق على نفسه، وكان بينه وبين زيادة الله وقائع كثيرة؛ وعمّر منصور سور القيروان فوالاه أهلهأ، فبقي الحصار عليه أربعون يوماً.ثم إن زيادة الله عبأ أصحابه، وجمعهم، وسار معهم الفارس والراجل، فكانوا خلقاً كثيرأ، فلما رآهم منصور راعه ما رأى وهاله، ولم يكن يعرف ذلك من زيادة الله، لما كان فيه من الوهن، فزحف المنصور إليه بنفسه أيضأ ، فالتقوأ ، واقتلوا قتالاً شديدأ ، وانهزم منصور ومن معه، ومضوا هاربين، وقتل منهم خلق كثير، وذلك منتصف جمادى الآخرة، وأمر زيادة الله أن ينتقم من أهل القيروان بما جنوه من مساعدة منصور والقتال معه .. وخرب سور القيروان.)
عام 209
1 ـ ؛ أرسل زيادة الله جيشأ إلى مدينة سبيبة، يقوده قريبه ( محمد بن عبد الله بن الأغلب )، ( وكان بها جمع من الجند الذين صاروا مع منصور، فالتقوا في العشرين من المحرم، واقتتلوأ ، فانهزم ابن الأغلب، وعاد هو ومن معه إلى القيروان، فعظم الأمر على زيادة الله، وجمع الرجال، وبذل الأموال.)
2 ـ ( وانصرف منصور إلى تونس، ولم يبق بيد زيادة الله من إفريقية كلها إلا قابس، والساحل، ونفزاوة، وطرابلس، فإنهم تمسكوا بطاعته. وأرسل الجند إلى زيادة الله: أن ارحل عنأ، وخل إفريقية، ولك الأمان على نفسك، ومالك، ومن ضمه قصرك؛ فضاق به وغمه الأمر، فقال له سفيان بن سوادة: مكني من عسكرك لأختار منهم مائتي فارس وأسير بهم إلى نفزاوة، فقد بلغني أن عامر بن نافع ( تابع لمنصور ) يريد قصدهم، فإن ظفرت كان الذي تحب، وإن تكن الأخرى عملت برأيك، فأمره بذلك فأخذ مائتي فارس وسار إلى نفزاوة، فدعا برابرها إلى نصرته، فأجابوه، وسارعوا إليه، وأقبل عامر بن نافع في العسكر إليهم، فالتقوأ، واقتتلوأ، فانهزم عامر ومن معه، وكثر القتل فيهم.)
ثالثا : مسلسل الدم فى حروب خارجية فى جزيرة صقلية
عام 212 : غزو صقلية بمساعدة ( فيمى ) .
1 ـ ( جهز زيادة الله جيشاً في البحر، وسيرهم إلى جزيرة صقلية، واستعمل عليهم أسد بن الفرات، قاضي القيروان، وهومن أصحاب مالك، وهومصنف (الأسدية ) في الفقه على مذهب مالك؛ فلما وصلوا إليها ملكوا كثيراً منها.)
2 ـ تملك ( الكثير ) من جزيرة صقلية حدث بمساعدة ( فيمى ) الذى كان قائدا بيزنطيا لاسطول صقلية عينه واليها البيزنطى قسطنطين ، غزا ( فيمى ) سواحل أفريقيا ونهب المسلمين. ولكن أمر الامبراطور البيزنطى بإعتقال (فيمى ) وتعذيبه فتمرد ( فيمى) واحتل مدينة سرقوسة ، وهزم قسطنطين والى صقلية واصبح ( فيمى ملكا ). ثم إنهزم ( فيمى ) اخيرا فهرب الى أفريقيا ، فتحالف مع زيادة الله الأغلبى وأقنعه بالاستيلاء على صقلية .
3 ـ تقول الرواية عن فيمى ( وأرسل إلى الأمير زيادة الله يستنجده، ويعده بملك جزيرة صقلية، فسير معه جيشاً في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ومائتين، فوصلوا إلى مدينة مارز من صقلية، فساروا إلى بلاطه الذي قاتل فيمي، فلقيهم جمع الروم، فانهزمت الروم، وغنم المسلمون أموالهم ودوابهم، وهرب بلاطه إلى قلورية، فقتل فيها .واستولى المسلمون على عدة حصون من الجزيرة ووصلوا إلى قلعة تعرف بقلعة الكراث ، وقد اجتمع إليها خلق كثير، فخدعوا القاضي أسد بن الفرات أمير المسلمين، وذلوا له، فلما رآهم فيمي مال إليهم، وراسلهم أن يثبتوأ ويحفظوا بلدهم، فبذلوا لأسد الجزية، وسألوه أن لا يقرب منهم، فأجابهم إلى ذلك، وتأخر عنهم أيامأ، فاستعدوا للحصار، ودفعوا إليهم ما يحتاجون إليه، فامتنعوا عليه، وناصبهم الحرب، وبث السرايا في كل ناحية، فغمنوا شيئاً كثيرأ ، وافتتحوا عمراناً كثيراً حول سرقوسة، وحاصروا سرقوسة براً وبحرأ ، ولحقته الأمداد من إفريقية، فسار إليهم والي بلرم في عساكر كثيرة، فخندق المسلمون عليهم، وحفروا خارج الخندق حفراً كثيرة، فحمل الروم عليهم، فسقط في تلك الحفر كثير منهم، فقتلوا)
عام 213 .
اسطول بيزنطى يحاول إنقاذ سرقوسة من الحصار ويمنع المسلمين من الهرب بحرا :
1 ـ ( ضيق المسلمون الحصار على سرقوسة، فوصل أسطول من القسطنطينية فيه جمع كثير، وكان قد حل بالمسلمين وباء شديد ، هلك فيه كثير منهم، وهلك فيه أميرهم أسد بن الفرات، وولي الأمر على المسلمين بعده محمد بن أبي الجواري، فلما رأى المسلمون شدة الوباء ووصول الروم، تحملوا في مراكبهم ليسيروأ، فوقف الروم في مراكبهم على باب المرسي، فمنعوا المسلمين من الخروج .فلما رأى المسلمون ذلك أحرقوا مراكبهم، وعادوأ. )
2 ـ عاد المسلمون واستولوا على مدن ، ثم مصرع فيمى . تقول الرواية : ( ورحلوا إلى مدينة ميناو، فحصروها ثلاثة أيام، وتسلموا الحصن، فسار طائفة منهم إلى حصن جرجنت، فقاتلوا أهله، وملكوه، وسكنوا فيه، واشتدت نفوس المسلمين بهذا الفتح وفرحوا .ثم ساروا إلى مدينة قصريانة ومعهم فيمي، فخرج أهلها إليه، فقبلوا الأرض بين يديه، وأجابوا إلى أن يملكوه عليهم، وخدعوه، ثم قتلوه.)
3 ـ البيزنطيون يرسلون جيشا ، ويتبادل الفريقان النصر والهزيمة . تقول الرواية : ( ووصل جيش كثير من القسطنطينية مدداً لمن في الجزيرة، فتصافوا هم والمسلمون، فانهزم الروم، وقتل منهم خلق كثير، ودخل من سلم قصريانة، وتوفي محمد بن أبي الجواري أمير المسلمين، وولي بعده زهير ابن غوث.ثم إن سرية المسلمين سارت للغنيمة، فخرج عليها طائفة من الروم، فاقتتلوأ ، وانهزم المسلمون، وعادوا من الغد، ومعهم جمع العسكر، فخرج إليهم الروم، وقد اجتمعوا وحشدوأ، وتصافوا مرة ثانية ، فانهزم المسلمون أيضأ ، وقتل منهم نحو ألف قتيل، وعادوا إلى معسكرهم، وخندقوا عليهم، فحصرهم الروم، ودام القتال بينهم، فضاقت الأقوات على المسلمين، فعزموا على بيات الروم،( الهجوم عليهم ليلا ) فعلموا بهم، ففارقوا الخيم، وكانوا بالقرب منهأ ، فلما خرج المسلمون لم يروا أحداً.وأقبل عليهم الروم من كل ناحية، فأكثروا القتل فيهم، وانهزم الباقون، فدخلوا ميناو، ودام الحصار عليهم، حتى أكلوا الدواب والكلاب.فلما سمع من مدينة جرجنت من المسلمين ما هم عليه هدموا المدينة، وساروا إلى مازر، ولم يقدروا على نصرة إخوانهم.)
عام 214 : جيوش من الأندلس وافريقية تنقذ المسلمين من الحصار، والمسلمون يحاصرون باليرم
1 ـ تقول الرواية : ( ودام الحال كذلك إلى أن دخلت سنة أربع عشرة ومائتين، وقد اشرف المسلمون على الهلاك، وإذ قد أقبل أسطول كثير من الأندلس، خرجوا غزاة، ووصل في ذلك الوقت مراكب كثيرة من إفريقية مدداً للمسلمين، فبلغت عدة الجميع ثلاثمائة مركب، فنزلوا إلى الجزيرة، فانهزم الروم عن حصار المسلمين، وفرج الله عنهم. )
2 ـ ( وسار المسلمون إلى مدينة بلرم، فحصروهأ ، وضيقوا على من بهأ ، فطلب صاحبها الأمان لنفسه ولأهله ولماله، فأجيب إلى ذلك، وسار في البحر إلى بلاد الروم.)
عام 216 : استسلام باليرم بعد هلاك معظم سكانها :
( ودخل المسلمون البلد ( باليرم ) في رجب سنة ست عشرة ومائتين، فلم يروا فيه إلا أقل من ثلاثة آلاف إنسان، وكان فيه لما حصروه، سبعون ألفأ وماتوا كلهم؛)
عام 218 :
حروب فى صقلية بين المسلمين (وجرى بين المسلمين: أهل إفريقية، وأهل الأندلس، خلف ونزاع، ثم اتفقوأ.)
عام 219 : هزيمة الروم فى قصريانة :
( وبقي المسلمون إلى سنة تسع عشرة ومائتين، وسار المسلمون إلى مدينة قصريانة، فخرج من فيها من الروم، فاقتتلوا أشد قتال، ففتح الله على المسلمين وانهزم الروم إلى معسكرهم؛ ثم رجعوا في الربيع، فقاتلوهم، فنصر المسلمون أيضأ. )
عام 220 : تتابع انتصارت الاغالبة فى صقلية برا وبحرا
1 ـ ( ثم ساروا سنة عشرين ومائتين وأميرهم محمد بن عبد الله إلى قصريانة، فقاتلهم الروم، فانهزموأ، وأسرت امرأة لبطريقهم وابنه، وغمنوا ما كان في عسكرهم وعادوا إلى بلرم.ثم سير محمد بن عبد الله عسكراً إلى ناحية طبرمين، عليهم محمد بن سالم، فغنم غنائم كثيرة، ثم عدا عليه بعض عسكره، فقتلوه، ولحقوا بالروم، فأرسل زيادة الله من إفريقية الفضل بن يعقوب عوضاً منه، فسار في سرية إلى ناحية سرقوسة، فأصابوا غنائم كثيرة وعادوا؛ ثم سارت سرية كبيرة، فغمنت وعادت، فعرض لهم البطريق ملك الروم بصقلية، وجمع كثير، فتحصنوا من الروم في أرض وعر، وشجر كثيف، فلم يتمكن من قتالهم، وواقفهم إلى العصر، فلما رأى أنهم لا يقاتلونهم عاد عنهم، فتفرق أصحابه وتركوا التعبئة.فلما رأى المسلمون ذلك حملوا عليهم حملة صادقة، فانهزم الروم وطعن البطريق، وجرح عدة جراحات، وسقط عن فرسه، فأتاه حماة أصحابه، واستنقذوه جريحأ وحملوه، وغنم المسلمون ما معهم من سلاح ومتاع ودواب ، فكانت وقعة عظيمة.)
2 ـ ( وسير زيادة الله من إفريقية إلى صقلية أبا الأغلب إبراهيم بن عبد الله أميراً عليهأ ، فخرج إليهأ، فوصل إليها منتصف رمضان، فبعث أسطولأ ، فلقوا جمعاً للروم في أسطول، فغنم المسلمون ما فيه، فضرب أبوالأغلب رقاب كل من فيه. وبعث أسطولاً آخر إلى قوصرة، فظفر بحراقة فيها رجال من الروم، ورجل متنصر من أهل إفريقية، فأتى بهم فضرب رقابهم. وسارت سرية أخرى إلى جبل النار والحصون التي في تلك الناحية، فأحرقوا الزرع وغمنوا وأكثروا القتل.)
عام 221 : حروب سجال :
1 ـ ( ثم سير أبوالأغلب سرية إلى جبل النار أيضأ ، فغمنوا غنائم عظيمة، حتى بيع الرقيق بأبخس الأثمان، وعادوا سالمين، وفيها جهز أسطولأ فساروا نحوالجزائر، فغمنوا غنائم عظيمة، وفتحوا مدناً ومعاقل، وعادوا سالمين، وفيها سير أبوالأغلب أيضاً سرية إلى قسطلياسة فغمنوا وسبوأ، ولقيهم العدو، فكانت بينهم حرب استظهر فيها الروم، وسير سرية إلى مدينة قصريانة، فخرج إليهم العدو، فاقتتلوأ، فانهزم المسلمون، وأصيب منهم جماعة.)
2 ـ ( ثم كانت وقعة أخرى بين الروم والمسلمين، فانهزم الروم، وغنم المسلمون منهم تسعة مراكب كبار برجالها وشلندس، فلما جاء الشتاء وأظلم الليل رأى رجل من المسلمين غرة من أهل قصريانة، فقرب منه، ورأى طريقأ، فدخل منه، ولم يعلم به أحد، ثم انصرف إلى العسكر، فأخبرهم فجاؤوا معه، فدخلوا من ذلك الموضع وكبروأ، وملكوا ربضه، وتحصن المشركون منهم بحصنة، فطلبوا الأمان فأمنوهم، وغنم المسلمون غنائم كثيرة، وعادوا إلى بلرم.)
عام 223 : حروب قبيل وفاة زيادة الأغلبى :
( وصل كثير من الروم في البحر إلى صقلية، وكان المسلمون يحاصرون جفلوذى، وقد طال حصارهأ، فلما وصل الروم رحل المسلمون عنهأ ، وجرى بينهم وبين الروم الواصلين حروب كثيرة، ثم وصل الخبر بوفاة زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، أمير إفريقية، فوهن المسلمون ثم تشجعوا، وضبطوا أنفسهم.)
أخيرا : حتى لايضيع منا طرف الخيط :
نذكركم بعنوان الكتاب : الأصل التاريخى لتقسيم العالم الى ( دار السلام ودار الحرب ).
ونذكركم :
1 ـ بأن الله جل وعلا لم يخلق البشر ليكونا معسكرين متحاربين ، بل خلق البشر جميعا أخوة من أب واحد وأم واحدة ، وجعلهم شعوبا وقبائل كى يتعارفوا سلميا ، لا لكى يتقاتلوا ، يقول جل وعلا يخاطب البشر جميعا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات )
2 ـ إن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين وليس لقتال العالمين ، يقول جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )
3 ـ إن الله جل وعلا أمر المؤمنين بالدخول فى السلام كافة ، فقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ). وتشريعات القتال الدفاعية هى إستثناء يخدم السلام . ولكن الصحابة إتبعوا خطوات الشيطان بالفتوحات ، وجعلوها دينا ، نتج عنه تقسيم العالم الى معسكرين متحاربين ـ حربا مستمرة ، لا يزال الوهابيون يواصلونها حتى اليوم
4 ـ القتال فى الاسلام هو لرد العدوان فقط ، وهذا معنى أن يكون فى سبيل الله جل وعلا . أما القتال المعتدى الذى فعله الصحابة فهو فى سبيل الشيطان ، وليس هناك توسط : إما قتال دفاعى فى سبيل الله جل وعلا ، وإما قتال باغ معتد ظالم يريد الثروة والسلطة ، أى فى سبيل الشيطان . يقول جل وعلا عن نوعى القتال: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ )(76)النساء) .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5109 |
اجمالي القراءات | : | 56,632,832 |
تعليقات له | : | 5,442 |
تعليقات عليه | : | 14,814 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
قذف المحصنات: ماهو المقص ود بحد القذف فى الآية : ( ...
لأنى أخاف عليك ..: عليك م السلا م يا عم أحمد. بعد إذن سيادت ك ...
عن الصيام: انا قرات کتابک عن الص 40;ام و لم اجد...
more
وعامر بن نافع ، ومحمد بن حمزة، وغيرهم من المرتزقة، لافرق بين عربي وبيزنطي، إلا أن البيزنطي تآمر على القيصر، لخلاف في النفوذ، أما القواد المرتزقة، من بني العباس وبني أمية والأغالبة، كيف تقمصوا بقميص الدين والخلافة الراشدة. وأهلكوا الحرث والزرع والنسل، باسم الاسلام وهو منهم براء؟.
ألم يكن منهم رجل رشيد.؟ وحتى فقهاء السلطان وأنا سوف أسميهم فقهاء الشيطان، لم يؤرق ضمائرهم ولا قلوبهم ولا عقولهم كل هذه الأنهار من دماء الأبرياء من شعوب صقلية وسرقوسة وباليرم، وهي اليوم "باليرموا" بإيطاليا، وكانت منظمة لدورة الألعاب الأوليمبية، منذ عدة سنوات، نهضت باليرموا ونهضت صقلية، وارتقوا، وتقدموا وسرقوسة وكريت وغيرها وجميع أهلها، نضجوا وعاشوا السلم والحلم والحب.!
أما العرب المسلمون فقد ، خابوا وفجروا وكفروا وعاشوا الحرب والحقد والبغض والقتال والدماء في العراق وسورية واليمن وليبيا،الخ الخ !
هذا هو الفرق بين الباغي والباني بين المعتدي والمهتدي. ولا عزاء للسفاحين باسم الدين.ولا اهتداء.
مودة ورقة في حب لصاحب هذا المقام "المقال"