تعليق: حبا وكرامة أستاذي الفاضل ، والله يجمعنا في جنته | تعليق: شكرا استاذ خالد التميمى .. | تعليق: جزاكم الله خيرا | تعليق: آلية استثمارية شفافة تحقق العدالة والربح | تعليق: مصر فى ذيل القائمة !!!!! | تعليق: شكرا استاذ العودات ، وأقول لأحبتى أهل القرآن : | تعليق: سؤال :::: كيف وصلت للدوحة ؟؟؟ | تعليق: أما عن المصيبة السلبية الكبرى التي منينا بها فهي في ما ورد في الكتاب : | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | خبر: دول الساحل تنوي الانسحاب من الجنائية وتأسيس منظومتها العدلية | خبر: العام الدراسي الجديد في العراق... عائلات تشكو صدمات الغلاء | خبر: عمدة لندن يتهم ترامب بإشعال نار الانقسام السياسي المتطرف في العالم | خبر: مارك هاس للجزيرة نت: الشيخوخة قتلت الدول العظمى ولا شباب ليحارب | خبر: مغاربة ينتفضون ضد مستشفى الموت بأكادير، ويرددون شعارالصحة أولاً، لا نريد كأس العالم | خبر: الاجتياح الإسرائيلي يحوّل غزة إلى مدينة أشباح... تدمير الأسواق والأبراج | خبر: مصر... مخاوف من زيادة الغلاء والإنفاق العسكري بعد اجتياح غزة | خبر: قمة الدوحة تدعو لاتخاذ التدابير الممكنة للتصدي لانتهاكات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ونتنياهو لا | خبر: قتل المطلوبين أمنياً خارج القانون في مصر: ظاهرة متكرّرة بلا رقابة | خبر: نيبال: بين رفاهية فاحشة وفقر مدقع...جيل زد ينتفض ويقود مظاهرات أسقطت الحكومة | خبر: الدول الإسلامية تملك مفاتيح الاقتصاد العالمي.. فهل توحد جهودها للتأثير السياسي؟ | خبر: قمة الدوحة تدعو إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل | خبر: خريطة السعادة وجودة الحياة والعيش الأفضل في 2025.. الخليج يتقدم وأوروبا تتراجع | خبر: مشروع قانون يمنح روبيو سلطة سحب الجوازات من أمريكيين استنادا لآرائهم السياسية | خبر: أصعب 10 جامعات في العالم.. تكاليف الدراسة وفرص العمل والعائد على الاستثمار |
محرومون يستحقون الصدقة!

د. شاكر النابلسي Ýí 2007-03-23


-1-
واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي انساناً غبياً وأهبل إلى درجة لا تُوصف، وإما أن يكون الشعب الليبي ومن ورائه الشعب العربي، الذي يسمع هذه الترهات هو كذلك.
واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو النبي لا كذب، وإما أن يكون الشعب الليبي هو الذي أصبح مخدراً ومقيداً بفضل الأجهزة البوليسية، بحيث أصبح قابلاً لتصديق كل شيء بالقهر والقوة من العقيد العتيد.


واحدة من اثنتين، إما أن يكون العقيد القذافي هو الساحر السياسي الأكبر والمشعوذ السياسي الأمهر في العالم العربي، بحيث يستطيع تمرير خبر الأمس بكل سهولة، وبدون أن يرف له جفن، وإما أن الشعب الليبي قد اصابته مصيبة كبرى تتمثل في قطع ألسنته ووقر آذانه، وتغييبه تغييباً تاماً.

-2-
بكل جرأة، وبكل ثقة، وبكل فخر واعتزاز، يُعلن القذافي بالأمس، بأن أسرته من ضمن 400 أسرة ليبية محرومة، قد تسلّمت حصتها لهذه السنة من ثروة ليبيا، وهي مائة ألف دولار فقط. وقال القذافي للشعب الليبي، كيف سيتصرف بهذه الثروة المتواضعة، التي لا تكفي لشراء أحذية ايطالية له، ولعائلته.
وقال بأنه سيشترى بجزء من هذا المبلغ مائة سهم هنا، ومائة سهم هناك، مثله مثل أي مواطن ليبي محروم. وأدار للشعب الليبي بعد ذلك، الاسطوانة الثورية، التحررية، الاشتراكية، الديمقراطية، الشعبية المشروخة قائلاً، إن الثورة مكنت الليبيين من السيطرة على مقدراتهم وثرواتهم، مشيراً إلى أن جهوداً لتحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد تُوّجت بتوزيع الثروة على الذين كانوا محرومين منها، والذين أصبحوا بموجب هذا الإجراء مساهمين وشركاء في مؤسسات مالية ومصرفية وشركات خدمية وإنتاجية ، وبات لديهم رأسمال ثابت في كل النشاطات الاقتصادية في البلاد.

-3-
رغم بهلوانية القذافي وشعوذته المعروفة والمعتادة، إلا أنه لم يذكر لنا وللشعب الليبي، مقدار الأموال الطائلة التي نهبها هو وعائلته وزمرته، طيلة 37 سنة من حكمه الديكتاتوري الكاريكاتوري.
ماذا فعل بمئات الملايين التي نهبها من ثروة ليبيا، ومن جيب الشعب الليبي، طيلة السنوات الماضية ؟
ما هو مقدارها، وبأي حق نهبها، وفي أي البنوك السويسرية يحتفظ بها؟
ويلاه.. !
لم يُنكب شعب في العالم العربي بسلطته الطاغية المشعوذة والبهلوانية، كما نُُكب الشعب الليبي من أحفاد عمر المختار.
والمصيبة، أن فئات من المثقفين العرب، ما زالت تثق بالنظام الليبي، خاصة فيما يقوله الفيلسوف السياسي سيف الإسلام القذافي، من أفكار وطروحات سياسية براقة ولامعة، ولكن لا أصل لها على أرض الواقع. فالفيلسوف سيف الإسلام يُنظّر للحرية والديمقراطية والعدالة وحسن توزيع الثروة، ووالده واخواته الباقين ينهبون من جهة أخرى، ويهرّبون المال الغزير خارج ليبيا، والشعب الليبي المقيد بسلاسل من حديد ورصاص، لا يفعل شيئاً، ولا يحرك ساكناً.
وكيف له ذلك، وليبيا اصبحت سجناً كبيراً بلا قضبان.

-4-
لقد اثار شفقتي وعطفي هذا القذافي الفقير المحروم، وأنا استمع إلى خطابه بخصوص توزيع الثروة على المحرومين، وكادت عيناي أن تدمع رأفة بحاله، وشفقة عليه.
فهذا الزعيم، القائد، الأب، المناضل، المحروم مع المحرومين في الأرض، الذي قضى حتى الآن 37 سنة في الحكم يناضل، ويبني ليبيا علمياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، حتى أصبحت منارة عربية يُهتدى بها، لا يتقاضى في سنته غير مائة الف دولار هو وعياله.

ما هذا الظلم، وما هذا الجحود؟
كيف سيعيش القذافي المحروم مع المحرومين، بهذا المبلغ الزهيد، في ظل ارتفاع مستوى المعيشة في ليبيا. وكيف سيصرف على عائلته الكبيرة، والكثيرة الطلبات والمتطلبات؟
لقد هاتفت بنكي في الحال، لكي أعرف مقدار رصيدي، علّني أبعث له بمساعدة مالية متواضعة، ولكني لم أجد في حسابي غير مائة دولار فقط، وتذكرت بأني سأذهب غداً إلى الطبيب، وعليَّ أن أدفع له. فحزنت، وابتأست، بل زاد حزني وابتآسي. وتمتمت في عُبي:
لعن الله السياسة العربية، والزعامة العربية، التي لا تجلب لصاحبها غير الفقر والعوز والحرمان.
وقلت:
حقاً، حقاً، فمن أراد أن يشحذ، ويصبح محروماً مع المحرومين في الأرض، يستحق الصدقة كالقذافي، فعليه أن يتولى حكم بلد غني كليبيا، طيلة 37 عاماً، دون حساب أو عقاب!

السلام عليكم.

 

اجمالي القراءات 12759

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,968,869
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة