المجتمع المملوكى المنحل خلقيا بالتصوف:
إدمان الحشيش والخمر وأنواع من الشذوذ

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-04-22


  كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )

الجزء الثالث : أثر التصوف فى الانحلال الأخلاقى فى مصر المملوكية 

الفصل الثالث : انحلال المجتمع المصرى المملوكى بتأثير التصوف

 المجتمع المملوكى المنحل خلقيا بالتصوف : إدمان الحشيش والخمر وأنواع من الشذوذ

إدمان الحشيش:

1 ــ عمل الصوفية على نشر الحشيش بين طوائف المجتمع ، فألفوا لذلك أحاديث نسبوها للرسول منها( أن فى بلاد الهند أوراقا مثل آذان الخيل فكلوا منها فإن فيها منفعة)[1]. وانتشر الحشيش بين الناس يحمل صفته الصوفية ( لقيمة الفقراء) ( حشيشة الفقراء) ( لقيمة الفكر والذكر ).

2 ــ ويعزو المقريزى انتشار الحشيش فى مصر إلى مجىء أحمد بن أويس سلطان بغداد إلى مصر فارا من تيمور لنك ، وقد كان مدمنا للحشيش فانتشر إدمانه فى القاهرة ، كما أن بعض صوفية الأعاجم ( صنع الحشيشة بعسل خلط فيها عدة أجزاء مختلفة كعرق اللقاح ونحوه ،وسماها العقدة ، وباعها بخفية فشاع أكلها ، وفشا فى كثير من الناس عدة أعوام . ) ويقول المقريزى عن تأثيرها السيىء فى المجتمع : ( ، فلما كان سنة 815 شنع التجاهر بالشجرة الملعونة ، فظهر أمرها واشتهر أكلها ، وارتفع الاحتشام من الكلام بها ، حتى لقد كادت أن تكون من تحف المترفين ، وبهذا غلبت السفالة على الأخلاق وارتفع ستر الحياء والحشمة من بين الناس ، وجهروا بالسوء من القول تفاخروا بالمعايب )[2].

 وقبل ذلك بنحو قرنين من الزمان (أبطل السلطان بيبرس ضمان الحشيشة وأمر بتأديب أهلها )[3]

أى كان لها ( ضمان ) أى معترف بها قانونا وتؤخذ عليها ضرائب .  وروى المقريزى أن نائب السلطنة بمصر وقتها وهو عز الدين الحلى تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بطلها مدمن حشيش[4].  

ومعناه أن المصريين عرفوا إدمان الحشيش منذ القرن السابع أى ببداية العصر المملوكى ، وأن ذلك عم بمرور الزمن طيلة العصرين المملوكى والعثمانى، حتى يقول كلوت بك فيما بعد عن الحشيش : ( يأكله المصريون ويشربونه ويدخنونه فى القهاوى العامة وفى حوانيت خاصة به تسمى المحاشش)، ( والمصريون أميل للحشاشين من غيرهم)[5]. ويقول المثل الشعبى الحديث ( مايقطعش بالحشاشين ، يفرغ العنب بيجى التين) أى لايخلو الحشاشون من عناية تحف بهم فإذا انقضى أوان العنب ظهر التين [6].

3 ـ ويقول المقريزى عن طريقة استعماله ( ورأيت الفقراء ــ أى الصوفية ــ يستعملونها على أنحاء شتى ، فمنهم من يطبخ الورق طبخا بليغا ويدعكه باليد دعكا جيدا حتى يتعجن ويعمل منه أقراصا ، ومنهم من يجففه قليلا ثم يجمعه ويفركه باليد ويخلط به قليلا من سمسم مقشور وسكر ويستفه ويطيل مضغه ، فإنهم يطربون عليه ويفرحون كثيرا ، وربما أسكرهم)[7]. وهى نفس طريقة الاستعمال التى حافظ عليها المصريون حتى القرن الحالى حسبما يذكر أحمد أمين فى ( قاموس العادات المصرية)[8].

 4 ــ ويقول المقريزى عن أماكن إدمان الحشيش ( وكان قد تتبع الأمير سودون الشيخونى الموضع المعروف بالجنينة من أرض الطبالة ــ أى العباسية الآن ــ وباب اللوق وحكر واصل ببولاق ، وأتلف هنالك من هذه الشجرة الملعونة، وقبض على من كان يبتلعها من أطراف الناس ورذائلهم ، وعاقب على فعلها بقلع الأضراس ، فقلع أضراس كثير من العامة فى نحو سنة ثمانين وسبعمائة)[9].

وورد فى كتابات الشعرانى أن الأولياء الصوفية المتهمين ببيعها كانوا موجودين فى باب اللوق. إذن اشتهرت باب اللوق بإدمان الحشيش حتى يقول المثل الشعبى فى العصر المملوكى ( ذكروا مصر بالقاهرة ، قامت باب اللوق بحشاشيها)[10].

5 ــ وفى القرن التاسع ــ عصر تسيد التصوف وإدمان الحشيش ــ وقع كثير من المماليك فى شراك الحشيش ، فالسلطان المؤيد شيخ ت824 وصف بالميل (إلى شرب الراح واستعمال الأشياء المخدرة وأكل الحشيش المستقطر)[11]. وقيل عن الأمير ابن سيفا الشويكى ت839( كانت عيناه من الحشيش كأنهما جمرتان)[12].وقال أبو المحاسن عن الأمير جانبك التاجى ت868 ( كان يستعمل لقيمة الفقراء الخضراء )[13]. أى الحشيش حسبما سماه الصوفية ونشروه.

6 ــ ويتحدث المقريزى عن أثر إدمان الحشيش فى معاصريه فيقول ( فما بُلى الناس بأفسد من هذه الشجرة الملعونة لأخلاقهم ، وقال بعضهم اعتبرتها فوجدتها تورث السفالة والرذالة ، وكذلك جربنا فى طول عمرنا من عناها ، فإنه ينحط فى سائر أخلاقه إلى مالا يكاد أن يبقى له من الإنسانية شىء البتة) وسبق قوله عن أثرها فى المجتمع حين انتشرت (وفى سنة 815 شنع التجاهر بالشجرة الملعونة، فظهر أمرها واشتهر أكلها وارتفع الاحتشام من الكلام بها، حتى لقد كادت أن تكون من تحف المترفين ، وبهذا غلبت السفالة على الأخلاق وارتفع ستر الحياء والحشمة من بين الناس وجهروا بالسوء من القول وتفاخروا بالمعايب )[14].

وأحد الصوفية الحشاشين يعبر بصدق عن أثر الحشيشة الذى أشار إليه المقريزى فيقول . ونعتذر مقدما عن النقل :

            لو قــــال لى خــــالقـى تمــنى          قلت لــه ســـــائلا بصـــدق

            أريــد فـى صـــــبح كل يـــوم          فتــوح خــــيــر ياتــى برزق

            كف حـــشـــيش ورطــل لحم          ومنّ خـبـــــز ونيك علق  [15]

        فخلط الكفر بالانحلال الخلقى .

7 ــ وكانت أماكن الحشيش هى بؤر الانحلال الخلقى فى العصر المملوكى ، وكانت صلة الحشيش بالشذوذ الجنسى وثيقة جدا كما يبدو فى الشعر ، وأهونه مايقوله أحدهم :

            ومـهـفهف بادى النفار عهدته          لا التــقـية  قط  غـيـر مـعـبس

           فـرأيتــه بعض الليالى ضاحكا           سهل  العـريكة ريضـا  فى المجلـس

           فـقضــيت منه مآربى وشكرته          إذا صـــارمن بعــد التنـافر مؤنسى

           فــأجابــنى لاتشـكرن خلائقى        واشـكر شفيعك فهـو خمر المفلــس

           فحشيشة الأفراح تشفع  عنـدنا            للعاشـــقين ببــــسطها للأنفـس

           وإذا هممت بصيد ظبى نافـــر           فأجهد بأن  يرعى  حشيش القنبـــس

          واشكر عصابة حيدر إذا ظهــروا           لـذوى الخلاعة مذهب المتخمـــس

        وحيدر هو الشيخ الصوفى الذى اكتشف الحشيش ، ويقول شاعر آخر :

          دع الخمر وأشرب من مـدامة  حيدر          مـعـنبرة خضراء مثل الزبرجــد

          يــعاطيكها ظــبى من الترك أغيد          يميس على غصن  من ألبان  أملد[16]

الخمـــر:

  ومع انتشار الحشيش فلم يؤثر ذلك على سوق الخمر إذ أن مسرح الانحلال اتسع لكل الأصناف ، وكانت مناسبات الانحلال  ـــ وسنعرض لها ــ فرصة للجمع بين الحشيش والخمر والزنا والشذوذ .

وبعض الصوفية اشتهر بالخمر ففى مناقب الشاذلى أنه كان له ولد سكير يحظى بحماية والده الشيخ[17]. وابن المرحل الذى كان يناظر ابن تيمية ضبط مع جماعة يشربون الخمر[18]. والشيخ أبوبكرالزقاق ( الرائد الصوفى) سمى بالزقاق لأنه كان يبيع زقاق الخمر[19]. وكان أحد الصوفية فى الخانقاه البيبرسية مسرفا على نفسه مجاهرا بالمعاصى وانتهى أمره بالغرق وهو ثمل سنة852 [20].

وكان من شعائر المملكة فى عصر السلطان برقوق ــ المتحمس للتصوف ــ شرب القمز ( وهو سكر ، وهو من شعائر المملكة ، يجتمع الأمراء فى شربه فى الميدان تحت القلعة فى كل يوم أحد ويوم أربعاء ، وكل أحد منهم فى منزلته)[21]. أى رتبته العسكرية .

 وكانت قصائد الخمريات الصوفية تنشد فى مجالس الأنس والخمر ، خصوصا قصائد ابن الفارض مما دعا بعض الصوفية من محبى ابن الفارض إلى اختراع اسطورة لتهديد أولئك المنشدين ، حرصا على قدسية ابن الفارض من جهة وحتى ولا تعطى فرصة لإثارة الانكار على شعر ابن الفارض كما حدث من البقاعى من جهة أخرى . وتقول تلك الأسطورة أن مداحا أنشد خمرية ابن الفارض فى مجلس خمر ( فحول الله تعالى بوله وغائطه إلى أنفه وفمه حتى مات )[22]. وهو تجديد مقزز فى التفكير الصوفى فى اختراع الكرامات .

من أنواع الشذوذ :

وفى العصر المملوكى ــ عصر التحرر من كل شىء والغلو فى الانحلال ــ لم يكتف فيه الناس بممارسة نوع واحد من الشذوذ ــ وهو وطء الذكران ــ وإنما تعدوه إلى مالا يخطر على بال المجانين .

1 ــ وقد أفاض الصفدى فى شرح أنواع الشذوذ الجنسى فى عصره من السحق والبدال والجلد وأتى بمالا يستطاع ذكره [23].

وفى ( بابة طيف الخيال) لابن دانيال قصيدة من خمسة وسبعين بيتا تحوى كل الأنواع البهيمية العجيبة من الشذوذ الذى مارسه مع الكلاب والجمال والأطفال والنساء وكل دواب الأرض ماعدا العقرب والزنبور.[24]

 2 ــ وقد اشتهر الكاتب القبطى ابن مماتى فى الدولة الأيوبية بكتابه ( الفاشوش) الذى سخر فيه من شخصية الأمير قراقوش باختراع حكايات يشنع فيها عليه فيه ،حتى صار مثلا شعبيا مصريا يقال حتى الآن : ( هو إحنا فى حكم قراقوش ). وقد كان بهاء الدين قراقوش قائدا عسكريا مخلصا لسيده صلاح الدين الأيوبى ، وهو الذى أقام له القلعة والسور الذى يحيط بالقاهرة ليحميها من أى غزو صليبى، وكالعادة كان يُسخّر العوام فى هذا ، فتمتع بسخطهم ، ووقع فى خصومة مع الكاتب القبطى إبن ممّاتى فكتب فيه ابن مماتى ( الفاشوش فى حكم قراقوش ) ، وشوّه فيه سُمعة هذا القائد الأيوبى الذى يُذكر له وفاءه بعد موت صلاح الدين الأيوبى لابنه ضد العادل الأيوبى أخ صلاح الدين والذى عصف بمُلك ابن أخيه .   

وفى القرن العاشر كتب السيوطى ملخصا لكتاب الفاشوش أضاف إليه حكايتين ليستا فى الأصل ، استوحاهما مما شاع فى العصر المملوكى من انحراف شاذ ، منها أن أحدهم ضبطوه مع حمارة فأمر قراقوش بأن تعاقب الحمارة أيضا ، والحكاية الأخرى أن امرأة اشتكت إليه أن زوجها( يأتيها من خلف فقال: جزاه الله خيرا ، ثم ألبسه خلعة وطاف به فى شوارع المدينة ، ينادى عليه هذا جزاء رجل قنع بثقب زوجته عن أولاد الناس ) ( فمات الرجل من الخجل).[25]

3 ــ والشذوذ مع الحيوانات ــ والذى أشار إليه السيوطى ــ مارسه بعض الأولياء على قارعة الطريق مثل الشيخ على وحيش الذى ( كان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة ويقول له أمسك لى رأسها حتى أفعل فيها ، فإن  أبى شيخ البلد تسمر فى الأرض لايستطيع أن يمشى خطوة ، وإن سمع حصل له خجل عظيم ، والناس يمرون عليه )[26]

 والشعرانى يروى هذه الحكاية لكى يحول شذوذ الشيخ وحيش إلى كرامة ، بمثل ما رواه عن الشبلى وهو أحد رواد التصوف فى القرن الثالث ، وقد دخل خرابة فوجد فيها حمارة ( فراوده الشيطان عليها، فلما أحس الشبلى بذلك صاح وقال يامسلمون يامسلمون الحقونى واخرجوا عنى هذه الحمارة فإنى أعرف ضعف نفسى عن سلوك طريق الصيانة )[27].  فالشبلى كان ضعيفا أمام الحمارة لم يستطع منع نفسه عنها فإستغاث بالمسلمين ، أما الشيخ وحيش بعد الشبلى بسبعة قرون فقد أعطى نفسه ماتريد على قارعة الطريق.

4 ــ وانتشر بالتصوف ( صحبة الأحداث) و( الشذوذ مع النساء) ، والغزالى فى القرن الخامس يجعل من آداب الجماع ( ألا يأتى زوجته فى غير المأتى فهو أشد تحريما من اتيان الحائض)[28].

إلا أن فقهاء التصوف بعد الغزالى حاولوا إضفاء الشرعية على هذا الشذوذ ،مما حدا بابن الحاج فى القرن الخامس لأن يقول  ( وليحذر أن يفعل مع زوجته أو جاريته هذا الفعل القبيح الشنيع الذى أحدثه بعض السفهاء وهو أتيان المرأة فى دبرها .. وليتهم اقتصروا على ذلك لكنهم نسبوا ذلك للجواز ) واستدل ابن الحاج بكثير من الروايات التى تحرم ذلك[29]. وكان ابن القيم أشد الناس هجوما على أولئك الذين أجازوا ذلك الشذوذ ونسبوه إلى مذهب مالك ، وقد رد عليهم ابن القيم[30].فى كتابه( إغاثة اللهفان).

5 ــ وفى داخل مجتمع النساء وبينهن انتشر نوع آخر من الشذوذ وهو السحاق الذى يقابل اللواط ، وقد أورد الصفدى عدة روايات عنه نستحى من ذكرها.وأهون منه ماذكره ابن دانيال على لسان الخاطبة أم رشيد فى بابة ( مسرحية ) طيف الخيال تقول : ( ياولدى عندى صبية كأنها الشمس المضيئة ، إلا أنها نفرت من زوجها الأول من ألم الإفتضاض وداوتها القوابل بدواء ماض . وكانت بسلامتها قد ألفت السحاق وتعودت به من دار معلمتها أم اسحق ، والعهد هى معذورة إذ نفرت من البعل ، وألقت النعل على النعل )[31].

على أن ( السحاق ) لم يخترعه الصوفية أو العصر المملوكى ، وإنما كان معروفا فى مجتمع العراق فى العصر العباسى من قبل ، خصوصا بين قطعان الجوارى فى القصور ، وتفصيل ذلك يخرج عن موضوعنا .

 



[1]
ـ رسالة الصنعانى فى الأحاديث الموضوعة : مخطوط 122 مجاميع تيمور 427ب.

[2]ـ خطط المقريزى ج2/521.

[3]ـ النويرى . نهاية الارب ج28/39.

[4]ـ السلوك ج1/2/55.

[5]ـ لمحة عامة إلى مصر ج2/18، 19.

[6]ـ الأمثال الشعبية لتيمور 367.

[7]ـ خطط المقريزى جـ 2/520.

[8]ـ قاموس العادات 170.

[9]ـ خطط المقريزى جـ2/ 521.

[10]ـ الأبشيهى : المستظرف 35.

[11]ـ تاريخ ابن اياس جـ2/61 :62.

[12]ـ نزهة النفوس . مخطوط 162.

[13]ـ النجوم الزاهرة جـ16/332.

[14]ـ خطط المقريزى جـ2/520، 521.

[15]ـ شرح لامية العجم للصفدى جـ2/138.

[16]ـ خطط المقريزى جـ2/517، 518.

[17]ـ تعطير الأنفاس 77.

[18]ـ البدر الطالع جـ2/235.

[19]ـ تحفة الأحباب جـ4/206

[20]ـ. التبر المسبوك 227

[21]ـ.تاريخ ابن اياس جـ1/2 /393

[22]ـ. البحر المورود 230.

[23]ـ. شرح لامية العجم: 358 : 359.

[24]ـ طيف الخيال : 173 تحقيق إبراهيم حمادة

[25]ـ. السيوطى : الفاشوش 471.

[26]ـ. الطبقات الكبرى للشعرانى جـ 2/135، 91 ط صبيح

[27]ـ الطبقات الكبرى للشعرانى جـ2/ 135،  91 ط صبيح

[28]ـ. الاحياء جـ 2/46.

[29]ـ المدخل جـ 2/ 37.

[30]ـ إغاثة اللهفان جـ 2/144

[31]ـ ـطيف الخياال 163

اجمالي القراءات 13514

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,365,040
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي