قنوات المخابرات:
الإعلاميون الأُذُنــيــّـون!

محمد عبد المجيد Ýí 2015-03-17


ليس ظاهرة جديدة كما يتصور البعض، فهو موجود منذ زمن تحكــُّم الأمن فيه، لكن أصبح الآن أساس الإعلام المرئي، فأنت تــُـبدي إعجابك بأحدهم أو إحداهن، وتتابعه، وتصفق له، وتظن أن شفتيه تتحركان من وحي أفكاره، لكن الصورة الحقيقية هي أن الإعلامي الدُمية ممسكوك من الاثنين: من رقبته ومن .. لسانه.
الإعلامي الأذني يقومون بتصغيره أو تكبيره وفقا للخدمات التي يؤديها، فإذا رقص ،ميمونياً، رقصة: سلام للبيه، فالطريق سالكة أمامه، شريطة أنْ يلعب الدورين في وقت واحد، وأن يمتدح ويذم نفس الشخص في عين الدقيقة، وأن يصفع عدو الدولة، كما يتوهم، أو يحتضنه كما تأمره السماعة في الأذن!


الإعلامي الأذُني يتضخم حسابه في البنك حسبما تتناغم رقصاته، وتتصاعد وتيرة تطبيله، والرجل الذي يلعب في أذنيه من الداخله يستطيع أن يجعل منه قردا أو أسداً في أي وقت، ويمكنه أن يحرقه قبل أن يشعل عود الثقاب.
والإعلامي الأذني جبان، إذا جلس أمامك تسمع نبضات قلبه المزلزلة لكيانه، لكنه يمثل دور شجيع السيما رغم أن ركبتيه تصطحكان من هول الموقف.
والإعلامي الأذني عين منه على الأمن، والأخرى على صاحب القناة، وثلاثتهم يتسابقون لارضاء سيد القصر الذي قد لايسمعهم، ولا يرضى عنهم، حتى لو أقسموا أنهم يقومون بحراسته حتى يقوم هو بحمايتهم!
والإعلامي الأذني أمواله حرام، ومن غشــَّــنا فليس منــّـا، لكن المشاهد الطيب أو الساذج، أو صاحب المصلحة يقنعه أنه يخدم الوطن، ويثبــِّـت أقدامَ السلطة في القصر، لكن لا أحد ينبهه أن حواره كوهينيّ الأصل، وأنــه متعاون مع الخصم في صورة عاشق للوطن.
والإعلامي الأذني يهجو من باطن المديح الجهري، ويكره حيث يحب، ويسمع رنين المال مع كل ضيف يأتيه، فيرفعه أو يحرقه، فإذا صفــَّــق الرجل الذي يجلس القرفصاء في أذنيه، فقد ازداد حسابه في المصرف صفراً جديداً.
شاهدوا بتأمل، وإدراك، ووعي كل البرامج التي يبيعكم إياها التلفزيون، فضائيا وأرضياً، وستكتشفون الإعلامي الأذني وقد سقط القناع عن وجهه، والسماعة عن أذنيه، والمخ من جمجمته.
عن معظم وأكثر وأغلب القنوات العربية أتحدث!
محمد عبد المجيد
 طائر الشمال
 أوسلو في 17 مارس 2015
 Taeralshmal@gmail.com
اجمالي القراءات 6705

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ١٨ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77736]

كان الله فى عونك .


اكرمك الله استاذ محمد ..اشفقت على حضرتك ،ودعوت لك ،كان الله فى عونك عندما قرأت انك على موعد فى برنامج من القاهرة مع (أمانى الخياط ) ،ومن وجهة نظرى انها تنطبق عليها كل ما ذكرته حضرتك من صفات للإعلامى الأذنى. وبالرغم من أن بعض المعقبين على الموضوع على الفيس بوك ذكروا بأن حضرتك قلت كلاما ربما يؤدى إلى فصلها من الإعلام ،لم تتوقعه هى ،ولا المخبر الذى يلقنها الأسئلة عبر سماعة الأذن ،إلاانى ايضا اشفقت عليك وقلت كان الله فى عونه فى صبره  عليها حتى تنتهى الحلقة ..



وفى النهاية تحية لكم على جرأتكم فى الحق ،وقولكم الصدق بُغية الإصلاح فى مثل هذه الأجواء  ومع تلك النوعية من الإعلاميين .



2   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الأربعاء ١٨ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[77737]

المحبة انتصار!


شكرا جزيلا، أخي الدكتور عثمان، على مشاعرك الطيبة.



ما دام هناك محبون فإن كل الخسارات انتصار، والحمد لله فقد وصلت رسالتي في دقائقها القليلة إلى عدد كبير ممن يقرأون السطور وما بينها.



تقبل خالص محبتي



 



محمد عبد المجيد



طائر الشمال



أوسلو في 18 مارس 2015



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 5,910,618
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway