محمد عبد المجيد Ýí 2017-04-04
إذا أردتَ أن تصنعَ طاغية فينبغي أنْ تستعين بالجبناء، كل في مجاله؛ الإعلام والقضاء والجيش والشرطة ورجال الدين والأحزاب والبرلمان ورجال الاعمال والدبلوماسيين.
الخطوة الثانية هي فتح باب الفساد لهم بكل ما فيه من إغراءات مادية وسلطوية، فالطاغية يحب أن يوحي لخـــَـدَمـِـه أنهم أيضا طغاة صغار، يكبرون إذا تعاملوا مع الجماهير، ويتقزمون إذا اقتربوا من سيد القصر.
الخطوة الثالثة تأتي تلقائيا من خلال الاحتياج اليومي لكفّ الطاغية على القفا، سواء كان حقيقة أو خيالا يخاف من خياله.
الخطوة الرابعة هي التنزيه عن أي خطأ، أعني القداسة في كل شيء حتى لو كان الطاغية في المرحاض يتغوط أو يتبول، ولك أن تتصور عشرات من المستبدين والطغاة الملاعين في العالم برمته وهم لا يستطيعون رفع أيديهم لأفواههم لدى تناولهم الطعام، أو النزول أو الصعود أو الحديث أو الاستشهاد بآية من القرآن المجيد أو من الكتاب المقدس.
الخطوة الخامسة والأخيرة هي صناعة كتيبة من المبررين أصحاب القلم في الصحافة المكتوبة أو اللسان في الفضائيات، وأكثرهم من ذرية إبليس. هكذا صنع جوبلز نازيين قساة يكذبون ليلا ونهارًا حتى يصدق الخائفون أن الفوهرر يختبيء تحت الفراش.
لقد برر إعلام جمهورية أفريقيا الوسطىَ أكل الرئيس جان بيدل بوكاسا لتلاميذ المدارس الثانوية الذين اعترضوا على حُكمه.
الإعلاميون المبررون يظهرون فور صعود الطاغية على أكتاف الجماهير.
الطاغية يصنع .. الطاغية يُصنَع، وفي الحالتين فإن الجبناء هم خط الدفاع الأول.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 4 ابريل 2017
العنوان ليس فحوىَ المقال فحسب؛ إنما روح المقال فهو قادر على أن يستدعي المفردات، ويصنع التعبيرات، ويعجن اللغة، و ويصطاد كلمات لم تكن موجودة من قبل.
وهي لغة إذا أحببتها بادلتك حبـًـا بحبٍ؛ وغرامـًــا بوَلــَـهٍ، ومحبة بصـَـبـْـابة، وهي تشترط عليك الوقوعَ في حُب الكتاب قبل البدء في الكتابة.
ضادُنا تحب من الكاتب أنْ لا يتردد في اختراع كلمة حتى لو ظل معناها في قلب صاحب القلم فقط، ومنذ فترة سألني أحدهم: لماذا استبدلت بالزمن كلمة لم يعرفها المعجم( حرفئذٍ بدلا من لحظتئذٍ) فنظرتُ إلىَ اللغة فإذا هي تبتسم ضاحكة من قوله.
من لا يسعد بتصحيح الآخرين لأخطائه كمن يخون لغتــَـه دون أن يرف له جفن.
تقبل، جدّ سلمىَ، دفءَ مودتي.
دعوة للتبرع
أربعة أسئلة: السؤا ل الأول : ما رأيك فى الاقت راح بدولة...
أبوك ظالم .!!: ابي مات وله أختين فىه واحده منهم باعت جزء من...
Salat prayers: Salam Dr. Mansour, I was reading some of your articles from the site and also...
كلام مجانين : رسالت ي الى د.عثم ن محمد علي يا سيدي اولا...
قريش وأهل الكتاب: هل كانت رسالا ت اهل الكتا ب الساب قين .. دور...
more
فنية إختيار العنوان موهبة . كان الصحفى الرائع الاستاذ عبد الوارث الدسوقى استاذ الصحفيين فى جريدة الأخبار ، ولم يكن يكتب كثيرا ، كانت مهمته بالاضافة الى تعليم غيره أن يراجع كتاباتهم لتجويدها ويضع لها العناوين المبهرة .
الاستاذ محمد عبد المجيد متمكن من فنية إختيار العنوان ، وله مفرداته الجذابة ولغته السهلة الجزلة وموضوعاته الجريئة .
إنتهى فرسان المقال الصحفى برحيل جلال كشك وأنيس منصور وفرج فودة واحمد بهاء الدين وصلاح حافظ وفيليب جلاب وعلى سالم وقبلهم مصطفى وعلى أمين و محمد التابعى .. بقيت قلة قليلة منهم ابراهيم عيسى وصلاح عيسى وعادل حمودة وبلال فضل... ثم الاستاذ محمد عبد المجيد ، رزقه الله جل وعلا الصحة والعافية .
هذا عن حرفية كتابة المقال ، لاشأن له بمدى إلتزام الكاتب بقضايا الحرية وحقوق الانسان . يمتاز الاستاذ محمد عبد المجيد عن كثيرين بأن قلمه الأخّاذ متخصص فيما ينفع الناس .