الإثنين ١٤ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
يقول جل وعلا ( وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
الغواية جزءٌ من إرادة الله جل وعلا , أي هي ما أراده في حرية الاختيار ( الطاعة أو المعصية ) , و إبليس قد منح تلك الحرية فكان من الغاوين أي العاصين , فكان من الجن العاصي ,
فالغواية هي تحصيل حاصل لمن امتلك حريته , و لمن قبل حمل تلك الأمانة , و من حملها فله كامل الحرية بالطاعة أو المعصية , و ما يترتب على هذا الاختيار سيكون الجزاء و الحساب .
فيبدو لي بأنه حين عرض الله جل وعلا حملان تلك الأمانة , قد تم عرضها أيضاً على أهل السماء بما فيهم الملائكة ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) فيبدو بأن إبليس حين عرضت عليه قد قبل بها , و كان اختباره الأول بالسجود لآدم , فرسب و سقط في هذا الاختبار , و رفض الأمر بناءاً على حريته التي حملها , فتم طرده من السماء لأنه اختار المعصية و لم يذعن للطاعة .
إذا فالغواية هي محصلة المعصية و نتيجتها , و الهداية هي محصلة الطاعة و نتيجتها , و كلاهما ما أراده الله جل وعلا كنتيجةً لكل من حمل تلك الأمانة ( حرية الاختيار ) , و عليه فالغواية هي أمر و إرادة الله جل وعلا لمن عصا , كما الهداية هي أمر الله و إرادته لمن أطاع .
هل اجترأ نوح ايضا على الله جل وعلا حين قال ( ان كان الله يريد ان يغويكم ) ؟
تحياتى لأستاذنا الدكتور منصور ،ولإخوتى اسامة وسعيد ... اعتقد اخى أسامة إضافة لماقاله استاذى الدكتور منصور فى أن نوح عليه السلام لم يكن معصوما أنه ايضا وكأنه يُجيب على قول للكافرين من قومه يدّعون فيه ضلالهم وغوايتهم لله جل جلاله ،فرد عليهم نوح عليه السلام بسؤال إستنكارى بنفس مُصطلحاتهم فى قوله تعالى (( وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) . والله أعلم .
اخى سعيد . هناك اربعة اجناس مختلفة هم ( الملائكة - الشياطين - الجن - الإنس ) وكان فى الماضى قبل إنقضاء الوحى هناك حديث مباشر مع بعض الملائكة ومن إختارهم رب العالمين من (الإنس ) سواء كانوا انبياء أو شخصيات أخرى (كأم موسى ومريم عليهما السلام ) ... وكان هناك تعامل بين الجن والإنس وإنتهى هذا ايضا منذ بداية نزول القرءان . وإستمر تعامل الشيطان والنفس البشرية وسيستمر إلى يوم القيامة ولاندرى الكيفية أو الآلية التى يخاطب الشيطان النفس ابشرية بها أو كيف يوسوس لها وتستجيب له فى كثير من الأحيان عند أتباعه أو بعض الأحيان عند المؤمنين . اما التسمية ب( شياطين الإنس والجن ) فهى تسمية مجازية وكناية عن المعاصى التى يرتكبوها إستجابة لوسوسة الشيطان وغروره لهم وبهم ......
لو اعتبرنا بأن نسبة الغواية لله جل وعلا فيها اجتراء و ظلم لرب العزة و خصوصاً في قول نوح عليه السلام , لعاتبه الله جل وعلا على ذلك و لبين لنا بأن هذا الإدعاء فيه ظلم و اجتراء , في حين نرى عتابه جل وعلا حاضراً في مواضيع أقل خطورة من الاجتراء و الظلم .
الغواية شأنها شأن الضلال حيث يقول جل و علا ( فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ )
إي أن الله جل وعلا يضل من يشاء الضلال , و يهدي من يشاء الهداية ,
فهو سبحانه يغوي من يشاء الغواية تماماً كما يضل من يشاء الضلال .
( قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب )
( ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسالن عما كنتم تعملون )
فالله جل وعلا من جهته لا يضل أحد , لأنه يريد لهم الهداية و الخير , و الضلال هو اختيار المخلوق بإرادته المطلقة ,
و هذا أيضاً في موضوع الغواية , فالله جل وعلا من جهته لا يغوي أحداً , و لكنه يغوي من أراد الغواية , لذا لا أرى أي إشكال في قول بأن الله جل وعلا يغوي من يشاء لأنني لا أري أي إشكال في القول بأن الله جل وعلا يضل من يشاء , و لكن تبقى المشكلة في فهم و إدراك هذا القول بأن نقر و نعترف بأن الغواية و الضلال هي مشيئة و إرادة المخلوق المطلقة و مرجعها للسبيل الذي يختاره هذا المخلوق .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5180 |
اجمالي القراءات | : | 59,093,070 |
تعليقات له | : | 5,485 |
تعليقات عليه | : | 14,878 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الوضوء لأكثر من فرض: سيدي دمت بخير في ضوء ضرورة الوضو ء كل مرة...
حسبنا الله جلّ وعلا .: هل لنا قناة تلفزي ونية او محطة اعلان ية ...
أهلا بك قارئا : اعجبن ي موقعك م وقرأت بعض الافك ار حول...
الحج والعمرة: دكتور نا الفاض ل ستتوف ر لي باذن الله فرصة...
الصالحون : السؤا ل : نقول عن فلان من الناس إنه من...
ثلاثة أسئلة: س 1 : ما حكم كلمة "آمين" التي يجهر بها المصل ون ...
الصلب والترائب : السلا م عليكم ايها الدكت ور واسال الله...
ليس حراما : ما حكم عمليا ت التجم يل للنسا ء.مثل إذا كان...
معانى ( تعب ) قرآنيا: هل جاءت كل المفر دات العرب ية فى القرآ ن ...
يا أخت هارون: ورد في القرآ ن عند الحدي ث عن قصة مريم، قوله...
الفهم قرآنيا : جاء فى القرآ ن يعقلو ن فلماذ ا لم يأت (...
اجتهاد القرآنيين: ما هى حدود الاجت هاد عند القرآ نيين ؟ وما هو...
التثاؤب : قال لنا شيخ الجام ع ان التثا ؤب من الشيط ان ...
شكّ وحيرة : السل ام عليكم يا شيخي انا اعاني جدا من وسوسة...
moreالباب الرابع : منهج التشريع القرآني : التشريع الجديد والتشريع المتوارث:
الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الحقيقى والمجاز
عن أبى لهب وزوجته : تدبر فى سورة ( المسد )
دعوة للتبرع