عبد الله العراقي Ýí 2015-03-13
لقد جعلت عنوان المقال من البدايه (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) ) لسبب مهم و هو انه الامر هنا صريح جدا في ان الافاضه (الثانيه) يجب ان تكون من حيث افاض الناس و ان مدخلية الناس هنا في الحكم مهمه جدا و الا لما ذكرها خصوصا و انه قد ذكر ان مكان الافاضه في اية قبلها عندما قال ( فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) و هذا يؤدي الى انه تقصد ذكر (الناس) للاقتداء بهم و الله تعالى اعلم.انظر هنا (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴿١٩٨﴾ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
نحن نؤمن ان القران جاء لكل زمان و مكان يعني الان و في هذه اللحظه. و الان افترض انني انسان مسلم جئت اقرا قوله تعالى (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) ).فانه سوف افهم من هذه الايه الاتي: وهو ان انظر من اين يفيض الناس ثم افعل مثلهم و لن يخطر ببالي مطلقا ان انظر الى الناس يفيضون ثم أأخر افاضتي الى يوم اخر او شهر اخر. الله سبحانه تعالى لم يحشر الناس مع واو الجماعه في هذا المقطع (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) )عبثا. فهو لم يذكر واو الجماعه فقط بل ذكر الناس قصدا و اصرارا و ليس كما في ايات الصلاة و الصيام فلم يقل صلوا او صوموا مع الناس افعلوا كما فعل الناس. الحج عبادة اجتماع و هي تختلف عن العبادات الاخرى. المشكله انه هذا المقطع (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) ) يستوقفني كثيرا بسبب انه يجعل افاضتنا مرتبطه مع الناس.
وكذلك في قوله معلومات. الا يعلم الله انه سوف ياتي فقهاء يحرفون الحديث و يحصرون الحج في ايام؟.الا يعلم تعالى ان القران جاء لكل زمان و مكان. و الان افترض انني انسان مسلم جئت اقرا قوله تعالى (الحج اشهر معلومات) (و اذكروا الله في ايام معلومات). سوف يتبادر الى ذهني ان "معلومات" اي يعلمها الناس و لكني افاجأ انه ما يعلمه الناس غير ما افهمه انا (لانهم يقولون انه فقط التاسع و العاشر من ذي الحجه ومن الفقهاء من يقول طول السنه. اما الايام فهم يضيفون اليها ايام التشريق) هذا هو الذي يعلمه الناس وكل الناس متفقة على هذا (ما عدا قله صغيرة من القرانيين) . و لن يتبادر الى ذهني ان الفقهاء قد حرفوا و بدلوا هذا . الا يعرف علام الغيوب الرحيم ان هذا التحريف و التبديل سيقوم به الفقهاء و الناس فيأخذ الله تعالى هذا بنظرالاعتبار فيقوم الله (تعالى ذكره) باضافة توضيحات الى الايه حتى لا يجعلها احجيه يختلف فيها حتى اهل القران. كثير من الناس الذين ياتون الى الحج صادقي النيه جاءوا حبا في الله ولقد سمعت قصصهم هناك كيف انهم كانوا ينتظرون عشرات السنين ليأتوا(الحجاج الاندنوسيين بالخصوص الذي رايتهم هناك)-------. هناك رايت الناس يبكون و يصرخون و يستنجدون بالله و لم ارى و اشعر في حياتي كلها بالمشاعر الدينيه كما في الحج الذي ذكرني بحشر يوم القيامه لكثرة الناس و بكائهم و استنجادهم. فعلا الحج شعائر.
في العلاج النفسي و المعرفي و السلوكي لا يمكن تغيير الناس اذا لم ننزل(او نصعد) الى مستواهم ونخاطبهم بكل احترام و تقدير وحب، يجب ان نكلمهم باللغه التي يفهمونها و يحسونها اما التهجم و التكبر عليهم فلن يزيدهم الا ابتعادا و اصرارا على صم الاذان. يجب ان نحب الناس لكي نساعدهم على التغيير. في الواقع الارضي و عند التعامل والاتصال الحقيقي مع الناس (و ليس عن طريق المقالات و الايميل) فانك سوف تجد كثيرا من الناس الذي يصفهم "اهل القران" مشركين و كفارا ستجد الكثير من هؤلاء الناس ذو قلوب رحيمه و طيبه و منهم اناس يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصه ومنهم من هو متواضع و عطوف و رحيم اكثر بكثير من ممن يكتب المقالات الطويله الدينيه على الانترنت والذي اذا نزل الى ساحة الحياة العمليه مع الناس فانه لا يصبر عليهم ويفر منهم و هو يدعي الاصلاح. فكيف يكون مصلحا وهو يعيش في البرج العاجي؟؟ (الكلام اسهل من الفعل).
----أعود من جديد الى تفسير "معلومات". للخروج من هذا المأزق فانني اعتقد ان معنى معلومات في (الحج اشهر معلومات) هي ربما معلومات للناس بهيأتهن و شكلهن(عظمهن و كبرهن و اهميتهن) وليس بعددهن او زمانهن او ان "معلومات" هي معلومات لله فقط. كما هو في قوله (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80)إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) حيث نحن نعرف ان يوم الحساب معلوم لله فقط و لا يعلمه احد غير الله تعالى. او استسلم و اقول ان هذه الايات تشابهت علي وانا مؤمن بها فادخل مع قول الراسخون في العلم (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).
هذا رأي الشخصي الذي ربما يكون صحيحا او خطأ.اللهم اهدني و اهد بي.
الشعائر والعبادات والمناسك كالحج والصلاة والصيام لم تأت كأوامر جديدة مع كتاب الله عز وجل، بل كانت معروفة منذ عهد إبراهيم عليه السلام، وجاء التنزيل الحكيم لينقيها من الشوائب والشرك والرجس وليخفف منها كما في الصيام مثلا، إذ أن العرب كانوا يحرمون على أنفسهم نساءهم طوال فترة الصيام، فجاء التنزيل الحكيم ليحل لهم الرفث إلى نسائهم ليلة الصيام.
وبالنسبة لموضوع الحج، فقد علم الله سبحانه وتعالى أن الإختلاف سيقع فيه في تحديد أيامه وترتيب مناسكه وصعوبته على كثير من الناس، لذا لم يجعله فريضة على كل مؤمن بالإطلاق، بل من استطاع إليه سبيلا.
وأما بالنسبة لقوله تعالى " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " فالمعني به هو توجيه المؤمن في حجه ألا يخالف كيف يحج الناس في عامه، فيسير معهم ويطوف معهم ويكبر ويصلي معهم ولا ينفرد بمناسكه عنهم، وألا يخشى الإثم ولا يتحرج، بدليل قوله تعالى في نفس السورة " واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون "، المهم هو تقوى الله جل وعلا والتوجه إليه وحده فقط في العبادة.
الهدف والضابط في العبادات والشعائر والمناسك في كتاب الله هي التقوى، تقوى الله عز وجل.
والحج والصلاة والزكاة والصيام يحكمها مبدأ " وما جعل عليكم في الدين من حرج " ومبدأ " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " ومبدأ " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما " من ضمن المبادئ الإلهية الحكيمة الرحيمة.
هدف الدين هو تقوى الله سبحانه وتعالى والإحسان إلى عباده وإعمار الأرض بالخير والرحمة.
شكرا لك أخي الكريم على موضوعك ودمتم بخير.
في معنى الحب و الرحمه و اهل الحب و اهل الرحمه و الصراط المستقيم
(( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)) لماذا ذكر الناس؟
المشكله نفسيه و ليست لغويه، الظلم و حب الانتقام الاعمى:
المشكله ليست لغويه المشكله نفسيه،لكل من داخ رأسه ماهي الطريقه المضمونه لدخول الجنه؟
تأملات في العقل و الدين و الاخلاق و الانسانيه و الارهاب (داعش نموذجا)
دعوة للتبرع
هجص عن يوم الجمعة: هل صحيح ان يوم الجمع ة من أفضل الأيا م عند...
رجم الشياطين: هل يُرجم الشيا طين بالنج وم والكو اكب ؟...
يكلؤئكم من الرحمن: ما معنى ( يكلؤك م من الرحم ن ) فى الاية 42 من سورة...
أكرمك الله جل وعلا: بمجهو دات المست نيريي ن أمثال كم ستنهض...
more
شكرا استاذ عبالله العراقى . على الرد الجميل ،والرقى فى الخطاب ولغة الحوار .وأود أن اوضح الآتى .. لا زلت على إيمانى بأن واو الجماعة فى الخطاب لا تعنى نفى المسئولية الفردية فى التنفيذ..
.ثانيا -نعوذ بالله الرحمن الرحيم أن نكون من المتعالين على الناس فى الخطاب ،ولكن انا اؤمن بأن على صاحب الحق ان يصدع به ولو كان مُرا ،ومخالفا لعقيدة الناس ،او ما الفوه وتربوا عليه ،حتى لو كان ثمنه (وغالبا ما يكون ) هجرانهم له ونفورهم منه ،واعتقد ان صاحب الحق دائما ما يقصد بالإشراك بالله ،افعال الناس الإشراكية نفسها ،فإن فعلوها فلا وصف ولا توصيف لها ولهم إلا انهم مشركون بالله ،ولا يستطيع صاحب الحق أن يحيد عنه أو أن يُجاملهم او ينافقهم والعياذ بالله على حساب الحق ..
.-ثالثا . اعتقد أخى الكريم . ان فى قول الله تعالى (وأفيضوا من حيث أفاض الناس ) تصحيح لوضع كان يظنه المسلمون خطأ عندما ارادوا أن يخالفوا المشركين واهل الكتاب فى مناسك الحج ،وارادوا أن يبدأوا الطواف عكس إتجاهه الصحيح ،فنزل القرآن يقول لهم (وأفيضوا من حيث أفاض الناس ) أى من نفس المكان الذى افاض منه الناس ولا تخالفوه ،فالطريقة صحيحة من حيث الشكل ،ويبقى الفارق فى انهم يذكرون آلهتهم ،وانتم تذكرون الله وحده ...رابعا -نعم انا معك فى أن هُناك آناس مخلصون جدا فى الحج ،ولكن ربما بعض تصرفاتهم واقوالهم فيها شرك بالله ،وعلى المُصلحين أن يبنوها لهم بالحسنا (وقولوا للناس حسنا) ،وإلا اصبحوا كما قلت كاتمى للشهادة ..وكذلك لصد آل سعود وافقهاء المسلمين عن المسجد الحرام ،اصبح المسلمون فى بعض البلاد الإسلامية التى توافق على الحج بالدور او بالسن ،ينتظرون عشرات السنين حتى يحجوا ، وأصبح قسم آخر لإرتفاع تكلفة الحج لا يستطيعون نهائيا .
.خامسا .. تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال والأقوال .