فوزى فراج Ýí 2007-03-10
الاخ الفاضل منذر, انك لم تزعجنى البته , على العكس , يشرفنى ان اكون محل ثقتك بحيث تعتقد انى قد يكون لدى الاجابه على سؤالك. قلت ا ننى احب التساؤلات, فى الواقع ان من يحب ان يتساءل , هو من لديه اسئلة كثيره , ولكن قد لايكون لديه اجوبة كثيرة. على اى حال سأحاول الاجابة على سؤالك.
الأختلاف بين المسيحين واليهود من جهة والمسلمين من جهة اخرى حول أيهما من ابنى ابراهيم عليه السلام الذى كان موضوع الاختبارمن الله سبحانه وتعالى فى مسألة الذبح, فهم كما قلت يقولون انه اسحاق , والمسلمون يقولون انه اسماعيل.
وتقول انك بحثت فى القرآن لمعرفة من هو الابن المقصود بالذبح وان كان هو اسماعيل ام اسحاق. وسوف اركز فى المقاله هنا على ما جاء بالقرآن, ان القرآن كما تعرف لايسرد القصص كاملة الا فى حالات قليلة جدا مثل قصة يوسف التى سردها بأكملها فى سورة واحده, أو سورة الكهف والتى سرد فيها عددا من القصص القصيره,وعدى ذلك فعلينا ان نستخلص من القرآن اجزاء من كل سورة تكمل الأخرى وتفسر بعضها البعض على ان نكون حريصين ان لا نخلط بين الاشياء كما يحدث كثيرا ممن يحاولون خلط الامور لإثبات وجهة نظر معينه , فبأخذون الايات خارج نطاقها وموضوعها التى انزلت من اجله ويضعونها فى غير محلها, ما علينا من ذلك الآن.
لايوجد إختلاف بين الاديان الثلاثه ان ابراهيم كان متزوجا وكانت زوجته الاولى عاقرا. والقرآن اشار الى ذلك فى سورة هود آيه (71-72 )
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ
والمعنى واضح هنا , ان زوجته التى لم يشر القرآن الى اسمها او الى اسم زوجته الاخرى, كانت عجوزا , كما ان الآيه تشير بوضوح الى ان الابن الذى بشرت به هو اسحاق, وانه سينجب ابنا هو يعقوب. ولا يوجد اختلاف فى ذلك بين الاديان الثلاثه.
لم تختلف ايضا الاديان الثلاثه ان اسماعيل كان ابن ابراهيم, ففى القرآن , سورة ابراهيم آيه /39 , الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء. من الواضح هنا ان ابراهيم قد وهبه الله كلا الابنين عندما كان كبيرا فى السن. وبمقارنه الأيات السابقه, يمكن ان نستخلص ان اسماعيل كان هو الاكبر وكان قد ولد قبل ان تبشر الملائكه زوجته بإسحاق ومن بعده يعقوب. ويمكن ايضا ان نستخلص انه كان من ام اخرى غير التى بشرتها الملائكه. وبذلك يمكن ان نقول انه لا خلاف بين الاديان الثلاثه ان ابراهيم كانت له زوجتان, احداهما اعطته اسماعيل اولا , اى الابن الاكبر, والاخرى اعطته فيما بعد اسحق وهو الابن الاصغر.
الدليل الاخر هو ايضا ما جاء بالقرآن بسورة البقره /125 والبقرة /127
(واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
(واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم)
ومن تلك الآيات يمكن ان نستنتج ان اسماعيل كان قد بلغ من السن ما يسمح له ان يشارك ابراهيم فى تطهير البيت وان يشاركه ايضا فى رفع قواعده , بصرف النظر عن معنى رفع القواعد او التطهير, كما تثبت ايضا ان اسماعيل هو الابن الاكبر المشارك لأبيه فى ما كلفه الله بعمله. ولا تختلف الاديان الثلاثه هنا ايضا فى ان اسماعيل كان مشاركا اباه فى اعماله فى المنطقه التى بنيا بها البيت والذى نعرف انها مكه. ثم يعطى القرآن لقطه اخرى او صوره اخرى من آيه /37 من سورة ابراهيم
(ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون). ومنها يمكن ان نستنتج ان ابراهيم اسكن من ذريته ( اسماعيل) عند البيت المحرم, بينما من ذريته ( اسحق) لم يسكنه فى نفس المكان بل فى المكان الذى عاش به ابراهيم اصلا. كل ما قلته حتى الأن لايوجد فيه اختلاف بين الأديان الثلاثه.
ايضا نرى ان القرآن قد ذكر الترتيب الزمنى لهم فى عدد من الأيات المختلفه مثل
قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون (البقرة/ 136)
ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى قل اانتم اعلم ام الله ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون (البقرة/ 140)
قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ( آل عمران/84)
انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داوود زبورا ( النساء/4)
فنلاحظ هنا ان الترتيب الزمنى من ابراهيم لم يتغير بل كان متطابقا, ابراهيم , ثم اسماعيل ثم اسحق ثم يعقوب . وحتى هنا فلا يوجد اختلاف بين الأديان الثلاثه.
لكن الاختلاف يأتى عند تحديد اي من ابنى ابراهيم الذى اوشك على ذبحه. المسيحيون يؤمنون ان اسحق هو ابنه الشرعى وانه هو الذى باركه ابراهيم وانه هو الذى وضعه تحت السكين, بينما يقولون ان اسماعيل كان ابنا له من جاريته ولايتساوى مع ابنه من زوجته التى عاشت معه طوال حياته. غير ان المسلمون يؤمنون بأن اسماعيل هو ابنه البكر الذى اعطاه الله له بعد ان دعا ربه كما جاء فى فى سورة الصافات 99 -101
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ
لقد وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه غلام ( حليم) .
ثم تأتى بعد ذلك الآيه التاليه رقم 102 والتى تتحدث مباشرة عن الذبح.
فَلَمَّا بلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
ثم يقص القرآن ما حدث بعد ذلك فى الآيات التاليه مباشرة 103- 107
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
وتنتهى قصة الاختبار هنا ولكن القرآن يستطرد لما بعد ذلك, ليخبرنا عن الجزاء الذى تلقاه ابراهيم من الله عز وجل بعد ان اجتاز الامتحان , فى الآيات التاليه 108 -112
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ
سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ
اى ان الله عز وجل بعد ان اجتاز ابراهيم الامتحان , كافأه وبشره بإبن اخر وذكره بالاسم وهو اسحاق, مما يؤكد ان اسحاق لم يكن هو الذى تعرض للأمتحان .
لاننسى ايضا ان الله عز وجل قد وصف ااسماعيل بأنه ( غلام حليم) كما اوضحت اعلاه, ونجد فى سورة الحجر آيه 51 – 53
وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ
إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ
قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ
وهذا هو نفس التوقيت الذى جاء اعلاه فى سورة هود عندما بشر الملائكه زوجته بإسحاق وهنا وصفه الله عز وجل بأنه (غلام عليم) . اذن اسحاق غلام عليم , واسماعيل غلام حليم.
كذلك لابد ان نعرف ان الاختبار الحقيقى لإبراهيم كان فى ذبح ابنه ( الأوحد ) فى الوقت الذى كان فيه يعرف انه عجوز وان زوجته عجوزا وعاقرا, وبالرغم من ذلك استجاب الى ما امره الله به فى منامه, لأنه لو كان له ولدين فى ذلك الوقت ورغم قسوة الإمتحان فى ان يذبح رجلا ابنه, الا ان الامتحان يكون اكثر صعوبه ان كان قد اتاه الامر بأن يذبح ابنه الوحيد وهو الاول او البكر وهو اسماعيل.
هذه هو ما رأيته والله اعلم.
القرصنة الفكرية على موقع اهل القرآن
تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 27
دعوة للتبرع
آل عمران ( 75 : 78 ): أريد أن أفهم الايا ت التال ية من سورة آل...
القضاء و القدر: ما هو موقف القرآ ن من الموض وع القدر .هل كل...
why supporting them : Why are the Muslim fanatics used to support those terrorists in Chechnya?...
شكرا لكم : 1 ـ ( مساء الخير إسمي شكيب من الجزا ئر أريد أن...
سؤالان : السؤ ال الأول : الس ام عليكم ورحمه الله...
more