قتل العلمانيين عند الأزهر

سامح عسكر Ýí 2014-08-18


 

قالوا أن البخاري معصوم، وسائر كتب التراث لا يُراجعها إلا هم، فأين كانوا طيلة عقود من الحرب على الإرهاب؟...أربعون عاماً مرت على الإرهاب الذي يجتاح العالم العربي، التطرف الديني والغلو في الدماء والعقائد أصبح سمتاً لأولي التدين، من يلتزم أصبح في خطر، مع أن الأولى في الالتزام الهداية والاعتدال، ولكن بانحرافهم جعلوا التدين والالتزام أولى مراحل الجريمة..

في الأزهر يقولون نختلف مع السلفيين، سألناهم على ماذا الاختلاف، قالوا نختلف في فهم الدين، يعتقدون أنهم أذكى من السلفية في فهمه، وأنهم أصح رؤية وأقرب وجداناً من النص، سألناهم فما بال قولكم أن كل ما في الصحيحين صحيح، وهل السلفية تقول غير ذلك، وما بال قولكم في التبريرات المشهورة..."بتأويل مشكل الآثار"..قالوا نفهمها بطرقنا، قلنا وهل اجتمعتم على فهمٍ واحد؟..قالوا لا، قلنا فلما كان تأويلكم أصلاً، وما فائدته وإضافته للدين؟!

بعد انتشار الإرهاب وسيطرته على محافظات وبلاد واسعة لم ينتبه هؤلاء إلى أن التمدد الإرهابي لم يأتِ من فراغ، بل لديهم فكرة قوية وأسلوب قوي في التعامل وإقناع مؤيديهم أنهم على حق، إنهم ياسيدي يقولون مثلما يقول الأزهر بالضبط، عصمة البخاري، الخلافة، الشريعة، حُرمة الاجتهاد وتجديد التراث، خيرية القرون الأولى لترسيخ مفهوم التقليد للسلف، لقد صاغوا مناهجهم بنفس ما جاء به الإخوان، ثم أعلنته داعش بعد ذلك ، لم يفطنوا إلى أن الاتفاق على فهم موحد للدين مستحيل، لم يفطنوا إلى أن الخلاف طال العقائد والدماء، لم يفطنوا إلى حجم الكارثة الفكرية والدموية التي يعاني منها العرب.

في هذه الدراسة سأطرح جانباً بسيطاً لماهية تفكير الإرهاب، والجديد أن مفتيهم هذه المرة ليس محسوباً على الدواعش، ولكن فتواه ربما عند قرائتها لن نرى خلافاً بينها وبين ما جاء به البغدادي ..

يقول الشيخ سليمان الخراشي في جواز قتل العلمانيين ونهب أموالهم وانتهاك حرماتهم ما يلي:

" دار بحث مع بعض الأخوة الأفاضل عن حكم التعامل مع العلمانيين والحداثيين والعصرانيين وغيرهم من أصحاب الفكر المنحرف والعقائد الباطلة. وهم إن كانوا في بلاد المسلمين ويقيمون معهم فهم مرتدون عن الإسلام ويتعامل معهم كما يتعامل مع المرتد وفق الشرع. والمرتد في اللغة : هو الراجع ، يقال : ارتد فهو مرتد : إذا رجع ، قال تعالى : { وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ } أي : لا ترجعوا . والمرتد في الاصطلاح : هو الذي يكفر بعد إسلامه طوعا بنطق أو اعتقاد أو شك أو فعل . والمرتد له حكم في الدنيا وحكم في الآخرة. أما حكمه في الدنيا -;- فقد بينه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد وردت جملة أحاديث صحيحة عن عدد من الصحابة: عن ابن عباس وأبي موسى ومعاذ وعلي وعثمان وابن مسعود وعائشة وأنس وأبي هريرة ومعاوية بن حيدة. 

وقد جاءت بصيغ مختلفة، مثل حديث ابن عباس: " من بدل دينه فاقتلوه"(رواه الجماعة إلا مسلمًا، ومثله عن أبي هريرة عند الطبراني بإسناد حسن، وعن معاوية بن حيدة بإسناد رجاله ثقات) .(أورد ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد: 261/6). 

وحديث ابن مسعود: " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه، المفارق للجماعة" (رواه الجماعة). 

وفي بعض صيغه عن عثمان: "..... رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسًا بغير نفس" (رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة، وقد صح هذا المعنى من رواية ابن عباس أيضًا وأبي هريرة وأنس)، قال العلامة ابن رجب: والقتل بكل واحدة من هذه الخصال متفق عليه بين المسلمين .(انظر: شرح الحديث الرابع عشر من "جامع العلوم والحكم" بتحقيق شعيب الأرناؤوط- طبع الرسالة). 

وأجمع العلماء على ذلك ، وما يتبع ذلك من عزل زوجته عنه ومنعه من التصرف في ماله قبل قتله . وأما حكمه في الآخرة . فقد بينه الله تعالى بقوله : { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

والردة تحصل بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام ، سواء كان جادا أو هازلا أو مستهزئا -;- قال تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } 

ونواقض الإسلام التي تحصل بها الردة كثيرة . من أعظمها الشرك بالله تعالى -;- فمن أشرك بالله تعالى -;- بأن دعا غير الله من الموتى والأولياء والصالحين ، أو ذبح لقبورهم ، أو نذر لها ، أو طلب الغوث والمدد من الموتى -;- كما يفعل عباد القبور اليوم ، فقد ارتد عن دين الإسلام -;- قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم -;- كفر إجماعا . وكذلك من جحد بعض الرسل أو بعض الكتب الإلهية -;- فقد ارتد -;- لأنه مكذب لله ، جاحد لرسول من رسله أو كتاب من كتبه . وكذلك من جحد الملائكة أو جحد البعث بعد الموت -;- فقد كفر -;- لأنه مكذب للكتاب والسنة والإجماع . وكذلك من سب الله تعالى أو سب نبيا من أنبيائه تصريحا أو تلميحا -;- فقد كفر. وكذلك من شكك في النبوة ، أو ادعاها او صدق من يدعيها بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم -;- فقد كفر ، لأنه مكذب لقوله تعالى : { وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } ومن جحد تحريم الزنى ، أو جحد تحريم شيء من المحرمات الظاهرة المجمع على تحريمها كلحم الخنزير والخمر ، أو طالب بالغاء حد من حدود الله (كما ينادي العصرانيون وغيرهم من اهل العلمنة) فقد كفر . وكذلك متى جحد وجوب عبادة من العبادات الخمس الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم : [ بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام ] ومن استهزأ بالدين ، أو امتهن القرآن الكريم ، أو زعم أن القرآن نقص منه شيء ، أو كتم منه شيء فلا خلاف في كفره " . .انتهى

هكذا يفكر الداعشيون والتيار السلفي بالعموم، وهكذا يقرهم الأزهر كونه لم يراجع تلك النصوص التي عرضها هذا المجرم..ويعتبرها معصومة مقدسة جاءت بالوحي من عند الله..

الآن وبعد هذه الفتوى لنا عدة خواطر:

1- هل جاء الشيخ بأدلة التكفير والقتل من خارج الحديث وأقوال الشيوخ؟..الإجابة لا...فكافة أدلته تراثية حديثية على طريقة...حدثنا فلان وعلان، وقال الشيخ كذا وكذا، وقال فلانُ فيهم.

2- جاء بالقرآن مكملاً لأصل الفتوى، أي أنه استشهد بكتاب الله كفرع عن الأصل، لم يجد في القرآن ما يدعم حجته، ولكن وجد ما يؤيد تلك الأحاديث بزعمه، وهذا يعني أن القرآن لدى الخراشي هو ثانوي ولا يصح الاحتجاج به في هذه المسائل، وإلا توجد نصوصاً صريحة وعشرات الآيات عن حرية التدين وأنه لا إكراه في الدين وحُرمة الاعتداء..

3- لو جاء أزهرياً يخالفه فعلى أي أساس والرجل لديه نصوص صريحة ومحكمة تدعو لقتل المرتد، وبما أن العلماني لديه مرتد فيجوز قتله، ولو جاء الأزهري بنصوص القرآن حاكمة فقد وافق ما نطلبه أن يكون القرآن حاكم ومهيمن على ما سواه.

4-تلك القواعد السلفية يسميها علماء الأصول.."أدلة"..وهي تأتي بالاستنباط، وقواعد وأدلة المذاهب تكاد تكون متفقة على أصلين اثنين.."الكتاب والسنة"..حتى أن تعريف السنة لديهم هو الحديث ،ورغم اجتهادهم بالاستنباط إلا أنهم يرفضون استنباط السنة من القرآن وصريح المعقول، ويكتفوت بحصر وظلم السنة في مشاهد وقصص وخرافات الحديث..

5-ماذا عن مشاركة العلمانيين في العملية الديمقراطية في مصر؟..هل يجوز لهم ذلك عند الأزهر؟..أعلم أن الأزهريين لا حس ولا خبر ولا تعليق في هذا الشأن، بل يكتفون بمسايرة الواقع وسلطة السيسي مؤقتاً لحين عودة الكرة مرة أخرى على العلمانيين.

6-ماذا فعل الأزهر للتيار السلفي وشيوخه في مصر؟..توجد فتاوى قبيحة وفي قمة الإهانة والسخرية للدين الحنيف، لم يتحركوا خطوة واحدة لفض هذا الاعتداء، ولكن إذا قام أحد بانتقاد البخاري وكتب التراث ثارت ثائرتهم وهددوا بالقمع والنائب العام والحسبة..تلك القوانين والآليات سيئة السمعة أصبحت ملازمة للأزهر ضد حرية الفكر..

7-ماذا عن الدستور المصري الجديد الذي يحرم عمل الأحزاب الدينية؟..رغم أن الأزهر في مواقعه -وفي موقع دار الإفتاء- لا زالت فتوى حرمة فصل الدين عن الدولة تُزين الدار وأهلها وشيوخها، والفتوى في مجلد دار الإفتاء للشيخ عطية صقر عام 1997 صفحة 10، وفي فتوى دار الإفتاء على الشبكة بتاريخ 18 مايو 2011، رقم الفتوى 3759.

8-حكم العزل والتفرقة بين الزوجين –الوارد في الفتوى- حدث قبل ذلك من الأزهر في حق نصر أبو زيد من مفكري القرن العشرين في مصر، حكموا بردته وفرقوا بينه وبين زوجته في حادثة بشعة سجلها التاريخ في رقبة الأزهر.

أعتقد وبعد هذا السرد أصبحت الأمور واضحة ، فالسلفيون مشهورون بتمسكهم بالتراث دون تجديد أو نظر، هو لديهم كيان وهوية وطائفة، وهم الشريان الدائم لجماعات العنف السياسي، الأزهر كذلك يشترك مع السلفيين برفضه مراجعة ذلك التراث، واعتماده على مزاعم الفهم الصحيح التي يرددها منذ عقود طويلة والحال يزداد سوءاً..

متى يفيق الأزهر من سباته ويخترق حاجز التقليد والخوف من المراجعة، متى يفيق وقد أفاقت الكنيسة من قبل بمراجعات وتوجهات تدعم الانفتاح والتواصل، لا زال الأزهر يرى برؤية القرون الوسطى، المفكر لديه يتبع واحدة من الفرق الضالة، والمجتهد ضال وملحد ، والناقد متآمر ومدفوع، لا رؤية معاصرة لديه بظروف العالم وطبيعة المجتمعات، بل لا رؤية تنويرية له تخضع كتب التراث للتحقيق.

أجزم أنه لو أراد الأزهر مراجعة حقيقية سيفشل، والسبب أنه استجاب لدعوات التجديد تحت ضغط وليس عن قناعة، نحن لا نريد منهم شيئاً، بل أن يحمونا ويحموا مجتمعاتنا من الإفك والتقوّل على الله بغير حق، وأن يكونوا هم أول من يتصدوا لفتنة الدين والسياسة، وأن يحاربوا كل تاجر دين ويدفعونه بالأدلة، لديهم الإمكانيات لتحقيق ذلك، فليُعلنوا على الملأ أن ليس كل ما في الصحيحين صحيح، وأن العقائد والثوبات لا تجوز خارج كتاب الله، وأن يعلنوا عن مشروع قومي فكري لتنقية المحتوى المقدم للجماهير.

هكذا سيكونون أكثر صدقاً مع أنفسهم ومع الله، سيبرأون من دم أي علماني أو شيعي أو مسيحي يقتله الأفاكون، حين يقفون أمام الباري مطمئنين، حين يبرأون من حق الرسول فيهم أن كذبوا عليه متعمدين وجاهلين، حين يرون الناس وقد هُدوا إلى الحق بدعوتهم، حين يساهموا في بناء الثورة الحقيقية والحضارة، حين يساهموا في صنع الإنسان، حين يدفعوا الناس لبناء العالَم، حينها سيكونون هم العلماء لا الدراويش، المفكرين لا المتنطعين، المبدعين لا السفهاء والمقلدين...والأكثر من ذلك سيحترمهم العالَم أكثر، سيحبهم المسيحي والشيعي والعلماني أن أعطاهم حقهم في الحياة وفي الاختلاف، وما أعظم من هذا الحق الذي سطره الله في كتابه وأكّد عليه أن الإنسان حر وعاقل إلى يوم الساعة.

اجمالي القراءات 11081

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   نجاح الشيمي     في   الإثنين ١٨ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75628]



يا استاذ سامح مازلت تامل خيرا في الازهر ومشايخه مع انك تعلم انهم يتكسبون من هذا الامر واذا فعلوا ونقوا التراث مما الم به  فماذا يقول عنهم الناس لماذا صمتم كل هذا الوقت حتي تقولوا الحقيقه للناس وتنيروا لهم الطريق  هم ينطبق عليهم قول الله عز وجل:انا وجدنا ابائنا علي امه وانا علي اثارهم مقتدون- وفي ايه اخري:وتجعلون رزقكم انكم تكذبون



2   تعليق بواسطة   Amr Hassan     في   الجمعة ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75652]

وجاهدهم به جهادًا كبيرًا


كثيرا من علماء الدين الذين يرفضون أفعال المتطرفين لايعلنون بطلان مثل هذه الأحاديث أو بطلان الاستدلال بها والتى تتناقض مع صريح القرأن لأن الكثير منها مصنف (صحيح) .. والجماعات المتطرفة وأسلافهم على مدار أكثر من ألف عام يلجمون الأفواه ويرهبون العلماء بترديد مقولات مثل :-



 



ـ مقولة أن البخارى ومسلم أصح كتابين بعد القرآن وتلقتهما الأمة بالقبول وهناك (حديث) يقول (لا تجتمع أمتى على ضلالة) .. مع أن البخارى ومسلم بشر غير معصومين .. ومع أن أحاديث إرضاع الكبير رواها البخارى ومسلم وفيها منسوب للنبى أنه قال (قد علمت أنه رجل كبير فأرضعيه) !



 



ـ ومقولة (إذا صح الحديث فهو مذهبي) مع أن التصحيح هو اجتهاد بشر ولدوا بعد وفاة النبى بأكثر من مائة عام



 



ـ ومقولة (أن السنة –التى اجتهد البشر أنها صحيحة- قاضية على القرآن) !!



 



وبالتالى يرهبون من خالفهم من العلماء بأنه  سيقال عليه كافر لأنه يكذب بأحاديث مصنفة (صحيحة) .. وقد يطبق عليه ما يسمى بحد الردة وهو القتل



 



   إن من يسير فى طريق مجهادة هذه الجماعات بالقرآن (وجاهدهم به جهادًا كبيرًا)عليه ألا يأبه بالاتهامات التى ستوجه له كالكفر والردة ومعاداة الدين والكفر بالسنة وتكذيب الأحاديث الصحيحة وعدم التأسى بالسلف الصالح ... إلا أنه لا مفر من نصرة الله وكتابه الذى نزله على عبده ليكون للعالمين نذيرا وتبرأة دين الإسلام والنبى محمد مما يرميه به أعداء الإسلام الذين يقولون أنهم هم المسلمون الملتزمون المجاهدون مع أنهم هم المفسدون الذين يحاربون الإسلام وإن كانوا لايشعرون ويتسببون فى الإساءة لديننا وسب نبينا !!



 


3   تعليق بواسطة   Amr Hassan     في   الجمعة ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75653]

حقيقتان لا يختلف عليهما جميع المسلمين


 



حقيقتان لا يختلف عليهما جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم بل جميع المنصفين من الناس:-



 



 



1-                   إن حقيقة أن القرآن الكريم حفظ على مدار أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن لا يستطيع أن ينكرها أى منصف سواء كان مسلم أو غير مسلم لآنه لايوجد فى العالم كله سوى قرآن واحد طوال هذه القرون وحتى الآن ليكون للعالمين نذيرا .. وهى حقيقة واقعة لاينكرها العقلاء والمنصفين من البشر لأنه الكتاب الوحيد على ظهر الأرض الذى لايوجد منه سوى نسخة واحدة منذ بداية (نشره) من ألف واربعمائة عام وحتى الآن مما يدل على أنه كتاب محفوظ لم تتغير أى من كلماته بالرغم من المحاولات المستمرة لتحريفه على مر السنين .. كما أنا نحن المسلمين لم نسمع أن هناك آيات من القرآن ضعيفة أو موضوعة أو منكرة أو مكذوبة أو منقطعة أو مرسلة ولا حتى حرف واحد والحمد لله .. وهذا غير موجود فى الأحاديث



 



2-                   وكذا حقيقة أن أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام لم تحفظ مثل القرآن لايستطيع أن ينكرها أحد مهما كان مذهبه لوجود عشرات الآلاف من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة والمنقطعة والمرسلة والغريبة والموقوفة (طبقا لتصنيف العلماء أنفسهم) بين أيدينا الآن ومنها ماهو مشهور بين الناس ويتعبد لله به .. وذلك فضلا على التفاسير وأقوال الفقهاء وفتاوى العلماء!! وقد جاء بالسنة أنه روي احمد ومسلم و الدارمي والترمذي و النسائي عن أبي سعيد الخدري قول الرسول (لا تكتبوا عني شيئا سوي القرآن ، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه)



 



   وإذا كنا لم نسمع القرآن من جبريل عليه السلام بل سمعناه من النبى محمد صلى الله عليه وسلم كما سمعنا منه صلى الله عليه وسلم أيضا الأحاديث .. فلا يعقل أن يخبرنا النبى بشئ فى القرآن ثم يخبرنا عكسه فى السنة! .. ولا يقبل أن نأخذ بحديث منسوب للنبى عليه الصلاة والسلام (فضلا على قول عالم) وهو يخالف صريح القرآن حتى لو كان هذا الحديث مصنف صحيح (وهو تصنيف طبقا لمنهج بحث علمى بشرى وليس المعنى المطلق لكلمة صحيح) فالعلماء والسلف الصالح جميعا بشـر غير معصومين ولم يدعى أى منهم العصمة (رحمهم الله) .. بل نحن الذين نسبنا لهم العصمة وهم لم ينسبوها لأنفسهم ؟؟


4   تعليق بواسطة   Amr Hassan     في   الجمعة ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75654]

السـر فى الأحاديث


وبالنسبة لحد الردة وبالإضافة للآيات السابقة يقولالله تعالى فى الآية 137 من سورة النساء (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) فأين حد الردة عندما كفروا أول مرة ؟! كما أن العقوبة المنصوصة فى الأية (بعد ارتدادهم مرتين ثم ازديادهم فى الكفر) هى عقوبة من الله وليس حدا يطبق بمعرفة ولى الأمر



 



   ويقول تعالى عن المرتد (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة 217  فالله قال (يمت) ولم يقل (يقتل) وعقوبته من الله وليس حدا



 



   وانظر معى أخى المسلم لهذه الأيات وشاهد عقوبة المرتد هل هى حدا يطبق عن طريق ولى الأمر أم عقوبة من الله (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين   أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين  خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون  إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم  إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون  إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) آل عمران 86 – 91... لاحظ قوله تعالى (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) فكيف سيتوبوا وهم مقتولين .. وأيضا قوله تعالى (ثم ازدادوا كفرا) بعد أن كفروا بعد إيمانهم ولم يقتلوا .. وأيضا قوله تعالى (وماتوا) ولم يقتلوا



 



   ومن آثارحديث الردة أيضا إخافة أكثر أهل الأرض من غير المسلمين من الدخول فى الإسلام إذا ما عرفوا أنه الدين الذى ما إن دخله أحد ثم أراد الخروج منه يقتل


5   تعليق بواسطة   Amr Hassan     في   الجمعة ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75655]

السـر فى الأحاديث


   ومن أمثلة هذه الأحاديث المنسوبة لرسول الله والتى بسببها قتل عدد لايحصى من الناس على مر الزمان:-  حديث (أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله، ويُقيموا الصلاةَ، ويؤتوا الزكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي دماءهم وأموالهم إلاَّ بحقِّ الإسلام، وحسابُهم على الله تعالى) وهذا معناه قتال جميع أهل الأرض من غير المسلمين ! وهم أكثر أهل الأرض فى جميع الأزمنة (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين... وهى أحاديث فيها إكراه على الدين وتتخطى الإطار المحدد لقتال الناس والذى ورد فى القرآن وهو (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) .....   بينما القـرآن يقول :-



(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) يونس99 



    (لا إكراه فى الدين) البقرة 256



   (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف 29



   (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) الرعد40



   (فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ) الشورى 48



   (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر) الغاشية 21-22



   (وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل) الأنعام 107



   (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل) الزمر 41



   (فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد) آل عمران 20



   (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا) الإسراء 54



   (والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل) الشورى 6



   (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ق 45



   (وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل) الأنعام66



   (فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) المائدة92



   (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين) النحل 82



   (فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) النحل 35



   (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) النور 54



   (وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين) العنكبوت 18



   (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) التغابن 12



   (وما أنا عليكم بحفيظ) هود 86



   (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) يونس 41



(إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) القصص 56



   (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء) البقرة 272



   (لكم دينكم ولى دين) الكافرون 6



6   تعليق بواسطة   Amr Hassan     في   الجمعة ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75656]

(أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)


فالله تعالى حدد لنا حالتين فى القرآن لتطبيق حد القتل (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) المائدة 32 وهما حدان منصوص عليهما فى القرآن:-



 



   الأول: ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم , ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) البقرة 178 - 179



 



   والثانى: ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) المائدة 33



 



 فلم يضيفون هم وسلفهم حدا بالقتل ثالثا بل ورابعا ؟؟



 



   هنا سأجدنى مضطرا للحديث عن الحد الرابع بالقتل وهو رجم الزانى المحصن (الذى سبق له الزواج) وسأكتفى بذكر آيات من القرآن:-



 



-       يقول تعالى عن عقوبة الزانى فى العلن "أمام أربع شهود" (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) النور2 .. لاحظ جيدا أن الله وصف عقوبة الجلد بالعذاب



 



-       يقول تعالى عن عقوبة الجارية المملوكة المتزوجة المحصنة إذا وقعت في الزنا (ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) النساء25 .. لاحظ كلمة العذاب .. فالعقوبة هى 50 جلدة لأن عقوبة الرجم حتى الموت لا تنصف فهل يعقل ان يوجد نصف رجم ؟؟ فاذا كانت المرأة الحرة المحصنة تموت بحد الرجم , فهل يوجد نصف موت !!!



 



 



-       يقول تعالى عن عقوبة نساء النبى (وهن محصنات) إن آتين بفاحشة مبينة (وحاشى لله فهن أمهاتن الأطهار) يقول (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) الأحزاب30 .. ولاحظ كلمة العذاب .. فالعقوبة هى 200 جلدة لأن عقوبة الرجم حتى الموت لا تضاعف فهل يعقل أن يرجم إنسان حتى الموت مرتين  ؟؟



 



-       يخبرنا تعالى أنه من حق المطلقة في فترة العدة أن تظل في بيت الزوجية ، ولكنها تفقد هذا الحق اذا وقعت في الزنا ، وحينئذ يكون من حق زوجها ان يطردها ، ولكن بشرط ان تكون جريمة الزنا مبينة ، يقول تعالى عن تلك الزوجة المطلقة فى فترة العدة (لا تخرجوهن من بيوتهن ، ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة ، وتلك حدود الله) الطلاق1 فإذا كانت سترجم حتى الموت لأنها محصنة ولأن الفاحشة مبينة , فما معنى الأية التى تجيز إخراجهن من بيوتهن إن آتين بفاحشة مبينة ؟؟



 



    إن تشريعات القرآن في الآيات السابقة تعامل المرأة الزانية (المتزوجة أو التى سبق لها الزواج) علي أنها تظل حية بعد اتهامها بالزنا واقامة عقوبة الجلد عليها ... والله تعالى أعلم



7   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75663]

بورك فى الاستاذين سامح عسكر و عمرو حسن


ونرحب بالاستاذ عمرو حسن كاتبا فى الموقع نستفيد بعلمه ، كما نحيى فى الاستاذ سامح عسكر نشاطه فى التأليف والنشر . وهو نشاط محمود نشكره عليه .

8   تعليق بواسطة   سامح عسكر     في   السبت ٢٣ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75694]

إَضافات جيدة أخي عمرو حسن


إضافات جيدة أخي عمرو حسن أشكرك عليها 



9   تعليق بواسطة   سامح عسكر     في   السبت ٢٣ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[75695]

تحية طيبة لك أستاذنا الدكتور أحمد صبحي منصور


تحية طيبة لك أستاذنا الدكتور أحمد صبحي منصور



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 8,049,202
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt