هواجس علمانية

كمال غبريال Ýí 2013-09-27


 

• العلمانية أن نجمع كل صنوف القمامة، ونضعها في صناديق القمامة. . لماذا نقرن نحن العلمانية بالإلحاد والعداء للأديان، فيما لا تفعل شعوب الغرب ذلك، فالملحدون والمؤمنون هناك متفقون على العلمانية؟. . يحدث هذا لأننا في مصر نكاد لا نرى أنفسنا والحياة إلا من نافذة واحدة هي نافذة الدين، ومن الطبيعي هكذا أن نعتبر فصل الدين عن السياسة وعن الاقتصاد، هو بمثابة نفي أو كفر بالدين، وأيضاً نفي واستئصال لشخوصنا المتمحورة حول الدين، فيما يختلف الحال في ثقافة شعوب الغرب، حيث يعد الدين واحد من روافد ومناحي الحياة الثقافية للفرد، فلا يضيره فصل الدين عن السياسة، إذ سيجد لديه انتماءات عدة تربطه بالسياسة والمجتمع، ليبقى الدين هكذا علاقة خاصة بين الفرد وربه.
• غادرنا عبد الناصر منذ 43 عاماً، وبقيت الناصرية جاثمة على صدورنا، وتعشش في عقولنا كغربان سوداء. . ليس لدي مشكلة مع تنصيب عبد الناصر أيقونة للوطنية والعزة والكرامة والعدالة الاجتماعية، بغض النظر عن عدم ارتباط هذه النظرة بالحقائق التاريخية، فالشعوب متدنية الثقافة والحضارة تحتاج لمثل هذه الأيقونات، المشكلة في ارتباط سياساته في كافة المناحي بهذا التقديس، وهو الحادث الآن بالفعل، بسبب نخبة مرتزقة فاقدة كل أهلية وطنية أو فكرية، بما يشكل تعويقاً وتهديداً حالاً لإمكانيات تطور وتنمية البلاد وتوافقها مع حضارة العصر.
تحتاج الشعوب في المراحل البدائية من الحضارة إلى تجسيد القيم والمفاهيم المطلقة، لذا وجدنا في الديانات البدائية آلهة للعدالة وللبعث والحساب وما شابه، ومع التطور الحضاري بدأت الشعوب في نسبة هذه القيم للأجداد، ثم للأنبياء، ثم للقادة الوطنيين. . الأمر إذن هو احتياج الشعوب لهذه القيم، ولرؤيتها مجسدة في شخص ما، حتى تظل قبسة الأمل منيرة في صدورها. ويوم ترتقي الشعوب إلى حد اعتناق القيم في صورتها التجريدية، عندها سوف يبدأون مسيرة التجرؤ على هدم الأصنام الدينية والوطنية التي طالما تعبدوا لها.
• اليقين النهائي المطلق حلم جميل، لا يعتقد في وجوده الحقيقي غير الجهلة. . الكلام الفارغ" هو الذي لا يترتب عليه نتائج تطبيقية، و"الكلام الكاذب" هو الذي يفشل في التجربة العينية، و"الكلام اللزج" هو الذي يدور في دائرة مفرغة، تبرر كل حلقة فيها فشل الأخرى، لتصل في النهاية إلى ذات النقطة. . لو فحصنا أغلب ما نردده جميعاً ليل نهار، لما وجدنا به ما يخرج عن هذه النوعيات الثلاث.
• المشايخ والكهنة يتاجرون بالدين، واليسارجية يتاجرون بالفقراء، والعروبجية يتاجرون بالوحدة وبفلسطين، والشعوب ملطشة لهؤلاء وأولئك!!. . من يتيحون الآن للإخوان العودة للحياة السياسية، يحفرون قبورهم بأيديهم. . سقط حكم الإخوان بعد أن وضع في طريق مصر أحجاراً، يقف أمامها الجميع وجلاً خاشعاً مهزوماً ذاتياً. . المواجهة ليست مع الإخوان، لكن مع أيديولوجيا العبودية البطريركية وإمبراطورية القداسة، بمختلف صورها ولون عمائم وأزياء رجالها. . نحن إلى الآن نثور على الأشخاص لا الأفكار، وإن ثرنا على الأفكار فمن أجل الارتداد لأفكار قديمة، وليس من أجل جديد لدينا نستشرفه. . مصر هكذا غير مرشحة الآن لأي تطور إيجابي. . يكفي مؤقتاً أنها كانت قد ضاعت وتم استعادتها.
• المنصف المرزوقي رئيس تونس، الذي يطالب بإطلاق سراح مرسي وأصحابه، يساري زي بتوعنا، ليس لديه مانع من العمل شماشرجي إخوان. . أفهم التوافق والموائمات على أنها حكم بالأشغال الشاقة مدى الحياة في بركة عطنة. . هكذا وبجميع هذه القيادات، لا يمكن بأي حال أن تكون الكنيسة القبطية جزءاً من مسيرة التنوير والتحديث في مصر. . هي معقل للجمود والهيمنة الدينية. . الأفضل ألا يكون للكنيسة أي دور، من أن تقوم بدور التابع أو خيال الظل. . إذا كان الإخوان حقاً يعيدون فتح مصر، فالكنيسة تكرر ذات موقف الأنبا بنيامين. . طوال حديثه مع خيري رمضان، التزم تاوضروس بأحلى الكلام، وعند النهاية وموقفه من المادة الثالثة، يفتضح أن كل ما قاله من كلام جميل كان زهوراً صناعية. . ربما يرى الأزهر والكنائس القبطية أن انقلاب الشعب على الإخوان يشكل تهديداً لهم أيضاً. . المتخوفون والمرتعبون من الأديان الأخرى، قد يتعرضون لضربات لم يتخيلوها من تسونامي الإلحاد. . رغم صراخ الجماهير وثورتها، مازال الجميع يجذبون مصر إلى أسفل. . ربما لأنهم لا يعرفون سوى الطرق الهابطة إلى القاع. . العيب ليس في أصحاب اللحى مدعي القداسة، ولكن فيمن أتى بهم ليكتبوا دستوراً!!. . أن تكون مشكلتنا الأولى الآن مع الدستور هو الاكتفاء بنص المادة الثانية في دستور 1971، وعدم التراجع إلى ما قبل هذا التاريخ بقرون، فهذا يعني شيئاً واحداً، أن ثوراتنا المجيدة تتجه للخلف!!
• أكد د. حازم الببلاوى أن الحكومة جادة فى تطبيق التسعيرة الجبرية. . إذا كان هذا ما يقوله الببلاوي الاقتصادي الليبرالي، فعلى مصر ومسيرتها القادمة الخراب. . الحد الأدنى للأجور والتسعير الجبري، يدل على خواء وزارة الببلاوي، وأن لا مشروع نهضة لديها ليكون بديلاً عن نهضة الإخوان الفنكوش. . مشكلتي الحالية مع د. الببلاوي، ليست خروجه على مبادئه الاقتصادية خضوعاً لمتطلبات ظرف استثنائي، ولكن في خنوعه لجهلاء حوله، تصوروا أن التسعيرة الجبرية وفي هذه الظروف بالذات، يمكن أن تكون حلاً، وليس كما هي في الحقيقة مشكلة في حد ذاتها، تجر خلفها سلسلة من مشكلات إضافية. . لم أحظ حتى الآن بشرف التعرف على فقير يهتف ليل نهار من أجل حقوق الفقراء، عرفت فقط انتهازيين ومتسلقين "يأكلوا مال النبي" يفعلون ذلك في كل وسائل الإعلام.
• من لا يمتلك مقومات الحياة، فليبحث عن أرخص طريقة للموت. . الحياة ليست حقاً وليست منحة، هي تنتزع انتزاعاً. . إذا خُيِّرْتُ بين العمل الجاد الذي يتطلب اكتساب معارف ومهارات، وبين المطالبات الأشبه بالتسول، فقد أميل إلى الخيار الأسهل!!
اجمالي القراءات 8899

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-23
مقالات منشورة : 598
اجمالي القراءات : 5,530,160
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 264
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt