11- عبيد بن عمير و نادية الجندى.. فى الأدغال

احمد صبحي منصور   في الأربعاء ٢٠ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً


 

لا زلنا مع عبيد بن عمير بن قتادة .أبو عاصم الليثي الواعظ المتوفى سنة 77

يروى ابن الجوزى عنه هذه القصة السنمائية:

( أخبرنا يحيى بن ثابت بن بندار قال‏:‏ أخبرنا أبي قال‏:‏ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قال‏:‏ أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي قال‏:‏ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال‏:‏ حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله بن مسلم العجلي قال‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ حدثني عبد الله قال‏:‏

كانت امرأة جميلة بمكة وكان لها زوج فنظرت يومًا إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها‏:‏ أترى أحدًا يرى هذا الوجه لا يفتتن به؟  قال‏:‏ نعم.  قالت‏:‏ ومن ؟ قال‏:‏ عبيد بن عمير!! قالت‏:‏ فأذن لي فيه فلأفتننه،  قال‏:‏ قد أذنت لك . فأتته كالمستفتية،  فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام‏.‏ قال‏:‏ فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر فقال لها‏:‏ استتري يا أمة الله (يعنى يا عبدة الله ) قالت‏:‏ إني قد فتنت بك فانظر في أمري قال‏:‏ إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقت نظرت في أمرك قالت‏:‏ لا تسألني عن شيء إلا صدقتك‏.‏ قال‏:‏ أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت‏:‏ اللهم لا‏.‏ قال‏:‏ صدقت،  فلو أدخلت قبرك فأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة? قالت‏:‏ اللهم لا ‏.‏ قال‏:‏ صدقت، فلو أن الناس أعطوا كتبهم فلا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أو بشمالك أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟‏.‏ قالت‏:‏ اللهم لا ‏.‏ قال‏:‏ صدقت فلو أردت الممر على الصراط فلا تدرين تنجين أم لا تنجين أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة? قالت‏:‏ اللهم لا‏.‏ قال‏:‏ صدقت فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين تخفين أم تثقلين أيسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟.‏ قالت‏:‏ اللهم لا. قال‏:‏ صدقت‏.‏ قال‏:‏ فلو وقفت بين يدي الله تعالى للمساءلة كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟‏.‏ قالت‏:‏ اللهم لا. قال‏:‏ صدقت فاتق الله يا أمة الله فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك‏.‏ قال‏:‏ فرجعت إلى زوجها قال‏:‏ ما صنعت قالت‏:‏ أنت بطال ونحن بطالون‏.‏ فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة‏.‏ قال‏:‏ فكان زوجها يقول‏:‏ مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي كانت لي في كل ليلة عروسًا فصيرها راهبة‏.‏ )

                                                                                            التعليق

قصة خيالية جميلة ذات مغزى أخلاقى ، ولكن كان ينقصها الصدق بمعنى ألا ننسبها الى زوج مجهول وزوجة مجهولة ونزعم حدوث القصة مع عبيد بن عمير أو عمير بن عبيد. لو قالوا بدلا من عبيد بن عمير ( رجلا من الصالحين ) لكان الكذب أيسر وأهون. أما ان تتحول من قصة خيالية الى رواية تاريخية بأشخاص مذكورين فى التاريخ فهنا كذب فى التاريخ لا ينطلى على الباحثين الجادين.

مما يدل على أنها قصة مخترعة فى عصر ابن الجوزى هو استعمال مصطلح ( البطال ) (قالت‏:‏ أنت بطال ونحن بطالون ). مصطلح البطال كان يعنى فى العصر الأموى البطل المغوار( الذى لا يشق له غبار ). وكان من العادة اطلاق هذا اللقب على الفرسان المسلمين الشجعان المشهورين بالبطولة فى الحرب ضد الروم. ولم يستعمل العصر الأموى مصطلح البطال ـ وهو صيغة مبالغة من البطل والبطولة ـ فى غير هذا. وهذا منطقى . وعليه فان هذه القصة لا يمكن أن تكون قد حدثت فى العصر الأموى فى حياة عبيد بن عمير المتوفى سنة 77. فى عصور التصوف منذ القرن السادس الهجرى تحوّر مصطلح البطال ليدل على معنى مناقض ، هو الانسان التافه المنحرف.. ولا يزال هذا الاستعمال جاريا حتى الآن فى بعض المناطق، خصوصا الشعبية.

لن نناقش تفاصيل القصة واستحالة أن يرسل زوج زوجته الفاتنة لتغرى رجلا آخر ، فماذا إذا وقع الرجل الاخر فى الفخ و.. عملها ..؟؟ ماذا يكسب الزوج الخائب سوى أن يكون تيسا بقرنين ؟

نترك التفاصيل الأخرى لذكاء القراء.

اجمالي القراءات 14186
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الأربعاء ٢٠ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1082]

المتصوفة لهم خيال خصب

عندمانقرأ الأقاصيص التي رواها المتصوفة في تاريخ المسلمين نجد يبدعون خيالا خصبا ينم عن حياة الحرية التي كانوا يعيشون فيها في العصور المختلف ولو أننا أخذنا هذه الروايات ذات الطابع الديني وجردنها وفرغناها من هذا المحتوى لأصبح عندنا قصصا وروايات تصلح للعديد من الأفلام السينيمائية ولأصبح عندنا كتابا للسيناريو ولكان لهم شأن كبير أما صحيح الدين وأحكامه وفرائضه فهم بعيدون كل البعد عنه وكان لايجب عليهم إضلال عامة المسلمين وخاصة المعتقدين في الصوفية .

2   تعليق بواسطة   دلدار جاف     في   السبت ٢١ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67846]

جزاك الله خيرا

 د.احمد اشكرك لانك اشغلت عقولنا ،في يوم من ايام رمضان في وقت العصر بالذات في احدى مساجد كركوك في العراق سنة 1997 كان هناك خطيب سلفي يلقي خطبة وكنا نستمع له بكل جوارحنا ثم قال  حديث لا احفظ متنه ولكن بما معناه اخوان لي لم يروني ويؤمنون بي اجرهم اعظم فقالت الصحابة نحن اخوانك فقال بل انتم اصحابي فلم اتحمل وقلت ولكن هناك حديث اننا لانصل الى اصحاب الرسول في اجرهم ومنزلتهم ولو اجتدهنا اليس هذا تناقضا فجن جنونه وكانني كفرت بالله ولم ادرك حينها وبعدها الى ان قرات كتاب الحقيقة الغائبة للمرحوم فرج فودة ثم مجموعة مقالاتك باسم حد الردة قبل اشهر عن طريق احد اصدقائي فعلمت اني كنت على حق حيث التناقض الكبير بين الاحاديث المنسوبة للنبي البرئ من مخترعيها .فجزاك الله عنا خيرا وبارك بك 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب دراسات تاريخية
بقدمها و يعلق عليها :د. أحمد صبحى منصور

( المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك ) من أهم ما كتب المؤرخ الفقيه المحدث الحنبلى أبو الفرج عبد الرحمن ( ابن الجوزى ) المتوفى سنة 597 . وقد كتبه على مثال تاريخ الطبرى فى التأريخ لكل عام وباستعمال العنعنات بطريقة أهل الحديث ،أى روى فلان عن فلان. إلا إن ابن الجوزى كان يبدأ بأحداث العام ثم يختم الاحداث بالترجمة او التاريخ لمن مات فى نفس العام.
وننقل من تاريخ المنتظم بعض النوادر ونضع لكل منها عنوانا وتعليقا:
more




مقالات من الارشيف
more