3- فضيلة الشيخ مديرا للأمن

احمد صبحي منصور   في الجمعة ٠٨ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً


 

فى وفيات سنة 452 يذكر ابن الجوزى سيرة ابن النسوى رئيس شرطة بغداد المشهور فى القرن الخامس الهجرى ، وكان مصطلح (الوالى ) وقتها وحتى العصر المملوكى يعنى ليس حاكم الاقليم ولكن مدير الشرطة فى العاصمة.

يقول ابن الجوزى فى ترجمة النسوى :

(الحسن بن أبي الفضل أبو محمد النسوي الوالي

سمع الحديث من ابن حبابة والمخلص ، وحدث بشىء يسير ، وكانت له فى شغله فطنة عظيمة.

وحدثنـي أبـو محمـد المقـرىء قـال‏:‏ كـان أصحابـه أصحـاب الحديـث إذا جاءوا إلى ابن النسوي يقول‏:‏ ويلكم هذا سمعناه على أن يكون فينا خير‏.‏

وسمـع ليلـة صوت برادة تحط وكان ذلك في زمان الشتاء فأمر بكبس الدار فوجدوا رجلا مع امرأة فسألوه من أين علمت فقال‏:‏ برادة لا تكون في الشتاء وإنما هي علامة بين اثنين‏.‏

قـال‏:‏ وأتـى بجماعـة متهميـن فأقامهـم بيـن يديـه واستدعـى بكوز ماء فلما جيء به شرب ثم رمى باكوز من يده فانزعجوا إلا واحدًا منهم فإنه لم يتغير فقـال‏:‏ خـذوه فأخـذوه فكانـت العملـة معه فقيل له‏:‏ من أين علمت فقال‏:‏ اللص يكون قوي القلب‏.‏

وشاع عنه أنه كان يقتل أقوامًا ويأخذ أموالهم ، وقد ذكرنا فيما تقدم أنه شهد قوم  عند أبـي الطيـب الطبـري علـى ابـن النسـوي أنـه قتـل جماعة وأن أبا الطيب حكم بقتله،  فصانع بمال فرق على الجند ،  وسلم . وتوفي في رجب هذه السنة‏.‏ )

التعليق

بدأ ابن النسوى حياته شيخا للحديث ، سمع الحديث الحديث من شيوخه السابقين ، ثم أخذ فى الجلوس للطلبة فلم يجد حظا ، وأتيحت له فرصة خدمة الدولة العباسية فعمل فى الأمن وظلم وبغى كالعادة ، إلا إنه امتاز بالذكاء والفطنة فاشتهر كرجل أمن أكثر من شهرته السابقة كشيخ من شيوخ السنة. وبسبب خلفيته العلمية فى رواية الحديث اهتم به ابن الجوزى فذكر له هذه الترجمة فى تاريخه.

ونرجو أن تصل بلادنا الى هذا التطور فتعين وزير الداخلية من شيوخ الأزهر..

وفى سنة 1988 كتب الدكتور عبد الغفار عزيز فى جريدة الوفد مقالين يدعو فيهما رئيس الجمهورية لأن يعينه وزيرا للداخلية بسبب تقصير زكى بدر وقتها فى ملاحقتى ..

اجمالي القراءات 11092
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الجمعة ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[1134]

ابن النسوى نسىَ الله

ابن النسوى عندما كان راوياً للحديث ومشتغلا بالتفاسير نسى الله وأضل الكثيرين في عصره واشترى بآيات الله ثمناً قليلا ، وعندما ترك الإشتغال والاتجار بالدين سعى وراء منصب ووظيفة لا تقل بشاعة وظلماً عما كان عليه وهو أن يكون الذراع التي تبطش للخليفة ويبطش لمصلحته الشخصية ويبدو أن علم الحديث والرواية جعله قاسى القلب غليظ الشعور فقد اتهم بأنه أزهق أرواح كثير من المتهمين بدون وجه حق وتعرض للمسائلة ولكنه فلت بالرشوة .

2   تعليق بواسطة   عبد الرحمن اسماعيل     في   الخميس ١٤ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[79976]

شيوخ امنببن !!


ما اشبه اليوم بالبارحة .. اتضح أن المرض الذي نعاني منه وهو وجود شبوخ امنببن موجود منذ زمن بعيد .. وكعادة الدكتور أحمد صبحي وسباحته الماهرة في بحر التاريخ .. يخرج منه بكل ما له قيمة ونفع للحاضر والمستقبل..



السباحة في بحر التاريخ لها رجالاتها ...



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب دراسات تاريخية
بقدمها و يعلق عليها :د. أحمد صبحى منصور

( المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك ) من أهم ما كتب المؤرخ الفقيه المحدث الحنبلى أبو الفرج عبد الرحمن ( ابن الجوزى ) المتوفى سنة 597 . وقد كتبه على مثال تاريخ الطبرى فى التأريخ لكل عام وباستعمال العنعنات بطريقة أهل الحديث ،أى روى فلان عن فلان. إلا إن ابن الجوزى كان يبدأ بأحداث العام ثم يختم الاحداث بالترجمة او التاريخ لمن مات فى نفس العام.
وننقل من تاريخ المنتظم بعض النوادر ونضع لكل منها عنوانا وتعليقا:
more




مقالات من الارشيف
more