قطر الندى : أشهر عروس مصرية

أحمد صبحى منصور   في الأحد ٢٤ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً


فتحت بغداد عينيها سنة 282هـ على أنباء زفاف يمامة جميلة هى الأميرة المصرية الفاتنة "قطر الندى" إلى صقر عجوز هو الخليفة المعتضد بالله العباسي ..

كان مقرراً أن تتزوج الأميرة الجميلة الصغيرة من الأمير علي المكتفي ابن الخليفة المعتضد وهو ولي العهد ، ولكن الخليفة العجوز الداهية أراد أن يفسد خطة خصمه العنيد "خمارويه" حاكم مصر والد "قطر الندى" فطلب أن يتزوج هو نفسه الأميرة الصغيرة حتى لا يكون لخمارويه تأثير على مستقبل الخلافة العباسية من خلال صلته بولي &e; العهد المكتفي بن المعتضد وأبنائه من الأميرة المصرية.

زواج سياسي بكل ما تحويه دهاليز السياسة من مكر وخداع ، وكانت الضحية هي الأميرة الفاتنة الجميلة التي ضحى بها أبوها "خمارويه" على مذبح أطماعه وشهواته، وكان الثمن الذي أرضى به ابنته الساذجة هو جهاز فخم اسطورى دخل موسوعة التاريخ القياسية .. إذ لم يسمع به أحد من قبل .

ومن الطريف أن الأميرة المسكينة برزت بين سطور التاريخ أثناء رحلتها من القطائع والفسطاط المصرية إلى أن وصلت إلى بغداد ومعها جهازها الأسطوري ، وبعدها دخلت في أطوار النسيان في قصور الخلافة العباسية فلم يسمع عنها أحد .. إلى أن ماتت مقهورة في عمر العصافير .

ولذلك قصة أسطورية تقول سطورها : كان أحمد بن طولون قد استقل بمصر استقلالاً ذاتياً على حساب الخليفة العباسي ودارت حروب طويلة بينه وبين العباسيين ، ومات والصراع على أشده في الشام بين مصر والخليفة العباسي.

وتولى "خمارويه" الذي يهوى الترف والمجون والتمتع بالثروة الهائلة التي تركها له أبوه أحمد بن طولون ، ولكن التمتع بتلك الثروة يستلزم وقتاً من السلم وراحة البال وذلك ما لا يمكن توفيره بسبب الصراع العسكري مع الخلافة العباسية ، لذلك أراد خمارويه شراء السلام مع الخليفة العباسي المعتضد بالله المشهور بدهائه وقسوته وأحقاده ، فأرسل له خمارويه التحف والهدايا وسأله أن يزوج ابنته قطر الندى من المكتفي ولي عهد الخليفة في إطار معاهدة للسلام ، ورفض الخليفة أن يتزوج ابنه من قطر الندى وقال : إنما أراد أن يتشرف بنا وأنا أزيد في تشريفه وأتزوجها ، وبذلك حرم خمارويه من آماله في التحكم في ولي العهد وفي بناء نفوذه المستقبلي في الدولة العباسية..

ولأنه زواج سياسي أو صفقة سياسية فقد دارت مفاوضات شاقة بشأنها تولى إدارتها بين الطرفين ابن الجصاص الجوهري.وفي سنة 280هـ جاء ابن الجصاص الجوهري بالهدايا للخليفة المعتضد ، وعاد إلى خمارويه بقرار من الخليفة بأن تكون ولاية مصر في خمارويه وولده لمدة ثلاثين سنة ، وجعل له في مصر كل السلطات مقابل أن يؤدي جزية للخليفة مائتي ألف دينار سنوياً عما مضى من سنوات الانفصال والثورة على الخلافة ، ثم يؤدي ثلاثمائة ألف دينار عن كل سنة في المستقبل. واستمرت مفاوضات ابن الجصاص وسارت في اتجاه جديد هو عقد المصاهرة وتزويج قطر الندى من الخليفة العباسي.

وحزنت الأميرة الصغيرة حين عرفت أن الخليفة العجوز رفض تزويجها من ابنه الشاب وأراد تزويجها لنفسه ، وأراد خمارويه أن يسترضي ابنته فعزم على أن يكون زفافها وجهازها من أساطير التاريخ.. والخليفة العباسي من ناحيته كان يلح على أن يكون جهاز العروس الصغيرة بالغ الثراء والترف .. مع أن الخليفة لم يدفع صداقاً إلا مبلغاً نقدياً قدره ألف ألف درهم.

يقول المسعودي إن ابن الجصاص حمل مع جهاز قطر الندى إلى العراق جواهر لم يجتمع مثلها عند خليفة قط ..

ومن مصر يقول المقريزي إن خمارويه أخذ في تجهيز ابنته، فجهزها جهازاً ضاهى به نعم الخلافة ، فلم يبق طرفة من كل لون وجنس إلا حمله معها ، فكان من جملة الجهاز دكة تتكون من أربع قطع من الذهب عليها قبة من ذهب مشبك في كل عين من التشبيك قرط معلق فيه حبة جوهر لا يعرف له قيمة ،ومن جملة الجهاز مائة هون من الذهب ، وألف تكة ثمنها عشرة آلاف دينار و"التكة بنطلون حريمي داخلي" . والمقريزي يقول إن ابن الجصاص بعد أن فرغ من إكمال الجهاز ذهب إلى خمارويه يقدم الكسر الذي بقي معه وهو أربعمائة ألف دينار.. فأعطاها له خمارويه ..

ويقول ابن الجوزي ـ في العراق ـ أن خمارويه أعطى ابن الجصاص مائة ألف دينار أخرى بعد أن اشترى ذلك الجهاز الخرافي من مصر ، وقال له : لعل بالعراق ما نحتاج إليه ولا يكون موجوداً معك بالجهاز .. فلم يجد ابن الجصاص شيئاً يشتريه ،فأخذ لنفسه الأموال ..

أما ابن كثير فيذكر في تاريخه أن خمارويه أعطى ألف ألف دينار لابن الجصاص ليشتري من تحف العراق ما ليس موجوداً في الجهاز .. واحتفظ ابن الجصاص بالمال لنفسه.

الرحـــــــــلة :

وكانت رحلة قطر الندى إلى زوجها أطول رحلة زفاف ، ولا نعني مجرد طول المسافة ، ولكن نقصد أن أباها خمارويه قد جعل تلك المسافة بين مصر وبغداد طريقاً مجهزاً للزفاف ، وذلك ما لم يحدث من قبل ولا من بعد ، حتى اليوم.

لقد أمر خمارويه ببناء قصر في كل محطة تنزل فيها العروس ، وذلك على طول الطريق بين الفسطاط فى مصر وبغداد بالعراق .. وخرج معها عمها شيبان بن أحمد بن طولون وجماعة من الأعيان بالإضافة إلى ابن الجصاص الجوهري. ويقول المؤرخون أنهم كانوا يسيرون بها سير الطفل في المهد ، فإذا وصلت إلى المحطة نزلت فوجدت قصراً فاخراً مجهزاً بكل أنواع المفروشات والستائر وبكل أنواع التسهيلات والمؤن للإقامة والراحة ، وبعد الاستجمام يواصلون السير إلى محطة أخرى حيث يستقبلهم قصر أخر.. ويقول المقريزي "فكانت في مسيرها من مصر إلى بغداد كأنها في قصر أبيها تتنقل من مجل إلى مجلس حتى قدمت بغداد في أول المحرم282هـ ، وكان عقد الزواج في رمضان سنة 281هـ ..

وحين بدأت رحلة العروس إلى العراق كان العريس العتيد يحارب حمدان الثائر في قلعة ماردين ، وبعد أن انتصر عليه ونهب القلعة وهدمها عرف أن العروس الصغيرة  قد دخلت العراق ، ومع أنه فرغ من قلعة ماردين إلا أنه واصل تحركاته نحو الموصل في نفس الوقت التي دخلت فيه قطر الندى بغداد ، وكان أعوان الخليفة في انتظارها،بينما ظل هو غائباً في الموصل كأنما يريد إظهار عدم اهتمامه بها..

ثم أنزلوها في " قصر صاعد" وظلت فيه إلى أن تم زفافها إلى المعتضد في الرابع من شهر ربيع الأول .. وكان يوم أحد.

في البلاط العباسي

وفي يوم الزفاف نودى في بغداد بألا يعبر أحد نهر دجلة وأن تغلق أبواب الدروب والطرقات التي تفتح على شاطيء دجلة ، ومنعوا الناس من سكان الشاطئ من الظهور .. فلما آن وقت العشاء جاءت سفينة من دار المعتضد فيها الخدم ومعهم الشموع ورست السفينة مقابل "دار صاعد" حيث تقيم قطر الندى ، وكانوا قد أعدوا أربع سفن صغيرة تحمل النفط لتضىء الشموع ، وقد شدوها بحبال إلى دار صاعد التي تقع على دجلة .. وانتقلت قطر الندى من دار صاعد إلى السفينة ، ثم منها إلى دار المعتضد فأقامت فيه يوم الإثنين في جناح خاص بها ، ثم دخل بها يوم الثلاثاء الخامس من ربيع الأول سنة 282هـ.

وانتهت قصة زفاف اليمامة البريئة إلى الصقر العجوز الشرس.

وأبطال هذه القصة ثلاثة من محترفي السياسة : أولهم الخليفة المعتضد الذي اشتهر بسفك الدماء والإقدام على قتل أقرب الناس إليه بسبب ودون سبب ، حتى أنه كان إذا غضب على قائد من قواده أمر بدفنه حياً . ويحكى المسعودي أنه لما مات شكـُّوا في موته وخافوا أن يدخلوا عليه فاقترب منه الطبيب وجس نبضه ففتح المعتضد عينيه ورفس الطبيب برجله فتدحرج الطبيب ومات من الرعب والهلع ومات بعده المعتضد  بعدة دقائق .. وكان ذلك يوم الإثنين 22 ربيع الآخر سنة هــ289.

وذلك يعطينا فكرة عن ذلك الصقر الذي تزوجته اليمامة الوديعة قطر الندى.

ولا شك أن العروس الصغيرة قد عانت الكثير من ذلك الزواج غير المناسب وسط ألاعيب ومؤامرات سيدات القصر وأخطرهن "شغب" أم الخليفة المقتدر ابن الخليفة المعتضد .

ولم تحتمل اليمامة الصغيرة هذه الحياة فماتت في عمر الزهور في 7 رجب سنة 287هـ ، ومات الخليفة بعدها بعامين.

وبقي لها في سطور التاريخ صفحات تقال فيها : " أنها من شهيرات النساء عقلاً وجمالاً وأدباً" ، ولكن تلك الصفحات ما أغنت عنها شيئاً حين أقدم أبوها على التفريط فيها ليسترضي الخليفة الشرس وهو يعلم حقيقته ، وذلك حتى يتفرغ أبوها للمجون . وقد مات أبوها بسبب مجونه. ووصل الخبر إلى قطر الندى في شهر ذي الحجة في نفس العام الذي تزوجت فيه.. فهل كان ذلك انتقاماً من السماء.؟

ولحق الانتقام بالرجل الثالث سمسار الزواج السياسي الحسين بن عبد الله المشهور بابن الجصاص الجوهري ، وكان قد سرق الكثير من أموال الجهاز نقداً وعيناً ، وحين دخل بمجموعات الجواهر إلى بغداد أقنع الأميرة الصغيرة بأن يحتفظ لديه ببعض الجواهر للزمن .. إلى أن تحتاج إليه ، ووافقت .. وماتت سريعاً واحتفظ ابن الجصاص بالسابق واللاحق من الجواهر والأموال..

وصار أثرى أثرياء عصره إلى أن أمرت السيدة "شغب" أم المقتدر بمصادرة أمواله في خلافة ابنها سنة 302هـ ، ويذكر المسعودي أنهم صادروا له أموالاً نقدية وعينية تبلغ خمس آلاف ألف وخمسمائة ألف دينار .. بينما يذكر ابن الجوزي أن المبلغ المـُصادر يبلغ ستة عشر مليوناً من الدنانير .. وتبقى من سيرة قطر الندى الموال الشعبي الذي يقول الحنة .. الحنة .. يا قطر الندى يا شباك حبيبي يا عيني جلاب الهوى..  

هذه المقالة تمت قرائتها 825 مرة

 


التعليقات (5)
[52159]   تعليق بواسطة  نورا الحسيني     - 2010-10-19
عدالة السماء

والد قطر الندى خماراويه قد مات بسبب مجونه وقد باعها أو بمعنى آخر كانت ثمن صفقة لاسترضاء الخليفة الطاعن في السن المعتضد .


وهذه صورة لما يحدث في عصرنا الأغبر هذا ولكن مع اختلاف ظروف الحياة.


فالسياسة كانت السبب في زواج قطر الندى  التي كانت  من شهيرات النساء عقلاً وجمالاً وأدباً من رجل يكبرها بعشرات السنوات مع دماسة طبعه وشرسه .


ولكن في عصرنا الحاضر يحدث الزواج على هذه الكيفية بسبب الفقر والجهل وظروف حياتية صعبة بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وتردي الأوضاع في دول عربية كثيرة وعلى الأخص مصر .ولكن تلك الصفحات ما أغنت عنها شيئاً حين أقدم أبوها على التفريط فيها ليسترضي الخليفة الشرس وهو يعلم حقيقته ، وذلك حتى يتفرغ أبوها للمجون . وقد مات أبوها بسبب مجونه. ووصل الخبر إلى قطر الندى في شهر ذي الحجة في نفس العام الذي تزوجت فيه.. فهل كان ذلك انتقاماً من السماء.؟

 

[52161]   تعليق بواسطة  رضا عبد الرحمن على     - 2010-10-19
استغلال المرأة (البنت) سياسيا

خمارويه الذي لا يحتاج لمزيد من النفوذ قد استغل ابنته فلذة كبده لاغراض سياسية وشخصية دنيئة فهو لا يكفيه ما تركه له والده احمد بن طولون من جاه ومال وملك ، لكنه يريد فوق كل هذا التمتع به بلا مشاكل او منازعات أو حروب ، فهو يريد الانغماس فى الشهوات حتى مات


وكان الحل فى بيع ابنته وتزويجها لرجل يكبر والدها لكي تصفو له الاحوال وتروق له الامور ويتفرغ للجوارى والنساء والخمر والمجون


ومن يفكر بهذه العقلية عقلية الانفراد بالاستمتاع وحب النفس لهذه الدرجة يمكن ايضحي بكل شيء ، فككما ضحى بقطر الندى ابنته كذلك ضحى بملايين الملايين لكي يقيم لها حفل زفاف لم تشهده الدنيا الى يومنا هذا ، ومن كثرة وشدة نهمه بالشهوات فقد القدرة على التفكير فى محاسبة من يقوم بالانفاق على هذا الزواج ، فقد تم الانفاق على هذا الزواج بصورة لا يكفي ان توصف بالتبذير ، وكذلك تم الاسرقة والنهب من وراء هذا الزواج بالملايين ، ولم يسمح له عقله المشغول بالشهوات والنزوات البحث وراء من فوض اليه الامور ، لدرجة جعلت ابن الجصاص المسئول عن أمور خمارويه وتحديدا الانفاق على زواج وزفاف قطر الندى من أثري اثرياء عصره ..


وهذه الشخصيات لها وجود فى العصر الحاضر حيث يقدم دائما رجال الأعمال والأثرياء والوزراء وكبار وعلية القوم على تزويج أبناءهم من نفس الطبقة ونفس الشريحة وذلك ليس حبا في مصاهرة هؤلاء الاشخاص ولكنها مسألة مصالح وفوائد دنيوية شخصية أو سياسية ....

 

[52163]   تعليق بواسطة  رضا عبد الرحمن على     - 2010-10-19
أظن أن حفل زفاف هيفاء وهبي شيء تافه أمام زفاف قطر الندي

هذا الزفاف الغير عادى الخرافي الذي تم في زمن بعيد ليس فيه تكنولوجيا او وسائل اتصالات او اعلام او غير ذلك مما نتمتع به فى عصرنا هذا ، ولكنه حفل زفاف لا يمكن تكراره أبدأ


ولو قمنا بمقارنة أشهر حفل زفاف حدث منذ عامين أو ثلاثة على الأكثر وكان حفل زفاف الفنانة هيفاء وهبي الذي قيل فيه أنه تم ببزخ وإسراف ووصل المبلغ الذي انفق فيه حوالي تسعة ملايين دولار


ورغم قلة هذا المبلغ بمقارنته بما تم انفاقه على قطر الندي الا ان وسائل الاعلام جعلت منه موضوع ضخم ، ومع هذا لا ننكر أن هذا وذاك هو أقبح انواع التبذير على الاطلاق ، لأن هناك ملايين من الجوعى والمرضى الذين يحتاجون لمأكل ومشرب وملبس ومأوى وعلاج ، وهذا يعتبر نوع من العبث والسفه حتى لو كان التصرف فى مال شخصي ولكنه لا يرضي الله جل وعلا ...


فيعتبر حفل زفاف قطر الندي ضمن اهم الاحداث التاريخية التي يستحيل تكرارها بنفس الطريقة ونفس الكيفية ليدخل هذا ضمن موسوعة الارقام القياسية فى الانفاق على حدث ...

 

[52170]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2010-10-19
دروس مستفادة من التاريخ

أخذ خمارويه أموال الشعب بغير وجه حق ثم ضاعت تلك الأموال في جهاز ابنته بكل سهولة ، وذهبت إلى طاغية العراق القديم " المعتضد " العجوز الذي يهوى الدم كمعظم خلفاء البيت العباسي ، وهذا مثال للبذخ الذي له عواقب وخيمة رأينا اولها في وفاة ابنته وهي في ريعان الشباب والله أعلم كيف كانت حالتها وكيف ماتت ؟ والتاريخ وقصصه فيها العبر لمن أراد أن يعتبر، وله الحرية في اختيار وتقمص أي شخصية يختار، حتى يقوم بنفس دورها ويؤديه بنفس الإتقان ،كما عبر القرآن الكريم عن ذلك المعنى بالأمثال ،فكل له مثله الذي يقتدي به !!.

 

[52226]   تعليق بواسطة  ايمان خلف     - 2010-10-21
التاريخ يكرر نفسه لكن بأشكال مختلفة

 شكرا أستاذنا  وعالمنا الجليل.


وأحب أن أضيف الى باقى التعليقات أن التاريخ يكرر نفسة  ، فليست وحدها قطر الندى المجنى عليها من بنات ملوك وأمراء العرب ،


فقد أثنى عليها التاريخ ببضع سطور فى كتبه ، 


فقد عاشت قطر الندى ونشأت نشأءه ملوكى  وزفاف ملوكى   أقصد طبعا ملكى.


والتاريخ هنا يكرر نفسه مع الاف الفتيات فى الوطن العربى ، فتيات قاصرات لم يبلغن السادسة عشر  ، اذن أنهن يتزوجن من شيوخ وعجائز الخليخ  وكأنما كتب على مصر أن تصدر عذراوات قاصرات فاتنات الى خرده الخليج .


 ولا يذكرهن التاريخ حتى بحرف جر


يتزوجن هربا وطمعا فى الستر والثراء والشبع من بعد جوع وفقر مدقع تعيشه وسط أسرة تكمل باقى عشاها نوم.


وقد رصت جمعيات حقوق الأنسان الكثير من مثل هذه الزيجات ، وأهم الدول المصدرة للفتيات كانتا مصر واليمن، فكانت أصغر فتاة تم كشف زيجتها تسع سنوات أى لم تبلغ سن الحيض.


تمر حنه ظلمها أبوها فلاقا جزاءة .، وخلدها التاريخ.


أما ألاف المعدومين من الفقر المدقع المهاجرين الى الزوج منتهى الصلاحية .


فمن يذكرهن فليس لهن ذكرا فى الحياة أو الممات


شكرا لكم دام فضلكم.


ايمان

اجمالي القراءات 37320
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب دراسات تاريخية
بقدمها و يعلق عليها :د. أحمد صبحى منصور

( المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك ) من أهم ما كتب المؤرخ الفقيه المحدث الحنبلى أبو الفرج عبد الرحمن ( ابن الجوزى ) المتوفى سنة 597 . وقد كتبه على مثال تاريخ الطبرى فى التأريخ لكل عام وباستعمال العنعنات بطريقة أهل الحديث ،أى روى فلان عن فلان. إلا إن ابن الجوزى كان يبدأ بأحداث العام ثم يختم الاحداث بالترجمة او التاريخ لمن مات فى نفس العام.
وننقل من تاريخ المنتظم بعض النوادر ونضع لكل منها عنوانا وتعليقا:
more