رقم ( 7 )
الباب الرابع : تحريف التواتر فى الصلاة بين الفقه والحديث :

 ( مقدمة )

أولا :

كتب الحديث ليست مصدرا لتعلم الصلاة  

1 ـ هب أنك مطالب بالبحث عن الصلاة وكل ما يتعلق بها فى كتب الأحاديث المختلفة ، وأن ذلك فرض دينى لا بد منه على كل مسلم عالما كان أم جاهلا قارئا كان أم أميا ، شابا أم شيخا ذكرا أم أنثى. هل يستطيع كل فرد عمل ذلك ؟

مقالات متعلقة :

هب أن كل تلك الكتب ـ التى لا نهاية لصفحاتها ولا نهاية لاختلافاتها وتناقضاتها ـ  كانت جزءا من الدين ونحن مأمورون بقراءتها وتلاوتها ودراستها كالقرآن الكريم ، من يستطيع اداء هذا الواجب الدينى وتلك الفريضة؟

2 ـ  الرحمةالالهية اقتضت أن يكون لك كتاب إلهى واحد ميسر للذكر مفصل كامل تام حتى لا  تضيع بين اسفار البشر الكاذبه المختلفة المتناقضة . ولأنه لا إله الا الله الواحد فليس الا كتاب واحد هو القرآن، اذا اتخذت معه كتبا أخرى فقد جعلت مؤلفى هذه الكتب آلهة مع الله ، وجعلت شخصياتهم فوق النقد وفوق الخطأ ، وتناسيت انهم بشر سيتعرضون للحساب مثلى ومثلك أمام الواحد القهار جل وعلا.

3 ـ لقد ظل خاتم النبيين متمسكا بكتاب الله وحده متبعا لوحى الله وحده ، ثم دخل المسلمون عصر الفتنة ولم يخرجوا منه حتى الأن ؛ ولابد للفتنة من دستور ينشر الخلاف والتفرق فاخترعت أحاديث منسوبه للنبى راجت فى عصر الفتنة الكبرى ، ثم ازداد إنتشارها بمرور الزمن إلى أن تم تدوينها منذ القرن الثالث الهجرى وأصبحت  الدستور الحقيقى الذى يتمسك به المحمديون حتى الآن، بل على أساسه يتهمون القرآن بأنه ناقص مجمل ولا يكفى وحده فى بيان الدين . والحجة المفضله لديهم هى أن القرآن ليس فيه عدد ركعات الصلاة ومواقيتها ... وأن الاحاديث هى التى ذكرت ذلك كله .

4 ـ وهذة الحجة المضحكة يقولها الكثيرون من الجهلة محترفى العلم ومن محترفى التدين بل يقولها من لم تعرف قدماه مسجدا للصلا"> 1 ـ وفى صفحة واحدة يقول البخاري "كان النبي يتوضأ عند كل صلاة" وبعدها مباشرة حديث يناقضه "إن النبي صلى المغرب ولم يتوضأ" (البخاري: الجزء الأول ص 62).
2 ـ وتأتى أحاديث كثيرة تحض على سرعة التبكير بالذهاب لصلاة الجمعة، وتملأ هذه الأحاديث صفحات من البخاري ثم يتبعها حديث ينقضها جميعاً يقول "إذا أُقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون عليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا".. (البخاري: الجزء الثاني ص 3، 4، 8، 9)

3 ـ وروايات متناقضة في صلاة الكسوف تملأ صفحات وقد يخرج منها القارئ بتصميم على ألا يصلى الكسوف أبداً (البخاري: الجزء الثاني ص 42: 50)

4 ـ وأحاديث تحذر من المرور بين يدى المصلى وتأمر المصلى أن يخرج من صلاته ليقاتل ذلك المسلم الذى مر أمامه لأنه شيطان "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله إنما هو شيطان" "لو يعلم المار بين يدى المصلى ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه". وفى نفس الصفحة أحاديث تبيح ذلك منسوبة لعائشة "لقد رأيت النبي يصلى وإني لبينه وبين القبلة وأنا مضطجعة على السرير" "كنت أنام بين يدى رسول الله ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما" ثم حديث ابن عباس "أقبلت راكباً على حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله يصلى بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدى بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف فلم ينكر ذلك علىّ أحد" وأحاديث أخرى تجعل الحمير والخراف والنساء تمر أمام النبي وهو يصلى، فأيهما نصدق؟ (البخاري: الجزء الأول ص 128: 129، الجزء الأول ص 29، ص 126).
5 ـ  وهناك أحاديث تأمر المرأة بأن تصلى وهى حائض وأحاديث أخرى تنهى عن ذلك (البخاري: الجزء الأول ص 81، 84، 85، 86).

6 ـ وأحاديث تأمر بالصلاة بعد الصبح وبعد العصر وأحاديث تنهى عن ذلك (البخاري: الجزء الأول ص 143: 145).

7 ـ وأحاديث تثبت أن النبي كان يصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين في غير السفر وفى غير الخوف منها: "خرج علينا رسول الله بالهاجرة فأتى بوضوء فجعل الناس يأخذون منه فضل وضوئه فيتمسحون به فصلى النبي الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة" "أن النبي صلى بهم البطحاء وبين يديه عنزة الظهر ركعتين والعصر ركعتين يمر بين يديه المرأة والحمار" (البخاري: الجزء الأول ص 57، ص 126).
8 ـ وأحاديث أخرى تقول أن النبي كان يصلى الصبح أربع ركعات "أن رسول الله رأى رجلاً وقد أقيمت الصلاة يصلى ركعتين فلما انصرف رسول الله لاث به الناس وقال له رسول الله: الصبح أربعاً الصبح أربعاً" (البخاري: الجزء الأول ص 159: 160).

9 ـ من يؤمن بالبخارى ويجعله مصدرا للصلاة سيخرج من قراءة البخارى بالشك العظيم فى الصلاة ، بل ربما فى الشك فى الاسلام نفسه .
ومع هذا يجعلون البخاري وكتب الاحاديث مصدرا للمعرفة بالصلاة وكيفيتها ، ولم يتساءل احدهم كيف كان المسلمون يصلون قبل مولد البخاري ؟

ونكتفى بذلك حرصا على صحة بعض الناس .

ثالثا :

الفقهاء والتشكيك فى الصلاة :.

1 ـ الفاتحة كانت بداية الصلاة التى تعلمها إبراهيم واسماعيل ونزلت فى القرآن كما نزلت فى سائر الوحى لجميع الانبياء بكل اللغات . و الفاتحة عند الاسرائيليين  بنفس المعنى والتشابه بين الالفاظ العربية والعبرية واضح فيها .وبعد الفتوحات العربية تعلمت البلاد المفتوحة الصلاة وقراءة الفاتحة باللغة العربية . ثم كانت روايات الأحاديث الضالة التى  تشكك فى الصلاة وعلى أساسها دارعلم الفقه واختلافاته حول الصلاة التى  لم تعرف إختلافا قبل ظهور اولئك الفقهاء .

2 ـ واختلافات الفقهاء حول الصلاة كثيره إلا إننا نكتفى منها ببعضها - حرصا منا كالعادة على صحة بعض الناس .

2 / 1 : ينقل ابن كثير فى تفسيره للفاتحة إختلاف الفقهاء فى قراءة الفاتحة فى الصلاة هل يجب قراءتها ام لا يقول " فعند ابى حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنها لا تتعين بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه فى الصلاة "  " والقول الثانى انه تتعين قراءة الفاتحة ففى الصلاة ولا تجزىء الصلاة بدونها وهو قول بقية الائمة ......"  

2 / 2 : ثم اختلفوا فى قراءتها فى كل ركعة " فذهب الشافعى وجماعة من أهل العلم أنه يجب قراءتها فى كل ركعة وقال أخرون أنه تجب قراءتها فى معظم الركعات وقال الحسن واكثر البصريين : انه  تجب قراءتها فى ركعة واحدة من الصلوات " وقال ابو حنيفة واصحابه والثورى والأوزاعى : لا تتعين قراءتها بل لو قرا بغيرها أجزأه"

2 / 3 : ثم اختلفوا فى "هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم فى صلاة الجماعة ؟ فقال بعضهم أنه  تجب على المأموم قراءة الفاتحة كما يجب على الإمام . وقال بعضهم لا يجب على المأموم قرأءة الفاتحة او غيرها . وقال أخرون بوجوب قراءة المأموم فى السرية ولا يجب عليه الجهر. ولكل فريق فى الآراء السابقة إحتجاج بأحاديث متعارضة .

3 ـ ومن حسن الحظ أن هذه الآراء بقيت فى بطون الكتب بعيدا عن أغلبية الناس .فظلت مجرد آراء للفقهاء نصبوا من أنفسهم مشرعين فى دين الله جل وعلا. ولكن بعض الأحاديث انتشرت بين الناس جميعا لأنه كان يرويها القصّاص الذين كانت تعينهم الدولة أو كانوا يتطوعون بهذا العمل لنشر ايدلوجية ما أو عقيدة ما . كانت تلك الأقاصيص والحكايات تقال للناس فى المساجد بعد الصلاة فاستهوت عواطفهم واستولت على مشاعرهم، ولأن لبعضها دخلا بالصلاة فقد أصاب الصلاة منها تحريف لا يزال مع شديد الأسف ساريا حتى الان ، ونقصد بذلك أحاديث المعراج وصيغة التحيات .

 

 

 

 

 

 الفصل الأول : مالك بن أنس ( 93 ">1 ـ : هذا يعنى أنه كان يكتب ويتكلم من دماغه ، ولا ينقل من كتاب سابق أو كتب سابقة . وبالتالى : كيف يمكنه بالذاكرة تجميع أكثر من ألف إسناد مختلف ، كل واحد منها لحديث من تلك الأحاديث التى فاقت الألف حديث ؟ كيف له أن يملى من ذاكرته أكثر من ألف إسناد مختلف يقول فى كل واحد منها ( أخبرنا فلان عن فلان عن فلان ) أو ( حدثنى فلان عن فلان عن فلان ) مع إختلافات فى تلك الإسنادات ؟ لا يمكن أن يحفظ فى ذاكرته كل هذه العنعنات . أى مستحيل أن تكون تلك العنعنات صحيحة ، بل هى بالقطع مصنوعة . يؤكد هذا أنه فى وقته كان يتكلم عن رواة ماتوا من قبل ، ماتوا دون أن يعرف أحدهم ما أسنده اليه مالك من أحاديث . أى زعم مالك بعد موت هؤلاء الناس جيلا بعد جيل أن فلانا قال لفلان الذى قال لفلان الذى قال لفلان الذى قال أن النبى أو الصحابى قال كذا. وهؤلاء الأشخاص كلهم ماتوا جيلا بعد جيل دون أن يعلم أحدهم  شيئا عن مستقبل سيأتى فيه مالك ويزعم أقوالا ينسبها اليه .

2 ـ  يؤكد هذا قولهم ان مالك جمع الموطأ فى اربعين عاما ، وأنه فى البداية كان يحوى تسعة آلاف حديث ، ثم لم يزل ينتقى منه حتى رجع الى سبعمائة . هذا مع أن أشهر نُسختين للموطا في كل منها يوجد أكثر من ألف حديث وليس 700  . الموطأ رواية يحيى بن يحيى فيها 1861 حديثا ، آخرها الآتى : (  1861 - حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ ‏"‏ ‏.) .   

أما الموطأ رواية محمد بن الحسن الشيبانى فيحوى 1008 حديثا ، آخرها هو ( أخبرنا مالك ، حدثنا عبد الله بن دينار ، أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله (ص ) قال : إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر الى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل إستعمل عاملا فقال ..الخ ) : ( موطأ مالك : رواية محمد بن الحسن الشيبانى ( 132 189 ). ط 2 ، تحقيق : د عبد الوهاب عبد اللطيف . المكتبة العلمية )

3 ـ وننصح من يريد بالرجوع الى موطأ مالك ليراجع الأسانيد المختلفة لكل الأحاديث .

 4 ـ نعيد الـتأكيد على أن مالك أملى أسانيد الموطا كلها من دماغه ، صنعها بنفسه ، إذ يستحيل على الذاكرة البشرية أن تعى هذا كله وتحفظه .

ثانيا : هناك أكثر من 20 نسخة مختلفة من الموطأ

1 ـ مالك أملى الموطأ على أكثر من عشرين شخصا فى أوقات مختلفة وكل منهم كتب نسخة من الموطأ مختلفة عن غيره ، وكل منهم كتب ما قال إنه سمعه من مالك ، وبعضهم أملى ما سمعه من مالك على غيره ، مثل يحيى بن يحيى ، فجزء من الموطأ المنسوب اليه رواه عن آخر عن مالك وجزء نقله من مالك . ولهذا توجد نسخ مختلفة من الموطا فى عدد الأحاديث وفى الاسناد وفى متن الحديث . أى أننا أمام رجل يتكلم من ذاكرته لكل واحد من تلاميذه ، ويتكلم من ذاكرته بأسانيد مختلفة ، وبمتون احاديث مختلفة وفى أوقات مختلفة . هذا على فرض أن كل واحد ممن كتب الموطأ كان صادقا فى نقله عن مالك .

2 ـ واشهر نسخ الموطأ :

2 / 1 : الموطأ : رواية محمد بن الحسن الشيبانى تلميذ أبى حنيفة ، والذى تنكب طريق أبى حنيفة فعمل قاضيا فى الدولة العباسية ، وكان يروى أحاديث مالك فى الموطأ ويقول رأيه هو ، وأحيانا ينسب أحاديث لشيخه أبى حنيفة .

2 / 2 : الموطأ رواية يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس بن شملل المصمودى الأمازيغى ( توفى عام 234 ) ، وقد روى يحيى الموطأ عن بعض الرواة ، ثم إرتحل بنفسه الى المدينة فلقى مالك قبيل موت مالك عام 179 ، فسمع من مالك معظم الموطأ . وإشتهرت رواية يحيى للموطأ لأنه هو الذى نشر مذهب مالك فى الاندلس وشمال أفريقيا .

2 / 3 : وهناك روايات أخرى للموطأ أقل شهرة ، منها موطأ : ( ابن وهب الفهرى ت 197  ) ( ابن القاسم ت 191 ) ( معن بن عيسى 198  ) ( القعنبى ت 221  ) (  التنيسى ت 218 يحيى بن بكير المصرى ت 231  ) ( سعيد بن عفير ت 226 ) ..الخ ..

ثالثا : مالك يزعم كذبا أنه لقى ابن شهاب الزهرى وروى عنه الحديث :

1 ـ ابن شهاب الزهرى أشهر المصادر المذكورة فى الموطأ .ومالك يزعم فى الموطأ انه روى عنه وأنه كان يسأله ويأخذ عنه الأحكام . وهذا كذب فاضح . لأن الزهرى : مولود عام 58 ، ثم رحل لدمشق فى حدود عام 80 ،ومات عام 124 . بينما ( مالك : مولود عام 93 ) بعد أن غادر ابن شهاب الزهرى المدينة بثلاثة عشر عاما ، ولم يفارق مالك المدينة ومات بها عام  179 ، ولم يأت ابن شهاب الزهرى المدينة مطلقا بعد أن غادرها لأنه تفرغ لتربية أبناء وأحفاد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان . أى أنه وقت مولد مالك فى المدينة عام 93 كان الزهرى قد ترك المدينة تماما ، وعاش معتكفا فى قصر الخلافة الأموية بدمشق يخدم الخليفة عبد الملك وأولاده وأحفاده ، وإنه أثناء انشغال الزهرى بخدمة الأمويين فى دمشق كانت ولادة مالك فى المدينة عام 93  وحياته فيها بعيدا عن الزهرى الى أن مات الزهرى عام 124 .   فأين التقيا ؟ 

2 ـ كان مالك يكذب فى كل رواياته التى كتبها فى العصر العباسى بعد موت الزهرى فى العصر الأموى زاعما بالكذب أنه سمعها من الزهرى وغيره .  

رابعا : مالك يزعم كذبا أن ابن شهاب الزهرى روى عن النبى عليه السلام

1 ـ من السهل ملاحظة كثرة الأحاديث التى زعم مالك أنه رواها وسمعها من ابن شهاب الزهرى ، ولكن هناك ملاحظة أخرى دقيقة وخطيرة ، وهى أن مالك يزعم كذبا أن ابن شهاب الزهرى روى الحديث عن النبى  مباشرة، بما يعنى أن ابن شهاب الزهرى عاش مع النبى وروى عنه ، هذا مع أن ابن شهاب الزهرى مولود فى العصر الأموى فى عام 58 ، فكيف عاش مع النبى عليه السلام .

2 ـ ونستشهد بحديثين فى موطأ مالك برواية يحيى بن يحيى : ( 433 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى قَبْلَ الْخُطْبَةِ ‏.‏ ) ( 1506 - حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ‏.‏ أَنَّ رَجُلاً اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَ ‏.‏ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِاعْتِرَافِهِ عَلَى نَفْسِهِ . ).

والحديث الأخير فى أكذوبة ( حد الرجم ) ورد أيضا فى الموطأ برواية الشيبانى تحت رقم  692 : ( اخبرنا مالك ، اخبرنا ابن شهاب ان رجلا اعترف علي نفسه بالزنا علي عهد رسول الله ( ص) وشهد علي نفسه اربع شهادات ، فأمر به فحد . قال ابن شهاب : فمن اجل ذلك يؤخذ المرء باعترافه علي نفسه ؟ ). ناقشنا من قبل ( أُكذوبة الرجم فى الأحاديث ) وكيف إخترعها مالك وهو أول من إفترى هذه الأكذوبة القاتلة ، وسار على سنّته الشافعى وابن حنبل والبخارى  وبقية أئمة الدين السُّنّى . وبسبهم كان ـ ولا يزال تنفيذ الرجم ظلما وعدوانا. ويتحمل الامام مالك مسئولية هذا الإفك .

أخيرا

 ولأن دين السُّنّة ـ مثل غيره من الأديان الأرضية ـ مؤسس على الكذب ، فقد تباروا فى تقديس الموطأ . قال الشافعى : ( ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله، أصح من كتاب مالك". وقال البخاري عن الموطأ: "من أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر". ) . وإذا كان هذا صحيحا فلماذا لم يكتفوا بالموطأ ؟ لماذا كتبوا بعده مؤلفاتهم يختلفون فيها مع موطأ مالك ؟ 

 

 

الفصل الثانى: التواتر الشيطانى فى تبديل التشهد بالتحيات ( 1 )

 

 مقدمة :

كثير من خرافات الصلاة التى إبتدعها مالك ومن جاء بعده من الفقهاء تناساها الناس ولم تتواتر بعدهم مثل الأوقات المكروه فيها الصلاة ، وخرافات الاستغناء عن الفاتحة فى الصلاة. ولكن هناك خرافات فى الصلاة إبتدعها مالك واستمرت تتواتر بعده وتتمثل فى اسطورة التحيات بديلا عن التشهد وقصر الصلاة وجمعها فى السفر العادى والصلوات التى جعلوها سُنّة  كالعيدين والأضحى ، وصلاة الجنازة. ونعرض لها من الناحية التشريعية الشيطانية . ونبدأ بالتشهد الاسلامى الذى أبدلوه بالتحيات الشيطانية .

أولا : التشهد الاسلامى

1 ـ التشهد كما يدل معناه إقرار بالعبودية لله وحده لا شريك له فى نهاية الصلاة . وكانت الصيغة القرآنية فيه قوله تعالى " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 18" . ومهم أن بعدها يقول رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) أى إن هذا التشهد أصل الاسلام دين رب العالمين ويقال فى الصلاة ، وهذا هو التواتر الاسلامى فى التشهد الاسلامى فى الصلاة . ولكن يحدث إختلاف بعد نزول الوحى الالهى بالعلم ، فلا يلبث أن يبغى الوحى الشيطانى على دين رب العالمين ، فى تتابع بين التواتر الاسلامى والتواتر الشيطانى الباغى ، يقول جل وعلا : ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) وبعدها يقول جل وعلا عمّن يرفض صيغة التشهد الاسلامية : ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) . وأتباع الوحى الشيطانى الذين يبدلون نعمة الله كفرا سيجادلون فى الحق الذى تبيّن ، وهذا ما أنبأ به رب العزة جل وعلا مقدما وأنزل مقدما الرد عليهم : ( فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران 19 ـ 20 ). إن أسلموا وجوههم وقلوبهم لرب العزة مرتضين بالتشهد الاسلامى فقد إهتدوا ، وإن تولوا معرضين فليس على خاتم النبيين سوى البلاغ.

2 ـ هذه الآيات تنبىء مسبقا عن خلل سيقع بعد نزول القرآن واكتماله يتمثل فى استبدال الصيغة العظمى للتشهد براويات مختلفة هزيلة صيغت كلها فى العصر العباسى عصر التدوين والتأثر بالاسرائيليات وأساطير المعراج والتشيع والتصوف أو ما سماه رب العزة "العلم الباغى"، وهو نفس ما وقع فيه أهل الكتاب من قبل حين اتخذوا الكتاب مهجورا فوقعوا فى الاختلاف (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ). تكررت نفس القصة بعد نزول القرآن الكريم آخر الكتب الالهية .

3 ـ  وقد يقول قائل أن التشهد إقرار بأنه لا إله إلا الله وللمؤمن أن يختار الصيغة التى يريدها . وهكذا اختلف العلماء ولم يروا بأسا فى تعدد الصيغ . ونقول ان المؤمن يكتفى بالصيغة العظمى للتشهد التى جاءت فى سورة آل عمران "اية18"  إذا عرفها ، ويصح أن يقول ( أشهد أنه لا إله إلا الله ) ويؤكد شهادته أنه ( لا إله إلا الله ) بأى لفظ . أما أن يخترع كلاما فيه ذكر لغير الله جل وعلا فهذا يناقض كون الصلاة لذكر الله جل وعلا وحده وتعظيمه جل وعلا وحده وتقديسه وحده.

4 ـ على أن صيغة التشهد التى جاءت فى هذه الآية الكريمة( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) لم يقدرها المسلمون حق قدرها. أنها شهادة رب العزة بذاته على أنه لا اله الا هو، ويشهد معه الملائكة وأولو العلم القائمون بالقسط . وهى الآية القرأنية الوحيدة التى تكررت فيها لا اله الا الله مرتين برغم قصرها .وهى للتأكيد على ان للاسلام شهادة واحدة هى لا اله الا الله ، ومن قالها وأقرّ بها فقد آمن ضمنيا وصراحة بكل رسل الله تعالى لا يفرق بين أحد من رسله. والتشهد بهذا المعنى يحقق معنى أن تكون الصلاة لله تعالى وحده لاتقديس ولا ذكر فيها لغيره جل وعلا مصداقا لقوله تعالى (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )(طه  14 ) 

5 ـ ويلفت النظر أن شهادة رب العزة بذاته على أنه لا إله إلا هو ـ والتى لم يقدرها المسلمون حق قدرها ــ   قد جاءت فى مواضع أخرى فى القرآن الكريم بالاضافة الى سورة آل عمران عن التشهد كما سبق بيانه.

5 / 1 : فى سورة الأنعام المكية يؤكد الله تعالى شهادته ـ وهى أعظم شهادة ـ على أن القرآن الكريم وحى من الله تعالى ، كما يؤكد فى شهادته جل وعلا أنه لا اله الا هو وأنه تعالى برىء من المشركين ، يقول تعالى (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ) الأنعام 19 )

5 / 2 : وفى سورة النساء المدنية تأتى  شهادة الرحمن عن القرآن الكريم . وهو ـ اى القرآن أيضا ـ ما لم يقدره المسلمون حق قدره ، بدليل اضطرارنا لتأليف هذا الكتاب للدفاع عن القرآن ضد من يتهم كتاب الله تعالى العزيز بأنه مفرّط وغامض وناقص . يقول تعالى (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) النساء 166 ) فالملائكة تشهد مع الله تعالى أنه جل وعلا قد أنزل القرآن بعلمه وكفى بالله تعالى شهيدا لمن يقدر الله تعالى حق قدره.

5 / 2 / 1 : ومعنى أنه جل وعلا أنزل القرآن بعلمه أنه لم يخطىء ولم يكذب حين قال انه ما فرّط فى الكتاب من شىء ، وأنه نزّل الكتاب تبيانا لكل شىء، وأنه جاء بالتفصيلات عن علم مصداقا لقوله تعالى (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ألأعراف 52 ). ولكن هذا الكتاب الالهى الذى فصّله رب العزة جل وعلا عن علم  هدى ورحمة ــ لا يهتدى به المحمديون إذ لا ينال رحمته الا المؤمنون. بل لا يفهم تفصيلاته ويدرك أسرارها ومنهجها ودقة بيانها وروعة اعجازها الا المؤمنون العلماء، يقول تعالى (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) فصلت 2 ، 3 ).

5 / 2 / 2 : والمؤمن الذى يكتفى بالقرآن الكريم كتابا هو الذى يقدر شهادة الله تعالى حق قدرها ، ويكتفى بالله تعالى شهيدا ، اقرأ فى ذلك قوله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فالقرآن رحمة وذكرى للمؤمنين فقط ، وهم الذين يكتفون به كتابا ليس لهم غيره فى الاسلام، وليس لهم غير رب العزة الاها ، ولذا يكتفون به شهيدا (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) العنكبوت 51 ـ 52 ).

6 ـ من هنا نعرف السياق الموضوعى القرآنى الذى تأتى فيه آية التشهد (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 18 ) ، فهل بعد هذا نسقطها ونستبدل بها أقاويل بشرية لا أصل لها و مختلفة الصيغ ، وتحوى تقديسا وذكرا لغير الله جل وعلا؟ وهى بذلك تتناقض أساسا مع معنى الصلاة فى القرآن الكريم والتى هى لذكر الله جل وعلا وحده ؟ .

ثانيا : بين التشهد والتحيات فى لمحة تاريخية

1 ـ بدأت القصة مع تقديس النبى محمد والذى بدأ به مالك وسجله فى الموطأ حين جعل المدينة حرنا يضاهىء الحرم المكى ، وتقديس المسجد الذى فى المدينة ليكون حرما تُشدُّ اليه الرحال. ثم شاعت أساطير المعراج فأبطل الصيغة الاسلامية للتشهد فى القرآن " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 18"  وأحل محلها خرافة التحيات . وقد دخل فى الاسلام بعض مثقفى أهل الكتاب  فأضافوا للتشهد القرآنى دعاءا قرآنيا ذكر القرآن أن الحواريين كانوا يقولونه أمام عيسى حين قالوا : ( وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) آل عمران 52-). ولا تزال هذه الآية تقال فى التشهد حتى الأن تبعا لما تعلمه الخلف من السلف الذين اسلموا منذ عهد الفتوحات . إلا أن شيوع أساطير المعراج أحل محلها " التحيات المباركات .......... الخ " ثم زحزح أية " رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ " إلى ما بعد "التحيات المباركات "

2 ـ فى العصر العباسى عصر العلم الباغى والإختلافات فى الدين انتشرت صيغ مختلفة للتحيات تم تدوينها منسوبة إلى أعلام الصحابه الذين ماتوا من قبل دون أن يدروا شيئا عما فعله المفترون من رواة العصر العباسى . ولأنها افتراءات ألصقوها بدين الله تعالى فلا بد أن يلحقها الاختلاف المشار اليه فى الآية الكريمة(( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) . 

3 ـ والمحمديون الآن يتمسكون بتواتر التحيات الشيطانية ، ويؤمنون أنها من صميم الصلاة ، ولكنها لم تكن كذلك فى أوائل القرن الثالث الهجرى. ففى عصر المأمون العباسي أرسل 50 ألف درهم الى الفقيه أبو عبد الله الأنصارى ليوزعها على فقراء البصرة، فنازعه فيها هلال ابن مسلم، وأراد ان يقسمها على فقراء اصحابه ، فقال الأنصارى لهلال : كيف تتشهد ؟ فقال هلال : أومثلى يسأل عن التشهد ؟ ! فتشهد على حديث ابن مسعود ، فقال له الأنصارى من حدثك بهذا ؟ ومن أين يثبت عندك ؟ فبقى هلال لم يجب ، فقال له الانصارى ، تصلى كل يوم وليلة خمس صلوات وتردد هذا الكلام وانت لا تدري من رواه عن نبيك ؟ قد باعد الله بينك وبين الفقه ، فقسمها الانصارى على اصحابه ، ومات الانصارى سنة 215 هجريا ( المنتظم ج 10 ، 272) . هذه الرواية ذكرها ابن الجوزى الفقيه المحدّث المؤرخ ، ويستفاد منها إختلافا بين أئمة الحديث والفقه فى العصر العباسى الأول ، وهو إختلاف أخبر به مقدما رب العزة جل وعلا عن الذين ينبذون التشهد الاسلامى ويستبدلونه بأقاويل يختلفون فيها..

4 ـ فى هوجة صناعة الأحاديث تتابعت صناعة التحيات بعد مالك خلال العصر العباسى الذى ترعرعت فيه ديانات المسلمين الأرضية ، وتتابعت الزيادات والاختلافات في التحيات منسوبة الى الصحابة الى أن وصلت الينا بالتواتر الشيطانى ضمن ما وجدنا عليه آباءنا مخالفا للقرآن الكريم . والله جل وعلا أوجب على المؤمنين الاحتكام الى القرآن الكريم في كل التواتر الشيطانى لنتعرف على الذى يخالف منه القرآن الكريم. وهنا الفيصل : فالكافرون بالقرآن يتمسكون بما وجدوا عليه آباءهم والمتمسكون بالقرآن الكريم ينحازون الى القرآن ويرفضون ما وجدوا عليه آباءهم .

5 ـ ونقول : إن الله جل وعلا قال عن التشهد : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) ثم قال عن اهل الكتاب الذين تفرقوا وهجروا الاسلام بغيا : ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران ). وبالتالى فأنت بين أمرين : إما أن تكون من أولى العلم القائلين بالتشهد القرآنى  منتميا لدين الاسلام دين الله جل وعلا ، وإما أن تكون مع الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا وأحزابا ؟ وأنت وما تختار لنفسك . هل تختار رب العزة جل وعلا أم تختار التحيات ؟ وهل كان النبى محمد عليه السلانم يقرأ التحيات فى صلاته متبعا مالك بن أنس وغيره أم كان متبعا للقرآن الكريم وحده .! ؟

أحسن الحديث

يقول جل وعلا عن أهل النار : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) الزخرف  ).

ودائما : صدق الله العظيم .!!

 

 

التواتر الشيطانى فى تبديل التشهد بالتحيات (2 )

 

هجص مالك فى إختراع ( التحيات ) بديلا عن ( التشهد ):   

مقدمة:

1 ـ كان مالك بن أنس الرائد فى التواتر الشيطانى ، أعاد تواتر الجاهلية فى تغيير ملة ابراهيم ، ليس فقط فى تقديس البشر ( محمد ) وتقديس الحجر ( المسجد فى المدينة ) بل أيضا فى الصلاة وعبادات شتى. إلا إنه الذى إخترع الإسناد ، أى يزعم أن أكاذيبه سمعها من فلان الذى سمعها من فلان ثم من فلان ، وتنتهى النسبة الى النبى محمد ليجعل أكاذيبه دينا .

2 ـ ومع هذا فإن مالك قد إتخذ القرآن مهجورا ، فهو قلما يستشهد فى ( الموطّأ ) بآية قرآنية ، وبدلا من القرآن الحكيم حشد روايات نسب بعضها للنبى محمد عليه السلام ونسب البعض الآخر للصحابة والتابعين ، لذا لا ننتظر من مالك أن يُلقى بالا لآية التشهد ، ويكفى أنه هو أول من إخترع هجص ما يسمى بالتحيات بديلا عن آية التشهد : (  شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران 18 ) ،مع أنه جعل العنوان ( باب التشهد فى الصلاة ) مما يرجح إصراره على تكذيب آية التشهد.  ونقلها عنه تلامذته بالتحريف والتخريف والاختلاف .

ونستشهد بأهم رواة الموطأ : رواية يحيى ثم رواية الشيبانى . ونناقشهما .

أولا :

 هجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( يحيى بن يحيى )   :

( 13 - باب التَّشَهُّدِ فِي الصَّلاَةِ :

  203  -:حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ يَقُولُ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏ )

ملاحظة :

يروى هنا عن ابن شهاب الزهرى ، وقلنا إنه لم ير ولم يلق ابن شهاب. أى إن مالك هنا كذّاب أفّاك.

204  ـــ :  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ بِاسْمِ اللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ‏.‏ يَقُولُ هَذَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ وَيَدْعُو إِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ تَشَهَّدَ كَذَلِكَ أَيْضًا إِلاَّ أَنَّهُ يُقَدِّمُ التَّشَهُّدَ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ وَأَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى الإِمَامِ فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ يَسَارِهِ رَدَّ عَلَيْهِ ‏.‏)

ملاحظة : مالك هنا يروى عن ( نافع ) مولى عبد الله بن عمر. معنى أن مالك يروى عن نافع أن مالك كان شابا طالبا للعلم . ولكن مالك مولود عام 93 هجرية ، بينما مات نافع عام 95 . أى كان مالك صبيا رضيعا حين مات نافع فكيف يروى عن نافع ؟ . مالك هنا كذّاب أفّاك.

 

205 ــــ :  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ إِذَا تَشَهَّدَتِ التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ‏.‏

ملاحظة :

مالك يزعم هنا أنه يروى عن عبد الرحمن بن القاسم حفيد أبى بكر ، وفى الحديث التالى يزعم أنه روى عن يحيى عن القاسم والد عبد الرحمن . إذا كان يروى عن ابن القاسم ــ وهو الأصل فى الرواية عن أبيه ــ فلا حاجة لأن يروى عن آخر ( يحيى بن سعيد الأنصارى ) يزعم هذا الآخر أنه سمع من القاسم. ولكن هذا ما حدث فى الحديث التالى :

206   ـــ : وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ إِذَا تَشَهَّدَتِ التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ‏.‏

207   ـــ :  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ وَنَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ، دَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي الصَّلاَةِ وَقَدْ سَبَقَهُ الإِمَامُ بِرَكْعَةٍ أَيَتَشَهَّدُ مَعَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَالأَرْبَعِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لَهُ وِتْرًا فَقَالاَ لِيَتَشَهَّدْ مَعَهُ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَهُوَ الأَمْرُ عِنْدَنَا ‏.‏ )

ملاحظة

مالك يزعم انه سأل ابن شهاب ونافعا ( معا ) . أى إن مالك هنا كذّاب أفّاك.

ثانيا :

تحليل عام لهجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( يحيى بن يحيى )

1 ـــ من حيث الاسناد: ـ روى حديثين عن ابن شهاب الزهرى ونافع ولم يرهما ولم يقابلهما أصلا . كما أنه روى حديثا منسوبا لعائشة بنفس الصيغة مع إختلاف الرواة . وقد أشرنا من قبل الى إستحالة أن تعى الذاكرة البشرية مئات العنعنات وتحفظها بلا نسيان . وهذا يؤكد أنه مجرد إفتراء وإنتحال وكذب وتزوير.

2 ـ من حيث المتن : فقد روى صيغا مختلفة للتحيات ، نسبها للصحابة ، بما يعنى أنها لم تكن معروفة فى عصر النبوة ، وأن كل من أراد أن يخترع تشريعا للتحيات فلا بأس . حتى أن عمر كان يعلم الناس التحيات ومع ذلك فإن ابن عمر لم يأبه بصيغة التحيات التى إخترعها أبوه .

ثالثا :

هجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( محمد بن الحسن الشيبانى )

145 ـ : أخبرنا مالك ، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن عائشة أَنَّهَا كَانَتْ تشهد فتقول : التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَاشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ‏.‏

146 ــ : أَخبرنا مالك عن ابن شِهَابٍ الزهرى ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ يَقُولُ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ‏.‏

147 ــ : أخبرنا  مَالِكٍ، أخبرنا نَافِعٍ، عن ابْنَ عُمَرَ، أنه كَانَ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ بِاسْمِ اللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ‏.‏ يَقُولُ هَذَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ وَيَدْعُو إِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ تَشَهَّدَ كَذَلِكَ أَيْضًا إِلاَّ أَنَّهُ يُقَدِّمُ التَّشَهُّدَ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ فَإِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ وَأَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ‏.‏ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ عَنْيَمِينِهِ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى الإِمَامِ فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ يَسَارِهِ رَدَّ عَلَيْهِ ‏.‏

قال محمد : التشهد الذى ذكر كله حسن ،وليس يشبه تشهد عبد الله بن مسعود . وعندنا تشهده لأنه رواه عن رسول الله (ص ) ، وعليه العامة عندنا .

148 : أخبرنا محل بن محرز الضبى عن شقيق بن سلمة بن وائل الأسدى ، عن عبد الله بن مسعود قال : كنا إذا صلينا خلف رسول الله ( ص ) قلنا : السلام على الله . فقضى رسول الله ( ص ) صلاته ذات يوم ثم أقبل علينا فقال : لا تقولوا السلام على الله ، فإن الله عز وجل هو السلام ، ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال محمد : وكان عبد الله بن مسعود يكره ان يُزاد فيه حرف أو ينقص منه حرف . )

رابعا :

تحليل هجص مالك فى ( التشهد ) . فى رواية الموطأ ( محمد بن الحسن الشيبانى )

1 ـ إتفق  محمد بن الحسن الشيبانى  مع رواية يحيى فى ثلاثة أحاديث فقط ، ( عمر وابن عمر وعائشة ) وقال أنها أحاديث حسنة : (قال محمد : التشهد الذى ذكر كله حسن  )، ولاحظ انها كلها غير منسوبة للنبى ، فتطوع هو بصناعة حديث عن الصحابى عبد الله بن مسعود عن النبى محمد عليه السلام . وبهذا رفع الشيبانى حديثه المفترى فوق إفتراء شيخه مالك ، وعزّز ذلك بقوله : (وكان عبد الله بن مسعود يكره ان يُزاد فيه حرف أو ينقص منه حرف.) أى إعتبره قرآنا .!!،وهو لا يختلف عن هجص مالك ، بل هو أرذل من هجص مالك .

2 ـ وهجص الشيبانى فى حديثه مرذول ساقط  ، لأنه ينسب للنبى هذا الهجص وليس للصحابة ، ولأنه يزعم أن النبى علمهم أن يقولوا له فى صلاتهم : ( السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته )، ثم يجعل هذا الهجص المرذول المكذوب مقدسا لا يقبل الزيادة أو النقص لأن ابن مسعود كان يكره أن يُزاد فيه حرف أو يُنقص منه حرف . فهل قال له ابن مسعود هذا ؟ توفى ابن مسعود عام 32 ، أما الشيبانى الكذاب فهو مولود بعدها بمائة عام فقط ، أى عام 132 ..!ُ

أخيرا :

هل يؤخذ دين الله جل وعلا من هؤلاء الأفّاكين الكذابين المختلفين مع بعضهم البعض ؟

 

التواتر الشيطانى فى تبديل التشهد بالتحيات (3 ) إختلافات صيغ التحيات الشيطانية فى العصر العباسى

مقدمة

1 : فى العصر العباسى عصر العلم الباغى والإختلافات فى الدين انتشرت صيغ مختلفة للتحيات الشيطانية تم تدوينها منسوبة إلى أعلام الصحابه الذين ماتوا من قبل دون أن يدروا شيئا عما فعله المفترون من رواة العصر العباسى . وهى إفتراءات شيطانية ألصقوها بدين الله تعالى تخالف التشهد الاسلامى فى الصلاة الذى ذكره رب العزة جل وعلا : (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) لذلك فلا بد أن يلحقها الاختلاف المشار اليه فى الآية الكريمة :  ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾ آل عمران )

أولا :

اختلافات صيغ التحيات الشيطانية من واقع كتب الاحاديث :

1 ـ تشهد ابن مسعود : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، واشهد أن لا إله إلا الله واشهد إن محمد عبده ورسوله .

2 ـ تشهد ابن عباس : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله .

3 ـ تشهد عمر بن الخطاب :التحيات الزكيات لله الطيبات، الصلوات لله.

4 ـ تشهد أبى سعيد الخدرى :. التحيات الصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

5 ـ تشهد جابر :. باسم الله وبالله التحيات الصلوات ..... الخ .

6 ـ تشهد عائشة :. التحيات الطيبات الزكيات لله ........ الخ.

7 ـ تشهد أبى موسى الاشعرى :. التحيات الطيبات الصلوات لله وحده لا شريك له ..... الخ

تشهد سمرة بن جندب :. التحيات الطيبات والصلوات والملك له .... الخ .

ثانيا :

الصلاة على النبى فى تحياتهم الشيطانية

1 ـ صيغة الصلاة على النبى وآله إنما وضعت للرد على ما أحدثة الأمويون فى سب على وآل البيت فى صلاة الجمعة ؛ حين جعلوا لعن على وآل البيت من شعائر خطبة الجمعة كما سبق بيانه .

2 ـ وإذا كان الأمويون يلعنون عليا وآله تحقيرا فقد إستبدل العصر العباسى هذا بالتحيات الشيطانية التى تقدّس محمدا وآله وتجعل هذا فى داخل الصلاة نفسها.

3 ـ إذ أنهم يفهمون الصلاة على النبى ليس بالمعنى القرآنى وهو التمسك بالقرآن الكريم الذى هو الصلة الباقية بين المؤمن وخاتم النبيين ـ عليهم السلام ـ بعد موته ، ولكنهم يفهمون الصلاة على النبى على أنها تقديس له وذكر له يقولونه فى الصلاة بطريقة التحيات الشيطانية ، وهم بذلك يكفرون بقوله جل وعلا عن ذكره جل وعلا وحده فى الصلاة: : (إِنَّنِي أَنَا اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ طه  ) .

ثالثا :

إختلافهم فى وجوب الصلاة على النبى فى تحياتهم الشيطانية

وكالعادة فى كل ملامح الدين الأرضى إختلفوا . اختلف أئمة الفقه فى وجوب الصلاة على النبى فى التحيات الشيطانية . وهذه الإختلافات فى صيغ التحيات الشيطانية عندهم يجعلونها تحت عنوان التشهد ، وهم الذين اضاعوا التشهد الاسلامى بتحياتهم الشيطانية .

ونعرض لبعض إختلافاتهم فى الصلاة على النبى :

1 ـ ابو حنيفة وأصحابه لا يوجبونها وأما الشافعى فقد جعلها شرطا [1].

2 ـ وبعدهم بنحو ثلاثة قرون اختراع النووى صيغة للصلاة على النبى لتقال فى التشهد أوردها فى كتابه المنشورات[2] .

3 ـ وجاء فى سبل السلام للصنعانى أنه  قيل للشافعى " كيف صرت إلى حديث ابن عباس فى التشهد قال : لما رايته واسعا وسمعته عن ابن عباس صحيحا كان عندى أجمع وأكثر  لفظا من غيره فأخذت به غير معنف لمن يأخذ بغيره مما صح "[3]

وبين الشافعى وابن عباس ما يقترب من قرن ونصف القرن فكيف سمعه عنه صحيحا ؟ وما هو معيار الصّحة عند الشافعى وهو كذّاب عريق ؟.

4 ـ وورد أن النسائى روى حديثا ينسبه إلى ابن مسعود يزعم أن ابن مسعود قال: "كنا نقول قبل ان يفرض علينا التشهد : السلام على الله السلام على جبريل وميكائيل فقال رسول الله لا تقولوا هذا ولكن قولوا التحيات ........ الخ " . النسائى الأعجمى التركمستانى المتوفى عام 303 هجرية ما هى علاقته بالصحابة ؟ بل هو يكتشف ما لم يعرفه الأئمة السنيون قبله من مالك الى الشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم ..

5 ـ وقالوا ان الحنفية والنخعى وطاووس يرون أنه لا يدعو فى الصلاة إلا بما يوجد فى القرآن فقط .

6 ـ وجاء فى ( بلوغ المرام ) لابن حجر العسقلانى حديث ( متفق عليه ) على حد قولهم يقول :" اذا تشهد احدكم  فليستعذ بالله من أربع فيقول اللهم أنى أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال "[4] .

ونسأل : متى وكيف حدث الاتفاق على هذا الحديث ؟ وإذا إتفقوا عليه فلماذا تكاثرت الأحاديث الأخرى المخالفة له ؟

7 ـ وكالعادة يختلفون دون محاولة لترجيح صيغة على أخرى. وبدأ بهذا إمامهم مالك بن أنس رائد الإفتراء والإفك . فالذى كتب موطأ مالك يذكر الأحاديث المختلفة فى التحيات الشيطانية دون أدنى محاولة لترجيح صيغة على أخرى او تفصيل رواية  على رواية ؛

يقول فى باب التشهد فى الصلاة أن عائشة كانت تتشهد فتقول " التحيات الطيبات الصلوات الزكيات لله اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاتة والسلام علينا وعلى عبادنا الصالحين السلام عليكم " وبعده يذكر ان عمر كان يعلم الناس التشهد على المنبر - أى تشريع جديد فى الصلاة فى خلافة عمر فيقول لهم " قولوا التحيات لله الزكيات لله الطيبات الصلوات لله ، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ....

وفى الحديث التالى يذكرالامام مالك أن عبد الله بن عمر لم يلتزم بالصيغة التى قالها ابوه فيروى مالك أن ابن عمر كان يتشهد فيقول : بسم الله ، التحيات لله، الصلوات لله ، الزكيات لله، السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، شهدت أن لا إله إلا الله وشهدت أن محمدا رسول الله ) .

 ثم يروى تشهد عبد الله بن مسعود " التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبى ....... الخ"[5]

 

 

 

الفصل الثالث : كافر بالله جل وعلا من يقول التحيات الشيطانية فى صلاته

 

مقدمة :

1 ـ دخل الموظف الصغير على رئيسه فى العمل أراد أن يحييه فقال له: " مساء الفُلّ. " رئيسه فى العمل إعتبر هذه التحية إساءة فعاقبه . تخيل لو دخل جندى على قائد المعسكر وحيّاه قائلا : ( يا ميت مسا على الناس الكويسة ) ؟ تخيل لو دخل شخص على ( جلالة الملك ) وحياه قائلا : " صباح الورد ". تتنوع التحيات بين البشر ، ولكنها تخضع لتقاليد إجتماعية وسياسية وبروتوكولية ، فالتحيات من الأدنى الأعلى تختلف عن التحيات من الأدنى الى الأعلى . هذا مع أن البشر كلهم متساوون من حيث أنهم مخلوقات الخالق جل وعلا .

2 ـ (التحيات ) التى يقولها المحمديون فى الصلاة خطابا لرب العزة جل وعلا هى كفر هائل وإهانة للعزيز الجبار سبحانه وتعالى ، لأن المؤمن حين يخاطب ربه جل وعلا لا يخاطبه بالتحية التى يقولها البشر فيما بينهم ولكن يخاطب ربه جل وعلا بالتسبيح والحمد ، خصوصا إذا كان فى صلاته .

3 ـ التحيات يقولها البشر للبشر وتقولها الملائكة للبشر . وهم جميعا مخلوقات خلقها الخالق جل وعلا. أيضا فالله جل وعلا وهو ( الأعلى ) يخطب البشر بالتحيات . أى التحيات يقولها (الأعلى ) جل وعلا للمخلوقات ، وتقولها المخلوقات الناطقة لبعضها البعض ، ولكن يكون كفرا أن تخاطب المخلوقات ربها بالتحيات . فكل المخلوقات تسبح بحمد الرحمن جل وعلا وإن كنا لا نفقه تسبيحهم.

ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : فى الدنيا :

التحيات والسلامات لا تقال فى خطاب رب العزة سبحانه وتعالى ، بل تُقال بين المخلوقات فى الدنيا:

1  : فالواجب القاء التحية، يقولها المؤمنون لبعضهم البعض . يقول جل وعلا : ( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً). النور 61) ، فالتحية يقولها القادمون على أصحاب البيت .

 2 : والردّ علي التحية بالمثل أو بما هو أفضل منها . يقول جل وعلا : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ). النساء 86) . المعنى هنا أن أى تحية تقال للمؤمن فعليه أن يرد عليها بمثلها أو بأحسن منها ، أفضل التحية هى بالسلام ، والسلام هو الاسلام السلوكى فى التعامل بين الناس . ولكن يمكن أن تُقال أى تحية بأى صيغة وبأى لسان أو بالإشارة ، ويجب على المؤمن ردها بمثلها أو بأحسن منها .

3 : وامر الله جل وعلا النبى محمدا عليه السلام أن يحيى المؤمنين بالسلام إذا جاءوه ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) ﴿٥٤﴾ الانعام )، فالتحية يقولها صاحب البيت للقادمين عليه .

4 : والملائكة التى تجسدت فى هيئة بشر ودخلوا على ابراهيم عليه السلام ، ألقوا عليه التحية بالسلام فرد عليهم التحية بأحسن منها ، قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩﴾ هود ). قالوا له ( سلاما ) أى ( نسلم سلاما ) كلمة ( سلاما ) هنا مفعول به لفعل محذوف هو ( نسلّم ) . والفعل موقوت بزمنه ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا . وجاء الرد من ابراهيم ( سلام ) ، اى جملة إسمية من مبتدأ هو ( سلام ) وخبر محذوف هو ( عليكم ). والجملة الاسمية تفيد الثبوت والدوام. هنا رد عليهم السلام بأحسن منه.! هذا من أسرار الإعجاز القرآنى فى الفصاحة والبلاغة.

5  : بل إن المؤمن المُسلم المُسالم يقول التحية بالسلام فى مواجهة الكافرين . قال جل وعلا فى التعامل مع الكافرين المعاندين :

5 / 1 : (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ )﴿٨٩﴾ الزخرف ). الصفح عنهم مرتبط بالسلام عليهم.

5 / 2 ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) (٥٥﴾ القصص ) . يردون على الجاهلين اصحاب اللغو بالسلام عليهم  .

5 / 3 : يقول جل وعلا عن عباد الرحمن : (وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴿٦٣﴾  الفرقان ) يردون على الجاهلين اصحاب اللغو بالسلام عليهم  .

5 / 4 : وابراهيم عليه السلام حين إعتزل أباه الكافر حياه بالسلام : ( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ) ﴿٤٧﴾ مريم ). يرد على أبيه الكافر بالسلام عليه .

ثانيا  : فى الجنة :

التحيات والسلامات لا تقال فى خطاب رب العزة سبحانه وتعالى ، بل تُقال بين المخلوقات ، فى الآخرة تحية بالسلام لأهل الجنة ، فهى دار السلام للمتقين .

1 ـ قال عنها جل وعلا :

1 / 1  : ( وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ ) ﴿٢٥﴾ يونس )

1 / 2   : (  لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ) ﴿١٢٧﴾ الانعام ).

2   : والذىن يموتون متقين تبشرهم ملائكة الموت بالتحية بالسلام وتبشرهم بالجنة دار السلام ، قال جل وعلا : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٣٢﴾ النحل )

3 : وهناك ملائكة فى إستقبالهم عند دخول الجنة تحييهم بالسلام . قال جل وعلا :

3 / 1 ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ الزمر)

3 / 2 : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٤٥﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ﴿٤٦﴾ الحجر )

3 / 3 : ( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴿٣٤﴾ ق )

4 : وملائكة الجنة يحيّون المؤمنين داخل الجنة بالتحية والسلام ، يقول جل وعلا : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ).الرعد 23-).

 5 :  وعموما لا يسمع أهل الجنة فيها إلا التحية والسلام . يقول جل وعلا :

5 / 1 : (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ) الواقعة 25 ، 26 )

5 / 2 :  ( لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ) ﴿٦٢﴾ مريم )

5 / 3 : ( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ) إبراهيم23" ) .

5 / 4 : (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا )الفرقان 75 ).

ثالثا: تحية الله لأهل الجنة :

التحية من الله جل وعلا الأعلى  للأدنى وليس العكس مطلقا،  فالله تعالى ـ وهو الأعلى ـ يحيّى المؤمنين ويسلم عليهم وهم فى الجنة . يقول جل وعلا :

1 :  (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) يس 56 : 58 ) أى يلقى السلام عليهم رب العزة جل وعلا.

2 : وأيضا بمجرد ان يلقوا الله تعالى يتلقون تحيته. يقول جل وعلا : ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا). الاحزاب 44" ).

رابعا :

هذا بينما يكون خطابهم لله فى الجنة بالحمد والتسبيح وليس بالتحية والسلام ، يقول جل وعلا عن أهل الجنة :

1 ـ (  دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . يونس10).

2 ـ هذه الآية الكريمة هى فصل الخطاب فى الموضوع ، فهم حين يخاطبون الله يقولون سبحانك اللهم والحمد رب العالمين ويكون الخطاب لرب العزة جل وعلا دعاء للمولى عز وجل مقترنا بالتسبيح والحمد ؛ أما حديثهم مع بعضهم أو مع الملائكة فهو التحية والسلام .

خامسا :

إن مناجاة الله جل وعلا لا تكون الا بالتسبيح والتحميد والتمجيد.

1 :  فالملائكة خاطبت رب العزة  سبحانه وتعالى : ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . البقرة 23 ) .

2 :  وعيسى حين سيقول له ربه جل وعلا : ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )   يبادر بالقول : ( قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ). المائدة 116"

3 ــ إن ما عدا الله سبحانه وتعالى ملتزم بصيغة واحدة فى خطاب الله هى التسبيح والتحميد والتمجيد :

3 / 1 : فكل ما عدا الله يسبح لله سبحانه وتعالى . يقول جل وعلا : ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًاتُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) . الإسراء 43-)

 3 / 2 : وقد ابتدأت سور قرآنية بالأمر بالتسبيح أو الاخبار عنه :

3 / 2 / 1 : فى سورة الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) وسورة الحشر (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).

3 / 2 / 2 :وسورة الصّف (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيز"> 4 ـ هذا ملمح من كفر المحمديين الذين لم يقدروا الله جل وعلا حق قدره . قال جل وعلا :

4 / 1 : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾ مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج  )

4 / 2 : (وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾ الزمر )

أخيرا

المحمديون بالتحيات الشيطانية متمسكون ، ولا يزالون عن كيفية الصلاة من القرآن يتساءلون ، وهم برب العزة وبكتابه كافرون . وهم عن التذكرة القرآنية معرضون .

أحسن الحديث :

قال جل وعلا : ( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ﴿٤٩﴾ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴿٥٠﴾ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ﴿٥١﴾ المدثر ).

ودائما : صدق الله العظيم.!!

 

 

 

الفصل الرابع  : تعقيبات وردود على مقال (كافر بالله جل وعلا من يقول التحيات الشيطانية فى صلاته )

 

تعقيبات وردود على مقال (كافر بالله جل وعلا من يقول التحيات الشيطانية فى صلاته ) 

نذكر التعقيبات ونرد عليها :

مراد الخولى :

 ( لم أهضم التشهد بسهولة ) : ( دايما كان عندى لخبطة من التشهد لان النبى غير محتاج لدعائى لانه سيدخل الجنة. ونفس الشيء مع أل ابراهيم كنت أقول لنفسى وانا مالى بهم. انا اللى محتاج المغفرة لو كان فى أي أمل فى دخول الجنة! هذا الكلام عندما كنت سنيا. ثم عندما عرض علي الافكار القرءانية وبالذات "اقم الصلاة لذكرى" أصبحت التشهد فى خبر كان.).

أقول :

كنتُ متمسكا بها. أذكر أننى سمعت مصليا لا يقرؤها فألححت عليه أن يقولها ، وإستأتُ منه. ثم بعدها تذكرت أننا تعلمنا فى الثانوى الأزهرى أنه يمكن الاستعاضة عن التحيات ببعض آيات القرآن . ثم بعدها لاحظت الفارق بين كلمة التشهد و التحيات. وبدأ فى قلبى الشّك. بالمناسبة لا بد أن تجعل كلمة التحيات فى تعليقك بدلا من كلمة التشهد . 

سعيد على : ( سمع الله لمن حمده !) : ( الصلاة هي ذكر لله جل و علا من دخولها و حتى الإنتهاء منها من ( الله أكبر ) إلى ( السلام ) و بداية كل حركة فيها بـ ( الله أكبر ) . و لا يستريح قلبي لعبارة ( سمع الله لمن حمده ) !! فهل استبدلها بـ ( الله أكبر ) ؟ . لا سيما و أن قصة ( سمع الله لمن حمده ) لا يمكن أن أصدقها و أؤمن بها !!!).

أقول :

القاعدة أن التواتر المرفوض هو ما يخالف القرآن الكريم لأن القرآن الكريم حكمُّ  على ما توارثناه وعلى التواتر. (سمع الله لمن حمده ) متسقة مع الصلاة، لأن الصلاة تبدأ بالفاتحة وحمد الله جل وعلا رب العالمين. ويتوالى فيها تسبيح الرحمن وحمده . وكل ذلك ذكر للرحمن جل وعلا وحده.

بن ليفانت :

( تساؤلات حول التحية ) : ( السلام عليكم . عندي تساؤلات عما جاء في مقالكم:
أولا الآية (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴿النساء: ٨٦﴾) توجه الكلام بشكل عمومي على الناس (الذين يقرؤون هذه الآية) ولا تحدد مصدرا للتحية، بمعنا أيّا كان المصدر.
ثانيا الآيات (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴿٥٥﴾ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴿٥٦﴾ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ﴿٥٧﴾ سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ﴿يسن ٥٨﴾) تعني وكما ذكرتم أن التحية من الله لأهل الجنة. فلماذا لا يكون الرد على هذه التحية بمثلها بناء على ما جاء في آية النساء 86، وهي ،كما ذكرت، عامة؟
ثالثا الآية (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّـهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿يونس: ١٠﴾) تتكلم عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهم أصحاب الجنة، وعن دعواهم وتحيتهم هناك. الآية تنقسم إلى ثلاث فقرات، جميعها تحتوي (لغويا) على الفاعل أو المتكلم (صاحب الجنة)، والفعل (التحية والدعوى) والمفول به أو الموجه له الكلام، وهو في الفقرة الاولى والثالثة واضح بالنص (الله تعالى)، فلماذا لا تكون الفقرة الثانية، التي تحتوي على التحية بالسلام، موجهة أيضا إلى الله رب العالمين؟ ).

وأقول :

أولا وثانيا :

1 ـ البشر يتعاملون مع الرحمن بالعبادة ، وهذا ينفى المساواة بين العابد والمعبود . ويسرى هذا حتى على الضمائر ، فى ضمير الملكية تقول : بيتى قلمى أى أنت تملك بيتك وقلمك . ولكن عندما تقول ( ربى ) فإن ربك جل وعلا هو الذى يملكك وأنت مملوك له جل وعلا. . وحين تقول لشخص : إعطنى كذا يكون هذا أمرا أو طلبا. ولكن حين تقول لربك جل وعلا : ( إعطنى ) فهذا يكون عبادة ( دعاء ) بتضرع ورجاء وتذلل .

2 ـ الآية ( 86 ) من سورة النساء فيها تشريع مُلزم برد التحية بمثلها أو بأحسن منها . هى تشريع للبشر وليست تعاملا بين الناس ورب الناس .

3 ـ التشريع المُلزم للبشر هو تسبيح الله جل وعلا وحمده . وليس التحية . وقد أوضحنا هذا.

ثالثا :  الآية (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّـهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿يونس: ١٠﴾) تنقسم قسمين فقط من حيث الموضوع : الدعاء : سبحانك اللهم ، والحمد لله رب العالمين . القسم الآخر : تحيتهم بالسلام . وقد تتبعنا التحية بالسلام ومراحلها .

احمد المئذنى :

( عندي بعض التساؤلات هنا لو تكرمت ...) ( مقال خطير جدا من حيث الجدية والتساؤل في الكم الهائل من التراث المحمدي ولدى قرائتي اتتني بعض الاسئلة لو تكرمت علينا في اجابتها
1 ـ انا مقتنع تماما ان الصلاة المحمدية هي بلا معنى نهائي وحشو وحتى شرك بالله ... الخ 
2- هناك بعض الباحثين الذين يقولون ان السلام الى اليمين واليسار على الملائكة لختام الصلاة ليس له داعي ؟؟ فما هو رايك ؟؟ وهو موضوع مهم ؟
3 ـ - لاحظت ان الله تعالى يأمرنا في قوله { قل } اي امر ان نذكر آية محددة في الصلاة معه فهل يمكن وضعها هنا في ختام الصلاة بعد السجود الاخير :- (  وَقُلِ  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ  وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)
4 ـ - ان السلام على الملكين هو ايضا اشراك لاحد مع الله نعالى في ذكر غيره كما في الصلاة الابراهيمية او التشهد كما في سؤالي اعلاه .

5 ـ  ان عدد الركعات او السجدات هل هو محصور كما قرره الحديث ام يمكن للمصلي السجود حسب التقرب الذي يراه مناسبا ؟؟ ما رايك في هذا 
6 ـ  لا شك ان فاتحة الكتاب هي من السور المتكاملة التي فيها دعاء لله وحمد له 
7 ـ  في موضوع آخر ايضا هام واعذرني اذا تطرقت الى امور متعلقة يالصلاة وليست بالتشهد حتى نثري البحث ككل ان المؤمنين ممكن ان يقوموا باكثر من صلاة على وضوء واحد بينما القرآن ينص على ان كل اقامة لصلاة يجب عليها اداء الوضوء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) اي اذا قمتم باي حال عليكم الوضوء ام لا ... ؟
8 ـ - اخيرا هل يجب على المصلي التوقف بعد اداء 2 ركعة للاستراحة والتشهد طالمتا نتكلم هنا عن عدم صلتها بذكر الله اساسا ؟؟؟ وبالتالي تكون القضية ذكر صافي لله بعدد يقدره المصلي حسب راحته ؟؟ طبعا لانقول العشرات ولكن الشيء المنطقي الذي يصبغ القنوت والخشوع الذي ضاع من اكثر المصلين اثناء الصلاة ؟؟؟ . واشكركم مرة اخرى لاتاحة الفرصة لنا بالتواصل معكم في هذا الامر الهام )

وأقول :

2 ، 4 ـ موضوع السلام فى نهاية الصلاة كتبنا فيه مقالا يؤكد انه لا يتعارض مع القرآن الكريم .  3 ـ للمؤمن فى صلاته أن يسبح الله جل وعلا ويحمده بما جاء فى القرآن الكريم . المهم الخشوع . و بالاضافة الى الفاتحة أنا أختار بدايات سور الأنعام والكهف وسبأ وفاطر . وبدايات سور ( الملك ) و (الفرقان ) .   وأقرأ مع التشهد ( ألاية 18 من سورة آل عمران ) آية الكرسى ( البقرة  255) وأواخر سورة الحشر (  22 ـ ) هنا يكون الاجتهاد داخل الصلاة وليس بالهوى والتغيير والتبديل .

5 ـ الركعات والركوع والسجود محدد . نحن لا نصلى كما يحلو لنا وحسب هوانا بل طاعة للرحمن وشرعه جل وعلا.  وهناك النوافل لمن يريد الزيادة .

7 : قلنا إن الوضوء ليس لكل صلاة بدليل ذكر نواقض الوضوء .

8 ـ نكرر أن المؤمن يعبد الله جل وعلا بما أمر وليس بما يهوى.

اسامة قفيشة : ( هل الذكر المقصود هو مجرد لفظ الأسماء !) ( إن كان كذلك فحين نقول ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ ) هو ذكرٌ لمحمد , و قولنا ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) فهو ذكرٌ لأبي لهب , أنا أرى بأن إنكار التشهد بالتحيات ليس لمجرد ذكر محمد باسمه عليه السلام , و لكن لأن صيغة تلك التحيات لم ترد في ذكر الله جل وعلا الذي أمرنا سبحانه و تعالى بأن نقيم الصلاة به حين أمرنا سبحانه في قوله ( أقم الصلاة لذكري ) , مع التنويه هنا بأن ( أقم الصلاة لذكري ) جاءت لموسى عليه السلام , أي أنها جاءت من خلال القصص القرآني الذي لا يعتبر تشريعاً . ).

وأقول :

1 ـ ( ذكر الله ) جل وعلا يعنى تعظيمه وحده ، ودون ذكر لمخلوق معه على سبيل التعظيم والتقديس . 

 1 ـ ذكر غير الله جل وعلا مع الله يعنى :

1 / 1 : منع ذكر إسمه جل وعلا . قال جل وعلا : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١٤) البقرة). هذه مساجد الله جل وعلا ويجب أن تكون لذكر الله جل وعلا وحده. المشركون يذكرون اسم الله ويذكرون غيره معه. هذا منع لذكر الله ، إذا لا يُذكر معه غيره .

1 / 2 : شأن المشركين رفض ذكر إسم الله جل وعلا وحده . قال جل وعلا :

1 / 2 / 1 : (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ للاسراء )

1 / 2 / 2 : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ الزمر ).

2 ـ الله جل وعلا أورد ذكر بعض البشر بأسمائهم :

2 / 1 : منهم متقون مدحهم رب العزة جل وعلا . قال جل وعلا : قال جل وعلا : (  وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴿١٦﴾ مريم (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿٤١﴾ مريم ) (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ﴿٥١﴾ مريم  ) (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚإِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ﴿٥٤﴾ مريم ) (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿٥٦﴾ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ﴿٥٧﴾ مريم ) (اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴿١٧﴾ ص ) (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١﴾ ص ) (  وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴿٤٥﴾ ص ) (  وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ﴿٤٨﴾ ص )

2 / 2 : هنا ذكرهم بمدحهم وليس تقديسهم . لأن ذكر الله جل وعلا يكون بعبادته ، قال جل وعلا : (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٠﴾ الجمعة ) (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿٨﴾ رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴿٩﴾ المزمل ) (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٢٥﴾ الانسان )  (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ﴿٢٠٥﴾ الاعراف   )

2 / 3 : وهناك بشر كافرون مذكورون بالاسم ، مثل والد ابراهيم آزر : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ الانعام ) ، ومثل الطغاة  فى هذه الآية الكريمة : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢٣﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٢٤) غافر ). هنا ذكرهم ليس بالمدح بل بالذم. 

2 / 4 : بالنسبة للعرب قوم النبى محمد عليه السلام فقد قال جل وعلا يخاطبهم : (   لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖأَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ الانبياء ). يعنى جاء فى القرآن الكريم ذكرهم. وتكرر وصفهم بالكفر والشرك والاجرام . ومن أوصافهم قوله جل وعلا عنهم فى الدنيا : (  وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿٦٦﴾ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٦٧﴾ الانعام ) ، وعن الآخرة سيتبرأ منهم الرسول : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان ) . هنا ذكرهم ليس بالمدح بل بالذم.

3 ـ أى إن معنى الذكر يختلف حسب السياق . يكون عبادة وتضرعا وتقديسا للرحمن جل وعلا. ويكون مدحا منه جل وعلا للمتقين ، ويكون ذما وتحقيرا للضالين . وإستشهدنا بأشخاص بأسمائهم .

4 ـ الصلاة هى ذكر لله جل وعلا وحده ، وهى ذكر منظّم بالركعات والقيام والركوع والسجود والتشهد ، وبهذا الذكر تتجدد صلة المؤمن بربه جل وعلا ، وهو حين ( يذكر )ربه جل وعلا خاشعا  (يتذكره ) ربه جل وعلا برحمته ، لذا فالمؤمن يستعين ( على كل شىء ) بالصبر والصلاة ، قال جل وعلا يربط بين الصلاة والذكر ( ذكره جل وعلا وحده ) : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿١٥٢﴾يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٣﴾ البقرة ) .

وهو نفس ما جاء لبنى اسرائيل . قال لهم جل وعلا : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿٤٣﴾  أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٤٤﴾ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿٤٥﴾ البقرة )

 

 

 

 

 

 

الفصل الخامس : التواتر الشيطانى فى قصر الصلاة وجمعها 

 

مقدمة

1 ـ عام 1984 حين كنت ضمن قادة جماعة دعوة الحق الاسلامية مصلحا فى الدين السنى أعلنت أنه لا قصر فى الصلاة فى السفر العادى. وحدث أن جاء أحد كبار الدعاة المخضرمين الى المركز العام للجماعة فى مسجدها بالدقى ، وهو من طنطا ، وقام يؤم الناس فى صلاة الظهر ، فصلّى الظهر ركعتين ثم توقف على عادة السنيين وقال لمن خلفه على عادة السنيين : " أتمُّوا صلاتكم فإنّا على سفر" . فقاطعه بواب المسجد وقال له : ( الدكتور أحمد صبحى منصور قال " إنه لا قصر إلا فى صلاة الخوف ." ). وكانت مشكلة.!!2 ـ لا يزال السنيون يصلون صلاة السُّنن بزعمهم عبادة وتقديسا لالههم المصنوع الذى سموه محمدا ، ثم يقصرون فى صلوات الفرض . وحتى لو كانت صلاة السُنّة عندهم من ( الكماليات ) أو ليست فرضا ، فكيف يحافظون عليها ويقصرون فى صلاة الفرض ؟ كيف يصلى أحدهم سُنّة الظهر ثم يقصر فى صلاة الظهر بزعم أنه على سفر. أليس هذا نوعا فريدا من الخبل العقلى ؟

3 ـ نتوقف فى لمحة عن هذا الخبل العقلى المناقض للاسلام .

أولا :التواتر الاسلامى هو  قصر الصلاة فى الخوف فقط ، ولا جمع بين الصلوات :1 ـ  القصر فى الصلاة لا يكون إلا فى حالة الخوف واحتمال الموت . قال جل وعلا : (  وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ، وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا  ) . النساء 100؛101". ومعناه أن المهاجر أو المجاهد يكون عليه جناح ومؤاخذة إذا قصر من الصلاة إن لم يكن فى حالة خوف من الفتنة تستوجب أن يصلى صلاة الخوف ،  ومعناه بالتالى أن المسافر سفرا عاديا لا شأن له على الإطلاق بقصر الصلاة .ومفهوم أن تشريع صلاة الخوف ـ فى القتال والمطاردة ـ نزل مفصلا لقوم يعرفون الصلاة المتوارثة من ملة ابراهيم ، ولكن ظروف الهجرة والحرب والمطاردة إستلزمت تشريعا جديدا فى قصر الصلاة، ويكفى أنه بعد توضيح هذا التشريع الجديد قال جل وعلا عن حالة القتال والمطاردة بعدها : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (104)  النساء  ).

2 ـ ليس هناك قصر للصلاة فى السفر ، ولكن قد تستجد ظروف لا تمكن المؤمن من أداء الصلاة بكيفيتها من ركوع وسجود ، وهو يخاف أن يضيع وقت الصلاة ، كمن يركب سيارة أو طائرة ويتعذر عليه الوقوف والركوع والسجود ، أو يكون فى طابور انتظار طويل يقضى مصلحة له ، أو فى حالة حرب من حركة وكرّ وفرّ ، وتستمر حالته هذه بحيث يضيع منه وقت صلاة الظهر او العصر مثلا . هنا يمكن أن يصلى كيفما اتفق ، راجلا مترجلا أو راكبا أو جالسا حتى لا يضيع منه وقت الصلاة . وفى هذا يقول جل وعلا :( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) البقرة ).

3 ـ  لا وجود فى الاسلام للجمع بين الصلاتين . إن الصلاة علينا مفروضة فى أوقاتها الخمس المعروفة : (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103) النساء ) ، وطبقا للمقصد الاسلامى التشريعى فى التخفيف ورفع الحرج يمكن للمؤمن أن يصلى فى كل حال ، يصلى وقت الصلاة المفروضة قائما أو ماشيا أو نائما ، ولو بلسانه وعينيه عند المرض بشرط إستحضار الخشوع ما أمكن ، وعليه ، فلا حاجة للجمع بين الظهر والعصر مثلا .

4 ـ الأساس هو ( الخشوع فى الصلاة ) و ( المحافظة عليها) بمعنى (إقامة الصلاة ) قلبيا وسلوكيا بأن تتقى الله جل وعلا فلا تقع فى فحشاء ولا منكر ولا ظلم بين أوقات الصلاة ، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت  ) ولأن المؤمن يجب أن يطيع قول ربه جل وعلا : (  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ) .  أى أن مدار فريضة الصلاة أن تخشع وقت الصلاة ، وأن تتقى الله جل وعلا فيما بين الصلوات . وقد جاء هذان معا فى أوائل سورة المؤمنون  عن صفات المؤمنين المفلحين أصحاب النعيم .

ثانيا :  البداية التاريخية للتواتر الشيطانى فى القصر والجمع

1 ـ سبق أن خلفاء بنى أمية فى تهاونهم فى الصلاة كانوا يؤخرونها أو بالتعبير السائد عنهم أنهم ( قد أماتوها بالتأخير ) (السيوطى : تاريخ الخلفاء 395 ). وقد مدحوا الخليفة سليمان بن عبد الملك أنه أقلع عن هذا فى خلافته القصيرة وتبعه عمر بن عبد العزيز ، ثم عاد بنو أمية الى تأخير الصلاة ، وإشتهر بهذا الحجاج فى تأخيره صلاة الجمعة بسبب تطويله الخطبة . 

2 ـ ولا يقال بأن تأخير الأمويين فى الصلاة وإماتتهم لها – بالتعبير التراثى – قد انتقلت إلى متحف التاريخ مع الدولة الأموية إذ أن العصر العباسى ــ وهو عصر التقعيد والتشريع للدين الأرضى السائد ـ مالبث أن جعل تلك السنة الأموية السيئة شريعة سنية تحمل إسما أخر هو قصر الصلاة وجمعها وتأخيرها . 

3 ـ وكالعادة اختلفوا ، بعضهم إخترع لهذه الفرية الكثير من الأحاديث والروايات ولم يقتنع الأخرون بهذه المقوله فواجهوهم بأحاديث أخرى . ونقل المؤرخ ابن سعد فى الطبقات الكبرى هذا وذاك .

3 / 1 :  يروى ابن سعد عن بعضهم قوله " صليت مع عمر بن الخطاب فكان يجمع المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين " الطبقات الكبرى 6، 107 ، أى يصلى ويقصر أى يستعمل قصر الصلاة مع الجمع والتأخير .

3 / 2 : ويروى عن أخر أن عمر بن عبدالعزيز فى خلافته كان إذا أتم الصلاة جمع بالناس وإذا صلى ركعتين لم يجمع . ( 5، 261 ) أى إذا كان قصر بالصلاة لم يجمع ، وإذا جمع بين الصلوات فإنه يقصرها . أى يصليها قصرا . أى أنه لا يجمع بين القصر فى الصلاة وجمع الصلاة وتأخيرها فإذا استعمل أحدهما لا يستعمل الأخرى . وهنا تعارض بين ما كان يفعله عمر بن الخطاب وما فعله عمر بن عبدالعزيز.

3 / 3 :  وهناك روايات أخرى عن صحابه وتابعين كانوا يقصرون الصلاة فى السفر . يروى ابن سعد أن عمر بن الخطاب خرج إلى الجباية فى الشام فى صفر 16 هــ فأقام بهاعشرين ليلة يقصر الصلاة ( ابن سعد 3 ، 203 ) .

3 / 4 : ورواية أخرى تزعم أن عليا بن أبى طالب قصر صلاة الجمعة . ولا يعرف أحدهم كيف يقصر صلاة الجمعة وهى مجرد ركعتين ، تقول الرواية لصاحبها الحارث بن توب " صلى بنا علىُّ الجمعة فلما سلم قام فقال : عباد الله أتموا الصلاة ، ُثم قام فدخل )( الطبقات الكبرى 6 ، 168 ) .

3 / 5 :  وروى ابن سعد أن عبدالله بن عمر أقام باذربيجان ستة أشهر حبسه فيها الثلج فكان يقصر الصلاة ( الطبقات الكبرى 4، 119 ) كما يروى ان الشعبى – من كبار التابعين – مكث فى خرسان عشرة أشهر لا يزيد عن ركعتين أى يقصر كل صلاة رباعية ( الطبقات 6، 173 ) .

3 / 6 : وفى مواجهة تلك الروايات يذكر ابن سعد فى نفس الكتاب رواية واحدة تهدمها جميعا ، يقول " هبط الكوفة ثلاثمائه من أمن أصحاب الشجرة وسبعون من أهل بدر ، لانعلم أحد منهم قصر " الطبقات الكبرى 6،4 .

4 ـ وفى الجمع بين الصلاتين – كالجمع بين الظهر والعصر أو الجمع بين المغرب والعشاء أو تأخيرهما تأتى روايات متعارضة .

4 / 1 : تقول رواية ان على بن الحسين ( زين العابدين ) كان يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فى السفر ويقول : كان رسول الله يفعل ذلك وهو غير عجل ولا خائف ( الطبقات 5، 163 ) .

4 / 2 : ثم فى رواية أخرى مناقضة يقول فيها أبو إسحاق السبيعى " كنا فى زمن معاوية بخرسان لا نجمع " ( الطبقات الكبرى 6،219 ) .

5 ـ هذه الروايات المتناقضة ليست سوى مجرد جدل فقهى يناقض القرآن الكريم . هجروا القرآن الكريم وإفتروا أحاديث وإختلفوا ـ كالعادة ـ فيها، واستندوها إلى صحابه وتابعين ماتوا من قبل العصر العباسى .

6 ـ مالك بن أنس هو رائد كل هذا الإفتراء والهجص ، وتابعه أخرون أهمهم الشافعى والبخارى. والموضوع طويل نكتفى بلمحة عنه.

ثالثا : نماذج من إختلافات موطأ مالك :

 1 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ إِلَى خَيْبَرَ فَيَقْصُرُ الصَّلاَةَ. ) (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مَسِيرِهِ الْيَوْمَ التَّامَّ ‏.  ). هو نفس الشخص ( ابن عمر ) مع إختلاف فى مسافة القصر فى السفر . ـ  ( ــ وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعُسْفَانَ وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَجُدَّةَ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَذَلِكَ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ وَذَلِكَ أَحَبُّ مَا تُقْصَرُ إِلَىَّ فِيهِ الصَّلاَةُ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ لاَ يَقْصُرُ الَّذِي يُرِيدُ السَّفَرَ الصَّلاَةَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ بُيُوتِ الْقَرْيَةِ وَلاَ يُتِمُّ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلَ بُيُوتِ الْقَرْيَةِ أَوْ يُقَارِبُ ذَلِكَ ‏.‏ ) تقدير آخر مختلف فى مسافة القصر .

ابن عمر يقصر هناك ولا يقصر هنا

( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ الْبَرِيدَ فَلاَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ ‏.‏ ) . ابن عمر لا يقصر أصلا.!!

القصر فى الصبح فقط :!!

 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ لاَ يَزِيدُ عَلَى الإِقَامَةِ فِي السَّفَرِ إِلاَّ فِي الصُّبْحِ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَادِي فِيهَا وَيُقِيمُ وَكَانَ يَقُولُ إِنَّمَا الأَذَانُ لِلإِمَامِ الَّذِي يَجْتَمِعُ النَّاسُ إِلَيْهِ  ) فى الجميع حتى فى الأذان .

ـ (  وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ لَهُ إِذَا كُنْتَ فِي سَفَرٍ فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَذِّنَ وَتُقِيمَ فَعَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ فَأَقِمْ وَلاَ تُؤَذِّنْ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لاَ بَأْسَ أَنْ يُؤَذِّنَ الرَّجُلُ وَهُوَ رَاكِبٌ . ).

نلاحظ أن مالك بن أنس أسند دور البطولة فى فيلم قصر الصلاة وجمعها لابن عمر . ويزعم مالك أنه سمع هذا من نافع مولى ابن عمر. وقلنا من قبل أنه لم ير ولم يسمع ولم يقابل نافع مولى عبد الله بن عمر . مالك لا يرفع هذه الأحاديث للنبى ، وأنه يقتصر على ابن عمر الذى كان طفلا حين مات النبى عليه السلام، أى إن مالك اعجوبة فى الكذب.

ولكن من جاء بعده تفوق عليه ، إذ قاموا بإختراع أحاديث لم يقلها مالك وصنعوا لها أسانيد جديدة ، ورفعوا بعضها للنبى محمد. وهذا ما فعله الشافعى والبخارى وغيرهما . نعطى لمحة عن أكاذيب البخارى فى قصر الصلاة وجمعها:

رابعا : تناقضات البخارى

1 ـ جعل النبى يقصر تسعة عشر يوما : ( حدثنا أبو موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عونة، عن عاصم وحصين، عن عكرنة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قالأقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يقصر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا.)

2 ـ ثم حديث آخر يجعل النبى يقصر عشرة أيام فقط :

 حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا يحيى بن أبي إسحق قال: سمعت أنسا يقول: خرجنا مع النبي النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فكان يصلي ركعتين ركعتين، حتى رجعنا إلى المدينة. قلت: أقمتم بمكة شيئا؟ قال: أقمنا بها عشرا.

3 ـ ثم حديث يجعله يوما وليلة فقط :وسمى النبي النبي صلى الله عليه وسلم يوما وليلة سفرا. وكان ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقصران ويفطران في أربع برد، وهي ستة عشر فرسخا.

4 ـ ثم إختلافات فى القصر فى الحج فى ( منى ) : 

4 / 1 : حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن عبد الله رضي الله عنه قال: صليت مع النبي النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، وأبي بكر وعمر، ومع عثمان صدرا من إمارته، ثم أتمها.

4 / 2 :  حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة: أنبأنا أبو إسحق قال: سمعت حارثة بن وهب قالصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم، آمن ما كان، بمنى ركعتين.

4 / 3 :  حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الواحد، عن الأعمش قال: حدثنا إبراهيم قال: سمعت عبد الرحمن بن يزييد يقولصلى بنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بمنى أربع ركعات، فقيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاسترجع، ثم قال: صليت مع رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر رضي الله عنه بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الظاب رضي الله عنه بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات متقبلتان.

4 / 4 : حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المننكدر وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس رضي الله عنه قال: صليت الظهر مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين.

5 ـ ثم أحاديث أخرى مختلفة عن عبد الله بن عمر :

5 / 1 : رأيت رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر، يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء.

5 / 2 : قال سالم: وكان عبد الله ( ابن عمر ) يفعله إذا أعجله السير.

5 / 3 : وزاد الليث قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب( الزهرى ) ، قال سالم: كان ابن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب والعشاءبالمزدلفة. قال: سالم: وأخر ابن عمر المغرب، وكان استصرخ على إمرأته صفية بنت أبي عبيد، فقلت له: الصلاة، فقال: سر، فقلت: الصلاة، فقال: سر، حتى سار ميلين أو ثلاثة، ثم نزل فصلى، ثم قال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إذا أعجله السير.

5 / 4 : وقال عبد الله (ابن عمر ) : رأيت النبي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير يؤخر المغرب فيصليها ثلاثا، ثم يسلم، ثم قلما يلبث حتى يقيم العشاء، فيصليها ركعتين، ثم يسلم، ولا يسبح بعد العشاء، حتى يقوم من جوف الليل.

6 ــ ثم هذا الحديث المضحك الذى إخترعه البخارى :

 حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالتالصلاة أول ما فرضت ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاة الحضر.قال الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأول عثمان.

ومعناه أن الصلاة فرضت ناقصة مثنى مثنى وكان المسلمون وقتها فى حال ترحال وسفر ثم إذا استقروا فى الحضر زادت فى الحضر وبقيت مثنى مثنى على المسافر كما كانت أولا .

والواقع التاريخى يقول أن المسلمين كانوا مستقرين فى مكة ثم فى المدينة . لم يكونوا فى حالة ترحال مستمر فى تيه الصحراء ثم استقروا فى النهاية كما يوحى بذلك الحديث السابق. الاستثناء فى حالة الاستقرار هذه حدثت فى الهجرة. ولذا نزل تشريع قصر الصلاة ليعالج هذه الحالة الاستثنائية الطارئة فى السفر للهجرة أو الجهاد . والواقع القرآنى يقول " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ )  أى من الصلاة المعروفة الكامله يكون القصر ، فالأصل أن الصلاة كامله كما أن الاصل هو الإستقرار فى الحضر وليس الترحال والسفر .. 

أخيرا

فى كل هذا الهجص والإفتراء لا تستطيع أن تخرج بتشريع واحد متفق عليه فى زعمهم قصر الصلاة فى السفر وجمعها .

 

 

الفصل السادس : التواتر الشيطانى فى إختراع صلاة العيدين : أولا : مالك بن أنس ، الرائد الشيطانى

 أولا :

ليس فى الاسلام فريضة الاحتفال بالأعياد   

1 ـ (المسلم ) العادى لا يصلى الفرائض الخمس يوميا ـ فى الأغلب ـ ولكنه قلما تفوته صلاة العيد لأن صلاة العيد أضحت عادة إجتماعية لازمة . هوايضا يصوم رمضان مع كونه لايصلى غالبا ، لأن الصوم فى رمضان قد تحول الى عادة إجتماعية مرتبطة بذكريات لها عبق خاص ، فهو يصوم بحكم العادة ، وبعد الصيام يصلى العيد فرحا بحكم العادة ايضا . ولقد تحول الحج الى مناسبة يعقبها صلاة عيد بحكم العادة ، وفيه الناس يذبحون ( الهدى ) فى بيوتهم كما لو كانوا فى الاحرام فى البيت الحرام . بل وفى صلاة العيدين يكبرون تكبيرات الاحرام كما لو كانوا فى مناسك الحج .

2 ـ أغلب (العبادات ) فى بلاد ( المسلمين ) اصبحت (عادات) إجتماعية ، يؤدونها ( جماعيا ) كما وجدوا عليها آباءهم ، وغالبا بلا تقوى . غاب الخشوع والتقوى فى صومهم رمضان ، فتحول رمضان الى شهر الامتلاء والسهر حتى الصباح وتمضية وقت الصيام فى كسل وفى قرف . (العادة ) تقتل الاخلاص فى ( العبادة )، وتجعل أداءها روتينيا بلا إحساس بالتقوى . هذا مع العبادات التى فرضها رب العزة جل وعلا كالصلاة والصوم . ولكن عندما يبتدعون عبادة ترتبط بمواسم إجتماعية تراهم يمارسونها ( جماعيا ) بشغف وإهتمام . هذا هو الفارق بين التكاسل والتهاون فى أداء الصلوات الخمس والشغف فى صلاة العيد ، وهو نفس الفارق بين الصوم فى رمضان ( المفروض ) وصوم عاشوراء و صوم (الستة البيض ) المحببة للنساء .!!.

ثانيا :

جعل العيد دينا هو وقوع فى الشرك والكفر

1 ـ لك أن تصلى نافلة ولكن دون أن تجعل هذا شعائر دينية تخترع لها أحاديث . لك أن تصلى نافلة الوتر وغير الوتر ، وأن تصلى بقدر ما تستطيع ، ولك أن تصوم أى يوم فى غير رمضان ، ( حتى أيام الأعياد وما يُعرف بيوم الوقفة )،ولكن لا بد أن تضع فى حُسبانك أنها نوافل ( تتقرب ) بها لرب العزة لتكون يوم القيامة من ( السابقين المقربين ).

2 ـ  المشكلة فى أن الابتداع فى الدين يوقع فى الشرك والكفر العقيدى . وهذا يستلزم توضيحا .

من ( المباح ) أن تحتفل بأى عيد شئت ؛عيد ميلادك وعيد ميلاد خالتك وعيد الثورة وعيد الربيع وعيد الاستقلال ..الخ . لكن يتحول هذا ( المباح ) الى وقوع فى الشرك إذا جعلته دينا تعتقد أنك بذلك تتقرب به الى الله جل وعلا زلفى . أنت بهذا تقع تحت طائلة قول رب العزة جل وعلا : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) الشورى ) . هذا هو الشرك العلمى بإتباع أحاديث شيطانية تبتدع فى دين الله جل وعلا عبادات ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . ثم ، إذا أقمت ( عيدأ ) أى إحتفالا دينيا على ذكرى ( ولىّ ) أو على قبر مقدس ( كالموالد ) فقد وقعت فى الشرك العملى ، وهو عادة سيئة للبشر ، وقد تحولت الموالد والاحتفالات الدينية حول الأوثان والقبور المقدسة الى مناسبات إجتماعية يكون فيها التعارف وتكون فيها المودة . ولقد قالها ابراهيم عليه السلام لقومه من آلاف الأعوام : (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)العنكبوت ) .

 3 ـ هناك إرتباط إجتماعى شديد بصلاة العيد، يؤكده ذكريات صلاة العيد من الطفولة،وتغلغلها فى الحياة الاجتماعية الى درجة أن أصبحت متاحة للإستغلال السياسى وأن تتحول الى مظاهرة سياسية ومظهر للتسلط وإظهار القوة كما يفعل السلفيون الوهابيون الآن .  ولكن هذا كله لا يجعلها فريضة دينية ، ولا يستطيع أى فقيه من فقهاء الأديان الأرضية أن يقول إنها فريضة . غاية ما يستطيع أن يقول أنها (ٍ سُنّة مؤكدة ) ، وهذا مصطلح فقهى إخترعه أرباب الدين السُّنّى لتأكيد بعض تشريعاتهم الأرضية ومنحها صُدقية .

4 ـ إن مصطلح العيد قد جاء مرة وحيدة فى القرآن الكريم : ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ (115) المائدة ). لو كان (العيد ) شرعة إسلامية لنزل هذا فى القرآن فريضة يجب أداؤها . ولكن المرة الوحيدة الى ذكر فيها رب العزة مصطلح العيد كان فى قصص عيسى عليه السلام ،نفهم منها أن كلمة العيد لا شأن لها بالصلاة أو التعبد ، بل مجرد إحتفال بمائدة طعام تنزل من السماء إستجابة لدعوة نبى ، ومشروطة بعذاب أليم لو عصوا بعدها .

ثالثا :

لمحة عن تاريخ (الأعياد )

1 ـ ولقد تكاثرت الأعياد الدينية فى الأديان المسيحية الأرضية . وبدأ الأمر لدى (المسلمين) بعيدى الفطر والأضحى فيما قرره مالك فى المدينة ، حيث كانت الحياة بسيطة ، ثم عرفوا الترف فى العصر العباسى الثانى الذى شهد ظهور أئمة الدين السُّنّى من البخارى ومسلم ، وشهد أيضا تسيد الأديان الأرضية من سُنّة وتشيع وظهور التصوف ، فتكاثرت الأعياد الدينية ولم تعد قاصرة على عيدى الفطر والأضحى . وتفنن  الشيعة ــ  بالذات ــ فى إختراع صنوف من الأعياد ، تسلل بعضها الى السنيين مثل الاحتفال بعاشوراء ( 10 محرم ).  

2 ـ وفى مصر أحدثت الدولة الفاطمية بدعة الموالد والأعياد وشاركت فيها رسميا وجعلتها عنصرا أساسيا في الحياة الدينية ضمن سياستها في الدعاية لعقيدتها الشيعية وتقربا  للمصريين من مسلمين وأقباط . وتنوعت الأعياد الفاطمية بين أعياد شيعية مثل عيد الغدير وعاشوراء وليالي الوقود في رجب وشعبان وأعياد قبطية مثل ميلاد المسيح والغطاس وخميس العهد والنوروز وأعياد مصرية مثل فتح الخليج واحتفالات بمناسبات (إسلامية) مثل غرة رمضان والسحور , واحتفالات سياسة مثل عيد النصر الذي عمله الخليفة الحافظ بمناسبة خروجه من محبسه بالإضافة إلى موالد الخلفاء والأئمة ومولد النبي . وقد أسهب المقريزي في وصف احتفالاتهم بهذه  الأعياد . ولا ننسى أن المصريين دخلوا أفواجا  فيما حسبوه إسلاما فى العصر الفاطمى . ولا تزال الشعائر الدينية الاحتفالية المصرية تحمل وزر هذا التشيع حتى الآن .

3 ـ  وانتهى دين التشيع فى مصر وحلّ محله دين التصوف السُّنّى ، وبرزت إحتفالات دينية وضعية أخرى، منها عيد 27 رجب بزعم أنه وقت الاسراء والمعراج . وهذا نفيناه فى بحث منشور هنا عن أن ليلة الاسراء هى ليلة القدر . ومنها الاحتفال بعيد النصف من شعبان ، وكان مشهورا فى العصر المملوكى ، وفيه ارتبط (الانتحال بالانحلال ). يتجمع الناس للصلوات رجالا ونساءا فى ضوء المصابيح ، وبين الظلال وفى الزحام ينتشر الزنا والشذوذ الجنسى . وقد عرضنا للإنحلال الخلقى فى العصر المملوكى بتأثير التصوف فى مقالات كتاب منشور هنا، وكانت تزدهر فى الموالد وفى المؤسسات الدينية. يهمنا هنا جانب الانتحال ، فقد أضفى المتصوفة مناقب كثيرة على ليلة النصف من شعبان ، وجعلوا لها صلاة خاصة يقرأ فيها (قل هو الله أحد) ألف مرة لأنها مائة ركعة في كل ركعة عشر مرات ، يقول أبو شامة فى كتابه ( الباعث ) (وهى صلاة طويلة مستثقلة لم يأت فيها خبر ولا أثر إلا ضعيف موضوع). وذكر الأحاديث الموضوعة في ليلة النصف من شعبان وقال عن الوضاعين من الصوفية (وكلفوا عباد الله بالأحاديث الموضوعة فوق طاقتهم).

7 ـ كل هذا الهجص بدأه مالك فى الموطأ ، ثم تابعه البخارى ومسلم .

رابعا :

فى موطأ مالك ( رواية يحيى ):

أحاديث تنفى صلاة العيد  وأخرى تثبتها  :                                             

1 ـ  ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ، وَاحِدٍ، مِنْ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ فِي عِيدِ الْفِطْرِ وَلاَ فِي الأَضْحَى نِدَاءٌ وَلاَ إِقَامَةٌ مُنْذُ زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَوْمِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَتِلْكَ السُّنَّةُ الَّتِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا ‏.‏ ) .

مالك ( سمع ) من السابقين ( أى هو دين يقوم على السماع ) أنه لم تكن فى العيدين أذان ولا إقامة للصلاة . ويقول أنها هى السُّنّة التى لا إختلاف فيها عندهم . مالك هنا لم يذكر صراحة كلمة الصلاة فى العيدين، مكتفيا بأنه لم تكن فيها أذان ولا إقامة . والاقامة للصلاة فى المصطلح السُّنّى تعنى أداء الصلاة ، وهذا ما يقوله المؤذن عندهم قبيل الصلاة (أقم الصلاة ). هنا ينفى مالك صلاة العيدين ، ويقول :( وَتِلْكَ السُّنَّةُ الَّتِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا ‏.‏ ). وعليه فليس فى العيدين صلاة .!.

ثم يناقض مالك نفسه فيثبت صلاة العيد فى موضع آخر فيقول : ( حَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ مَالِكٌ مَضَتِ السُّنَّةُ الَّتِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا فِي وَقْتِ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى أَنَّ الإِمَامَ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ قَدْرَ مَا يَبْلُغُ مُصَلاَّهُ وَقَدْ حَلَّتِ الصَّلاَةُ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ رَجُلٍ صَلَّى مَعَ الإِمَامِ هَلْ لَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ الْخُطْبَةَ فَقَالَ لاَ يَنْصَرِفُ حَتَّى يَنْصَرِفَ الإِمَامُ ‏.‏ )

2  ـ حديث لابن عمر أنه لم يكن يصلى العيد : (  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلاَةِ وَلاَ بَعْدَهَا ‏.‏ ) . وحديث آخر لابن عمر نفسه أنه كان يصلى العيد :( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى ‏.‏ ). وقلنا إن مالك لم يلق ولم ير ولم يسمع (نافع ) مولى ابن عمر.  (مالك ) كذّاب بتقدير إمتياز مع مرتبة القرف.!!

 3 ـ وأحاديث تزعم أن النبى كان يصلى العيدين بالناس : (  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى قَبْلَ الْخُطْبَةِ ‏.‏ ) ، وأن الخلفاء بعده كانوا يصلونها ( -وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانَا يَفْعَلاَنِ ذَلِكَ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ قَالَ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ إِنَّ هَذَيْنِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صِيَامِهِمَا يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَالآخَرُ يَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ ‏.‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ وَقَالَ إِنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ فَلْيَنْتَظِرْهَا وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ ‏.‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ - فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ ‏.‏ ) . وقلنا إن مالك لم يلق ولم ير ولم يسمع إبن شهاب الزهرى. (مالك ) كذّاب بتقدير إمتياز مع مرتبة القرف.!!

وحديث آخر أن عمر بن الخطاب لم يكن يعرف ما كان النبى يقرأ به فى صلاة العيدين ، فسأل رجلا عن ذلك : (  -حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ فَقَالَ كَانَ يَقْرَأُ بِـ ‏{‏ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ‏}‏ وَ ‏{‏اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ‏}‏‏.‏ ). فكيف كان عمر يصلى العيد مع النبى سنينا ثم لا يعرف بما كان يقرأ فى الصلاة ؟. (مالك ) كذّاب بتقدير إمتياز مع مرتبة القرف.!!

 خامسا :

أحاديث ( مالكية ) فى تشريع صلاة العيدين منسوبة للصحابة والتابعين

مالك يجعل عمل أهل المدينة من الصحابة والتابعين مصدرا تشريعيا . وهذا منتظر من ( مالك ) الذى هو (مالك ) الدين المالكى المتعصب لموطنه المدينة . وهو يضيف رأيه أحيانا بإعتباره (مالك ) هذا الدين الأرضى . ونستشهد بما قاله :

1 ـ ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ يَوْمَ عِيدِ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ )‏. هل عروة بن الزبير مصدر تشريعى ؟.

 2 ـ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُؤْمَرُونَ بِالأَكْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الْغُدُوِّ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَلاَ أَرَى ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فِي الأَضْحَى ‏.‏ ). إختلاف فى الأكل قبل الذهاب لصلاة عيد الفطر. وقلنا إن مالك لم يلق ولم ير ولم يسمع إبن شهاب الزهرى. (مالك ) كذّاب بتقدير إمتياز مع مرتبة القرف.!!

3 ـ (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ شَهِدْتُ الأَضْحَى وَالْفِطْرَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَبَّرَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَفِي الآخِرَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَهُوَ الأَمْرُ عِنْدَنَا ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ فِي رَجُلٍ وَجَدَ النَّاسَ قَدِ انْصَرَفُوا مِنَ الصَّلاَةِ يَوْمَ الْعِيدِ إِنَّهُ لاَ يَرَى عَلَيْهِ صَلاَةً فِي الْمُصَلَّى وَلاَ فِي بَيْتِهِ وَإِنَّهُ إِنْ صَلَّى فِي الْمُصَلَّى أَوْ فِي بَيْتِهِ لَمْ أَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا وَيُكَبِّرُ سَبْعًا فِي الأُولَى قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَخَمْسًا فِي الثَّانِيَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ ‏.‏). هل أبو هريرة مصدر تشريعى ؟ . ثم هنا إختلاف فى صلاة العيد فى البيت أو فى المنزل.

4 ـ (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى بَعْدَ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ‏.‏ ). من أبلغ مالك أن سعيد بن المسيب قال هذا ؟ وهل سعيد بن المسيب مصدر تشريعى ؟

 5 ـ ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ أَبَاهُ الْقَاسِمَ، كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ، إِلَى الْمُصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ‏.‏ ). هل هذا القاسم مصدر تشريعى ؟

6 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلاَةِ فِي الْمَسْجِدِ) ‏.‏  هل عروة بن الزبير مصدر تشريعى ؟.

 

 

الفصل السابع : التواتر الشيطانى فى تشريع صلاة العيدين بعد مالك بن أنس : هجص صلاة العيدين فى البخارى ومسلم

مقدمة :  

بدأ مالك التشريع لصلاة العيدين ، وبعده بقرن تقريبا تكاثرت التشريعات فى طقوس صلاة العيدين ، وذكرها البخارى ومسلم . ونضع لها عناوين توجز موضوعها :

أولا :

التجمل للعيد 

  (حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر قال: أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق، فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اتبع هذه تجمل بها للعيد والوفود، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هذه لباس من لا خلاق له). فلبث عمر ما شاء الله أن يلبث، ثم أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة ديباج، فأقبل بها عمر، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنك قلت: (إنما هذه لباس من لاخلاق له). وأرسلت إلي بهذه الجبة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبيعها، أو تصيب بها حاجتك.). يهمنا أن هذا الحديث يزعم أن عمر إشترى جُبّة من حرير ليتزين بها النبى فى العيد وعند إستقبال الوفود.   

ثانيا :

 جدل حول خطبة العيد : هل هى قبل صلاة العيد أم بعدها :

1 ـ يبدو أن جدلا شبّ بين صُنّاع الدين السُّنّى حول خطبة العيد هل تسبق الصلاة كما فى خطبة الجمعة التى تسبق صلاة الجمعة، أم على العكس من ذلك ، وقد حرص البخارى على أن تتأخر الخطبة بعد الصلاة ، بمعنى أن يبدأوا بالصلاة ثم يخطب الامام . يروى البخارى :

 (  حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: أخبرني زيد، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شييء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف، فيقوم مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم: فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه، أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف.قال أبو سعيد: فلم يزال الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان، وهو أمير المدينة، في أضحى أو الفطر، فلما أتينا المصلى، إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرقيه فبل أن يصلي، فجبذت بثوبه، فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة، فقلت له: غيرتم والله، فقال: أبا سعيد، قد ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم، فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة.) ذكره ( مسلم  ) في أوائل كتاب صلاة العيدين .  فى هذا الحديث الزعم بأن النبى كان يأتى يوم العيد فيصلى صلاة العيد أولا ، ثم يقوم خطيبا فى الناس . ثم ينصرف . وفى الجزء الآخر من الحديث يذكر أبو سعيد الخدرى أن مروان بن الحكم ( فى خلافة معاوية وحين كان واليا على المدينة ) قام بتغيير ذلك فخطب قبل الصلاة ، فأنكر عليه أبو سعيد الخدرى.

2 ـ وحرص البخارى فى احاديث مختلفة على أن يضع بين السطور عبارة تفيد أن صلاة العيد تسبق خطبة العيد .منها :

2/ 1 ـ ( وعن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فبدأ بالصلاة، ثم خطب الناس بعد ... )

 2 / 2  ـ  ( حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس قيل له: أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا مكاني من الصغر ما شهدته، حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى، ثم خطب، )

2 / 3  ـ  (حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا أني، عن عبيد الله، عن نافع، عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الأضحى والفطر، ثم يخطب بعد الصلاة.) . ذكره ( مسلم ) في أوائل كتاب صلاة العيدين .  

2 / 4 ـ  (حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة.). ذكره ( مسلم ) في أوائل كتاب صلاة العيدين .

2 / 5 ـ  ( حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال: حدثنا أسامة قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، يصلون العيدين قبل الخطبة.)

2 / 6 ــ (قال ابن جريج: وأخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدت الفطر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، يصلونها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد ..). ( ابن جريج : هو مولى أبوه نصرانى اسمه : جورج . ( George   ) . أصبح ابن جريج ( تصغير جورج ) من صُنّاع الدين السُّنّى . زبإسناد مختلف وبعض الاختلافات فى المتن أورد البخارى نفس الحديث عن ابن جورج الصغير ( جريج ) فى : (  باب: الخطبة بعد العيد.) ( حدثنا أبو عاصم قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس قال: شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكاهم كانوا يصلون قبل الخطبة.)

ثالثا:

عدم الأذان وعدم الاقامة :

 ( وأخبرني عطاء: أن ابن عباس أرسل إلى ابن الزبير، في أول ما بويع له: إنه لم يكن يؤذن بالصلاة يوم الفطر، إنما الخطبة بعد الصلاة. - وأخبرني عطاء، عن ابن عباس، وعن جابر بن عبد الله قالا : لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى. )

رابعا :

الامام المسلح فى العيد

-(باب: الصلاة إلى الحربة يوم العيد.) (  حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان تركز الحربة قدامه، يوم الفطر والنحر، ثم يصلي.)  ( باب: حمل العنزة أو الحربة بين يدي الإمام يوم العيد. - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو عمرو قال : أخبرني نافع، عن ابن عمر قال:  كان النبي صلى الله عليه وسلم يغدو إلى المصلى، والعنزة بين يديه تحمل، وتنصب بالمصلى بين يديه، فيصلي إليها.) . جعلوا النبى يضع السلاح أمامه فى المحراب وهو يصلى العيدين .

خامسا :

بعد الصلاة : السير فى طريق مخالف

 ( باب: من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد.) (  حدثنا محمد قال: أخبرنا أبو تميلة، يحيى بن واضح، عن فليح بن سلمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان يوم عيد، خالف الطريق.) .  لماذا .. يا هذا ؟؟

سادسا :

 قضاء صلاة العيد

-باب: إذا فاته العيد يصلي ركعتين، وكذلك النساء، ومن كان في البيوت والقرى.-لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا عيدنا أهل الإسلام ) ( وأمر أنس بن مالك مولاهم ابن أبي عتبة بالزاوية، فجمع أهله وبنيه، وصلى كصلاة أهل المصر وتكبيرهم. وقال عكرمة: أهل السواد يجتمعون في العيد، يصلون ركعتين، كما يصنع الإمام. وقال عطاء: إذا فاته العيد صلى ركعتين).  المشرعون هنا بعض الصحابة (  أنس بن مالك ) وبعض التابعين ( عكرمة )

سابعا :

لا صلاة قبل صلاة العيد ولا بعدها  

1 ـ (باب: الصلاة قبل العيد وبعدها.) ( -وقال أبو المعلى: سمعت سعيدا، عن ابن عباس: كره الصلاة قبل العيد.) ( حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال: حدثني عدي بن ثابت قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر، فصلى ركعتين، لم يصل قبلها ولا بعدها، ومعه بلال.)

2 ـ وفى اسناد آخر ومتن مختلف يزعم البخارى :(  حدثنا سلمان بن حرب قال: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفطر ركعتين، لم يصل قبلها ولا بعدها، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة، فجعلهن يلقين، تلقي المرأة خرصها وسخابها.)

ثامنا :

  فى صلاة العيد فى غير المسجد  

(باب: العلم الذي بالمصلى.) ( حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس قيل له: أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا مكاني من الصغر ما شهدته، حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى، ثم خطب.. ).

تاسعا :

  مشاركة النساء فى صلاة العيد

-تحت عنوان : (باب: شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلى.) يفترى البخارى :

(  حدثنا محمد، هو ابن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن حفصة قالت: كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين، فقدمت امرأة، فنزلت قصر بني خلف، فحدثت عن أختها، وكان زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة، وكانت أختي معه في ست، قالت: كنا نداوي الكلمى، ونقوم على المرضى، فسألت أختي النبي صلى الله عليه وسلم: أعلى إحدانا بأس، إذا لم يكن لها جلباب، أن لا نخرج؟ قال: (لتلبسها صاحبتها من جلبابها، ولتشهد الخير، ودعوة المسلمين). فلما قدمت أم عطية، سألتها: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بأبي، نعم، وكانت لا تذكره إلا قالت بأبي، سمعت يقول: (يخرج العواتق، وذوات الخدور، أو العواتق ذوات الخدور، والحيض، وليشهدن الخير، ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيض المصلى). قالت حفصة: فقلت: الحيض؟ فقالت: أليس تشهد عرفة، كذا وكذا.). ذكره ( مسلم  ) في العيدين، باب: ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى . هنا حفصة أم المؤمنين تسأل أم عطية عن حديث للنبى .!! أى إن الست أم عطية هى الأعلم من أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب .

2 ـ وكرر البخارى هذا الحديث بأسناد آخر وباختلاف فى المتن وتحت عنوان آخر : ( باب: إذا لم يكن لها جلباب في العيد.)

 (  حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا أيوب، عن حفصة بنت سيرين قالت: كنا نمنع جوارينا أن يخرجن يوم العيد، فجاءت امرأة، فنزلت قصر بني خلف، فأتيتها، فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة، فكانت أختها معه في ست غزوات، فقالت: فكنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى، فقالت: يا رسول الله، على إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلبات أن لاتخرج؟ فقال: (لتلبسها صاحبيها من جلبابها، فليشهدن الخير ودعوة المؤمنين). قالت حفصة: فلما قدمت أم عطية أتيتها فسألتها: أسمعت في كذا وكذا؟ قالت: نعم بأبي، وقلما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم إلا قالت بأبي، قال: (ليخرجن العواتق ذوات الخدور، أو قال: العواتق وذوات الخدور - شك أيوب - والحيض، ويعتزل الحيض المصلى، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين). قالت: فقلت لها: آلحيض؟ قالت: نعم، أليس الحائض تشهد عرفات، وتشهد كذا وتشهد كذا.).

3 ـ وكرره البخارى بإيجاز ودون ذكر لحفصة : (  حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم، عن محمد، عن أم عطية قالت: أمرنا أن نخرج الحيض يوم العيدين، وذوات الخدور، فيشهدان جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزل الحيض عن مصلاهن، قالت امرأة: يا رسول الله، إحدانا ليس لها جلباب؟ قال: (لتلبسها صاحبتها من جلبابها)  (حدثنا محمد: حدثنا عمر بن حفص قال: حدثنا أبي، عن عاصم، عن حفصة، عن أم عطية قالت: كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد، حتى نخرج البكر من خدرها، حتى تخرج الحيض، فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته.)

عاشرا :

الغناء فى العيد

 (حدثنا أحمد قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو: أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي حدثه، عن عروة، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث: فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهزني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: (دعهما). فلما غفل غمزتهما فخرجتا.وكان يوم عيد، يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال: (تشتهين تنظرين). فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: (دونكم يا بني أرفدة). حتى إذا مللت، قال: (حسبك). قلت: نعم، قال: (فاذهبي) .) ذكره ( مسلم  ) في العيدين، باب: الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه .).   (حدثنا عبيد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر، وعندي جاريتين من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا. ) . حديث سخيف مع شهرته .  

الحادى عشر :

التسول فى العيد

كرر البخارى حديثا بروايات مختلفة وأسانيد مختلفة يزعم فيها أن النبى عليه السلام كان يستجدى الصدقة من النساء يوم العيد ، وهذا مع مخالفته لتشريع الزكاة المالية فى القرآن الكريم فإنه لا يليق بالنبى محمد عليه السلام . ولكنه (البخارى ..! ) ، يزعم :

1 ـ ( حدثنا عمرو بن عباس قال: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن قال: سمعت ابن عباس قال:خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر أو أضحى، فصلى ثم خطب، ثم أتى النساء، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة.)

2 ـ (  وعن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فبدأ بالصلاة، ثم خطب الناس بعد، فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل، فأتى النساء فذكرهن، وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه، يلقي فيه النساء صدقة. قلت لعطاء: أترى حقا على الإمام الآن أن يأتي النساء فيذكرهن حين يفرغ؟ قال: إن ذلك لحق عليهم، وما لهم أن لا تفعلوا.). ذكره ( مسلم  ) في أوائل كتاب صلاة العيدين .

3 ـ ( حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس قيل له: أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا مكاني من الصغر ما شهدته، حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى، ثم خطب، ثم أتى النساء، ومعه بلال، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، فرأيتهن يهوين بأيديهن، يقذفنه في ثوب بلال، ثم انطلق هو وبلال إلى بيته.)

4 ـ (  حدثني إسحق بن إبراهيم بن نصر قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفطر فصلى، فبدأ بالصلاة، ثم خطب، فلما فرغ نزل فأتى النساء، فذكرهن، وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه، يلقي فيه النساء الصدقة.قلت لعطاء: زكاة يوم الفطر؟ قال: لا، ولكن صدقة يتصدقن حينئذ، تلقي فتخها، ويلقين. قلت: أترى حقا على الإمام ذلك يأتهن ويذكرهن؟ قال: إنه لحق عليهم، وما لهم لا يفعلونه؟ )

 ( قال ابن جريج: وأخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدت الفطر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، يصلونها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، خرج النبي صلى الله عليه وسلم، كأني أنظر إليه حين يجلس بيده، ثم أقبل يشقهم، حتى جاء النساء معه بلال، فقال: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنكالآية، ثم قال حين فرغ منها: (آنتن على ذلك). قالت امرأة واحدة منهن، لم يجبه غيرها: نعم. لا يدري حسن من هي، قال: (فتصدقن). فبسط بلال ثوبه، ثم قال: (هلم، لكن فداء أبي وأمي). فيلقين الفتخ والخواتيم في ثوب بلال.). ذكره ( مسلم  ) في أول كتاب الصلاة العيدين .

ثانى عشر

هجص متناقض وغير مفهوم فى تشريع صلاة العيد :

(باب: شهرا عيد لا ينقصان.) ( -قال أبو عبد الله: قال إسحق: وإن كان ناقصا فهو تمام. وقال محمد: لا يجتمعان كلاهما ناقص.)

( حدثنا مسدد: حدثنا معتمر قال: سمعت إسحق، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثني مسدد: حدثنا معتمر، عن خالد الحذاء قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شهران لا ينقصان، شهرا عيد: رمضان وذو الحجة.)  ذكره (مسلم ) في الصيام، باب: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: شهرا عيد لا ينقصان،  ( باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكتب ولا نحسب .)-

 ( حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا الأسود بن قيس: حدثنا سعيد بن عمرو: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما،  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا هكذا). يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين ).

 

 

 

الفصل الثامن : التواتر الشيطانى فى تشريع صلاة الجنازة : هجص ( موطأ مالك ) نموذجا

مقدمة :

1 ـ قبل نزول القرآن وفى كل المجتمعات البشرية ، وبعد نزول القرآن وفى كل المجتمعات البشرية يقوم الناس بتشييع الجنازات وتلاوة عبارات دينية وممارسة طقوس دينية . هى تقاليد وعادات ، ولكن أئمة الهجص فى كل كهنوت دينى يجعلون هذا دينا ، ليجعلوا لنفسهم وظيفة ومكانة ، ثم يقومون بتعقيد مراسيم الجنازات وطقوسها ، ثم إذا إشتد تحكمهم فى الحياة الدينية للمجتمع فرضوا لأنفسهم الوصاية ليس فقط على الأحياء بل على الأموات . فإذا كان الفرد مغضوبا عليه من الكهنوت حكموا عليه بالحرمان من الطقوس التى يعملونها على جثته ، وحكموا عليه بعدم الدفن فى مقابرهم ، وبالتالى ـ طبقا لخرافاتهم المقدسة أو هجصهم المقدس ـ يكون المغضوب عليه محروما من دخول الملكوت أو من دخول الجنة .

2 ـ لم يكن الكهنوت السُّنّى فى عنفوانه فى عصر ( مالك ) . بل كان فى بدايته ، وهو المؤسس ، والذى سار على سُنّته اللاحقون من الشافعى الى البخارى ..الخ . وكان ( مالك ) يعتبر ( عمل أهل المدينة ) المصدر الأساس عنده فى التشريع . لذا كان يفترى الأحاديث ولا ينسبها فقط للنبى بعد موت النبى بثلاثة اجيال ، بل ينسب بعضها أيضا الى بعض الصحابة ( أبو هريرة مثلا ) والى التابعين ( سعيد بن المسيب مثلا ) والى تابعى التابعين ( ابن شهاب الزهرى)، وقلنا من قبل إنه نسب معظم مروياته الى ابن شهاب الزهرى مع إنه لم يلق ولم ير الزهرى طيلة حياته ، وهو يروى عن نافع ، ولم ير نافع ولم يلقه.

3 ـ وقلنا ـ ونقول ـ أن مالك بن أنس كان كذابا فى نسبة ما قاله للنبى والصحابة والتابعين وتابعى التابعين . ولكنه كان صادقا فى التعبير عن دينه الأرضى الذى يملكه أصحابه ويقولون فيه بأهوائهم كيف شاءوا . وهو أيضا صادق فى التعبير عن ثقافة عصره ، لهذا تقبل الناس أكاذيبه بقبول حسن، وبنوا عليها لأنها تعبر بصدق عن ثقافتهم المُناقضة للاسلام العظيم.

3 ـ ونستكمل عرض بعض هجص مالك فى الجنازة

أولا : تشييع الجنازة :

1 ـ يأتى مالك بأحاديث تؤكد أن النبى وكبار أصحابه كانوا يقومون بتشييع الجنازات . وفى (  باب الْمَشْىِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ ) يقول : ( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجَنَازَةِ وَالْخُلَفَاءُ هَلُمَّ جَرًّا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ‏.‏ ) ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رِبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَدِيرِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ الْجَنَازَةِ فِي جَنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ‏.‏) ( وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ مَا رَأَيْتُ أَبِي قَطُّ فِي جَنَازَةٍ إِلاَّ أَمَامَهَا - قَالَ - ثُمَّ يَأْتِي الْبَقِيعَ فَيَجْلِسُ حَتَّى يَمُرُّوا عَلَيْهِ ‏.‏ ). ثم يفترى مالك أن ابن شهاب الزهرى أفتى بأن من الخطأ المشى خلف الجنازة :  (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ الْمَشْىُ خَلْفَ الْجَنَازَةِ مِنْ خَطَإِ السُّنَّةِ ‏.‏ ) ، أى سُنّة خاطئة المشى خلف الجنازة . ثم يأتى فى (  - باب الْوُقُوفِ لِلْجَنَائِزِ وَالْجُلُوسِ عَلَى الْمَقَابِرِ ) بأحاديث : (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَتَوَسَّدُ الْقُبُورَ وَيَضْطَجِعُ عَلَيْهَا ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنِ الْقُعُودِ عَلَى الْقُبُورِ فِيمَا نُرَى لِلْمَذَاهِبِ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يَقُولُ كُنَّا نَشْهَدُ الْجَنَائِزَ فَمَا يَجْلِسُ آخِرُ النَّاسِ حَتَّى يُؤْذَنُوا ‏.‏ ) .

ويبدو أن قد ظهرت عادة هى تشييع الجنازة بإشعال النيران أو إيقاد المصابيح ، وتصدى مالك لهذه الظاهرة ، فروى تحت  : (باب النَّهْىِ عَنْ أَنْ تُتْبَعَ الْجَنَازَةُ بِنَارٍ : (  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ لأَهْلِهَا أَجْمِرُوا ثِيَابِي إِذَا مِتُّ ثُمَّ حَنِّطُونِي وَلاَ تَذُرُّوا عَلَى كَفَنِي حِنَاطًا وَلاَ تَتْبَعُونِي بِنَارٍ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُتْبَعَ، بَعْدَ مَوْتِهِ بِنَارٍ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى سَمِعْتُ مَالِكًا يَكْرَهُ ذَلِكَ ‏.‏ )

والمستفاد مما سبق وجوب تشييع الجنازة على الجميع .

2 ـ ولكن يأتى مالك بأحاديث أخرى نفهم منها أن النبى كانت تمر عليه الجنازة فيتكلم معلقا دون المشاركة فيها ، يقول : (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ ‏:‏ ‏"‏ مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ قَالَ ‏:‏ ‏"‏ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ‏"‏ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَمُرَّ بِجَنَازَتِهِ ‏:‏ ‏"‏ ذَهَبْتَ وَلَمْ تَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَىْءٍ ‏"‏ ‏.‏ )

3 ـ ثم يتصدى أبو هريرة بتشريع طريف ظريف ـ وأبو هريرة كان خفيف الدم ظريفا يهزأ به الناس  ـ وتشريع أبى هريرة هو الاسراع بالجنازة والتعليل فى داخل الحديث :  (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ ‏:‏ أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ، فَإِنَّمَا هُوَ خَيْرٌ تُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ أَوْ شَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ ‏.‏ )

ثانيا : الصلاة على الميت فى الاسلام

1 ـ فى الاسلام : الصلاة ( على ) الميت تعنى الدعاء له بالرحمة ، يستوى إن كان هذا الدعاء على قبره ـ فى أو قت بعد دفنه أو عند دفنه ، أو كان الدعاء له بالرحمة فى أى مكان . ولقد نهى الله جل وعلا النبى عن الصلاة على من مات من بعض المنافقين ، ول أن يقوم على قبر أحدهم داعيا له بالرحمة ، قال جل وعلا : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) التوبة ). ويشبه هذا موقف النبى صالح من كفار قومه ثمود  الذين أهلكتهم الصيحة فلم يصل عليهم داعيا بالرحمة ، بل عبّر عن أسفه وهو يقف أمام جثثهم  : ( فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الاعراف )، وحدث نفس الحال فيما بعد مع النبى شعيب وقومه ( مدين ) : (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمْ الْخَاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)  الاعراف  ) .

2 ـ وفى كل الأحوال فإن الدعاء للميت هو مجرد تكريم له ، مثل المعتاد فى تأبين الموتى . ولكن هذا الدعاء لا يفيد الميت بشىء ، لأنه قد تم قفل كتاب أعماله ، فليس له أو عليه إلا سعيه حين كان حيا يسعى فى الأرض ، ثم هذا العمل سيكون مرئيا للجميع : (  وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)  النجم ) . سعينا ونحن احياء يتم تسجيله أولا بأول ، ويأتى كل منا يحمله فى كتاب أعماله (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) الاسراء ). لا ينفع الميت أى دعاء . الدعاء ينفع الداعى فقط . حين تدعو لوالديك بعد وفاتهما فهذا الدعاء يفيدك أنت ، ولا يفيدهما . يفيدك أنت لأنك مأمور بالدعاء لك ولغيرك . وحين تدعو فأنت تنفذ أوامر الله جل وعلا . وهو جل وعلا يستجيب لدعائك بمعرفته جل وعلا .  

ثالثا : الصلاة على الميت فى دين ( مالك )

 قام ( مالك) بتحويل هذا الدعاء العادى الى تشريع مختلف فيه، نوجزه فى الآتى :

المكان :

1 ـ يروى مالك : (  - باب جَامِعِ الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ : حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَأَبَا، هُرَيْرَةَ كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَى الْجَنَائِزِ بِالْمَدِينَةِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَيَجْعَلُونَ الرِّجَالَ مِمَّا يَلِي الإِمَامَ وَالنِّسَاءَ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ ‏.‏ ) . المكان هنا فى  ( المدينة) ،  لم يقل ( المسجد ) ولم يقل ( البقيع أو المقبرة).

2 ـ ثم تأتى أحاديث بالصلاة على الميت فى المسجد : (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْمَسْجِدِ ‏.‏ ) ، والمصلاة (  - باب التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ :  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجَاشِيَّ لِلنَّاسِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ ‏.‏ ) (باب الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ فِي الْمَسْجِدِ : (  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا أَمَرَتْ أَنْ يُمَرَّ عَلَيْهَا بِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ مَاتَ لِتَدْعُوَ لَهُ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ عَلَيْهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ مَا أَسْرَعَ النَّاسَ مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ ‏.‏ )

3 ـ ثم أحاديث أخرى فى الصلاة على الميت فى المقبرة ( البقيع ) : (  - باب الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ بَعْدَ الصُّبْحِ إِلَى الإِسْفَارِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى الاِصْفِرَارِ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، تُوُفِّيَتْ - وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - فَأُتِيَ بِجَنَازَتِهَا بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ فَوُضِعَتْ بِالْبَقِيعِ ‏.‏ قَالَ وَكَانَ طَارِقٌ يُغَلِّسُ بِالصُّبْحِ ‏.‏ قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ لأَهْلِهَا إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جَنَازَتِكُمُ الآنَ وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ ‏:‏ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَبِسَ ثِيَابَهُ ثُمَّ خَرَجَ - قَالَتْ - فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي بَرِيرَةَ تَتْبَعُهُ، فَتَبِعَتْهُ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَوَقَفَ فِي أَدْنَاهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقِفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَسَبَقَتْهُ بَرِيرَةُ فَأَخْبَرَتْنِي، فَلَمْ أَذْكُرْ لَهُ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ ثُمَّ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ‏:‏ ‏"‏ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ لأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ ‏"‏ ‏.‏ ) . وبالصلاة على قبر الميت : (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ مِسْكِينَةً مَرِضَتْ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - بِمَرَضِهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ الْمَسَاكِينَ وَيَسْأَلُ عَنْهُمْ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِذَا مَاتَتْ فَآذِنُونِي بِهَا ‏"‏ ‏.‏ فَخُرِجَ بِجَنَازَتِهَا لَيْلاً فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُخْبِرَ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِهَا فَقَالَ ‏"‏ أَلَمْ آمُرْكُمْ أَنْ تُؤْذِنُونِي بِهَا ‏"‏ ‏.‏ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَرِهْنَا أَنْ نُخْرِجَكَ لَيْلاً وَنُوقِظَكَ ‏.‏ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى صَفَّ بِالنَّاسِ عَلَى قَبْرِهَا وَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ ‏.‏ )

التوقيت

 إختلاف يظهر فى هذين الحديثين : (  - باب الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَائِزِ بَعْدَ الصُّبْحِ إِلَى الإِسْفَارِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى الاِصْفِرَارِ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، تُوُفِّيَتْ - وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - فَأُتِيَ بِجَنَازَتِهَا بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ فَوُضِعَتْ بِالْبَقِيعِ ‏.‏ قَالَ وَكَانَ طَارِقٌ يُغَلِّسُ بِالصُّبْحِ ‏.‏ قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ لأَهْلِهَا إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جَنَازَتِكُمُ الآنَ وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ يُصَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ إِذَا صُلِّيَتَا لِوَقْتِهِمَا ‏.‏ )

الكيفية

1 ـ فى التسليم (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجَنَائِزِ يُسَلِّمُ حَتَّى يُسْمِعَ مَنْ يَلِيهِ ‏.‏ ). هذا عن ابن عمر فماذا عن الآخرين ؟

2 ـ فى الطهارة : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ لاَ يُصَلِّي الرَّجُلُ عَلَى الْجَنَازَةِ إِلاَّ وَهُوَ طَاهِرٌ ‏.‏ ) هذا عن ابن عمر فماذا عن الآخرين ؟

3 ـ فى التكبير (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنِ الرَّجُلِ، يُدْرِكُ بَعْضَ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ وَيَفُوتُهُ بَعْضُهُ فَقَالَ يَقْضِي مَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ ‏.‏ ) . لم يقل عدد التكبيرات . تركها مفتوحة يثشرّع فيها اللاحقون حسب الهوى . وهذا تشريع ابن شهاب الزهرى ، ينسبه اليه مالك زاعما أنه سأله . ومالك لم يلق ابن شهاب الزهرى أصلا .

4 ـ فى كيفية الدعاء : هذا تشريع أبى هريرة : ( باب مَا يَقُولُ الْمُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ : (  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ تُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَا لَعَمْرُ اللَّهِ، أُخْبِرُكَ أَتَّبِعُهَا، مِنْ أَهْلِهَا فَإِذَا وُضِعَتْ كَبَّرْتُ وَحَمِدْتُ اللَّهَ وَصَلَّيْتُ عَلَى نَبِيِّهِ ثُمَّ أَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّهُ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِ اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ ‏.‏ ) . ثم هذا تشريع آخر مختلف لأبى هريرة : (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، يَقُولُ صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ‏.‏ )

5 ـ عن قراءة القرآن . هنا تشريع ابن عمر :(  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ لاَ يَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ ‏.‏ ) . فماذا عن الآخرين ؟

6 ـ وقد أصبح الزنا ظاهرة فاشية بسبب خروج الرجال للغزو والفتوحات ، وتكاثر اللُقطاء وأبناء الزنا ، وتمتعوا بالاحتقار ، وفى التشريع السُّنّى عوقب ابن الزنا بجريمة أبويه ـ مع أن التشريع الاسلام يؤكد على أنه لا تزر وازرة وزر أخرى . ويبدو أنه ثار جدل فى عصر مالك حول الصلاة على الميت إذا كان ابن زنا أو على والدته الزانية ، فوضع مالك رأيه فى هذا الحديث : ( قَالَ يَحْيَى سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُ أَنْ يُصَلَّى عَلَى وَلَدِ الزِّنَا وَأُمِّهِ ‏.‏ )

رابعا : العزاء :

1 ـ مزاعم مفتراة بالغفران مقدما لأهل الميت مهما إرتكبوا من كبائر : ( باب الْحِسْبَةِ فِي الْمُصِيبَةِ : (  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ‏"‏ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ السَّلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَحْتَسِبُهُمْ إِلاَّ كَانُوا جُنَّةً مِنَ النَّارِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوِ اثْنَانِ قَالَ ‏"‏ أَوِ اثْنَانِ ‏"‏ ‏.‏ ) (  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ، سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصَابُ فِي وَلَدِهِ وَحَامَّتِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَتْ لَهُ خَطِيئَةٌ ‏")‏ ‏.‏ 2 ـ ومنها أن النبى نفسه مات أولاده :(  - باب جَامِعِ الْحِسْبَةِ فِي الْمُصِيبَةِ :  - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لِيُعَزِّ الْمُسْلِمِينَ فِي مَصَائِبِهِمُ الْمُصِيبَةُ بِي ‏")‏ ‏.‏

3 ـ ثم مكافأة مضحكة لمن مات عنها زوجها ، أن تقول بعض العبارات فتتزوج بعده :(  - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَقَالَ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَعْقِبْنِي خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ قُلْتُ وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ فَأَعْقَبَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فَتَزَوَّجَهَا ‏.‏ ).

4 ـ ثم قصة درامية فى التعزية عن إمرأة إسرائيلية وعابد إسرائيلى : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ قَالَ هَلَكَتِ امْرَأَةٌ لِي فَأَتَانِي مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ يُعَزِّينِي بِهَا فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ فَقِيهٌ عَالِمٌ عَابِدٌ مُجْتَهِدٌ وَكَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ - وَكَانَ بِهَا مُعْجَبًا وَلَهَا مُحِبًّا - فَمَاتَتْ فَوَجَدَ عَلَيْهَا وَجْدًا شَدِيدًا وَلَقِيَ عَلَيْهَا أَسَفًا حَتَّى خَلاَ فِي بَيْتٍ وَغَلَّقَ عَلَى نَفْسِهِ وَاحْتَجَبَ مِنَ النَّاسِ فَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَإِنَّ امْرَأَةً سَمِعَتْ بِهِ فَجَاءَتْهُ فَقَالَتْ إِنَّ لِي إِلَيْهِ حَاجَةً أَسْتَفْتِيهِ فِيهَا لَيْسَ يُجْزِينِي فِيهَا إِلاَّ مُشَافَهَتُهُ فَذَهَبَ النَّاسُ وَلَزِمَتْ بَابَهُ وَقَالَتْ مَا لِي مِنْهُ بُدٌّ ‏.‏ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ إِنَّ هَا هُنَا امْرَأَةً أَرَادَتْ أَنْ تَسْتَفْتِيَكَ وَقَالَتْ إِنْ أَرَدْتُ إِلاَّ مُشَافَهَتَهُ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ وَهِيَ لاَ تُفَارِقُ الْبَابَ ‏.‏ فَقَالَ ائْذَنُوا لَهَا ‏.‏ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ إِنِّي جِئْتُكَ أَسْتَفْتِيكَ فِي أَمْرٍ ‏.‏ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَتْ إِنِّي اسْتَعَرْتُ مِنْ جَارَةٍ لِي حَلْيًا فَكُنْتُ أَلْبَسُهُ وَأُعِيرُهُ زَمَانًا ثُمَّ إِنَّهُمْ أَرْسَلُوا إِلَىَّ فِيهِ أَفَأُؤَدِّيهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ نَعَمْ وَاللَّهِ ‏.‏ فَقَالَتْ إِنَّهُ قَدْ مَكَثَ عِنْدِي زَمَانًا ‏.‏ فَقَالَ ذَلِكَ أَحَقُّ لِرَدِّكِ إِيَّاهُ إِلَيْهِمْ حِينَ أَعَارُوكِيهِ زَمَانًا ‏.‏ فَقَالَتْ أَىْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَفَتَأْسَفُ عَلَى مَا أَعَارَكَ اللَّهُ ثُمَّ أَخَذَهُ مِنْكَ وَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ فَأَبْصَرَ مَا كَانَ فِيهِ وَنَفَعَهُ اللَّهُ بِقَوْلِهَا ‏.‏ ) 

 

الخاتمة

أولا :

1 ـ داعشى يُصلّى ثم يذبح الأبرياء ويغتصب النساء . تقرأ له قوله جل وعلا : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ )﴿٣٨﴾ الانعام ) ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) ﴿٨٩﴾ النحل ). يرد مكذبا رب العزة جل وعلا : وأين نجد ركعات الصلاة ومواقيتها ؟

2 ـ شيخ يُصلّى ثم يُفتى بجواز جهاد المناكحة ويتحدث عن لذّة المجاهدين فى ذبح الأبرياء . تقرأ له قوله جل وعلا : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ )﴿٣٨﴾ الانعام ) ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) ﴿٨٩﴾ النحل ). يرد مكذبا رب العزة جل وعلا : وأين نجد ركعات الصلاة ومواقيتها ؟

3 ـ شيخ من الكهنوت يُصلّى وهو يعبد الحاكم المتألّه المستبد :( ولى الأمر ) يُفتى لولى الأمر بما يهوى ، ويتناقض فى فتاويه حسب تناقض ولى الأمر فى هواه. يبيح لولى الأمر القتل والنهب والفساد . تقرأ له قوله جل وعلا : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ )﴿٣٨﴾ الانعام ) ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ )﴿٨٩﴾ النحل ). يرد مكذبا رب العزة جل وعلا : وأين نجد ركعات الصلاة ومواقيتها ؟

ثانيا :

1 ـ هم لا يعرفون أن الصلاة التى توارثناها اليوم هى نفس الصلاة المتواترة من حيث الشكل وعدد الركعات والمواقيت ، ما عدا استبدال التشهد بالتحيات وأن يكون  قصر الصلاة  فى السفر فقط . أما الأفظع فأنها أصبحت :

1 / 1 : صلاة شيطانية تأمر بالفحشاء والمنكر من القتل والسلب والنهب والاغتصاب .

1 / 2 : مطية للإستغلال السياسى من تقديس الحاكم فى صلاة وخطبة الجمعة الى إستخدامها وسيلة للوصول الى السلطة والخروج على الحاكم .

1 / 3 : أبرز ملمح فى تقديس البشر والوقوع فى الشرك وتقديس النبى محمد وغيره، مما أعاد الثقافة القرشية التى سادت قبل نزول القرآن ، ثم عادت وسادت بعده أيضا.

2 ـ وهنا يصبح التساؤل المعاند عن عدد ركعات الصلاة  وكيفيتها :

2 / 1 : مبنيا على جهل وعلى تكذيب لرب العزة الذى أكّد كمال القرآن فى بيانه لما يحتاج الى بيان وفى عدم تفريطه لما يكون تركه تفريطا.

2 / 2 :  مؤكدا على إعجاز القرآن فى الحديث عن الكافرين الذين يسعون فى آيات الله جل وعلا معاندين . 

2 / 3 : منطبقا الآن على المحمديين ، وتعبيرا عن أزمة عقيدية لديهم ، وتعبيرا حيا على تناقضهم مع القرآن الكريم فى حياتهم الدينية. فالشيطان خدعهم وأضل منهم اجيالا وأجيالا فأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات . جعلهم يؤدون الصلاة شكليا دون أن يقيموها فى قلوبهم وفى جوارحهم  تقوى وعملا صالحا تبتعد بهم  عن المعاصى . بل إن صلاتهم الشكلية تحرّضهم على التطرف فى العصيان . وهو ما يتجلى الآن ، حيث يقترن التدين المظهرى السطحى وإمتلاء المساجد بالناس مع التطرف فى الفساد والانحلال .

 أخيرا

هنا نفهم لماذا يضل المحمديون بصلواتهم الشيطانية ، يخسرون الدنيا والآخرة وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا.



[1]
ابو رية :اضواء على السنة 58 . دار المعارف الطبقة الخامسة

 

[2]النووى : يحيى بن شرف تحقيق عبد القادر عطا : 36

 

[3]  سيل السلام 1؛336 ؛335

[4]بلوغ المرام لابن حجر :78.

[5]الموطأ 68 : 69. الطبقة الثانية

بين الصلاة القرآنية للمسلمين والصلاة الشيطانية للمحمديين
بين الصلاة القرآنية للمسلمين والصلاة الشيطانية للمحمديين
دراسة أصولية تاريخية
د أحمد صبحى منصور
هذا الكتاب
كانت الكتابة الأولى لهذا الكتاب فى منتصف الثمانييات عن الصلاة فى القرآن الكريم ، ثم هو الآن يظهر تحت عنوان ( بين الصلاة القرآنية للمسلمين والصلاة الشيطانية للمحمدين ) فى دراسة أصولية تاريخية . تم نشره مقالات هنا ، وننشره الآن كتابا كاملا.
أحمد صبحى منصور
more