داعش هي صناعة سعودية خالصة لماذا؟
داعش هي صناعة سعودية خالصة لماذا؟
مقدمة الى نهاية المقال
اعتقد شخصيا ان الولايات المتحدة الامريكية ارتكبت خطا تاريخي له تداعيات خطيرة و عميقة على مستقبل العالم من خلال اعترافها منذ عقود من الزمان بوجود كيان يسمى بالمملكة العربية السعودية كدولة بدون اي دستور مدني و كدولة لا تحترم ابسط مبادئ حقوق الانسان في المرجعية الكونية بل في داخلها يمنع مجرد انشاء احزاب اسلامية حتى بحكم ان الوهابية قدمت من طرف بني مملكة ال سعود النفطية على انها الاسلام الصحيح و غيرها من قراءات للاسلام هي مجرد كفر و فسق الخ من اوصاف التيارات السلفية في عموم عالمنا الاسلامي .
ان عالمنا الاسلامي يعيش اليوم مخاضا عسيرا منذ انطلاق الربيع الديمقراطي حيث ان القوى التقدمية ترى ان الربيع الديمقراطي لم يعطي النتائج المنشودة على الاطلاق بل اعطى المجال للاسلاميين المعتدلين كما يسمى لممارسة سياستهم حسب وضعية كل دولة على حدة..
و لناخذ مصر كمثال حي حيث ان جماعة الاخوان المسلمين تعتبر جماعة وهابية تاريخيا و ايديولوجيا حسب راي الاستاذ صبحي منصور لكنها ذات الصبغة المدنية اي انها تعترف بالديمقراطية كوسيلة للوصول الى الحكم فقط لا اقل و لا اكثر و تعترف بوجوب اقرار دستور مدني و لو على مقاسها الايديولوجي.
و بينما بني عبد الوهاب في بلاد مهد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و مهد الوحي القراني يرفضون اي كلام عن الديمقراطية كمفهوم سطحي او كمفهوم الذي مارسه رسول الهدى كما يعلمنا هذا الاستاذ المستنير في مقالاته و في كتبه كمؤرخ و كصاحب تيار لا يعترف بالاحاديث المنسوبة الى الرسول اطلاقا كما يقول و انما يعترف بالقران و كفى حيث اننا في المغرب مازلنا بعيدين بالاف من الكيلومترات عن هذا المنهج التنويري ......
انني اؤمن ايمانا عميقا ان الدولة السعودية هي اسوء نموذج لحضارة الاسلام على الاطلاق باعتبارها قامت اصلا على اساس الوهابية كاتجاه سلفي اصيل في شبه الجزيرة العربية حيث يجب ان نعي جيدا ان الوهابية تساوي القتل و سبي النساء و تدمير حضارات الشعوب الاخرى بحكم ان اسلامهم الوهابي هو الصحيح لديهم الخ من مفاهيم تراثهم الارهابي بشكل دقيق.
انني اؤمن ايمانا عميقا ان لو لم يكتشف النفط في السعودية لاصبح الاسلام دينا محررا من القراءة السلفية الماضوية و لاصبح المسلمون امما و شعوبا متقدمة في السياق الحضاري مثل الولايات المتحدة الامريكية او فرنسا الخ من هذه الدول الغربية بحكم ان الغرب المسيحي ادرك منذ قرون ان الاصلاح الديني صار ضرورة جوهرية للانتقال من استبداد الدولة الدينية الى الدولة العلمانية الضامنة لحرية الاعتقاد كمبدا اصيل في القران الكريم و الضامنة لحقوق الانسان بغض النظر عن معتقده الديني كمبدا اصيل في القران الكريم .
اما سنة الرسول ص فقد كتبت في العصر العباسي اي في سياق ساد فيه الاستبداد من طرف الحكام بمعنى لا يمكن لنا ان نصدق كل الاحاديث المنسوبة للرسول و من بينها الحديث عن الخلافة الراشدة في اخر الزمان لان في ذلك السياق التاريخي اخترعت احاديث لا تخرج عن الاطار العام لسياسة الخلافة العباسية اي تقديس الخليفة و اباحة بيع الجواري في الفضاء العام امام الجميع دون اعتبار لكرامتهن كمسلمات شريفات و دون اعتبار لمؤسسة الزواج حيث ان الجواري هن في تراثهم السلفي مجرد متاع للرجال بدون اي عقد شرعي حيث اتساءل الا يعتبر هذا التقليد الجاهلي زنا او دعارة بصريح العبارة في الخلافة الاسلامية على امتداد تاريخها المجيد بالنسبة للسلفيين ؟..
ان مشكلتنا الكبرى نحن المسلمين اليوم هي غياب نخبة دينية حداثية يمكنها قراءة القران الكريم قراءة اجتهادية و معاصرة تمنحنا الاستطاعة الكافية في بناء دولا ديمقراطية اسلامية معاصرة مثل تركيا و ايران بدرجة اقل باعتبارها دولة شيعية بالرغم من سلبياتها الكثيرة لكنها دولة لم تمنع قط النساء من ركوب السيارات و لم تعتبر الديمقراطية حراما في الدين كما هو الحال بالنسبة للسعودية و سمحت بالتداول السلمي على السلطة الخ من ايجابيات ايران الشيعية بمقارنة مع السعودية التي تتوفر على اكبر احتياطي للذهب الاسود في العالم .
غير ان النفط السعودي قد حكم علينا نحن مسلمي شمال افريقيا و الشرق الاوسط ان نبقى سجناء لاوهام التراث السلفي الرجعي حيث ان معظم الرموز الدينية بالعربية السعودية تقول ان الخلافة الاسلامية قادمة الخ من هذا التحريض العلني على الارهاب و علي كراهية الاخر عبر وسائل اعلامهم و عبر خطابهم الديني بل ان الاخطر من هذا انني سمعت منذ الصيف الماضي في احدى فضائياتهم الرسمية وصف داعش بالثوار حيث ان هذا الوصف يعطينا حقيقة جوهرية الا و هي ان السعودية تؤيد داعش و لو في الخفاء كما اعترفت بنظام الطلبان سنة 1996 بمعنى ان الوهابية العالمية هي سرطان خطير يهدد مستقبل العالم من خلال تنظيم داعش و جماعة النصرة و جماعة بوك حرام الخ. ..
اننا لا نحتاج اصلا لما يسمى بالخلافة الاسلامية كوهم متجذر في التراث السلفي الحقير بالنسبة لي خصوصا بعد قراءة كتب الاستاذ احمد صبحي منصور في هذا الموقع التنويري حيث لكل انسان الحق ان يعتقد ما شاء لكن في اطار احترام ثوابت بلاده السياسية و التاريخية الخ باعتباري مسلم علمني الوالد العزيز ان القراءة هي الوسيلة الوحيدة للوصول الى هذا المستوى المتواضع بعدما كنت معاقا غارقا في سجن ايديولوجية التخلف القروي طيلة فترة مراهقتي الحساسة.....
اعتقد ان الدعوة السلفية بصفة عامة هي فاقدة لابسط شروط الواقعية على كافة المستويات و الاصعدة بحكم ان الخلافة الاسلامية اصلا غير واردة في القران الكريم بصريح العبارة على الاطلاق بل ورد مصطلح الشورى و مصطلح ولاة الامر في كتاب الله العزيز كمفهوم غير محدد حيث يختلف من عصر الى اخر بمعنى ان الله تعالى ترك للمسلمين مجال واسع و عظيم للاجتهاد و انتاج افكار جديدة أي ان الخلافة الاسلامية ليست فريضة اسلامية على الاطلاق مثل الصلاة و الصوم بل هي حلم يستحيل تحقيقه في زمن الديمقراطيات العريقة و في حرية الاعتقاد و حرية الفكر و حرية النقد بالنسبة لي.
انني اعتقد شخصيا ان السلفية بمختلف درجاتها هي اكبر عدو للاسلام المعاصر و المسلمين ذوي الفكر الديمقراطي و العلماني مثلي الان و هي كذلك اكبر عدو للامازيغية كامتداد تاريخي للعلمانية في بلادنا حيث لا تستطيع أي سلفي ان يجد أي دليل على ان الامازيغيين كانوا خاضعين لنظام الخلافة الاسلامية من قبيل بيع الجواري و من قبيل الخلط بين الدين و السياسة العامة بل سيجد حقائق نادرة حول عبقرية حضارتنا الامازيغية المستقلة عن الشرق بعد الاسلام ....
و اختم هذا المقال المتواضع بالقول ان ما فعلته داعش الى حدود هذه الساعة من الجرائم العظمى ضد الانسانية كبشر و كحضارة يتماشى بشكل تام و واضح مع القيم الوهابية المتخلفة للغاية حيث ستشوه هذه الاعمال التخريبية صورة الاسلام كدين مليار مسلم في العالم من كل المذاهب و كل الهويات الثقافية او الحضارية حيث يجب تام الادراك ان داعش هي صناعة سعودية خالصة كما هو الحال بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين بمصر التي تعتبر منظمة ارهابية الان داخل مصر و السعودية و تنظيم القاعدة و جماعة النصرة الخ من فضلات التراث السلفي بينما الوهابية باعتبارها الاصل التاريخي و الايديولوجي لهذه التنظيمات لا تعتبر فكر ارهابي بسبب نفاق امريكا و حاجتها الشديدة الى الذهب الاسود السعودي ...
ان النقد الذاتي يعد شيئا جوهريا بالنسبة لنا كفرادى و كجماعات داخل مجتمعاتنا الاسلامية الحالية حيث علينا ان لا نرفض النقد الذاتي الهادف الى تجويد حياتنا العامة و الخاصة لا اقل و لا اكثر لان لا يمكن للمسلمين ان يتقدموا في السياق الحضاري دون تقبلهم للنقد الذاتي حيث انني لست الا انسان متواضع له سيئات كثيرة و حسنات قليلة لكنني اريد الخير لاعز الناس و اريد ان تتقدم امتنا الاسلامية في معاني الديمقراطية و حقوق الانسان حيث لن يتحقق هذا الرجاء الا بزوال الفكر الوهابي من حياتنا الدينية و الايديولوجية نهائيا ...........
المهدي مالك
اجمالي القراءات
11932
هذا كلام صحيح وأمريكا معهم لأنهم توأم للكيان الصهيونى. هذه المملكة عمرها ما قالت شيء سيء عن الكيان الصهيونى!!
ولكن العيب يقع على الشعوب العربية التى اتبعت ما يسمى بالأحاديث وهى مصيبة كبيرة جعلتنا نرجع للوراء وأصبحنا متخلفين عقليا Retards!!
وللأسف لا أرى أى أمل فى الإصلاح فهم مصرون على الباطل!!