مركز كندى: البرادعى يهدد الحكام العرب المستبدين

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٩ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اليوم السابع


مركز كندى: البرادعى يهدد الحكام العرب المستبدين

البرادعى يثير ردود أفعال عالمية

كتبت ريم عبد الحميد وإنجى مجدى

Bookmark and Share Add to Google
 
 
 

وصف مركز بحثى كندى د.محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأنه أصبح بشكل سريع أكثر الأصوات التقدمية بروزاً فى منطقة الشرق الأوسط، وقال مركز أبحاث العولمة، وهو مؤسسة بحثة مستقلة مقرها مدينة مونتريال، إن البرادعى يعبر بصراحة وبهدوء عن معتقداته أمام المواطنين، ولا يفعل ذلك بعيداً من أحد مراكز الأبحاث فى أوروبا أو الولايات المتحدة، وإنما من قلب العالم العربى.

ويرى التقرير، أن البرادعى استطاع أن يجذب حشوداً متزايدة من خلال تعبيره عن رسالته للإصلاح فى شوارع القاهرة والدلتا، متحدياً الحظر الحكومى، الذى يعاقب التجمعات الكبيرة، وتحدث كاتب التقرير رانى أميرى عن شجاعة البرادعى واتزانه فى شجب وإدانة دعم الغرب للأنظمة السلطوية فى الشرق الأوسط.

ويمضى الكاتب فى القول، إنه فى ظل ما يتمتع به البرادعى من توازن وتأييد المجتمع المدنى له، فإنه يمتلك القدرة على إحداث تغيير كبير فى مسار السياسة فى الشرق الأوسط، وفى حالة نجاح مجهوداته التى يقوم بها فى مصر ووقوفه فى وجه النظام السياسى، فإن أصداء هذا النجاح سيتردد صداها فى جميع أنحاء العالم العربى.

ولهذا السبب، وبغض النظر عن حملة النظام ضده، فإن كل الحكام المستبدين فى المنطقة يأملون فى أن يفشل البرادعى فى مساعيه لتحفيز الجماهير المصرية ودفعهم إلى العمل، خوفاً من أخطار ذلك على حكمهم.

وخلص التقرير فى النهاية إلى القول بأنه فى الوقت الذى تعصف فيه رياح التغيير التى حملها البرادعى بالمشهد السياسى فى مصر، فإن نتيجة انتخابات الرئاسة عام 2011 ستحدد ما إذا كان البرادعى سيصبح حقيقة.

ومن جهة أخرى دافع سامر شحاتة فى مقاله مجلة فورين بوليسى عن البرادعى، مشيرة إلى أنه شخصية مستقلة، التقى مع مجموعة واسعة من جماعات المعارضة الذين منهم الإخوان المسلمين، فليس هناك دليل على أن البرادعى موالياً للإخوان عن غيرهم من الأحزاب والحركات السياسية المشاركة فى الائتلاف الوطنى من أجل التغيير، وبالتأكيد لا يوجد لدى البرادعى الذى يمثل شخصية علمانية دولية خطط للانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين.

ويضيف شحاتة، أنه حتى لو فعل البرادعى هذا، فإن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر أبعد ما تكون عن التهديد المتطرف الذى صوره من قبل الكاتب إلان بيرمان بالمجلة ذاتها، كما أن الشارع المصرى الملتهب بالاحتجاجات والإضرابات، لا يحتاج إلى صحوة.

ويشير إلى أن بيرمان استند فى مقاله حول العلاقة الخطيرة التى تربط البرادعى بالإخوان إلى سعد الكتاتنى رئيس كتلة الإخوان بالبرلمان الذى حضر اجتماع البرادعى لتشكيل التحالف الوطنى من أجل التغيير، حيث ذكر الكتاتنى أن البرادعى والإخوان يتفقان فى دعوتهما للتغيير السياسى والاجتماعى، كما أيده الكثيرون من أعضاء المحظورة.

وما سبق ليس دليل على مغازلة البرادعى للإخوان، فالاجتماع ذاته حضره شخصيات وممثلو أحزاب من مختلف الأطياف السياسية المصرية، لذلك فمن المضلل بشدة الإدعاء بأن مشاركة الكتاتنى تعنى أن البرادعى يتحالف مع الإخوان بشكل خاص.

فلم يلتق البرادعى مع مرشد الإخوان الجديد محمد بديع كما لم يزر مقر الجماعة قط، ومن الجدير بالذكر أن الإخوان يؤيدون دعوة البرادعى الأساسية للإصلاح السياسى مثلهم مثل غالبية الجماعات العلمانية المعارضة فى مصر، وبناء على تصريحاته الإعلامية وخلفيته الشخصية وبرنامج التحالف الوطنى للتغيير ووجود حسن نافعة الأستاذ الليبرالى بجامعة القاهرة كمنسق للتحالف الوطنى من أجل التغيير، فإنه يتضح الاختلاف الشديد بين فكر البرادعى والإخوان المسلمين.

ومن ناحية أخرى يدافع الكاتب عن الإخوان المسلمين ويرفض وصفها بالجماعة المتطرفة، مشيراً إلى أنها حركة إصلاح معتدلة تتشكل من مهنى الطبقة المتوسطة الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى، ومن الصعب تصور تكوين ائتلاف وطنى ذى قاعدة عريضة من القوة الاجتماعية دون مشاركة جماعة الإخوان المسلمين، واحدة من نقاط الضعف فى المعارضة المصرية عدم وجود جبهة موحدة للضغط من أجل الديمقراطية.

ومثل غيرها من الأنظمة الاستبدادية، كانت حكومة مبارك فعالة فى تقسيم والسيطرة على المعارضة وهناك دلائل على أن محاولة زرع الانقسام داخل الائتلاف الوطنى من أجل التغيير، ومن دون الإخوان المسلمين، فإنه من غير المرجح وجود قوة أكبر للضغط.

وينتقد شحاتة اتهام بيرمان للشارع المصرى بأنه يقبع فى حالة سبات عميق نتيجة للقمع الذى مارسه النظام على مدى عقود طويلة، مشيراً إلى الصحوة التى تتمثل فى المظاهرات والإضرابات والاحتجاجات التى تملأ شوارع البلاد.

والكاتب سامر شحاتة هو أستاذ السياسة العربية المساعد بجامعة جورج تاون للدراسات العربية المعاصرة، وقد ألف كتاب بعنوان "تسوق الثقافة والسياسة بمصر" إلى جانب العديد من المقالات الخاصة بالسياسات المصرية.

 

 

اجمالي القراءات 3012
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق