كريستيان ساينس مونيتور": الطيب واجهة أفضل من طنطاوي ولكن لا تتوقعوا منه أن يعارض توريث الحكم

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٣ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


كريستيان ساينس مونيتور": الطيب واجهة أفضل من طنطاوي ولكن لا تتوقعوا منه أن يعارض توريث الحكم

 

كريستيان ساينس مونيتور": الطيب واجهة أفضل من طنطاوي ولكن لا تتوقعوا منه أن يعارض توريث الحكم

 
كتب رضوى جمال (المصريون):   |  24-03-2010 00:19

ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أنه في الوقت الذي تستعد فيه مصر للمعركة حول من سيخلف الرئيس حسني مبارك، فإن عملية خلافة أخرى تمت بسلاسة على رأس واحدة من المؤسسات المصرية التي طالما اعتمد عليها الرئيس لدعم وتأمين حكمه، مشيرة إلى اختيار الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر خلفا للدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية في الأسبوع قبل الماضي بالسعودية.

وقالت إن استعادة الأزهر لمكانته في مصر والعالم الإسلامي يتوقف على الطيب، بعد أن أشارت إلى أن المركز الإسلامي السني البارز كان في أحد الأيام يمتد نفوذه من المغرب إلى إندونيسيا إلا أنه فقد نفوذه في القرن العشرين بعد أن منح التلفزيون صوتاً لعلماء المسلمين خارج نطاق الأزهر وأصبح الإسلاميون ينظرون للأزهر باعتباره أحد فروع الحكومة المصرية.

ولفتت إلى أن الباحثين ينظرون إلى أن الطيب سيكون أكثر انفتاحًا من طنطاوي إلا أنه سيقف تماماً في صف الحكومة على غرار سلفه، إذ نقلت عن الباحث السياسي بجامعة كينت ستيت الأمريكية جوش ستاتشر، قوله: "الطيب واجهة أفضل للأزهر من طنطاوي، فهو شخص أكثر عولمة و دقة ويمكنه أن يتحدث بشكل أفضل ولكن لا يتوقع منه قدرًا كبيرًا من الاستقلال عن الحكومة".

وقالت إن مدة ولاية طنطاوي (1996- 2010) التي يعتبرها البعض ليبرالية جدًا بينما يعتبرها آخرون خانعة جدًا للنظام المصري كان يسيطر عليها محاولات الحكومة المصرية في مطابقة تفسيرات الأزهر الدينية مع أجندتها السياسية، وأشارت إلى أن طنطاوي سعى جاهدًا ليعرض حجة الحكومة بأن القيادة العلمانية هي أفضل لمصلحة الشعب المصري من القيادة الإسلامية كالتي يسعى لها "الإخوان المسلمون"، وإنه كثيرًا ما تعرض للهجوم بسبب اتباعه للحكومة.

في حين أكد الدكتور عمرو حمزاوي كبير الباحثين في مركز "كارنيجي" للشرق الأوسط ببيروت، أن الطيب سيواجه نفس التوترات التي واجهها سلفه من حيث اتجاه الدولة إلى تحويل الأزهر إلى أداة واستخدامه في اللحظات السياسية المهمة، ومحاولة الأزهر كمؤسسة الانسحاب من الحياة السياسية اليومية.

مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الأزهر لا يزال مركزًا إسلاميًا رائدًاً وشيخ الأزهر هو من كبار رجال الدين في مصر حيث يقدم المشورة للدولة في المسائل الدينية ويقدم الإرشاد الديني للبلد وللعالم الإسلامي، لكن منذ الخمسينيات أصبح الرئيس يعين شيخ الأزهر ويتحكم في ميزانيته مما قلص ثقة الجمهور في هذه المؤسسة.

ويقول خليل العناني الباحث بمعهد الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية التابع لجامعة درهام في إنجلترا: "غالبية الناس لا يثقون في خطاب الأزهر لأنهم ينظرون إليه على أنه الخطاب الذي يمثل الحكومة"، حسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أنه شيخ الأزهر واجه خلال ولايته اتهامات وردود فعل عنيفة بسبب بعض فتاواه الدينية التي اعتبر الكثيرون أنها تدعم سياسات الحكومة المصرية على حساب الاستقلالية و الشرعية الدينية، وأشارت إلى أن هناك آخرين يرون الجوانب الإيجابية لإرث طنطاوي الذي عارض انتشار الإيديولوجية السلفية التي تعتنقها القاعدة واتخذ موقفًا حازمًا ضد ختان الإناث.

وتساءلت عما إذا كان الطيب قادرًا على اتخاذ نهج أكثر استقلالية، لكن العناني يقول: "لا أعتقد أنه سيكون لديه الشجاعة لينأى بنفسه عن الدولية، وإذا لم يفعل ذلك لن يكون له قبول عام ولا جمهور، وسيخسرهما كما فعل سلفه".

وقالت إنه أيًا كان ما يخبئه المستقبل للطيب، فإن تعيينه جاء في وقت مهم للرئيس مبارك، فبعد أسابيع من التكهنات حول صحته بعد الجراحة التي أجراها لإزالة الحوصلة المرارية يرى الكاتب فهمي هويدي أن تعيين مبارك للطيب من مشفاه بألمانيا يرسل رسالة بسيطة: "الرئيس مبارك يدير كل شيء في البلاد مرة أخرى".

وفي إشارة إلى التكهنات في مصر حول إعداد الرئيس مبارك ابنه جمال لخلافته، يقول الباحث جوش ستاتشر إنه عندما يقتضى الأمر فإن الطيب لن يعارض توريث السلطة، و يقول ستاتشر: "لا تتوقعوا منه أن يعارض توريث الحكم".

 

اجمالي القراءات 3495
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق