الكويت نجت من كارثة "الغاز السام"... والسيـطرة موقتة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٥ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


عامر الحنتولي – إيلاف: حبس الشارع الكويتي أنفاسه وهو يتابع أنباء ومعلومات المساعي الحكومية في التعاطي مع أسوأ كارثة بيئية كادت أن تعصف بالأجواء الكويتية في وقت متأخر أمس، إذ أدى التوقف المفاجئ لمضخات قديمة ومهترئة في إرتفاع منسوب مياه الصرف الصحي في محطة المعالجة الرئيسية في منطقة مشرف في العاصمة الكويتية، وهو الأمر الذي جعل شوارع مهمة ورئيسية في الكويت، أن تغمر بالمياه الآسنة، ومهددة الأجواء الكويتية بإنتشار للغازات السامة التي تنتج عن مياه الصرف الصحي، لكن آليات الدفاع المدني والإطفاء قد نجحت في السيطرة موقتا على الحادث، وسط مخاوف كبيرة من أن يكون الحل "الترقيعي" لأجهزة وزارة الأشغال والبلدية مجرد بداية القضية لا نهايتها، على اعتبار أن ضخ مياه الصرف الصحي قد تم تحويله الى ساحل البحر لحين إصلاح المضخات المعطلة، وإعادة تشغيل محطة مشرف، لكن برزت أمس مخاوف بيئية قوية من أن يشهد ساحل الكويت تلوثا بيئيا كبيرا خلال الأيام القليلة المقبلة، وبما يهدد الثروة السمكية للبلاد، ويؤدي الى نفوقها.
وبعد دقائق قليلة من الحادث إكتشفت وزارة الأشغال أن أجهزة الضخ البديلة في المحطة متوقفة عن العمل بفعل أعطال قديمة لم يجر صيانتها، والتعاطي معها منذ أشهر عدة، وهو الأمر الذي إعتبرته صحف كويتية صادرة اليوم بأنه "قمة الإهمال الحكومي:، لكن وزير الأشغال والبلدية المهندس فاضل صفر أكد أن تحقيقا سيفتح لمعرفة المتسبب في الإهمال، وعدم إجراء الصيانة الدورية لأجهزة ومعدات الضخ، فيما قال المدير العام لجهاز الدفاع المدني والإطفاء الكويتي اللواء جاسم المنصوري أن الأبخرة والغازات المتصاعدة في الجو بعد الحادث كانت خطيرة جدا وفقا للمعايير والتصنيفات العالمية، إذ أن المسموح عالميا من إنبعاث الغازات السامة هو 30 جزء من المليون، لكن الأبخرة السامة التي رصدت أمس في الأجواء كانت أكثر من 1200 جزء من المليون، وهي تعني أن كارثة كانت في طريقها للأجواء الكويتية لولا عناية الله، مؤكدا أن رجال الإطفاء إرتدوا قبعات وأقنعة خاصة خلال المساعي لتصريف مياه الصرف الصحي، وخفض إرتفاعها لتمكين الأجهزة الفنية من معاينة الأعطاب التي أصابت المضخات.
ووفقا لمعلومات "إيلاف" فإن وزارة البلدية والأشغال قد تلقت البارحة تحذيرات من جهات محتصة فحواها أن إستمرار محطة مشرف معطلة أكبر وقت ممكن من شأنه أن يشكل ضغوطات على محطات الصرف الصحي الأخرى المنتشرة في الكويت، وهو ما يعني تكرر المأساة خلال المرحلة المقبلة، في حين أن المحطات الأخرى قد لا تكون أحسن حالا من ناحية الجاهزية والصيانة، وكذلك من ناحية سلامتها وملاءمتها لضغوطات إضافية، خصوصا وأن تحويل الجزء الأكبر من مياه الصرف الصحي الذي كانت تتعامل معه المحطة المعطلة قد تم بإتجاه محطة مطار الكويت الدولي، وإذا ماقدر للمحطة الموجودة في المطار الدولي الوحيد أن تعاني نفس الخلل مستقبلا، فإن ذلك من شأنه تعطيل الملاحة الجوية، وغرق المدرجات بمياه الصرف الصحي، وهو ما يستدعي في حال حدوث هذا السيناريو صيانة واسعة للمدرجات، وهو الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا جدا.
وفي ساعات المساء أمس بدت شوارع تجارية مهمة في منطقة السالمية –العصب التجاري للكويت- مغمورة بمياه آسنة، مما حال دون إنسياب حركة السير المزدحمة أساسا في ساعات ما بعد الإفطار في العاصمة الكويتية، إذ شوهدت سيارات النجدة والمرور تنظم عملية السير، فيما تولت مضخات جوالة شفط المياه من الشوارع في مسعى لتأمين حركة السير، لكن المنتظر الآن هو أن تهيئ هذه الحادثة الأجواء أمام هجوم شامل من قبل البرلمان الكويتي ضد وزارة الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي خلال الساعات المقبلة، على خلفية التقصير والإهمال الذي إتضح للجميع أمس في المحطة التي توقفت عن العمل، ومن دون إنتظار نتائج التحقيقات، علما أن الوزير صفر ثمة من يحصي حركاته وسكناته منذ أسابيع عدة بغية إصطياده، ودفعه الى منصة الإستجواب في دور الإنعقاد المقبل.
يشار الى أن جهات برلمانية عدة كانت قد ناشدت خلال السنوات الماضية الحكومة وضع خطط لإجراء صيانة عاجلة لمعظم محطات وشبكات الصرف الصحي، درءا لحوادث مفاجئة قد تقع و تسبب كوارث بيئية ضحمة.
اجمالي القراءات 1124
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق