كارثة جديدة .. حريق كبير بوسط القاهرة

اضيف الخبر في يوم السبت ١٤ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: محيط


كارثة جديدة .. حريق كبير بوسط القاهرة

كارثة جديدة .. حريق كبير بوسط القاهرة

محيط : جهان مصطفى - محمد مفتاح

 
  ألسنة اللهب تتصاعد من العمارة    
القاهرة : تمكنت قوات الدفاع المد ني بالقاهرة من السيطرة على الحريق الذي اندلع بالعمارة رقم 59 بشارع رمسيس ، وبدأت في مرحلة تبريد المبنى .

وصرح محافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير بأنه من الصعب التنبؤ  في الوقت الحالي بأسباب الحريق ، مشيرا إلى أن المصابين تم نقلهم لمستشفى شبرا ، فيما تم نقل أحد ضباط الشرطة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة .      

وكان حريق كبير قد اندلع عصر اليوم السبت  في العمارة رقم 59 بشارع رمسيس أمام دار القضاء العالي بمنطقة الإسعاف وسط  القاهرة ، مما أدى إلى إصابة 8 أشخاص بينهم ضابط شرطة ، كما وقعت 11 حالة اختناق تمت معالجتها في مكان الحادث ، بينهم لواء شرطة .

وبدأ الحريق في مخزن لإطارات السيارات بالطوابق الثاني والثالث والرابع ، مما صعب من مهمة رجال الإطفاء في السيطرة عليه لحوالي ثلاث ساعات.

وتوجهت على الفور إلى مكان الحادث 35 سيارة إطفاء وإسعاف ، وانتقل أيضا محافظ القاهرة والقيادات الأمنية بمديرية أمن القاهرة على رأسها اللواء إسماعيل الشاعر مدير الأمن واللواء فاروق لاشين مدير مباحث العاصمة واللواء محمد نصير مدير الإدارة العامة لمطافيء القاهرة .
وبذلت قوات الدفاع المدني جهودا كبيرة للسيطرة على الحريق وتطويقه لمنعه من الامتداد إلى العقارات والمحلات المجاورة ، خاصة وأن المنطقة تكتظ بعدد كبير من المحلات التجارية والمطاعم ، ويتوافد عليها أعداد كبيرة من المواطنين يوميا للتسوق، كما تضم عددا كبيرا من المنشآت الحيوية والمؤسسات الهامة مثل مبنى دار القضاء العالي الذي يضم مكتب النائب العام ومحكمة النقض ، بالإضافة إلى نقابتي المحامين والصحفيين، فضلا عن أن العقار الذي نشب به الحريق أثري ويتم ترميمه ويتبع مشروع تطوير عقارات منطقة القاهرة الخديوية.

وكانت منطقة وسط القاهرة قد شهدت أيضا في 28 سبتمبر الماضي حادثا مماثلا ، إثر اندلاع النيران في القاعة الرئيسية بالمسرح القومي في منطقة العتبة ، الأمر الذي أدى إلى سقوط القبة الرئيسية للمسرح الذي تأسس في ثلاثينيات القرن الماضي ،  بالإضافة لتدمير قاعة جورج أبيض وقاعة عبد الرحيم الزرقاني ، وتدمير ملابس تاريخية وتراث مؤسسي وعباقرة المسرح القومي مثل يوسف وهبي ، كما امتدت النيران  إلي المبانى السكنية المجاورة وأحدثت بها حرائق محدودة تم التعامل معها بسرعة .

وأعلنت السلطات أن الحريق لم يكن بسبب ماس كهربائي وإنما نجم عن وجود مجموعة من عمال اللحام كانت تعمل بالستارة الرئيسية للمسرح ، ونشب حريق بالستارة بسبب شرارة اللحام امتد بعدها للقبة الرئيسية وانفجرت أجهزة تكييف على إثر ذلك .

وكشف تقرير المعمل الجنائي حول حريق المسرح القومي عن تعطل أجهزة إنذار الحريق الموجودة في المسرح أثناء الحريق ، وجاء في التقرير الذي تسلمته نيابة وسط القاهرة أن خزانات المياه الموجودة في المسرح كانت مغلقة ولم تستخدم في عملية إخماد الحريق.

واتهمت نيابة وسط القاهرة الموظفين بالمسرح ، باسم بطرس ميخائيل، مدير خشبة المسرح القومي، ومحمد بكري، مهندس الصيانة بالمسرح بالتسبب في حريق المسرح بسبب إجرائهما توصيلات كهربائية داخل المسرح دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ووجهت إليهما تهمة الإهمال الجسيم.

وكان حريق المسرح القومي هو الثاني من نوعه الذي يندلع في مبان حكومية خلال شهر بعد حريق مجلس الشوري في 19 أغسطس الذي سبب خسائر مادية فادحة ، كما أدى إلى مصرع شخص وإصابة 17 أغلبهم من رجال الإطفاء .
وقد عاشت منطقة وسط القاهرة خلال هذا الحريق حالة تأهب واستنفار تحسبا لامتداد حريق مجلس الشورى للمباني المجاورة وخاصة مجلس الشعب، فقد ظلت النيران مشتعلة بأحد مباني المجلس وهو مبنى وزارة الري القديم على مدى 14 ساعة متواصلة قضت خلالها على المبنى بأكمله .

وأدى الخوف من تطاير الشرر من المبنى المحترق للمباني المجاورة، إلى قضاء عدد من سكان هذه المباني ليلتهم في الشوارع، فيما استعد العديد للفرار متذكرين حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 .

وأعلن مصدر أمنى أنه لم تتوافر أي مؤشرات لوجود قصد جنائي وراء الحريق، مرجحا أن يكون الحريق نتج عن أعمال الصيانة التي كانت تجري منذ يوليو الماضي بالمبنى استعدادا لافتتاح الدورة البرلمانية في نوفمبر المقبل.
ووفقا للمصدر فإن سبب انتشار الحريق بسرعة كبيرة أن معظم مكونات المبنى من الأخشاب فضلا عن المواد سريعة الاشتعال المستخدمة في أعمال الصيانة وتزايد حركة الهواء .

موعد مع الحرائق

والحرائق السابقة في منطقة وسط القاهرة جاءت فى إطار سلسلة من الحرائق التى شهدتها مصر فى السنوت الأخيرة، حيث اندلع حريق هائل بمبنى دار القضاء العالي بوسط العاصمة المصرية القاهرة في 23 مارس 2008, وطال مكاتب التوريدات والسجن الموجود بالمقر مما هدد بفقد آلاف الوثائق المهمة ووقوع ضحايا بين بعض المسجونين.

كما شب حريق في مجمع "سيتي ستارز" أحد أكبر المراكز التجارية والترفيهية بالقاهرة في 19 نوفمبر 2007 ، وذكر مسئولون بالإدارة العامة للدفاع المدني وقتها أن الحريق اندلع في مطعم قيد الإنشاء بالطابق الخامس بالمجمع الواقع بحي "مدينة نصر"، وتمكنت فرق الإطفاء من محاصرة النيران وإخمادها قبل امتدادها إلى باقي المحال.

محرقة بني سويف

وفي 3 سبتمبر 2005 ، شب حريق ضخم فى قصر ثقافة بنى سويف أثناء عرض مسرحية بعنوان "حديقة الحيوان" ، مما أدى مقتل 32 شخصا كان من بينهم شخصيات بارزة مثل أستاذ الدراما في المعهد العالمي للمسرح التابع لأكاديمية الفنون والممثل والمخرج محسن مصيلحي صاحب التأثير الكبير في الأوساط الطلابية وكذلك المخرج بهاء الميرغني الناشط في الحركة الطلابية في السبعينيات.

وتسببت النيران أيضا فى قتل أسماء لامعة في عالم النقد والكتابة المسرحية مثل أستاذ النقد في أكاديمية الفنون حازم شحاتة وزميله الناقد والأستاذ في نفس المعهد مدحت أبو بكر، إضافة إلى نزار سمك الذي كان من أبرز مؤسسي مهرجان نوادي المسرح قبل 15 عاما , وأستاذ المسرح المتميز صالح سعد.

قطارات الموت

ولم تقتصر الحرائق في مصرعلى المبانى فقط بل امتدت أيضا إلى وسائل المواصلات العامة والمقصود هنا كارثة قطار الصعيد.

ففى 20 فبراير 2002 ، استيقظت مصر على كارثة إنسانية عندما شبت النيران بقطار الركاب رقم 432 القاهرة - أسوان عند بلدة كفر عمار مركز العياط وكان يضم 11 عربة التهمت النيران 7 عربات منها ، أحدها من الدرجة الثانية والباقى درجة ثالثة وكان القطار مزدحماً بالمسافرين العائدين لقضاء إجازة العيد وقتها ، مما أدى إلى مقتل370 شخصا وإصابة المئات فى أسوأ حادث من نوعه منذ تأسيس نظام السكة الحديد قبل 150 عاما فى مصر.

وفي الكوارث السابقة، كان الإهمال هو السبب الرئيس، ويأتي الماس الكهربائي بالمرتبة الثانية ، وللأسف فإن التقصير في محاسبة المسئولين عن تلك الحوادث سمح بتكرارها ، ويبقى التساؤل الذي يشغل الجميع ، أين ومتى سيكون الحريق القادم ؟، وكم سيكون عدد الضحايا ؟ ، فمصر أصبحت على موعد مع الحرائق.

اجمالي القراءات 1986
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق