6 نصائح لحماية عقلك من أمراض الشيخوخة في المستقبل

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٢ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


6 نصائح لحماية عقلك من أمراض الشيخوخة في المستقبل

تشكل الأمراض العقلية المتعلقة بالتقدم في السن هاجسًا كبيرًا بالنسبة للجميع، من منا لا يخشى أن يصاب بألزهايمر، أو الخرف، أو غيرهما من الأمراض التي تجعل الحياة جحيمًا لكل المصابين بها، تخبرنا الدراسات العلمية أنه ليس من الضروري أن يكون التقدم في السن ملازمًا لهذا النوع من الأمراض العقلية سيئة السمعة.

الكثير من الناس، مع بعض العادات الجيدة، يكونون أكثر قدرة على حماية أنفسهم من الأمراض العقلية المرتبطة بالشيخوخة والتقدم في العمر؛ فبعض الناس في الستينيات والسبعينيات من أعمارهم يكونون قادرين على اجتياز اختبارات للذاكرة كما لو كانوا في العشرينيات من أعمارهم. بالطبع هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تساهم في التعرض للأمراض العقلية المرتبطة بالتقدم في السن، لكن الأمر المُبشر أن نسبة 25% فقط من هذه العوامل هي جينية، بينما 75% منها متعلقة بطريقة الحياة، وهي الأمور التي يمكن التحكم فيها ببذل بعض الجهد. سنناقش في هذا التقرير بعضًا من تلك الأشياء التي يجب أن نقوم بها لكي نحافظ على صحة أدمغتنا وشبابها، والأهم بالطبع تجنب الأمراض العقلية المرتبطة بالشيخوخة.

1. حافظ على ضغط دمك

تشير الدراسات العلمية إلى أن ضغط الدم المرتفع أثناء فترة الشباب يؤثر بشكل كبير في احتمالية التعرض لنقص القدرات المعرفية في السن الكبيرة. تشير الأدلة العلمية المتاحة إلى أن التحكم في مؤشرات القلب والأوعية الدموية، وعلى رأسها التحكم في ضغط الدم، من شأنها أن تحافظ على صحة الدماغ عندما يتقدم الأشخاص في العمر. حاول الباحثون في هذه الدراسات النظر إلى الفترات التي يستمر فيها ضغط الدم مرتفعًا، ومدى الضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه هذا الارتفاع من مشاكل إدراكية.

 


تبدو العلاقة بين الدماغ والأوعية الدموية واضحة من حيث كون الدماغ أحد أكثر الأعضاء التي تستقبل الدماء في جسم الإنسان؛ فمع وزنه الذي يبلغ 2% فقط من وزن الجسم، يستقبل الدماغ ما يقارب 20% من الدماء التي تدعم الجسم كله. تحمل الأوعية الدموية إلى الدماغ الدم الغني بالأكسجين والجلوكوز وبقية المواد المهمة لعمله. من أجل الحفاظ على ضغط الدم في المستويات الطبيعية تنصح الدراسات بالحفاظ على الوزن المقبول للجسم، وممارسة الرياضة باستمرار، وكذلك تقليل التعرض للضغط، والحصول على حميات غذائية جيدة.

 

2. التحكم في مستوى الكوليسترول

الجميع يعلم أن المستويات العالية من الكوليسترول قد تكون شيئًا سيئًا للجسم، لكن الدراسات والأدلة العلمية تضيف شيئًا أكثر وضوحًا؛ وهو أن المستويات العالية من الكوليسترول، من النوع السيئ، قد تتسبب في ظهور واحدة من أهم العلامات التي تدل على تطور مرض ألزهايمر في الدماغ. هذه العلامة هي ظهور تشابكات ضارة من البروتين داخل خلايا الدماغ، هذه التشابكات التي تسمى «صفائح بيتا أميلويد» (beta amyloid plaques) هي واحدة من العلامات المحسوسة على تطور مرض ألزهايمر.

 


وجدت الدراسات أن زيادة نسبة «البروتين الدهني منخفض الكثافة» (low density lipoprotein)، أو ما يعرف بالكوليسترول غير الصحي، والذي يوجد بكثرة في اللحوم الحمراء، تؤدي إلى زيادة التشابكات الضارة في الدماغ، لكن الأسباب المباشرة لهذا الرابط تبقى غامضة إلى الآن.

 

توصي الدراسات بالحفاظ على حمية غذائية مناسبة للحد من زيادة نسبة هذا النوع من الكوليسترول في الدم، وكذلك ممارسة الرياضة، والحد من التبغ بكل الأشكال قد يكون طريقًا إضافية للتحكم في نسبة الكوليسترول بالدم. إن كنت تعاني نسبة عالية بالفعل؛ فمن الأفضل أن تستشير طبيبك الخاص.

3. اخلق صداقات جديدة

يصر علماء الأعصاب على أن التوسع في تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية الصحية قد يكون المفتاح السحري للحفاظ على صحة الدماغ. في إحدى الدراسات المهمة التي نُشرت عام 2012، توصل الباحثون إلى أن البقاء وحيدًا قد يكون سببًا في زيادة نسبة التعرض للمرض العقلي إلى 65%.

يقول البروفيسور جيمس جودوين، كبير العلماء المتخصصين في مؤسسة «Age UK» البريطانية: «إنه أمر لا يصدق، لكننا نعلم أن الوحدة أسوأ لصحتك من تدخين 15 سيجارة في اليوم وأن تكون مدمنًا، أو أن تعاني من السمنة المفرطة».

 


تمت دراسة مخاطر التعرض للاكتئاب والمرض العقلي ومعدلات الوفيات العالية بين 2173 من المواطنين الهولنديين في سن 65 عامًا أو أكبر من ذلك، والذين لا يعانون من أي أمراض عقلية، ثم قاموا بفحص صحتهم مرة أخرى بعد ثلاث سنوات. اعتبرت الدراسة أن الشعور بالوحدة، والذي يمكن تعريفه بأنه مظهر من مظاهر التدهور في العلاقات الاجتماعية، هو مظهر من مظاهر التغير في الشخصية المصاحب لعملية الخرف لدى كبار السن. خلصت الدراسة إلى أن الشعور بالوحدة قد يكون عاملًا حاسمًا في التعرض للأمراض العقلية، سواء كان الشخص يعاني من أمراض الأوعية الدموية والاكتئاب، أو لا.

 

اقرأ أيضًا:

4. لا تتوقف عن ممارسة الرياضة

بشكل بسيط، يمكننا رؤية العلاقة الواضحة بين ممارسة التمارين الرياضية، وتحفيز أنظمة القلب والأوعية الدموية؛ وما يتبع ذلك من وصول إمدادات الدم المطلوبة لكي يقوم الدماغ بكل وظائفه بشكل فعال، ومن هذه العلاقة يبدو جليًا أن ممارسة الرياضة بانتظام قد تكون العادة ذات الأهمية القصوى في الحفاظ على صحة الدماغ، وحمايته من الأمراض العقلية. فائدة أخرى تقدمها ممارسة الأنشطة الرياضية، وهي أن العضلات بعد ممارسة الرياضة تفرز بروتين يسمى «cathepsin B»، وهو البروتين الذي يحفز نمو خلايا الدماغ بحسب المعهد القومي للشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية.

 


كان الاعتقاد بأن أدمغة البالغين لا يمكن أن تنمو بها خلايا عصبية جديدة سائدًا لفترات طويلة من الزمن، حتى تم إثبات أن ممارسة التمارين الرياضية تحفز نمو هذا النوع من الخلايا داخل أدمغة البالغين، وتنمو هذه الخلايا العصبية المصاحبة لممارسة التمارين الرياضية في الأماكن الخاصة بالذاكرة في الدماغ البشري. تقوم الخلايا غير العصبية وغير الناضجة في أدمغة البالغين بالاستجابة لمحفزات نمو البروتين التي يتم إنتاجها أثناء النشاط البدني القوي، وتقوم محفزات نمو البروتين هذه بتحفيز الخلايا الأم على إنتاج خلايا عصبية جديدة في مناطق معينة بالدماغ.

 

اقرأ أيضًا: 

5. ابتعد عن التبغ بكل أشكاله

أحد أهم السلوكيات التي يمكن أن تساهم في حفظ صحة الدماغ هي الابتعاد عن التدخين ومنتجات التبغ المختلفة؛ إذ وجدت الدراسات الرصدية (Observational studies) أن الأشخاص الذين يدخنون يكونون أكثر عرضة لتكوين جميع أنواع المرض العقلي، ويكونون أكثر عرضة للتعرض لمرض ألزهايمر خاصة، بنسبة 79% مقارنة بالأشخاص غير المدخنين. يحتوي دخان السجائر على أكثر من 4700 مكون كيميائي، وبينما لا يعرف العلماء بالتحديد دور كل منها في زيادة خطر التعرض لألزهايمر وبقية الأمراض العقلية، إلا التبغ بالتحديد قد يكون المتهم الأبرز.

 


يتسبب التبغ في إحداث أضرار بالغة بالدماغ البشري بطرق مختلفة، بعضها تم رصده رصدًا مؤكدًا. تقترح بعض الدراسات أن التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بألزهايمر عن طريق زيادة معدل الأكسدة «oxidative stress»، ويعتبر المدخنين أيضًا أكثر عرضة لمشكلات الضعف الإدراكي الناتجة من السكتات الدماغية الصغيرة، وتصلب الشرايين.

 

6. تعلم أشياء جديدة

حاول الكثير من العلماء على مدار العقود الماضية إجراء العديد من الدراسات التي تتضمن استخدام «الرنين المغناطيسي الوظيفي» (FMRI) أو «التصوير المقطعي البوزيتروني» (positron emission tomography) للنظر في خريطة نشاط الخلايا الدماغية أثناء أداء المهام المختلفة. قام ناثان سبرينج، عالم الأعصاب في جامعة كورنيل، بدراسة موسعة شملت كل هذه الدراسات للخروج بالنتائج حول التغييرات التي تحدث في الدماغ عندما نتعلم شيئًا جديدًا. وجد سبرينج أن مناطق الدماغ التي تسمح للناس بالانتباه تصبح أكثر نشاطًا عندما نبدأ في تعلم شيء جديد، لكن هذه المناطق تصبح أقل نشاطًا بمرور الوقت عندما نعتاد على القيام بهذه المهام.

 


خلصت الدراسة التي قام بها سبرينج إلى أنه عندما نتعلم شيئًا جديدًا، تصبح الخلايا التي ترسل وتستقبل المعلومات حول المهمة التي نقوم بها أكثر كفاءة، ويصبح إرسال الإشارات للخلية التالية بشأن ما يحدث أكثر سهولة بالنسبة لهذه الخلايا، وبهذه الطريقة تصبح الخلايا العصبية أكثر ارتباطًا. توصي هذه الدراسات بشكل عام أن نستمر في تحفيز الخلايا العصبية والدماغ عن طريق تعلم أشياء جديدة طيلة الوقت، وإقحام الدماغ في مهمات وتحديات جديدة ترفيهية أو تعليمية. ستكون ألعاب الفيديو الجديدة شيئًا مفيدًا في هذه الحالة، وكذلك التسجيل في كورس تعليمي جديد، أو تعلم آلة موسيقية جديدة، المهم أن نتأكد من وقت لآخر أن عقولنا تحصل على التحفيز الكافي لاستمرار نموها وتنشيطها.

اجمالي القراءات 1514
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق