إقالة محافظ البنك المركزى الأردنى بعد تصديه لفساد الملك

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢١ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: القدس العربى


إقالة محافظ البنك المركزى الأردنى بعد تصديه لفساد الملك

تكهنات بعد إقالة محافظ البنك المركزي.. وشبيلات يؤكد ان السبب اصرار ه على ادخال المنحة السعودية بالخزينة
عاصفة في الاردن بعد استقالة ليلى شرف من 'دولة الفساد'
2011-09-20

عمان ـ 'القدس العربي' ـ من بسام البدارين: التفسخ هذه المرة أصاب واحدة من أقرب الحلقات لقمة مؤسسة القرار في الدولة الأردنية، فقد سجلت المرأة الأبرز في مؤسسة الحكم الأردنية ليلى شرف مفاجأتها الثقيلة عندما استقالت صباح أمس الثلاثاء من عضوية مجلس الأعيان محدثة هزة سياسية من طراز رفيع في إطار تداعيات 'إقالة' نجلها الوحيد الشريف فارس شرف من منصبه قبل ثلاثة أيام كمحافظ للبنك المركزي.
وعبثا حاول رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ثني سيدة الحكم القوية ووزيرة الإعلام السابقة عن قرارها تجنبا للتداعيات الفضائحية، لكن المرأة المعنية رفضت الاستجابة وألقت وسط الرأي العام مفاجأتها الثانية التي لا تقل قسوة عن الاستقالة عندما قالت: لا أريد الاستمرار في منصبي في ظل دولة الفساد.
طبعا لم توضح شرف وهي سياسية محنكة ومخضرمة على صلة قوية جدا بالقصر والعائلة المالكة مقاصدها، لكنها شرحت بأن نجلها محافظ البنك المركزي السابق أقيل من منصبه بسبب تصديه للفساد، ثم سجلت المفاجأة الثالثة عندما قالت: أتحدى من أقالوا ابني الكشف عن الأسباب الحقيقية.
كل ذلك حصل دراماتيكا صباح الثلاثاء وبعد ساعات فقط من سهرة ليلية كشف فيها المعارض المقرب من عائلة شرف أصلا ليث الشبيلات امام الجماهير السبب الكامن، كما قال، حول إقالة المحافظ السابق للبنك المركزي، حيث قال شبيلات امام نحو 2000 من أنصاره في حي الطفيلة في عمان العاصمة: الشاب شرف أقيل لانه شريف ولانه أصر على إدخال المنحة السعودية إلى الخزينة العامة.
وما كشفه شبيلات شكل بؤرة الإثارة في موضوع البنك المركزي الأردني الذي أصبح اليوم وخلال ساعات فقط مسألة الساعة وقضية رأي عام وفي التفاصيل كشفت ليلى شرف خلال مناقشاتها مع طاهر المصري الشعرة التي قصمت ظهر البعير ودفعتها لمغادرة مساحة الصمت عندما قالت: عائلتنا الصغيرة لا تسمح بوجود قوة أمنية على بوابة البنك المركزي تخطط لمنع ابني من الدخول إلى مكتبه. وأضافت: هذه الإهانة لا يقبلها ابني ولا زوجي الراحل عبد الحميد شرف ولا أنا.
وكان الناطق الرسمي عبد الله أبو رمان قد نفى منع المحافظ السابق للبنك المركزي فارس شرف من دخول مكتبه بالقوة الأمنية في تصريح علني، لكن النفي لم يبدد المسألة فقد ثبت بالوجه القاطع أن حكومة الرئيس معروف البخيت ارتكبت 'خطيئة بيروقراطية' ستكون لها آثار كبيرة لسنوات عندما قررت إجبار شرف على الاستقالة ومنعته بالقوة من دخول مكتبه، كما شهدت نائبته خلود السقاف وهي ابنة محمد السقاف الوزير والمستشار الأسبق والشهير للأمير حسن بن طلال التي منعت هي الأخرى.
ومقابل كل ذلك تصمت الحكومة تماما ولا تقدم للرأي العام الذي نهشته الشائعات أي رواية او معلومة رسمية حول مبررات وأسباب الإطاحة بشرف، خصوصا ان منصب محافظ البنك المركزي بقي دوما أكثر المناصب العليا استقلالية وانعزالا عن التجاذبات بين مراكز القوى بسبب حساسيته، فيما تبين ان عقد العمل مع المحافظ المقال بالقوة الجبرية مدته خمس سنوات فقد عين الرجل في موقعه قبل عشرة أشهر فقط، وهذا يعني ان الحكومة ستدفع من الخزينة بدل العقد.
والتداعيات كهربت الأجواء مجددا وسط شارع تتمحور كل جهوده حاليا حول فكرة محاربة الفساد وبعد الاطاحة بالمحافظ الشاب المعروف بنزاهته وبقائه في ظل الأحداث أصبح بين يدي الحراك الشعبي الآن قصة جديدة يتحدث عنها حيث تكاثرت التداعيات فلوحت كتلة التغيير البرلمانية بحجب الثقة عن الحكومة إذا لم تشرح أسباب التغيير في البنك المركزي.
وحمل رئيس اللجنة المالية الأسبق للبرلمان خليل عطية الحكومة مسؤولية الفوضى والشائعات وقال لـ'القدس العربي': لا تستطيع إقالة رجل بمنصب محافظ البنك المركزي بدون شفافية ومصارحة.. هذا يضر بالإصلاح والاستثمار ولابد للرأي العام أن يعرف الأسباب وإلا ستحصد الشائعات مصداقية الدولة.
وفي الأثناء وجهت لجنة المتقاعدين العسكريين وهي قوة أساسية في الحراك رسالة تحية للمحافظ الشاب المقال وأشادت بدوره في حماية مصالح الشعب والمال العام فيما غرق الشارع بالتكهنات عن الإطاحة بالمحافظ بسبب إصراره على تحويل قضية قيمتها 100 مليون دولار إلى النيابة بتهمة غسيل الأموال لكن يبقى رغم كل ذلك الحدث الأهم هو حالة التفسخ والانسلاخ للمرأة القوية في الحكم الأردني ليلى شرف بعد ما حصل مع نجلها.

اجمالي القراءات 3370
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق