منظمة اطباء بلا حدود : المخابرات البحرانية تستخدم المستشفيات كطعم لاصطياد الجرحى

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٠ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عرب تايمز


منظمة اطباء بلا حدود : المخابرات البحرانية تستخدم المستشفيات كطعم لاصطياد الجرحى


April 10 2011 09:38

 

أخمدت حملة عنيفة شنها حكام البحرين السنة حركات معارضة لكنها ايضا نفرت أغلبيتها الشيعية مما يفاقم خطر نشوب حرب أهلية قد تهدد استقرار المنطقة المنتجة للنفط.ويقول الشيعة الذين يشتكون منذ فترة طويلة من التمييز الاقتصادي والاجتماعي إن تبعات الحملة على المحتجين الداعين للديمقراطية اكثر قتامة فشاع اعتقال اشخاص واختفاء البعض وفصل مئات أغلبهم من الشيعة من وظائفهم.ويفضل الكثير من الشيعة التزام منازلهم بدلا من المرور بنقاط التفتيش المنتشرة في أنحاء العاصمة حيث يقولون إنهم يخشون من التعرض للضرب او الاختفاء

ويتبادل الناس رسالة على موقع تويتر تقول "أعد إرسال هذه الرسالة اذا كنت تشعر بأنك غير آمن في بلدك".وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن الشرطة قامت بعمليات تمشيط في المستشفيات بحثا عن إصابات تشير الى المشاركة في الاحتجاجات مما أثنى الناس عن الذهاب للعلاج وأضافت أن المنشآت الصحية تستغل كطعم لتحديد هويات الناس واعتقالهم.وقال مطر ابراهيم مطر عضو جمعية الوفاق الوطني اكبر جماعة شيعية معارضة إن الأمر وكأن هناك رغبة في القضاء على الشيعة ليس من خلال القتل وإنما يفصل الناس من وظائفهم ويخشون من أنهم اذا تركوا منازلهم فسيعتقلون.وتابع بأن الأمر وكأن هناك رغبة للخلاص من الشيعة في المجتمع

وفي مارس أزالت القوات البحرينية تمثال اللؤلؤة من دوار "ساحة" اللؤلؤة الذي يحمل اسمه والذي تجمع حوله المحتجون بعد أن قتل نحو 13 متظاهرا وأربعة من الشرطة في اشتباكات لإخلاء الدوار. لكن حتى الآن تقول جمعية الوفاق إن جثثا تظهر تحمل آثار ضرب وأعيرة نارية.وحين بدأت الاحتجاجات قالت البحرين إنها ستجري إصلاحات وإنها ستجري حوارا متى يعود الهدوء لكن محللين يقولون إن الحملة التي شنتها لاستعادة الأمن ربما تكون مقامرة تندم عليها الحكومة فيما بعد

وقال شادي حامد مدير مركز بروكينجز بالدوحة "استراتيجية النظام البحريني خطيرة على المدى الطويل... المعارضة اضطرت للرضوخ لكن هذا لن يدوم... البحرين تنزلق الى حرب اهلية منخفضة الكثافة وليس لها نهاية في المستقبل المنظور".وقد يذكي التيار الطائفي المحتدم التوتر بين دول الخليج وايران.وردت البحرين التي كان ينظر اليها كمركز مالي مفتوح وليبرالي بعنف بعد أن منع محتجون الدخول الى المنطقة المالية بها في منتصف مارس. واستدعت قوات من دول خليجية مجاورة منها السعودية.وأذهلت الخطوة الشيعة الذين يمثلون 60 في المئة على الأقل من السكان وأغضبت ايران

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات يوم الأربعاء إن هذا "قد يقضي على االآمال في انتقال سلمي في البحرين ويحول حركة الجموع من أجل الإصلاح الديمقراطي الى صراع مسلح الى جانب تحويل صراع سياسي داخلي الى صراع إقليمي".ويقول مواطنون من الأقلية السنية بالبحرين ومن دول مجاورة يقودها السنة إن التعامل بحزم كان لازما لاستعادة الأمن. وتقول المعارضة إن هذا شكل من أشكال القمع ينطوي على مجازفة.وقال مطر من جمعية الوفاق إن هناك مخاوف من احتمال أن يلجأ الناس للعنف مضيفا أنه حتى لو كان هذا ما يريدون أن يفعلوه فإن الحكومة تقمع كل شيء

ويقول محللون إن البحرين التي تكررت فيها الاشتباكات بين محتجين شيعة شبان على مدى سنوات لكنها لم تشهد احتجاجات بهذا الحجم تلعب لعبة خطيرة وحذروا من أن عواقب الضغط على الشيعة قد تكون وخيمة.وقالت جالا رياني من مؤسسة "آي.اتش.إس" جلوبال انسايت لاستشارات المخاطر في لندن "سيسهم هذا في شكوى الشيعة من التمييز ويوفر لهم دليلا واضحا على أن النظام يفرق بينهم وبين الموالين". وأضافت "اتباع هذه الاستراتيجية ينطوي على مخاطرة شديدة".وحذرت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات من أن حرص السعودية على إخماد الاحتجاجات الشعبية في البحرين لكسر شوكة سكانها الشيعة بشرق المملكة المنتج للنفط يمكن أن يفاقم التهديد الذي تريد سحقه. ونظم الشيعة في العراق والكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية عدة تجمعات حاشدة تضامنا مع شيعة البحرين

وقالت رياني "الحملة الوحشية التي شنتها البحرين والتدخل السعودي يشعلان النيران التي تريد الدولتان إخمادها... باختصار فإن التدخل حقق على الأرجح عكس ما كان مستهدفا منه".وقال حامد من مركز بروكينجز إن الولايات المتحدة التي يتمركز أسطولها الخامس في البحرين "أخطأت خطأ جسيما في حساباتها" عندما اكتفت بالانتقاد ولم تساند مطالب المحتجين كما فعلت مع الانتفاضات التي اجتاحت شمال افريقيا.وأضاف "نتيجة لعدم مساندتها لمطالب المحتجين ستظل البحرين مهددة بالصراع والأزمة والفوضى باستمرار. هذا غير مفيد للاستقرار او الأمن بالمنطقة ومن المؤكد أنه غير مفيد للمصالح الأمريكية".ولن تفوت ايران التي كانت زعمت أحقيتها بالبحرين فيما مضى الفرصة للضغط على السعودية والولايات المتحدة

وتعتبر الرياض وواشنطن أن البحرين وأسرتها الحاكمة حائط الصد ضد ايران الشيعية وهي منطقة عازلة تريدان الحفاظ عليها.وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في الرياض الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة تملك "أدلة" على أن ايران تحاول استغلال الوضع في البحرين.وشبت حرب كلامية بشأن ما وصفته دول الخليج بتدخل ايران بعد أن حذرت لجنة برلمانية بإيران من أن السعودية "تلعب بالنار" بإرسالها قوات الى البحرين.وقالت رياني من مؤسسة آي.إتش.إس جلوبال انسايت "لا يستطيعون "الإيرانيون" أن يفعلوا شيئا يذكر بشكل صريح لكن ما يحذرون منه هو احتمال وجود مشاكل اطول مدى".وأضافت "اذا وصلت البحرين الى وضع يكون فيه نوع من التمرد على مستوى منخفض فمن المحتمل أن تحاول عناصر بالحرس الثوري الإيراني دعم تلك العناصر" في إشارة الى دعم ايران لجماعات ناشطة مثل حركة حماس في غزة وحزب الله اللبناني

ويتفق المحللون على أنه لا توجد مؤشرات بعد على أن البحرينيين تحركوا في هذا الاتجاه. لكنهم يحذرون من أن التطرف بين بعض الجماعات يتسلل ببطء مع استمرار الحكومة في الإلقاء بثقلها ضدهم.وبدأت احتجاجات البحرين بالدعوة الى إقامة نظام حكم ملكي دستوري وإجراء إصلاحات. ومع اشتداد الحملة بدأ المحتجون يرددون هتافات تنادي بإسقاط أسرة آل خليفة الحاكمة والنظام حتى خلال الجنازات التي شيعت في الفترة الأخيرة.هذه المطالب الاكثر حدة فضلا عن انسحاب جمعية الوفاق المعتدلة من البرلمان احتجاجا على استخدام القوة تهدد الحوار السياسي الموضوعي وتفتح الباب امام خيارات اكثر تطرفا.وقال حامد "كلما استمرت الاضطرابات لفترة أطول كلما زاد احتمال أن يتطلع المزيد من البحرينيين الى الحصول على دعم من ايران

اجمالي القراءات 1939
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق