ما يَحْدُث غَيضٌ من فَيْض ... وقَدْ أَعطَيْنا أَمثِلَة

ساهر الأقرع   في الخميس ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


يدفعنا المقام أن نقيم مقارنة بين الذين يفخرون وهم يقتلون أبناء شعبهم وبين الذين يحذفون في الحرقة ، وبين أبناء هؤلاء المسئولين الذي يفطرون بحليب من دمشق وغداؤهم من إيران وعشاؤهم أكيد لا يبتعد عن غزة ، لو كان الأمر يحدث من مالهم الخاص فلن يكون لنا الحق في التدخل ، لكن يتعلق الأمر بمال الشعب الجائع العاري الفقير الذي لا يملك من أمرة شيء فذلك يدفعنا إلى فضحهم وعدم السكوت علي جرائمهم ، وخاصة أن البنوك تعج بأرصدة ضخمة بأسماء زوجاتهم أو أبنائهم أو بناتهم ، والأموال مهربة من الدول التي لا تريد للأراضي الفلسطينية الاستقرار بل متعطشة لدماء الفلسطينيين اكثر من أي وقت مضي والصفقات المشبوهة المزيفة التي تعقد وتذهب أدراج الرياح .



إن الذين قتلوا أبناء شعبهم من عائلات فقيرة جدا ، دُفِعُوا ... والذين دفع بهم قاداتهم لارتكاب الجرائم بحق أبناء شعبهم وهو ينعمون بالأحضان الدافئة ، تابعوا إن شئتم التقارير الصحفية التي تقوم بها المواقع بعد كل عملية قتل تقوم بها تلك العصابات ، فهذا والده يشتغل في بلدية مثلاً ، وآخر يربي نعاجاً لا يتجاوز عددها أصابع اليد ، ينتظر ولادتها من سنة لأخرى حتى يبيع خرفانها ويقضي السنة على حساب ما كسب ، وتخيلوا مصاريف لا تتجاوز 2000 دينار في حين مصاريف هاتف الجوال لبنت و أبن احد وزراء غزة يصل إلى 1000 شيكل شهريا ، الحقيقة إن ما حدث في قطاع غزة و ما زال يحدث يثير التقزز ويجعلنا نتألم كثيراً ، ليس لأننا حرمنا من خيرات البلد ونحن قد حرمنا من الوطن كله ، وليس أننا نغار مما يجري في سرقة المعونات الإنسانية المقدمة من دول الجوار من طرف عصابات المفسدين واللصوص ، وليس لأننا نريد تصفية حسابات مع أجهزة الحكم في غزة كما يخيل للكثيرين ممن حملوا على كاهلهم محاربة أفكارنا ومقالاتنا ، ولحساب جهات تعمل بكل ما في وسعها من أجل ترويض الشعب وإذلاله وإخضاعه لسياسات فاشلة عن طريق التجويع والتفقير والترهيب ومصادرة الحريات ، بالرغم من الخيرات التي جاءت بفضل الأخ الرئيس : أبو مازن على الخزينة وللشعب ، إننا سنحمل في مقالنا هذا الغيض من فيض لصوصية من نوع آخر، يبتعد عن واقع ما يروج له عن طريق هؤلاء المفسدين وحتى عن طريق الأبواق التي تبيع الكذب المعلب وتنال صكوك الغفران والرضا ، وهنا يجب أن نقولها صراحة أن كافه المسئولين الفلسطينيين في غزة بلا استثناء أقذر وأفسد مما يمكن تخيله ، وهم عكس ما يظهرون به عبر نشرات الأخبار وكأنهم يحرصون على مستقبل فلسطين والأجيال القادمة ، فهم معروفين بأنهم يعربدون بأقداح النبيذ وفي أحضان أسيادهم وعلى حساب أن يحكموا غزة بالحديد والنار ، وإن تحدثت إليهم عن الشعب ، فالكريم فيه يسبه ويصفه بأقذر الوصف وأقبح الصفات ، من أنه شعب غبي وجاهل ولا يستحق العيش ولا يمكن التعويل عليه أبداً ، بل يجب أن يعاقب على اختياره في الإنتخابات مساراً هددهم وكاد أن يعصف بأحلامهم وكراسيهم ويزج بهم إما في السجون التي زجوا بها الأبرياء بالعزل أوالنفي لمن طالة الحظ .

يجب أن ننبه إلى شيء مهم جعلنا لم نستثن أي كان منهم ، فكل من يركب حمار السلطة يجب ان يورط بطرق مختلفة في ملفات فساد حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه أبداً ، ونعرف جميعا أن ملف الخليفة أو ما يعرف بفضيحة العامين المنصرمين قد تورط فيه النظام كله من قادة المليشيات وجيش العصابات ، واليوم كل من يتجرأ على الوقوف ضد خيارات حكومة غزة المحكومة لأجندات خارجية الفعلية والمتمثلة في تلك التي تعيش في ظل بارونات القتل والخطف والتدمير ، سيجد نفسه في وضع لا يحسد عليه ، فتخيلوا لو أن أحد قادة المليشيات وقف ضد خيار القتل والتدمير وفضل اتجاها آخر ، لو فرضنا ذلك جدلاً بالرغم من أنه من سابع المستحيلات ، فقد صرح كثيراً أن حركة حماس سوف تواصل عمليات القتل ، وهو تصريح جعل من الحركة مجرد بوق وكل من ينخرط في هذا البوق إما أنه يبحث عن الريع أو أحمق لا يفهم شيئا أبداً ، قلت لو مثلا أعلن أحدهم الموقف بغزة لخيارات كثيرة فأكيد ستفتح عليه أبواب جهنم وسيجد نفسه ماثلا أمام العدالة التي صنعتها حماس بتهم مختلفة ، وقد يفتح عليه ملف التعذيب الذي تورط فيه وأدانته اللجنة العربية لحقوق الإنسان ، الأمر نفسه بالنسبة الي بعض الحمساويين في غزة ، فسوف تفتح عليهم قضايا مختلفة بدءاً من مجزرة موقع قريش وأبو غريب وأبو الجديان ، وانتهاءاً بملف التنازل عن المقاومة .

موضوعنا اليوم ليس هو الوزراء والمسئولين السامين في النظام الغزاوي ، وهذا الأمر يحتاج إلى مجلدات لا تعد ولا تحصى من أجل احتواء فسادهم ولصوصيتهم، وقد يعتقد البعض إننا بالغنا إن قلنا أنهم "مرتشون" و"فاسدون" ماليا بلا استثناء ، وللأسف تلك هي الحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان من أبناء الشعب الفلسطيني الذي أصبح جائعاً بسببهم ، والكل يعرف مدى تورطهم في سرقة لقمة الناس ، ولن تجد من قد يقول فيهم كلمة طيبة سوى أولئك الذين يبحثون عن مصالح لهم طبعاً .

موضوعنا اليوم حول هؤلاء وورطاتهم المختلفة في قضايا الإجرام و القتل والتدمير والفساد ، فاذا أردت أن تعرف حقيقة تلك المفسدين يجب عليك أن تعود لأسرته وتربيته لأبنائه ، لأن من لا يستطيع أن يصنع أسرة متخلقة وتتمتع بقدر كبير من الوطنية فكيف نريد منه أن يقود ويحكم الناس ويعيد للشعب الفلسطيني هيبته ، وشرفه هو في الحضيض ويعمل في زوايا خالية .


اجمالي القراءات 6861
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق