من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله.. عبارة فجرت خلافا بين الاقباط حول الولاء لمبارك
من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله.. عبارة فجرت خلافا بين الاقباط حول الولاء لمبارك
رشيد نجم
"لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة.لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله.حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله"، هذه عبارة من جملة عبارات قالها الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفرالشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري وسكرتير المجمع المقدس والمسئول عن كافة الكراسي الأسقفية الشاغرة، فجرت استياءا بين الاقباط في حالة فريدة قلما نشهدها بين الاقباط، المعروفين بتكتلهم وعدم سماحهم بظهور مشاكلهم الى العلن.
الانبا بيشوي عبر صراحة عن ولاء الاقباط للنظام في مصر والاصرار على عدم معارضة الرئيس بناء على حديث القديس بولس الرسول وكان لكلامه لاحد الصحف المحلية تاثيرا كبيرا خصوصا وانه الرجل الثاني في الكنيسة بعد البابا شنودة ويتوقع ان يكون البابا المقبل بعد وفاة البابا الحالي، وله مكانته واحترامه بين الاقباط انفسهم بسبب وقوفه ضد الاختراقات من باقي الطوائف المسيحية، ويعتبر الكثيرون ان ما يقوله بيشوي هو ما لا يستطيع ان يقوله شنودة بشكل صريح، خصوصا ما يتعلق بالمواقف السياسية الداخلية الهامة.
بيشوي في حديثه قال ان الكنيسة لا تعرف إذا كان مرشح الحزب الوطنى للرئاسة هو الرئيس مبارك أم جمال مبارك، ولا أحد يستطيع إنكار مسيرة البذل والعطاء الخاصة بالرئيس مبارك منذ أن كان مقاتلا فى سلاح الطيران وحتى الآن، والبرادعى له احترامه وتقديره، لكن الكنيسة يجب ألا تدخل فى معركة سياسية قبل أوانها، باشارة منه الى انتظار قرار الحزب الوطني لاعلان الموقف ودخول المعركة، مستبعدا في الوقت نفسه ترشح البرادعي مشددا على ان المسالمة مع الحكام تكون فى كل الأمور باستثناء الأمور الخاصة بالعقيدة والإيمان، لأنه فى هذه الحالة ينبغى أن يطاع الله أكثر من الحاكم، والانطباع الذى نأخذه من الكتاب المقدس أنه ليس من تعاليم المسيحية أن نخرج على الحاكم أو نحاول تغيير نظام الحكم مستشهدا بكلام القديس بولس:"لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة.لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله.حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله"، مضيفا ان العلاقة بين البابا والرئيس مبارك علاقة تسودها المحبة الشديدة والتقدير الكبير.
ولم ينف بيشوي المواقف السياسية للكنيسة بقوله ان الكنيسة تتمنى التفرغ للامور الدينية وعن الدستور قال باسم الكنيسة بان ما يهمها فى الدستور هو حرية الاعتقاد، فإذا كانت حرية الاعتقاد موجودة فى الدستور القائم فلا يعنينى تغييره، بموقف واضح ضد المنادين بتغيير الدستور خصوصا ايمن نور والدكتور محمد البرادعي .
وربط الكثيرون موقف بيشوي بموقف الكنيسة قبيل قداس القيامة حين تبرات من دعوتها للبرادعى وقالت "هو اللى جه احنا مدعيناهوش"، كما تم الربط بالانتخابات النيابية والشورية القادمة اذ يحتاج المرشحين الاقباط الى دعم الحزب الوطني للوصول الى كراسيهم، واللافت ان البابا شنودة يلتزم الصمت ولم يصدر عنه اي رد فعل سلبي للان بل على العكس ظهر بمناسبات عديدة منذ تصريحات بيشوي اكد من خلالها الولاء للنظام ككقوله انه خلال سفراته الخارجية وخصوصا الى الولايات المتحدة الاميركية فانه يدافع عن عن مصر ويزور السفارة أو القنصلية، متبراءا من تحركات اقباط المجهر ومحاولتهم تدويل القضية القبطية وتشويه الواقع بقوله" نحن غير مسئولين عن أى عمل فردى يقوم به شخص ما، ولا تنسى أن هناك أيضاً أعمالاً فردية يقوم بها بعض المسلمين ولا تلقى فيها المسئولية على الكل".
جماعة التطهير القبطية أعتبرت من جهتها ان تصريحات بيشوي تسير فى خط ضد مدنية الدولة وفصل الدين عن السياسية، ووصفت بيشوي بانه يضلل الاقباط من خلال الكلام المقدس وأقوال زائفه لأأساس لها من الصحة لتفسيرها سياسيا لأرضاء السياسيون، واشارت في بيان لها الى أن أستخدام ايات الأنجيل على حسب المزاج الشخصي للأسقف وفرض أقوال زائفة لا أساس لها من الصحة لبرهنة وجهة نظره، ودعت الجماعه الى تقديم الأنبا بيشوي الى محاكمة كنيسة عاجلة بتهمة مخالفة قوانين وتعاليم اباء الكنيسة والمجامع الكنسية، وعزله من جميع مهامه التى يشغلها وإسقاطه من درجاتة الكهنوتية، وطالبت الأقباط بمقاطعته وعدم الألتفات اليه فى كافة المناسبات الكنيسة حتى يعى ما يقول ولا يكون خطابه ضد الكنيسة وتاريخها العظيم من أجل أن يصل الأسقف الى موقع كرسي مارمرقس الرسول ، ويصبح البابا رقم 118 فى تاريخ بابوات الأسكندرية العظام الذين قادوا المسيحية فى العالم وحافظوا على الأيمان المستقيم .
وانضم ايضا الى الاصوات المعارضة جبهة "الأقباط العلمانيين" وطالبت الكنيسة بالتوقف عن الحديث فى السياسة باشارة الى احاديث الأنبا بيشوي والبابا شنودة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدين فى الوقت نفسه، وقالت الجبهة ان "الكنيسة غير مؤهلة للحديث فى السياسة ومعلومات رجالها فى الأمور السياسية لا تزيد عن معرفة رجل الشارع، كما أن المجتمع محتقن ولا يحتمل نوعاً آخر من الاحتقان السياسى تقف خلفه المؤسسة الدينية، مشيرة إلى أن تصريحات رجال الكنيسة السياسية تهدد أمن واستقرار الوطن، وتهدم أحلام الدولة المدنية.
يبدو ان الموقف الرسمي للاقباط صار واضحا، والشارع القبطي ملتزم بكلام ورغبة رجالات الكنيسة، وما هذه المواقف الا بضعة ملايين من الاصوات المؤكدة ستصب في صالح الرئيس مبارك او ابنه جمال في حال ترشحه للرئاسة، وهي اصوات تفوق ما سيحصل عليه البرادعي ونور مجتمعين اذا ما سمحت لهم القوانين بالترشح، فالانتخابات الرئاسية المصرية باتت قريبة ونتائجها كذلك .
اجمالي القراءات
4918
أولا يجب ألا نفرق هنا بين مسلم وقبطى فهذا مواطن مصرى مثل ذاك وكلاهما يتأثر بما حدث فى مصر من نهج هذه السلطة المستبدة فما قاله رجل الدين القبطي لا يختلف كثيرا عما قاله ويقوله الى يومنا هذا رجال الدين المسلمين هما جميعا مواطنون مصريون يعيشون فى قلب هذا الحدث منذ سنين وشربوا جميعا وتجرعوا من هذا النظام دروسا عدة
فرجال الاسلام فى معظم عصور الاسلام كانوا يضحكون على الشعوب بآيات المن القرآن من شأنها اقناعهم أن السلطان هو ولى الامر الذي يجب على الانسان طاعته تطبيقا لشرع الله مدللين على ما يدعون بقول الله عز وجل (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الأمر منكم)وهو استدلال فى غير موضعه على الاطلاق وكلمة حق يراد بها باطل ويراد بها خداع ملايين من الناس للخنوع والخضوع للظلم بل الاكثر من هذا اعتبار ما يفعله الحاكم هو ارادة الله
وهذا أكبر دليل ما قاله الشعراوى فى حق الرئيس مبارك فى التسعينات
هذا ما قاله الشيخ الشعراوى مرجعية معظم المسلمين وهذا ما قاله الشيخ الشعراوي فى حق الرئيس مبارك مدعيا أنه لا ينافق اسمعوا واحكموا بأنفسكم على ما قاله فضيلة الشيخ الشعراوى
http://www.youtube.com/watch?v=CHa5iVYm6NA