سعوديات "يكسرن" حاجز الخوف من سفر المرأة وحدها
قضية تثير جدلا "خصوصا بين الرجال"
سعوديات "يكسرن" حاجز الخوف من سفر المرأة وحدها
|
|
|
|
|
|
|
دبي- العربية.نت
بعد أن كانت تعيش حالة من الخوف، في السفر وحيدة من دون زوجها، خاضت يمنى جبير التجربة، متجهة في رحلة داخلية من المنطقة الشرقية إلى الغربية، كاسرة حاجز الخوف والاعتماد على الرجل تعودت في كل رحلة قيامه بكل ما يلزم، مكتفية بملء الحقائب بالملابس والحاجات الأخرى.
وظلت طوال فترة تراقب النساء الأخريات، وهن يسافرن وحيدات أو مع أطفال صغار، مستقلات الحافلة أو الطائرة، وتستغرب أكثر "حين أسمع عن سفر إحداهن في رحلة خارجية، إلى سوريا أو مصر"، والأكثر استغراباً لديها أن "تسافر الفتاة إلى دولة أوروبية"، معتبرة ذلك "مغامرة لا أستطيع استيعابها أو القبول بها"، وتذكر جبير أن "إحدى جاراتنا سافرت إلى أمريكا بصحبة ثلاثة أطفال، ولم يكن معها في الطائرة أي قريب من الرجال، كيف تدبرت أمرها هناك وهي لا تتقن الانكليزية؟"- وذلك كما جاء في تقرير نشرته الطبعة السعودية من صحيفة "الحياة" الخميس 8-10-2009.
ويثير سفر النساء وحدهن جدلاً، خصوصاً بين الرجال، الذين لا يزال بعضهم "يرى المرأة غير قادرة على التعامل مع الحالات الطارئة في السفر"، كما يؤكد علي الغانم، مضيفاً أن "ترك المرأة تسافر وحدها، ينطوي على مغامرة، لا اعتقد أن نساءنا مهيئات لمواجهتها، خصوصاً أن كثيراً منهن تعودن السفر مع محارمهن، الذين يتولون شؤون الحجوزات والحقائب والبحث عن المسكن، إضافة إلى تصرفهم في حال وقعت حادثة، كمرض أو مشكلة في الحجز"، نافياً أن "تكون المرأة قادرة على مثل هذه الأمور".
إلا أن خديجة عبدالرحمن ترفض ما قاله الغانم، مراهنة على أن المرأة قادرة على "تصريف شؤونها في السفر"، مدللة على ذلك بـ "إدارتها شؤون المنزل، لا يستطيع الرجل تدبير شؤون المنزل، بل سيتخبط فيه ويحيله إلى فوضى عارمة"، ولا يقتصر دور المرأة على تدبير المنزل، بل "تتولى شؤونه المالية من تحديد الأولويات في شراء حاجات المنزل، وملابس الأطفال ومستلزمات الدراسة، إضافة إلى تربية الأطفال والاطمئنان عليهم طوال اليوم، وهذا أصعب من حجز تذكرة سفر أو شقة مفروشة في أماكن السياحة"، مراهنة على "فشل الرجل في إدارة المنزل، فيما المرأة أثبتت وجودها في المنزل وخارجه، عبر تقلدها مناصب إدارية في شركات، أو تأسيسها لشركة خاصة بها"، ولا تجد في "سفر المرأة مغامرة، وإنما هو أمر طبيعي، مارسته النساء منذ زمن"، مشيرة إلى "عدم خلو رحلة طيران، داخلية أو خارجية، أو حافلة، من وجود سيدة مسافرة من دون وجود رجل معها".
وتعتبر أن "الزمن الذي تخاف المرأة من السفر فيه وحدها، لم يعد موجوداً، خصوصاً مع وجود وسائل الاتصال، فضلاً عن الأمان التي ستتمتع به، سواء من موظفي الطيران مثلاً أو سهولة الوصول إلى ما تريده".
وتفرق هند المطيري بين السفر داخل السعودية ودول الخليج وبين بقية الدول العربية والأجنبية، وترى أن "المرأة ستواجه ضرراً في سفرها منفردة، خصوصاً أنها تعودت على قيام الرجل بكل الأمور عنها"، مضيفة أن "المرأة في بعض الأحيان لا تفقه لأبسط الأمور المتعلقة بالسفر، ما يزيد الخوف عليها، خصوصاً حين تكون المدة الزمنية في السفر طويلة، وتخوض التجربة للمرة الأولى في حياتها، ربما تتعرض للخداع أو تتعثر في تصريف أمورها".
إلا أنها تعود إلى التفريق بين الدول: "حين تسافر إلى دولة خليجية، لا مانع من ذلك، إذ إن طبيعة الدول وتقاليدها مشتركة"، أما في ما يتعلق بالدول العربية الأخرى "ذلك يعتمد على شخصية المرأة نفسها»، وترفض السفر وحدها خارج السعودية "لم أتعود على ذلك أيضاً، أتمنى ذلك لكني لم أجرب بعد، لأشعر بأني قادرة على الاعتماد على نفسي من دون الحاجة إلى أحد".
اجمالي القراءات
3143