حبس مهندس بتهمة إهانة الرئيس.

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٤ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


« المصرى اليوم» فى منزل مدرس «مغاغة» المتهم بإهانة رئيس الجمهورية.. شقيقه: أخى «حسن النية».. وقصائده «تهريج».. وأناشد الرئيس العفو عنه

كتب سماح عبدالعاطى ١٤/ ٧/ ٢٠٠٩


فى سجن المنيا العمومى يقضى منير سعيد حنا، ٥٦ سنة مدرس أيامه.. يترقب بفارغ الصبر يوم ١٨ يوليو الجارى.. الموعد الذى حددته محكمة جنح مستأنف العدوة بالمنيا لاستئناف الحكم الصادر ضده فى قضية إهانة رئيس الجمهورية، وهى التهمة التى عوقب بسببها منير منذ عدة أيام بالحبس ثلاثة أعوام وكفالة مائة ألف جنيه.

«المصرى اليوم» زارت أسرته فى المنزل الذى يقيم فيه مع شقيقه الأصغر بمدينة مغاغة، فى حين تقيم والدته وباقى أشقائه فى قرية «طنبدى» التابعة لمركز مغاغة، وطبقاً لرواية حنا سعيد ٤٢ سنة فنى إلكترونيات الشقيق الأصغر لمنير فإن جهات الأمن كانت قد استدعت شقيقه الذى يعمل مدرساً بالإدارة التعليمية بمركز العدوة محافظة المنيا يوم ٣١ مايو الماضى للتحقيق معه فى عدة قصائد يقال إنه كتبها خلال الفترة الماضية، وهى القصائد التى رأت فيها جهات التحقيق ما يستلزم إحالته إلى المحاكمة بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، ولأن منير كما يقول شقيقه «مش واخد خوانة» فقد ذهب للتحقيق وحده بمجرد استدعائه، ودون محام يدافع عنه، وهو ما تكرر أثناء نظر القضية فى المحكمة، إلى أن صدر الحكم بإدانته فى ٢٧ يونيو الماضى.

ويقول حنا إن شقيقه الأكبر المتخرج فى كلية الهندسة جامعة أسيوط عام ١٩٧٧ عمل فى بداية حياته المهنية مدرس ثانوى فنى فى مركز بنى مزار، ثم انتقل إلى مدرسة أخرى بمركز مغاغة قبل أن يستقر به المقام منقولاً بشكل تعسفى إلى الإدارة التعليمية بمركز العدوة، وكان فى سبيله لمقاضاة الوزارة لإعادته مرة أخرى لوظيفته، ولكن الظروف لم تمهله إذ أحيل للمحاكمة، وخرج من الإدارة إلى سجن المنيا العمومى بعد إدانته بإهانة رئيس الجمهورية.

منير الذى يقيم بمركز مغاغة مع زوجته وابنته الوحيدة ١٢ عاما لم يعرف كتابة الشعر إلا منذ عام ونصف، بدأت الحكاية كما يقول شقيقه بـ «التهريج» مع زملائه عندما عرض عليهم بعض خواطره التى كان يقوم بصياغتها فى شكل زجل، وعندما استشعر استحسانهم مضى فى الطريق إلى نهايته، وأخذ يسجل فى خواطره كل ما يتعلق بمشاكل الحياة العادية، وكان يطبع خواطره على الكمبيوتر، ويقوم بتوزيعها على زملائه فى المكتب، بالإضافة إلى قيامه بتسجيل بعض قصائده فى الشهر العقارى على اعتبار أنها أغانٍ تصلح للتلحين.

ورغم أن شقيقه - كما يروى - حذره أكثر من مرة من حكاية الكتابة التى كانت تثير بعض المشاكل فى مقر عمله بسبب تناوله زملاءه بالسخرية، إلا أن منير لم يكن يجد حرجاً فى الكتابة، بل على العكس كان مسروراً باهتمام زملائه بها، وكان يتخذ منها مادة للتسرية عن نفسه، خاصة وانه معروف بانطوائه وقلة أصدقائه ومعارفه، فأخذ يكتب عن الكادر الجديد لوزارة التربية والتعليم، وعن اختباراته التى رفض دخولها، كما تناول فى خواطره رسوب رئيسه المباشر فى اختبارات الكادر وتعليق زملائه على الواقعة.

وللتدليل على حسن نية شقيقه يقول حنا إنه كان يذيّل قصائده باسمه ورقم تليفونه وعنوانه أملاً فى أن يعجب أحد بما يكتبه، فيطلبه لتأليف أغنية. غير أن كتابة منير اتخذت منحى آخر عندما بدأ يتناول فيها قضايا المجتمع من بطالة، وغلاء أسعار، وهى قصائد يقول شقيقه إنه لم يطلع عليها، ولم يعرف ما فيها، ولا على أى أساس اعتبرتها الجهات الأمنية فى المنيا مهينة لرئيس الجمهورية، وقدمته بسببها للمحاكمة.

وبصرف النظر عن كيفية وصول هذه القصائد لجهات الأمن فإن ملف القضية يحتوى على ما يقرب من ١٥ قصيدة قال عنها حمدى الأسيوطى المستشار القانونى للشبكة العربية لحقوق الإنسان، والذى يتولى الدفاع عن منير إنها «مقتطعة من سياقها»، وأن معظمها عبارة عن خواطر كتبها مواطن عادى يصف فيها تفاصيل حياته اليومية، كما أن النيابة العامة لم تشر من قريب أو بعيد إلى أن ثمة قصيدة كاملة يعاقب بسببها منير، ولكنها اعتمدت كما يقول الأسيوطى على ديوان خاص بمنير مكتوب فيه بخط اليد مجموعة من الخواطر،

ويصف الأسيوطى الحكم الصادر ضد منير بأنه «باطل بكل المقاييس»، فعلى حد تعبيره جرت محاكمته طبقا لنص المادة رقم ١٧٩ من قانون العقوبات والتى تنص على «حبس كل من أهان رئيس الجمهورية لمدد تتراوح بين ٢٤ ساعة إلى ثلاث سنوات»، وأن استعمال أقصى العقوبة مع منير يعد شيئًا قاسيا جداً، مع الأخذ فى الاعتبار كما يقول الأسيوطى أن المحاكمة جرت فى ظل غياب محام يدافع عن منير، وتجاهلت المحكمة انتداب محام له رغم علم هيئتها بخطورة التهمة الموجهة إليه، وهو ما سهل عليه الدفع ببطلان إجراءات المحاكمة فى الاستئناف المحدد له جلسة ١٨ يوليو الجارى.

جلسة الاستئناف لا ينتظرها منير وحده، وإنما ترقبها زوجته التى تعانى من مرض السكرى، والذى أدى تصاعد الأحداث فى القضية إلى ارتفاع نسبته فى دمها إلى الحد الذى قام معه الأطباء ببتر إصبع من قدمها اليمنى، مع التحذير ببتر إصبع آخر فى حالة تفاقم المرض.

وفى النهاية ناشد حنا سعيد رئيس الجمهورية إصدار عفو رئاسى عن شقيقه رحمة بزوجته وابنته، ووالدته التى تجاوزت السبعين، والتى أخفوا عنها القصة بأكملها خوفاً على صحتها التى «لم تعد تحتمل».

اجمالي القراءات 2596
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق