في زمن العنوسة : 532

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: محيط


في زمن العنوسة : 532

في زمن العنوسة : 532 "دكتورة" تتزوج من "بصمجي"

 


محيط – هالة الدسوقي

 

 
       

يبدو أن الفوارق العلمية لم تعد تشغل بال السيدات اللاتي وصلن إلى مستوى تعليمي فوق الجامعي.. وفضلن "ظل الرجل" حتى وإن كان شريك الحياة هذا لم يحصل حتى على الشهادة الإبتدائية بل أنه لا يقرأ ولا يكتب وذلك بديلا عن الدخول في نفق شبح العنوسة المظلم.. وهذه حقيقة تؤكدها الأرقام من خلال إحصائية حديثة  للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

 


وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء قد كشف عن زواج (532) سيدة تحمل شهادة الدكتوراة من "أمي" .. وهي ظاهرة غريبة تستحق البحث، فهل باتت ظاهرة العنوسة خطرا على مبدأ الكفاءة الاجتماعية ؟ أم أن هناك أسباب أخرى تبرر هذا الرقم، هذا ما نحاول البحث عنه في التحقيق التالي:

 


في البداية يوضح د. رفعت عبد الباسط ـ أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان ـ أنه لابد وأن تحدد الإحصائية في أي المناطق الجغرافية تتم هذه الزيجات، هل في المناطق البدوية أو في ريف الصعيد أو في بلاد النوبة، فمصر وبالرغم من توافر ثقافة عامة تحكم مواطنيها، إلا أن الأقليم المصري كبير ويتسع لكثير من الثقافات الفرعية منها الساحلي والريفي والمدني، وبالتالي تختلف التقاليد والعادات التي تتحكم في طبيعة العلاقات.

 


المجتمع البدوي يقبل



ويشير د. رفعت إلى أن المجتمع البدوي لا يهمه المستوي التعليمي والفوارق الذي يوجدها بين الزوجين، فالارتباط يتم على أساس تقاليد القبيلة والثروة والوضع الاقتصادي والاجتماعي لكلا من الزوجين، وهو الأمر الذي لا نجده في المناطق الحضرية، حيث يشترط التوافق التعليمي والاجتماعي من أجل نجاح العلاقة الزوجية.

 


وبالطبع ليس هناك شك في الإحصائية، ولكن الثقافة السائدة في المجتمع لها دور مهم جدا في ارتباط سيدة حاصلة على الدكتوراة بإنسان "أمي" ، والدراسات أثبتت أن الكثير من السيدات الحاصلات على مؤهلات عليا في المجتمعات العربية الأخرى يتزوجن من أشخاص حاصلين على مؤهلات متوسطة أو أقل ولكن وضعه"4"> 

وتعلق د. سامية على مقولة أن العنوسة قد تكون هي الدافع وراء إتمام هذه الزيجات بقولها لا اعتقد أن هناك عنوسة في مصر، بل أن البنات أنفسهن غير مقبلات على الزواج كما كان قديما،  فالفتاة الآن مشغولة بتعليمها وعملها، وتتوافر لها أكثر من فرصة للارتباط لكنها ترفض في الغالب من أجل الحصول على شخص بمواصفات خاصة يتلائم مع شخصيتها وتعليمها وتفكيرها.

 

وتضيف د. خضر أن النجاح الذي تحرزه فتاة اليوم يقلل من فرص زواجها، فهي مثلا ترفض زميل لها في العمل لأن في درجة وظيفية أقل منها، وبالتالي التأخر في الزواج سببه الفتيات والشباب أيضا، لأن عملية الزواج أصبحت مرتبطة بشروط ومواصفات خاصة يبحثوا عنها طويلا، بينما كانت الفتاة قديما تقبل العريس الأول وغالبا لم يكن لها رأي، فإذا لم توافق ضغط عليها أهلها للقبول. إذا ظروف الحياة التي تغيرت وراء اتمام الكثير من العلاقات يأتي على رأسها الزواج.

اجمالي القراءات 2391
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق