هل يوقف بايدن حملات تشويه المعارضين بمصر؟ نشطاء يجيبون

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٥ - نوفمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


هل يوقف بايدن حملات تشويه المعارضين بمصر؟ نشطاء يجيبون

ما بين اتهامات بالخيانة والعمالة للخارج، واعتقال الأهل والأقارب، والخوض في الأعراض، وصولا لنشر تسجيلات صوتية قال أصحابها إنها مفبركة، يواصل النظام المصري مطاردة النشطاء والمعارضين، خاصة من اضطروا لمغادرة بلدهم خوفا من القمع.

ويتوقع بعض النشطاء أن يؤدي فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة إلى نوع من الضبط و"الفرملة" لتلك الحملات، في محاولة من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين صورته الحقوقية أمام الإدارة الأميركية الجديدة، والتي أعلنت على لسان بايدن نفسه قبل شهور أنه لا شيكات على بياض مجددا لدكتاتور ترامب المفضل، وهو الوصف الذي استخدمه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب عند الحديث عن تفضيله للسيسي.

سقوط

الناشطة المصرية غادة نجيب كانت أحدث ضحايا حملات التشويه والتي وصلت إلى الخوض في الأعراض، عن طريق مذيع مغمور مقرب من الأجهزة الأمنية هو محمد الباز.

وتقول غادة في تصريحات للجزيرة نت، إن الحملة التي تتعرض لها، تجاوزت الوصف من خلال الخوض في شرفها ونسب نجلها ونشر صوره مع عناوين وصفتها بـ "المنحطة".

ووجهت السيدة المصرية أصابع الاتهام إلى الضابط أحمد شعبان -مسؤول مكتب مدير المخابرات العامة عباس كامل- بالوقوف وراء تلك الحملة، بسبب قيام زوجها بإذاعة فيديو لناشطة مقربة من النظام تتهم فيه أحمد شعبان بأنه هو من يدير مصر، فضلا عن تكرار إذاعة تسريبات صوتية ضد شعبان تؤكد علاقته بالباز الذي كان صحفيا قبل أن يتحول -مثل آخرين في الفترة الأخيرة- للعمل مذيعا لأحد برامج "التوك شو" بالقنوات المؤيدة للنظام الحاكم.

وقالت غادة نجيب -زوجة الفنان والمذيع المعارض هشام عبدالله- "تم التواصل معي من خلال وسطاء من أجل التوقف عن الكتابة ضد أحمد شعبان مقابل توقفهم عن الحملة القذرة ضدي، إلا أنني رفضت ذلك وطلبت حذف كافة الأخبار التي نشرت أولا، ولكن جاء الرد أن أحمد شعبان لا يملك الوصاية على هذه القنوات، وعندما أعلنت خروجي في بث مباشر لسرد كافة تفاصيل التفاوض، وصلتني رسائل تهديد".

وشددت نجيب على استمرارها في فضح ممارسات النظام، على الرغم من تعرض اثنين من أشقائها، وشقيق زوجها الأكبر للاعتقال منذ عام 2018، مؤكدة أن الأمر ليس شخصيا وأن هذه مهمة كل الشرفاء.

وعن توقعاتها لمصير لتلك الحملات عقب فوز جو بايدن، اعتبرت الناشطة المصرية أن "فوز بايدن لن يغير الوضع بشكل كامل في مصر"، مستدركة "لكن سيؤدي إلى ضبط وفرملة، وهو ما بدأ بالفعل بالإفراج عن 5 من أقارب الناشط المصري الأميركي محمد سلطان، ونحو 400 معتقل آخر، رغم أن بايدن لم يتسلم السلطة بعد".

اعلان
 

اتهامات مفبركة

الإعلامي المصري عبدالله الشريف، تعرض هو الآخر لعدة حملات تشويه واتهامات غير أخلاقية، تزعمها المذيع المقرب من النظام المصري عمرو أديب.

ويقول الشريف إن تلك الاتهامات المفبركة تأتي ضمن حملة تشويه ممنهجة منذ قيامه بعرض تسريبات وصور لقصور السيسي الرئاسية، ومقطع مصور لتعذيب أحد أهالي سيناء.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار الشريف إلى استمراره في عمله الإعلامي، وعدم الالتفات للرد على هذه الحملات، لأن رده عليها سابقا أخذ منه وقتا طويلا، وأبعده عن مساره الذي حدده في حلقاته.

وأكد اعتقال اثنين من أشقائه منذ مارس/آذار الماضي، حيث تم تجديد حبسهما دون معرفة التهم الموجهة إليهما، في محاولة من النظام لإثنائه عن ما يقدمه.

ويرى أن ترؤس جو بايدن للإدارة الأميركية لن يغير الوضع كثيرا، مضيفا "هناك نظام لأميركا يعمل وفقا له أي رئيس، ويكون هدفه في الأساس تحقيق مصلحة بلاده وشعبه، حتى لو تحالف مع الشيطان".

حملات تضليل

"هذه الحملات الممنهجة مليئة بالأكاذيب والقذارة، وبالطبع لا تحتوي على أدلة"، بهذه العبارة علق الإعلامي المصري معتز مطر، الذي يتعرض بشكل مستمر لحملات تشويه وسب وقذف.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف مطر "بمتابعة التعليقات من المتابعين على الأخبار الكاذبة التي يروجها إعلام السيسي، يمكنك أن تدرك مدى وعي الشعب المصري وفهمه لكذب وتضليل هذا النظام المجرم، الذي يفبرك الاعترافات على لسان المعتقلين، والتي تثبت الأيام كذبها".

وشدد مطر على أن الحملات تأتي بآثار عكسية على النظام، وتؤدي لآثار إيجابية لدى المواطنين، حيث تفضح مدى سفالة وإجرام هؤلاء، وامتهان هذا النظام للكذب"، بحسب وصفه.

وأوضح أن هناك 3 من أشقائه رهن الاعتقال لدى النظام المصري، ويتم تدويرهم على ذمة قضايا أخرى في حال حصولهم على قرارات قضائية بإخلاء سبيلهم.

ضغوط وإخفاء

الإعلامي سامي كمال الدين، يقول بدوره إنه تعرض لحملات تشويه ممنهجة من قبل جهاز المخابرات المصرية، شملت تدشين حملات ووسوم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار كمال الدين إلى تعرض والده السبعيني ووالدته المسنة وزوجات أشقائه للاعتداء والضغوط من قبل جهات أمنية، من أجل تسجيل فيديوهات تهاجمه.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الإعلامي المصري أن والده بعد تعرضه للاعتداء وهذه الضغوط قام بتسجيل فيديو يتبرأ منه ويتهمه بالعقوق، وقامت الجهات الأمنية ببث الفيديو في قنوات النظام، وأعقب ذلك اعتقال شقيقه الأصغر رغم أنه مؤيد للنظام، وما زال رهن الإخفاء القسري ولا يعلم مكان احتجازه حتى الآن.

خط أحمر تلاشى

في السياق ذاته، أشارت المتحدثة باسم حركة نساء ضد الانقلاب أسماء شكر، إلى اعتماد النظام المصري حملات التشويه للإعلاميين والمعارضين منذ بداية الانقلاب العسكري في صيف 2013.

وفي حديثها للجزيرة نت، أكدت أسماء شكر أن حملات التشويه تقف خلفها الأجهزة الأمنية بهدف إخضاع المعارضين ودفعهم للصمت.

ولفتت إلى أن التعرض للنساء كان من المحرمات في السياسة المصرية، لكنه صار تحت الانقلاب العسكري هدفا للعنف والقتل والخطف والتشويه.

وقالت إن "تشويه النساء المعتصمات بميدان رابعة العدوية ليس ببعيد، وما تلاه من استهداف سمعة الناشطات والمعتقلات اللاتي لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن".

وحول توقعاتها للمستقبل في ظل الإدارة الديمقراطية الجديدة للولايات المتحدة، قالت أسماء إن حالة القلق التي انتابت الإعلام المصري والسعودي والاماراتي تؤكد أن الأمور ربما ستختلف في المستقبل، لكنها طالبت بعدم رفع سقف التوقعات تجاه سياسة الرئيس المنتخب جو بايدن.

انتقام وإجبار على الصمت

من ناحيتها، قالت مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات هبة حسن، إن الانتهاكات التي يمارسها النظام المصري ضد النشطاء والإعلاميين والمعارضين، تمثل نهجا مستمرا يتزايد مع الوقت، كنوع من الانتقام ولإجبارهم على الصمت.

وفي حديثها للجزيرة نت، أضافت الناشطة الحقوقية "من خلال قراءة المشهد والتصريحات خلال فترة الدعاية الانتخابية، فإن التغيرات السياسية في أميركا وصعود بايدن، ربما تعطي الأمل في إمكانية حدوث ضغط على النظام المصري في مجال حقوق الإنسان".

وأشارت هبة إلى "احتمال تحقق ما نطالب به كمنظمات حقوقية منذ سنوات من رقابة ومحاسبة للنظام على ما يقوم به وضربه عرض الحائط بكل القوانين".

وأضافت "ربما يسعى بعض النشطاء والمنظمات في أميركا للتواصل مع حملة بايدن وفريقه، والوصول إلى بعض النتائج في هذا الإطار".

وتابعت الناشطة الحقوقية "لكن يظل وجود أي فرصة للتغيير مرهونا بسعي المنظمات والحقوقيين والسياسيين المصريين، وبذل مزيد من الجهود الجماعية لتخطي حالة الركود والروتينية التي سادت العمل السياسي والحقوقي في السنوات الأخيرة".

اجمالي القراءات 716
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق