عوض علاجهم.. طبيب يزعم أن أجهزة التنفس الاصطناعي قد تسبب وفاة مرضى كورونا

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢١ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


عوض علاجهم.. طبيب يزعم أن أجهزة التنفس الاصطناعي قد تسبب وفاة مرضى كورونا

مع ارتفاع عدد الوفيات في المستشفيات بسبب فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، تحدث تحقيق أجرته صحيفة "ديلي ميل" عن مدى فعالية استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي لإنقاذ المرضى.

وتحدثت الكاتبة سو ريد عن الطبيب كاميرون كايل سيدل من نيويورك الذي شاهد مئات المرضى المصابين بفيروس كورونا ممدين على الأسرّة، وهو يعتقد في الوقت الحاضر أنهم يموتون بسبب نفس العلاج الذي كان من المفترض أن ينقذ حياتهم.

فقد حذر الطبيب كايل سيدل -في مقطع فيديو نشره على موقع يوتيوب- من أن من الخطأ استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي بالطريقة الشائعة.

وسجل الفيديو نسبة مشاهدة عالية، وقالت الكاتبة سو ريد إن هذا يبشر بإعادة توجيه التفكير بشأن علاج الحالات الخطرة من فيروس كوفيد-19.

مع ذلك أكد الطبيب في الفيديو أننا بحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، وأنه لا يقول إننا لا نحتاجها، بالعكس "نحن قطعا نحتاجها وهي الوسيلة الوحيدة حاليا لإيصال المزيد من الأكسجين للمرضى الذين نعالجهم". 

وقال إننا يجب أن نستخدم أجهزة التنفس الاصطناعي ونحتاج لعدد كبير منها، ولكن علينا أن نستخدمها بطريقة أكثر أمانا. 

ووفقا للكاتبة، فإن وجهة نظر الطبيب كاميرون كايل سيدل لم تكن ضربا من الجنون، وإنما قد تكون على العكس من ذلك، أو بالأحرى: الحل للحد من ارتفاع عدد الوفيات.

بعبارة أخرى، يعتبر معدل وفيات الذين خضعوا لعلاج بمساعدة أجهزة التنفس الاصطناعي كارثيا. ففي نيويورك -التي تضررت بشدة من الفيروس- توفي 80% من المرضى الذين خضعوا لهذا الإجراء الطبي، والحال نفسه بالنسبة للخسائر البشرية في البلدان الأخرى التي تعد مرعبة بنفس القدر.


الأكسجين
ويحذر رئيس الأكاديمية الأميركية لطب الطوارئ الدكتور ديفد فارسي، من استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي بشكل عشوائي. وقد نجح الدكتور فارسي في معالجة مرضاه باستخدام الأكسجين السريع التدفق الذي يتم ضخه إلى المريض عن طريق أنبوب أنفي أو قناع بسيط.

كما أنه يضع المرضى على جانبهم الأيسر أو الأيمن، وهي عملية تسمى وضع الرقود، من شأنها أن تحسن أداء المرضى كما أنها ترفع على الفور من مستويات الأكسجين في الدم.

وأوردت الكاتبة أن بعض الأطباء أصبحت لديهم أطروحة جديدة ملحوظة، مفادها أن أعراض الفيروس هي أقرب إلى صعوبات التنفس التي قد يواجهها الشخص في الارتفاعات الشاهقة (بسبب نقص الأكسجين في الارتفاعات الشاهقة) أو حتى التسمم بفعل أول أكسيد الكربون.

وفي كلتا الحالتين، يكافح الضحايا من أجل التنفس، ولكن الرئة في هذه الحالة تكون غير متضررة، على عكس الذين يعانون من الالتهاب الرئوي ويخضعون بشكل روتيني للتنفس الاصطناعي.

بالنسبة لحالات الالتهاب الرئوي، أوضح الدكتور كايل سيدل أن جهاز التنفس الاصطناعي "يقوم بالعمل الذي لم تعد عضلات المريض قادرة على فعله لأنها مرهقة للغاية"، لكن عضلات مرضى فيروس كوفيد-19 بصحة جيدة.

ويضيف قائلا "إنهم يعانون من قصور في التزود بالأوكسجين، وليس قصورا في الجهاز التنفسي". وفي خضم هذا الجدل، حذّر البروفيسور شريف سلطان رئيس الجمعية الدولية لجراحة الأوعية الدموية -ومقرها إيرلندا- من أجهزة التنفس الاصطناعي أيضا.

وفي تحليل للبحوث الطبية الخاصة بالفيروس، أشار البروفيسور سلطان إلى أن أجهزة التنفس الاصطناعي ليست الحل الأمثل لفيروس كوفيد-19، لأنه لا يشبه الالتهاب الرئوي أو أي مرض تنفسي مماثل. لذلك، نحن بحاجة إلى التوقف عن علاج المرضى بطريقة خاطئة.

ويعتقد سلطان أن الدليل الحقيقي على اختلاف الفيروس عن الالتهاب الرئوي يكمن في كيفية مهاجمته لجسم الإنسان، حيث يؤثر على كلتا الرئتين في نفس الوقت، وهو أمر نادر بالنسبة للالتهاب الرئوي.

ويجب على المرء أن يتذكر أن هذا مرض حديث جدا وقد حاول الأطباء جاهدين فهمه. وما يحيرهم هو أن الكثير من المرضى المصابين به تكون مستويات الأكسجين منخفضة للغاية لديهم عندما يصلون إلى المستشفى. ولا يشعر المرضى بعدم الارتياح بل يتصرفون بشكل طبيعي، ثم تتعكر صحتهم بشكل مفاجئ وينهارون. وقد قال باحثون طبيون في الهند إن هؤلاء المرضى يمكن أن يضحكوا دقيقة واحدة ثم تتدهور صحتهم لاحقا.

وأوضحت الكاتبة أن أجهزة التنفس الاصطناعي تمكن المرضى الذين هم في حالة تخدير شديد من التنفس. وعلى عكس مرضى الالتهاب الرئوي الذين يستعملون أجهزة التنفس الاصطناعي لبضعة أيام، فإن مصابي فيروس كورونا يُترَكون على هذه الحالة لعدة أسابيع وحتى لمدة شهر.

ومن أعراض كوفيد-19 المميزة، الطريقة التي يسد بها المخاط الأصفر ملايين الأكياس الهوائية الصغيرة التي تبطن الرئتين. وهذا يعني أن الأكسجين لا يستطيع المرور عبر الغشاء المخاطي والدخول إلى الجسم عن طريق جهاز التنفس الاصطناعي، وهكذا يصبح المريض في حالة افتقار خطيرة للأكسحين.

وأشارت الكاتبة إلى أن الأطباء إذا حاولوا معالجة المشكلة عن طريق ضخ المزيد من الأكسجين، فإن هذا يؤدي إلى تلف الرئتين.

وتجدر الإشارة إلى أن المرضى المسنين الذين نجوا معرضون كذلك لخطر الإصابة باضطرابات دماغية دائمة نتيجة التخدير الذي خضعوا له لفترة طويلة، وكل هذا يُفسر الارتفاع المروع في نسبة وفيات فيروس كورونا في صفوف الذين خضعوا لجهاز التنفس الاصطناعي. ولعل هذا ما أكدته دراسات ميدانية أجراها باحثون في ووهان الصينية وفي الولايات المتحدة.

غير جراحي
وأصبح المزيد من الأطباء يعتقدون أن المصابين بفيروس كورونا يجب أن يحصلوا على أقنعة التنفس التي تنقل الأكسجين بطريقة غير جراحية. ويمكن لجهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر أن يحل محل أجهزة التنفس الاصطناعي المعقدة.

ويرى مؤيدو استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي أن سبب الوفاة مرتبط بمدى تدهور حالة المريض عندما يتم وصله بالأجهزة. ومن جهة أخرى، يعتقد البعض الآخر أن السبب يعود إلى الحالة البدنية للمرضى قبل الإصابة بالفيروس. لكن الحقيقة قد تكون بغاية البساطة: يجب عدم استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي في الوقت الحاضر على المصابين بالفيروس.

وخلصت الكاتبة إلى أن كايل سيدل أشار بحزن إلى أن عالم الطب قد لا يغير اتجاهه بسهولة خلال هذه الحالة الطارئة، مؤكدا أنه "من الصعب تغيير المسارات عندما تسير الأمور بسرعة". وبما أن حياة آلاف المرضى في هذه الرحلة الخطيرة على المحك، دعونا نأمل أن تُؤخذ عيوب أجهزة التنفس الاصطناعي بعين الاعتبار.

اجمالي القراءات 1752
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق