مصر تتفوق على الجميع.. إليك عدد القصور الرئاسية في أقوى اقتصادات العالم

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


مصر تتفوق على الجميع.. إليك عدد القصور الرئاسية في أقوى اقتصادات العالم

خلال كلمته في «مؤتمر الشباب الثامن» الذي عُقد يوم السبت الماضي أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حقيقة ما أثاره الفنان والمقاول المصري محمد علي، الهارب من ملاحقة السلطات المصرية في إسبانيا، حيث بإمكانه كشف كواليس المشاريع التي تولت شركته «أملاك» إقامتها بإسناد مباشر من الجيش المصري، من بناء الرئيس المصري للعديد من القصور الرئاسية في جل محافظات المحروسة.

وأكد الرئيس المصري أثناء كلمته في المؤتمر، أن بناء المزيد من قصور الرئاسة يعد علامة تقدم وتميز، وأنها من أجل مصر، وليست من أجله. وبالنظر في تصريحات الرئيس، نجد أن عدد القصور الرئاسية في مصر، رقم كبير لا يوجد له مثيل في أكبر اقتصادات العالم من الشرق إلى الغرب، حتى أن أمريكا صاحبة أقوى اقتصاد في العالم لا تملك سوى قصرًا رئاسيًا واحدًا – واستراحة – يحكم منه رؤساء أمريكا منذ عشرات السنين دون اعتراض على قدمه، فقدم القصور كانت علامة عراقة للاقتصاد الكبرى في العالم وليس علامة نفور، ولعلّك تستغرب أن القصر الرئاسي الفرنسي الحالي والمعروف باسم الإليزيه، مرّ عليه نابليون بونابرت.

أكثر من 30 قصرًا رئاسيًا في مصر

«قصور رئاسية، اه أمال إيه  أنا عامل قصور رئاسية  وهعمل، هي ليا؟ أنا بعمل دولة جديدة.. هوا فاكرين لما تتكلموا بالباطل هتخوفوني ولا إيه؟.. لأ، أنا هاعمل واعمل واعمل (قصور رئاسية).. بس مش ليا.. مفيش حاجة باسمي.. ده باسم مصر.. بأة النهاردة القصور اللي موجودة في مصر بتاعت محمد علي وبس؟!».

بهذه الكلمات أقّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحديث المقاول محمد علي عن قصور السيسي، فمع نفي السيسي لبعض حديث الفنان المقاول محمد علي، وتجاهله لبعض آخر، أقّر الرئيس المصري ببنائه لقصور رئاسية، بل أكد نيته بناء قصور أُخرى.

ومع امتلاك مصر للعديد من القصور الرئاسية، الذي وصلت 30 قصرًا رئاسيًا قبل وصول السيسي إلى الحكم بحسب صحيفة «اليوم السابع» المؤيدة للنظام؛ إلا أن السيسي لم يكتفِ بهذه القصور، وبنى ما لا يقل عن ثلاثة قصور رئاسية أخرى: قصر في العاصمة الإدارية، وآخر في مدينة العلمين، وقصر ثالث هو قصر الهايكستيب بمدينة المستقبل.

ومحلصة القصور الرئاسية التي تحدث عنها المقاول الفنان محمد علي، وأقرها السيسي دون تحديد عددها يبدو أكبرمن الثلاثة سالفي الذكر؛ إذ قال المقاول محمد علي أنه قام بتجديد فيلا للسيسي في منطقة الحلمية، وبنى خمس فيلل أخرى: فيلا في منطقة المعمورة بالأسكندرية، وأُخرى في مرسى مطروح وثلاث فيلل في مراسي – في الساحل الشمالي – بالإضافة إلى فيلتين آخرتين واحدة من إنشاء شركة «أبناء علام»، والأُخرى من إنشاء «أوراسكورم».

 

 

وبلغت فاتورة القصور الرئاسية ملايين الجنيهات في ظل تكتم النظام المصري عن الإفصاح عن التكلفة الحقيقية لتلك القصور، وهي فاتورة قابلة للزيادة بحسب السيسي الذي يبني «في العاصمة الإدارية دولة لا مؤاخذة الدنيا كلها هتتفرج عليها» بحسب قوله، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر وزيادة الدين العام، مع ناتج إجمالي محلي يبلغ 0.251 تريليون دولار بحسب إحصاءات «البنك  لدولي» لعام 2018.

البيت الأبيض.. يحكم منه رؤساء أمريكا منذ أكثر من 200 عام!

التباهي بالقصور والمباني الرئاسية مثلما فعل الرئيس المصري، ليس حاضرًا في الولايات المتحدة الأمريكية التي تملك أقوى اقتصاد في العالم بناتج إجمالي محلي يبلغ  20.5 تريليون دولار. فأمريكا لا تملك سوى قصر رئاسي رسمي وحيد، وهو البيت الأبيض  الذي يسكنه رؤساء أمريكا من أكثر من قرنين من الزمان، بالإضافة إلى استراحة كامب ديفيد التي تعاقب عليها الرؤساء على مدار نحو 80 عامًا.

الرئيس الأمريكي الوحيد الذي لم يسكن البيت الأبيض، هو رئيس أمريكا الأول جورج واشنطن الذي ترأس أمريكا في الفترة من 1789-1797، والذي حكم أمريكا من قصر رئاسي في نيويورك، وبعد فترة وجيزة انتقل إلى قصر رئاسي آخر في فيلاديفيا مكث فيه معظم ولايته الرئاسية منذ عام 1790 حتى 1797.

ليخلفه بعد ذلك رئيس أمريكا الثاني جون أدامز الذي عاش في قصر فيلاديفيا حتى عام 1800، ذلك العام الذي انتقل فيه أدامز إلى البيت الأبيض ليكون أول رئيس أمريكي يحكم من البيت الأبيض، ذلك البيت الذي أصبح مقرًا لرؤساء أمريكا المتعاقبين وصولًا للرئيس الأخير دونالد ترامب، على مدار أكثر من قرنين دون أن يجرؤ أي رئيس أمريكي على بناء قصور رئاسية جديدة من الخزينة العامة للدولة.

وتعرض البيت الأبيض عام 1814 لحريق مدمر ليجري ترميمه ويظهر بحلته الجديدة عام 1817، ليضم ست طوابق و132 غرفة و35 حمامًا على مساحة واسعة تبلغ 18 فدان وتزيد عن خمسة كيلومتر مربع، أما واجهته البيضاء فتحتاج  570 جالون لطلائها!

الرئيس المصري أنور السادات رفقة نظيريه الأمريكي والإسرائيلي في منتجع كامب ديفيد

ويُضاف إلى البيت الأبيض استراحة كامب ديفيد، ذلك المكان الشهير الذي عُدت فيه مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية وانتهت بمعاهدة السلام 1978 كامب ديفيد، وكانت استراحة كامب ديفيد استراحة رئاسية لـ14 رئيسًا في تاريخ أمريكا الحديث بدءًا بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي حكم أمريكا في الفترة من 1933 – 1945، وصولًا إلى الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

قصر الإليزيه.. نابليون بونابرت مرّ من هنا!

أمّا عن فرنسا الذي يبلغ الناتج الإجمالي المحلي لها 2.77 تريليون دولار فتملك هي الأُخرى قصرًا رئاسيًا رسميًا وهو قصر الإليزيه، ذلك القصر الرئاسي الذي يحكم منه رؤساء فرنسا منذ عام 1848، وحتى آخر رؤساء فرنسا إيمانويل ماكرون، وتقول عنه «بيزنس إنسايدر» إنه أكبر من البيت الأبيض، وقصر فرساي ذلك القصر الملكي القديم الذي حكمه ملوك فرنسا في القرن السابع عشر، وأصبح اليوم جزء من تراث فرنسا ومعالمها السياحية.

فيديو عن قصر الإليزيه من «وكالة الأنباء الفرنسية»:

ولا شك في ضخامة قصر الإليزيه وفخامته فهو يضم 365 غرفة من الطراز الفرنسي الكلاسيكي أي أكثر من ثلاثة أضعاف الغرف التي يضمها البيت الأبيض، موزعين على مساحة تتعدى 11 كيلو متر مربع، اللافت أيضًا أن الإليزيه كان قد بُني باعتباره قصرًا خاصًا عام 1722، أي  قبل أكثر  من قرن من تحوله مقرًا رسميًا لرؤساء فرنسا.

وقبل أن يصبح القصر مقرًا رسميًا حكوميًا، مرّ عليه القائد الفرنسي نابليون بونابارت، بل قرر شرائه عام 1808 وتغيير اسمه إلى «إليزيه نابليون»، ولكنه تنازل عن ملكيته بعد سبع سنوات، تحديدًا في عام 1815، بعد معركة واترلو.

ولا يقتصر دخول قصر الإليزيه على الرؤساء والمسؤولين فقط، وإنما يفتح القصر أبوابه للعامة في الأيام الوطنية للتراث في فرنسا وأوروبا، ولكن لا يبدو أن حماية محتويات القصر كانت محكمة بما  فيه الكفاية؛ مما أدى لسرقة مئات الأعمال الفنية ومحتويات من قصر الإليزيه، الذي ليس مقر الحكم الوحيد لرؤساء فرنسا الذين يملكون أيضًا قصورًا  واستراحات أُخرى، حيث يمكنهم عقد لقاءات رسمية فيها من أبرزها:  قلعة دي بريجان قرب مرسيليا، وقصر شاتو دو رامبوييه قرب باريس، واستراحة لانترن في فرساي.

مجمع زونغنانهاي.. مقر رئاسي بمساحة مدينة!

أما الصين فتملك قصر رئاسيًا رسميًا هو الأضخم في العالم يبلغ 3440 كيلو متر مربع، ولا يُضاهيه قصرًا رئاسيًا في العالم، فمساحته تقترب من مساحة بلدة أو مدينة، ويُعرف بـ«مجمع زونغنانهاي» السكني في العاصمة الصينية بكين، كانت سابقًا حديقة للإمبراطورية الصينية، وهو الآن المقر الرئاسي للرئيس الصيني شي جينبينغ، ويُقيم فيه بصحبة كبار المسؤولين في الصين ونادرًا ما يُغادرونه.

المجمع ليس مقرًا للرئيس فقط، وإنما مقر لحكام الصين وكبار قادتها، وهو أيضًا مقر للحزب الشيعوي الحاكم في الصين، ومجلس الدولة الصيني، ويضم مكتبًا لأمين الحزب، ورئيس وزراء الصين، ويُعد المجمع مقرًا لرؤساء الصين منذ إنشاء جمهورية الصين الشعبية منتصف القرن الماضي تحديدًا في عام 1949.

مجمع زونغنانهاي

وأمام المجمع اندلعت الاحتجاجات الطلابية الشهيرة في ساحة تيانانمن عام 1989، تلك الاحتجاجت التي طالبت بالإصلاح والديموقراطية أمام مقر الحزب الشيوعي، وقابلته الحكومة الصينية بالقمع والقتل؛ ما أسفر عن مقتل 10 آلاف، بحسب وثيقة سرية كشفت عنها وزارة الخارجية البريطانية.

وسبق مجمع زونغنانهاي القصرالر ئاسي (نانجينغ)، حيث كان موطنًا لحكام الصين وامرائها لقرون امتدت من (1644 حتى 1911) ، وبعد إنشاء الجمهورية الصينية الشعبية استُخدم القصر في مهام رسمية حتى أواخر التسعينات،  ولكن هذا القصر الرئاسي لم يعد حاليًا وجهة رسمية لرؤساء الصين، وإنما أصبح متحفًا لتاريخ الصين الحديث، يحمل إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا صينيًا، وأضحى وجهة سياحية للداخل والخارج.

الكرملين الروسي: تأسس في القرن 15 ولا زال مقر الحكم!

عند الحديث عن قصور الرئاسة في روسيا، سنتذكر دائمًا الكرملين، ذلك المجمع السكني الضخم المحصن في قلب العاصمة الروسية موسكو، والذي تبلغ مساحته 275 كيلو مترمربع، وهو مقر الحكم والإقامة الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والكرملين هو اسم له تاريخ طويل من أكثر من خمسة قرون، فقد بُني في القرن الخامس عشر، وشهد العديد من التجديدات مع تعاقب رؤساء روسيا على تولي السلطة في البلاد، ومنذ العصور الوسطى ظل الكرملين مقرًا رسميًا لحكام روسيا عدا الفترة من عام 1712 حتى 1917.

الكرملين المقر الرئاسي للعملاق الروسي الذي يبلغ ناتجه الإجمالي المحلي 1.66 تريليون دولار

ومع شهرة الكرملين إلا أنه ليس المقر الرئاسي الوحيد لبوتين، فلبوتين العديد من المقار الرسمية والقصور الرئاسية، من أبرزها: قصر كونستانتين في سانت بطرسبرغ الذي يبعد 20 كيلو متر عن قلب مدينة سانت بطرسبرغ، وقصر فالداي الذي كان أحد معسكرات ستالين في البداية، وهو مقر رئاسي لبوتين حيث استضاف فيه سلفا سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق.

ذلك بالإضافة إلى قصر بوشاروف رشي في سوتشي، المقر الرئاسي الصيفي الرسمي لبوتين، حيث التقى بوتين بجوروج بوش في 2008، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 2018، وقصر يانتار في كالينينغراد، الذي افتتحه الرئيس ديمتري ميدفيديف في 2011، ومع أنه مقر رسمي للرئيس، إلا أنه استضاف فقط ميدفيديف ووزير الخارجية سيرجي لافروف.

قصر رئاسي واستراحتان للرئيس الهندي

وفي الهند التي تُعد من أكبر اقتصادات العالم بناتج  إجمالي محلي يبلغ 2.726 تريليون دولار، فتملك قصرًا رئاسيًا رسميًا ضخمًا يُسمى «راشتراباتي بهافان»،  افتتح  في العاصمة الهندية نيودلهي عام 1931،  ويبلغ مساحته 200 كيلومتر مربع، ويمثل القصر المقر الرسمي للرئيس الهندي رام نات كوفيند، وأحيانًا يفتح أبوابه للعامة للسياح، وهذا تقرير من قناة هندية يُظهر بعض معالم القصر وفتح أبوابه إلى العامة.

وللرئيس الهندي أكثر من قصرًا واستراحة رئاسية، فبحسب الموقع الرسمي للرئاسة الهندية فهناك استراحتان للرئيس الهندي: الأولى في شيملا، ويُنظر إليها على أنها امتداد لراشتراباتي بهافان، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1850،  واستولى عليه نائب الملك في الهند عام 1895، ويقضي فيه الرئيس الهندي عادة مدة لا تقل عن أسبوع سنويًا.

ذلك بالإضافة إلى قصر راشتراباتي نيلايام في حيدر أباد، الذي يُعد بمثابة استراحة شتوية للرئيس الهندي، ويظل الرئيس الهندي معظم الوقت في القصر الرئاسي الرئيسي راشتراباتي بهافان، ويقضي في تلك الاستراحات والقصور الأخرى مدة تتراوح عادة من أسبوعين لثلاثة في كل قصر خلال العام.

اجمالي القراءات 4572
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق