رخصة الفدية في أحكام الصيام
لقد اعتمدت كهنة الأديان على جهل العوام ليغرسوا فيهم الرضا بالجهل، وكيف أن ذلك من قدر الله، وأن من يبحث في الدين يجب أن يكون منهم وعلى مذهبهم وطُرقهم في التفكير، وفي بحوثٍ سابقة أثبتنا أن ذلك الفعل لا يمت للإسلام بصلة، وأن العلماء الحقيقيون هم كل بشر يبحث ويفكر ويؤمن بالمحكم ويرد المتشابه ويفعل الخيرات ولا يحرم ما أحل الله، هكذا هو الدين لا كهانة فيه ولا وساطة، ولو كانت فقد انتفي عنه أصل التكليف ، وصار الناس مراتب في الثواب والعقاب، وأن الجاهل يدخل الجنة ولو كان مجرماً، والعالِم يدخل النار ولو كان صالحاً مصلحا.
لقد قرأوا القرآن ولم يُجاوز حناجرهم..فأبوا إلا أن يُحرّفوا كلماته ويُخرجون أحكامه وفقاً لأهوائهم وعقولهم القاصرة والمقصّرة، زعموا أن في القرآن ناسخ ومنسوخ ليُبطلوا ما يريدون من نصوص وأحكام، ويستبدلونها بأحكامٍ تُرضيهم، ولو علم العوام طبيعة هذا الفعل منهم لثاروا عليهم، أي إنسان طبيعي يرفض أن يكون القرآن مجرد حبر على ورق، هكذا هو الناسخ والمنسوخ يجعل من القرآن مجرد حبر على ورق وآياتٍ تُتلى دون العمل بها، ويقطعون بسقوط أحكام تلك الآيات .."المنسوخة بزعمهم"..ليُبطلوا أحكامها التي كان أكثرها يمس قضايا جوهرية في الدين كالتيسير على الناس والدعوة إلى الحب والسلام..فأبطلوا تلك الأحكام واستبدلوها بالتعسير على الناس والدعوة للحرب والقتال..حتى تهور البعض منهم وزعموا أن في كتاب الله دعوةُ بالسيف تسبق ما عداها وهي ناسخة للجميع وآيةُ محكمة هي من أصول الدين.
هذا الضلال وهذا التيه ما كان له أن يكون إلا بتحريفهم آيات الله ، فجاءوا بأحكامٍ من عند أنفسهم وقالوا هي الدين، وحاربوا معها كل مفكر وباحث عن الحقيقة، فلو علم الناس فداحة ذلك الفعل منهم وطبيعة ما يؤمنون لثاروا عليهم، لذا فهم يحرصون على إخفاء تلك القضايا عن العوام ، ومن أمثلة ذلك هي قضية.."الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم"..أجزم أن ما من عامي أو مسلم طبيعي يعرف معنى هذه الكارثة إلا ويرفضها بل يثور عليها، ومن الطبيعي أن يجهلها فلا يوجد من يعرف عن هذا الأمر شيئاً، وعلوم الناسخ والمنسوخ تظل حكراً على كهنة الدين الإسلامي بدعوى العلم وعدم تصدير المتشابه والمختلف للعوام خشية الفتنة، وجهلوا أن ما يفعلونه هو الفتنة كونهم يحجبون عن الناس علماً جعل من القرآن مجرد حبر على ورق.
في هذه الدراسة لن نناقش قضية الناسخ والمنسوخ مفردة أو مجردة، ولكن سنناقش إحدى تداعياتها التي جعلت من أحكام الصيام شديدة وعنيفة لا يتحملها المسلم أحياناً، ويبحث عن البديل فلا يجده رغم أن الله في أكثر من آية يقول.." يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "[البقرة : 185]..وقال أيضاً.." وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة "[البقرة : 280]..وقال أيضاً.." ونيسرك لليسرى" [الأعلى : 8]..وحين عرض الله للعُسر قال أن اليُسر يلزمه، فما من أمرٍ عسير إلا وتجد منه طاقةً لليُسر شرعها الله لعباده خشية أن يكلفهم ما لا طاقة لهم به، ثم يعاقبهم إذا قصروا..قال تعالى.." فإن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا".. [الشرح 5: 6] ..وإذا عرض الله لسبيله وطريقه لم يجعله لغزاً يصعب على أبسط العقول أو من يزعم كهنة الأديان أنهم العوام لا يجوز لهم التفكر أو البحث في الدين..قال تعالى.." ثم السبيل يسره" [عبس : 20]..والآية واضحة أن سبيل الله ميُسر وسهل للجميع والأمر والنهي فيه في غاية الوضوح، وطُرق الإرشاد والتعاليم يفهمها الجميع.
ويدعم ذلك قوله تعالى.." ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" [القمر : 17]..وقال تعالى.." فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " [مريم : 97]..وهكذا فكلام الله سهل وميُسر على لسان النبي، فيتذكره الناس ويفهمونه، وإلا ما معنى أن يكون القرآن عبارة عن ألغاز وأشياء غامضة فيُصبح تفسيرها حسب الأهواء، وفي ذلك يقول الرازي في تفسيره.." جعلناه بحيث يعلق بالقلوب ويستلذ سماعه ومن لا يفهم يتفهمه ولا يسأم من سمعه وفهمه"..(التفسير الكبير29/38)..فالقرآن موجه لجميع الأفهام لأنها في الأخير مكلفة، وشريعة الله في كتابه تكليف، كذا في وقع القرآن على القلوب فإن له هيبة وطراوة على القلب لتناسق كلماته وتماسك معانيه.
إذن فحصر قضية الناسخ والمنسوخ بين الشيوخ هو بكل وضوح.." سرقة لكتاب الله"..ليس فقط لكذبهم على الناس وأن أحكامهم المتلوّة هي شرع الله ولكن لأن الناسخ والمنسوخ مختلف فيه أيضاً، وفي ذلك يقول الدهلوي(توفي 1114هـ) في تفسيره المعروف.." بالفوز الكبير في أصول التفسير"..قائلاً:" وهكذا اتسع باب النسخ عندهم وتوسعوا في موضوعه، وكان للعقل فيه مجال فسيح، وللاختلاف فيه مكان واسع. ولذلك بلغت الآيات المنسوخة إلى خمسمائة آية، بل إذا حققت النظر تجدها غير محصورة بعدد"..انتهى(1/84)..خمسمائة آية سقطت من كتاب الله عند جماعة الناسخ والمنسوخ، ولم يهتدوا إلى عدد فمنهم من قال أن الآيات الساقطة(المنسوخة) 214 آية ومنهم من قال 6 آيات ومنهم من قال 22 آية.....وهكذا جعلوا كتاب الله عُرضة لأهوائهم وصنعوا من مذاهبهم سلطة عليا على القرآن.
ليست الكارثة عند هذا الحد..بل منهم من جعل الحديث ناسخاً للقرآن بدعوى أن السنة ناسخة غير منسوخة والقرآن منسوخ غير ناسخ، والمعنى أن القرآن ساقط عندهم يتلونه ولا يتدبرونه..لديهم مجرد حبر على ورق لا يُعمل به ولا يستعان..وهذا تحريف متعمد للدين الإسلامي وهو ما جعل دينهم قائم على خرافات وأقوال بشرية غير معصومة فضلّوا أنفسهم وأضلوا من حولهم وصدّقهم، وتوسعت بالتالي طرقهم في تكفير الناس وهدر دمائهم وجاءوا بكل نقيصة ونسبوها للدين، هكذا صُنع الإرهاب فجذوره ممتدة إلى قضية النسخ، حتى تجد الإرهابي منهم أدلته من الحديث وإذا تعرض للقرآن ذكر آيات الجهاد فحسب..فكيفوا الدين حسب أمزجتهم وقيدوا النصوص حسب مصالحهم.
لسنا بوارد الحديث عن النسخ ويكفينا في هذا المقام ذكر الخلاف فيه، ولكن كما قدمنا أننا سنتعرض لإحدى تبعات هذا النسخ المزعوم وهو أحكام صيام شهر رمضان، ففي صيام رمضان قال تعالى:
" أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون".. [البقرة 185: 184]
والآية بها وجوب صريح لصيام شهر رمضان بقوله.."فمن شهد منكم الشهر فليصمه"..ولكن مع هذا الوجوب فالآية صريحة برخصتين:
الأولى: وهي الكفارة على المريض والمسافر.."فعدة من أيام أخر"..ويعني قضاء أيام الفطر في رمضان في غيره.
الثانية: وهي الفدية لمن لم يُرِد الصوم أن يُطعم مسكينا.."فدية طعام مسكين"..على من يُطيق الصيام
القائلون بالنسخ زعموا أن الرخصة الثانية منسوخة لا محل لها في الأحكام، قال القرطبي في تفسيره.." واختلف العلماء في المراد بالآية فقيل : هي منسوخة روى البخاري : وقال بن نمير حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة حدثنا بن أبي ليلى حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه ورخص لهم في ذلك فنسختها وأن تصوموا خير لكم.....وقال بن عباس : نزلت هذه الآية رخصة للشيوخ والعجزة خاصة إذا أفطروا وهم يطيقون الصوم ثم نسخت بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه فزالت الرخصة إلا لمن عجز منهم..وروي عنه أيضا وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قال : كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصوم أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا والحبلى والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا"..انتهى(تفسير القرطبي 2/289)
ترجمة كلام القرطبي: أن رخصة الفدية منسوخة على قول البخاري ولو لم تكن منسوخة فهي مُأولة على الشيوخ والعَجَزة، والنسخ بالوجوب على قوله.."من شهد منكم الشهر فليصمه"..وهو ينسخ آية الفدية السابقة رقم 184 سورة البقرة، بل وهذا الحُكم بالذات وكأن المقصود هو التعسير على الناس ونقض أحكامه وتأويل كتاب الله حسب أمزجتهم دون دليلٍ أو هادي..
والرد على ذلك الادعاء إجمالاً بما يلي:
1-أن تأويل رخصة الفدية على الشيوخ والعَجَزة يجعل من رخصة المريض مكررة، رغم أنها معطوفة على الكفارة.!!.. والعطف يعني المغايرة، فالمريض بالأصل عاجز، والعَجَزة مرضي لا يُطيقون الصيام بل أغلبهم يكونون مرضى بأمراضٍ مزمنة تحرمهم من فضل الصيام.
2- أن هذا التأويل المزعوم يجعل معنى.."يطيقونه"..بمعنى.."لا يُطيقونه"..وهذا تحريف متعمد للفظ بُغية التأويل، ويشهد على ذلك ابن كثير إذا علم أن معنى يطيقونه أي الأصحاء الذين يقدرون على الصوم قال: " وأما الصحيح المقيم الذي يطيق الصيام، فقد كان مخيرا بين الصيام وبين الإطعام، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأطعم عن كل يوم مسكينا، فإن أطعم أكثر من مسكين عن كل يوم، فهو خير، وإن صام فهو أفضل من الإطعام، قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وطاوس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم من السلف؛ ولهذا قال تعالى: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون"..انتهى (تفسير ابن كثير 1/498)
3-معنى كلام ابن كثير أن لا وجه لتأويل يطيقونه بمعنى عدم الإطاقة، وأن اللفظ ثابت بمعنى القدرة على الصوم، ولكن ابن كثير كمعظم المفسرين قال أن الآية منسوخة، وبالتالي حدث تعارض بين أقوال القائلين بالنسخ والقائلين بالتأويل.
4- أن الله قال في سياق أحكام الصوم.." يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"..وهذا يعني أن التيسير قصدُ من مقاصد الآية، فلماذا لجأ المفسرون إلى التعسير وحذف الرخصة الثانية بالكامل.
5-معنى يطيقونه أي يقدرون على الصيام ولكن لا يتحملون مشقته أحياناً، ففي بعض البلدان يكون فيها النهار طويلاً بما يعني زيادة في عدد ساعات الصوم، أو يكون الجو حاراً وشاقاً على الناس(مثل هذه الأيام)، أو يكون المسلم يعمل في مهنة صعبة أو بها حركة كثيرة..كل ذلك يُضعف من مقاومته للصوم، لذلك جاءت الرخصة له أن يُفطر ويدفع فدية طعام مسكين.
6-ظاهر الآيات يقول أن المريض والمسافر لهما رخصتان الأولى وهي الكفارة الثانية وهي الفدية، فمن كان له الفدية على طاقته للصوم فمن باب أولى أن تكون لمن لا يُطيق.
7- أن الإسلام جعل المجتمع في لب اهتمامه، فمن كان يُطيق الصوم وصام كمن يطيقه وأفطر ثم أطعم مسكيناً..وهذا تعزيز لمبدأ هام من مبادئ الإسلام وهو التكافل، وهو إرشاد لمعنى البدائل الخاص في فقه التيسير.
8-أن من يزعم نسخ آية.."من شهد منكم الشهر فليصمه"..لآية.."فدية طعام مسكين"..يجهل أبسط طُرق القرآن وهو التأكيد على تنوع الأحكام، فالصيام الواجب في الآية اللاحقة 185 هو على طريقة الآية السابقة 184، لا مغايرة في الأحكام وإلا لما كان للشارع أن يُلحق رخصة الفدية لرخصة الكفارة بالعطف المغاير.
9- أن التطوع كان في الفدية ولكن الخير في الصيام، وهذا يعني أن الله يُجيز لعباده الفطر برخص الكفارة والفدية على أن الخير والأصل هو في الصيام، وتلك متعة التخيير والتيسير في الشريعة والتفريق بين الواجب والمستحب، وهي مصادقة للقاعدة المشهورة أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وإن صعبت على الناس مشقتهم في الصيام فالبدائل متعددة وأنه لا حرج لأن الله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.
10- أن قولهم بالنسخ يعني أن الله أخطأ في تشريع الفدية ، ثم صوّب نفسه بحذفها بعد ذلك، وهذا عته ومجون وإسراف ليس فقط لهذا الادعاء الذي يُجيز نسبة الخطأ لله.. ولكن لأنهم اختلفوا في الآية ما بين النسخ والتأويل، فمن أثبت النسخ أثبت الحُكم وقال أن المعنى .."يطيقونه".. ومن أثبت التأويل نفى الحُكم وقال أن المعنى .."لا يطيقونه"
11- لقد جعلوا كلام البخاري حاكماً ومهيمناً على كتاب الله بقولهم بالنسخ، فبعد أن قال البخاري بالنسخ صدقوه وكفروا بالقرآن، رغم أن الله قال عن كتابه.." وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه "..[المائدة : 48]..و يعني أن كتاب الله يُهيمن على ما قبله ومصدقاً له، فإذا كان مهيمناً على التوراه والإنجيل..فمن باب أولى أن يهيمن على البخاري..!!
12- أن اختلافهم في الآية ما بين النسخ والتأويل شابه التنطع والتقعير والتحوير والتبديل لأجل إثبات المعنى المثبوت لديهم سلفاً، وهو اتجاه في التفسير والفقه يجعل من الأهواء والرغبات حاكمة على النصوص..
إن ما فعله المفسرون من حذف الرخصة المقررة للمطيقين للصيام هو عمل عدواني بلا شك، وهو انتهاك لأحكام الله في القرآن، وقد شاب عملهم إرادة التحريف..فبعد أن قال الله "يطيقون" وأعطى رخصة للقادرين حذفوا الرخصة وتحولت إلى"لا يطيقون"هكذا دون أدنى شعور بالمسئولية، وثبت أن كانوا غير أمناء على الدين في ذلك، ولكن لأنني أؤمن بأن لكل فعل مصدر أؤمن بأن مصدر هذا العدوان على كتاب الله هو.."التقليد الأعمى"..فجميعهم ينقلون من بعض ولا مساحة للتفكر بينهم، فمن كان مقلداً قال بالنسخ، ومن قال بالنسخ قال بحذف الرخصة.
وبالتالي أصبح لزاماً على الجميع اليوم-حسب أقوال الشيوخ-أن يصوموا وإن بلغ عدد ساعات الصوم 19 ساعة من 24، أو أن تكون الحرارة ما فوق الأربعين، أو أن يعمل أحدهم عملاً شاقاً يفقده القدرة والطاقة على الصوم ولم يأتِ في حقه كفارة، يجب عليه أن يصوم حتى يهلك حسب أقوال المشايخ، رغم أن الله تعالى في كتابه الكريم أعطى رخصة الفدية لهؤلاء، من ناحية يُرشدهم إلى معاني الخير في الصدقة بتدريبهم وتأهيلهم على الكرم، ومن ناحية أخرى يحفظ المجتمع من أدران الفقر والجوع...ولكن كل ذلك لا يُعجب الشيوخ ويصرون على التعسير والتقييد والإلجام لكل فكر حر باحث عن الحقيقة.
اجمالي القراءات
10770
شكرا أستاذ سامح