بين سلوكيات المصريين .. وسلوكيات العالم المتحضر :
بين سلوكيات المصريين .. وسلوكيات العالم المتحضر

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٣ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصراوى


بين سلوكيات المصريين .. وسلوكيات العالم المتحضر

بين سلوكيات المصريين .. وسلوكيات العالم المتحضر

PM

واشنطن - عماد سيد - مرت عدة ايام وانا في الولايات المتحدة الامريكية وتحديدا في العاصمة واشنطن .. افتقدت أهلي وزوجتي واصدقائي وعملي .. لكنني وللمرة الثانية في حياتي اشعر بأني انسان .. له الحق في الاحترام والشعور بالأمان والمعاملة الحسنة.

مقالات متعلقة :

كانت المرة الاولى حين كنت في تركيا حين غادرت العالم العربي لأول مرة، وخلال المرتين شعرت باحترام الجميع للآخر .. لا أحد ينظر الى لونك .. إلى ما ترتدي .. الى طريقتك في السير الى آخر تلك الاشياء التى اعتدنا في عالمنا العربي ان نلتفت اليها.

كلما سرت في شوارع القاهرة أو أي من مدن مصر المحروسة أشعر بأن الناس تراقب بعضها بعضا وتعلق على أي شيء في الآخرين حتى ولو كان تافها .. ولا أعرف بأي ذريعة نعطي لأنفسنا هذا الحق في اختراق مساحة خصوصية الآخرين ولو بالنظر .. لماذا نتطفل على الآخرين ؟ لماذا نتحرش بكل ما هو انثوي ؟ لماذا لا ندع الناس و شأنهم و نهتم نحن بشئوننا و سلوكياتنا و التي هي بالطبع في حاجة الى تعديلات هائلة.

الجميع بتعامل بهدوء واحترام .. لم أسمع أصواتا تتعالى بالشتائم القذرة التي اعتدت سماعها يوميا .. اذا دخلت المصعد في اي مكان ترى من فيه يرحبون بك وهم لا يعرفونك .. تجد من امامك يظل ممسكا بباب المحل او المبنى حتى تمر انت وهكذا عليك ان تفعل مع من خلفك .. لا يوجد تدافع في مترو الانفاق .. اذا كانت المحطة مزدحمة فيمكنك الانتظار لتستقل القطار التالي لا ان تدفع من امامك ليسقط على وجهه او على القضبان او أن تتصارع مع الباب لتفتحه عنوة بعد إغلاقه وكأنك هرقل لتلحق بهذا القطار تحديدا والا ستتأخر عن موعدك وهو الأمر الخطير الذي سيعطل الكرة الارضية عن الدوران !!

الشرطة تعامل الناس باحترام .. لا يوجد من يظهر لك من تحت الارض ليسألك عن اوراقك .. اذا تواجدت في مكان غير آمن مثل اماكن البناء او الحفر او مكان يحظر دخوله على العامة تجد شرطيا بتجه اليك بكل هدوء ويقول لك : سيدي .. هذا المكان غير آمن او يمنع التواجد داخله.. من فضلك توجه الى المكان الآخر ويشير الى المكان المقصود .

اذا اشتريت شيئا يعاد لك ما تبقى من مال ولو كان اصغر واتفه من تلتفت اليه .. لا يوجد شيء اسمه "يبقى لك" او "ما فيش فكة" او "انزل من العربية فك من البنزينة" او "ابقى فك قبل ما تركب يا بيه" او "الشاي بتاعنا" وليس عيبا ان تسأل عما تبقى لك من مال فهو حقك وليس لأحد ان يأخذه منك بسيف الحياء ولا ان تتركه تأكيدا منك على انك اغنى راكب في ... الميكروباص !!

طفت وحيدا في شوارع تلك العاصمة التي لا تتبع اي ولاية وتسمى شوارعها باسماء الولايات وقد صممها شخص فرنسي على هيئة مربع ضخم .. طفت وانا اكاد ابكي .. كيف تدهورت بلادي الى هذا الحد ؟ ما الذي حدا بأهل بلادي ومن يديرون شئونها الى التردي بنا الى هذه الدرجة ؟ ألا نستحق ان نشعر نحن ايضا بكرامتنا ؟ الا نستحق ان نشعر بالأمان ونحن نمر بجوار ضابط الشرطة او عسكري المرور دون ان نتوقع ان يسألنا : جاي منين ؟ رايح فين ؟ بطاقتك يا فندي ؟ طلع اللى في جيبك .. قلب نفسك.

وبلغ غيظي وشعوري بالحنق المدى وانا اقف الى جوار مبنى البنتاجون وبل والمباحث الفيدرالية الامريكية والبيت الأبيض ومبنى الكابيتول و التقط الصور التذكارية لتلك المباني التى لم أرها الا في الافلام .. و وقف غيري العشرات يفعلون المثل دون ادني شعور بالقلق سواء منا او من جانب القائمين على حراسة هذه الاماكن، وانت الذي لا تستطيع ان ترفع كاميرا في أي مكان بمصر لتلتقط صورة ولو لمحل تافه في شارع جانبي بميدان التحرير دون ان يظهر احد افراد الامن السريين او من يرتدون الملابس الرسمية من تحت الارض ليسألك من انت وماذا تصور ولماذا تصور واين تصريح التصوير وكان هذه الاماكن أخطر من البنتاجون او غيره !!

الأطفال هنا أطفال بحق .. أبرياء وادعون .. تحب ان تراهم وهم يلعبون ويمرحون .. ليست لديهم تلك النزعات التدميرية والقتالية التي تملأ نفوس تلك الشياطين الصغيرة في بلادنا والتي لم تترك شيئا الا وامتدت اليه أيديهم العابثة بالتدمير والإهلاك .. أذكر في مرة -والله تعالى على ما أقول شهيد- اني كنت اركب اوتوبيس نقل عام .. هل تعرفون ماذا كانت متعة ومرح اطفالنا ؟ ان يضربوا نوافذ الاوتوبيس بالــ "بمب" وهم يتضاحكون ويفرحون بشدة كلما رأوا نظرات الفزع في أعين الناس.

كل ما رأبت وشعرت به هو سلوكيات شعب .. مجرد سلوكيات لا تحدد او تقرر أغلبها أية قوانين .. ثقافة نمت وتطورت يوما بعد يوم لتضاف الى تقدم علمي هائل وليس مجرد تفاخر اجوف بحضارة علمت العالم يوما ما دون ان يقدم الاحفاد اي جديد او اضافة لعبقرية اجدادهم .

ترى .. هل يمتد بي العمر لأرى تغير عادات وسلوكيات وطبائع الشعب المصري .. ام أقضي نحبي و أنا يحدوني الأمل في ذلك؟

اجمالي القراءات 3938
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   السبت ٢٤ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[33349]

أمة ضحكت من جهلها الأمم

لن يتحقق أحلامكم إلا بالعودة إلى إتباع أوامر الله ونواهيه في الكتاب ( القرآن الكريم ) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وعندما يكون الحاكم لدينا مثله مثل المواطن العادي له حقوق وعليه واجبات يؤديها لشعبه وليس حاكما ( يسأل ولا يُسأل ) إلها على الناس جميعهم أن يعبدوه!!!!؟؟؟ ولا يتوارى لإستنفار الجيش والشرطة لإذلال ومهانة الإنسان!! وأئمته يشرعون وجوده وبذبح الشعوب قرابين للإله الحاكم الدكتاتور الطاغية, عندما يتم ذلك فستجدون ما تحلمون به.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق