لم تضع أهدافك بعد؟ دليلك لحياة أكثر سعادة بأهداف قيّمة

اضيف الخبر في يوم السبت ١٣ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


لم تضع أهدافك بعد؟ دليلك لحياة أكثر سعادة بأهداف قيّمة

من الجيد التشكيك في قيمة مسارك، إن كان الدافع في ذلك هو العثور على الأفضل، لا بدافع الخوف من عدم وجود الطريق الصحيح. فغالبًا ما يدفعنا المجتمع الذي نعيش فيه للرغبة في تحقيق مجموعة أهداف، ليست خاصة بنا، ولكنها مرتبطة بمحتمع وثقافة ننتمي لها،  دون أن نصل للتعريف الخاص بنا لكلمات مثل: الهدف، والغرض، والقيمة، والسعادة، والمتعة، والحياة الصالحة.

تعريف الهدف، اختلف حسب المذهب الذي يتبعه الإنسان، فالهدف في مذهب المتعة أن تعيش وتقضي وقتًا جيدًا، أما المذهب المادي فهو أن تحصل على أكبر قدر مما يمكنك، والهدف في مذهب الإيثار يعني إعطاء أكبر قدر ممكن، وفي مذهب البقاء أن تعيش أطول فترة ممكنة، وكذلك يختلف في مذاهب الإثارة ومذهب الإيمان بالله، ومذهب علم النفس وتحقيق الذات، والمذهب العسكري في البقاء والنصر، ومذهب الحب والعقلانية. وبشكل عام هناك مفهومان للسعادة، ونوعان من الأهداف في الحياة.

 

 

يركز المفهوم الأول للسعادة على المتعة وتجارب الشعور بالبهجة، والتي يمكن أن تكون عابرة، ولكن لا يمكن إنكار أنها إيجابية في الوقت ذاته. وهذا النوع من السعادة الذي نبحث عنه في بعض الأحيان بطرق تجعلنا نشعر بالسوء في نهايتها، مثل الإنفاق المتهور، أو الممارسات الجنسية غير المسؤولة، أو الخيارات الغذائية غير الصحية، أو تعاطي المخدرات وإدمان الكحول. أما المعنى الآخر فيرتبط أكثر بتجارب قد لا توفر المتعة البحتة، ولكنها تزيد من إحساسنا بالارتباط بقيم أعمق، وهذه الأنشطة والروابط قد لا تكون سهلة دائمًا، لكنها ستظل أسبابًا لكوننا أحياء، فمثل هذه التجارب غالبًا ما تنطوي على مزيد من الرضا عن حياتنا، على مستوى أعمق، وربما أكثر قيمة من السعادة اللحظية، عندما يتعلق الأمر بسلامك العاطفي والبدني، وهو المعنى الذي سنناقش كيفية خلقه بدواخلنا، وماذا سنفعل لو لم نجده.

تريد معرفة هدفك في الحياة؟ أجب على التالي

إن الخطوة الأكثر صعوبة هي إيجاد الهدف والإحساس بأهميته، وإيجاد المعنى في عالم قد لا يعترف بالمجهود بعد إتمامه وحياة تملؤها المسؤوليات بالضغوط، لذا هناك بعض الأسئلة البسيطة التي يمكنك البدء بها لتصل لشعورك بالمعنى والهدف وقيمة وجودك:

1- متى تفقد إحساسك بالوقت؟

لأكثر من أربعة عقود درس ميهالي سيسزنتميلياي المفهوم الذي أطلق عليه «التدفق»، والذي أصبح دعامة لأبحاث في علم النفس الإيجابي. والتدفق هنا يصف حالتك عند الانخراط الكامل والانغماس التام في نشاط، مهما قطع من وقتك، ولكنك مستمر فيه، نشاط يتوقف فيه إحساسك بالوقت، لا تراقب معه عقارب الساعة، ولا تريد له أن ينتهي.

 

 

2- من الذي تراه عندما تفكر بالحب؟

قد لا يرتبط إحساس كل شخص بالمعنى والقيمة ارتباطًا قويًا بأشخاص آخرين، ولكن تشكل العلاقات مع الآخرين أساسًا قويًا لهذا الإحساس، وربما تكون هذه العلاقات مهنية أو شخصية، مثل المنظمة التي تعمل بها أو الأشخاص الذين يشاركونك عملًا تطوعيًّا، أو مجتمعك، أو قضية تؤمن بها، وجميع ذلك يمكنه توجيهك لهدفك وسبب وجودك.

3- ما الذي تتمنى لو تضع كل جهدك فيه؟

جميعنا يملك مستويات مختلفة من الدوافع لأداء المهام، ففي بعض الأنشطة قد لا تشعر بالجهد لأنك تحب هذا العمل، ومن المرجح ألا تشبه هذه الأنشطة العمل بمفهومه التقليدي الذي لا تستمتع به، ولكن هناك اعتقاد قديم بأنك لو بحثت عن شيء تحبه واجتهدت فيه لن تضطر للعمل يومًا في حياتك.

4- لو أتيحت لك الفرصة ماذا ستكتب في نعيك؟

على قدر غرابة هذا السؤال فإن التفكير فيه سيأخذك لمناطق بعيدة في رغباتك وأهدافك بالنظر لحياتك وهي تنتهي، فمثلًا: «توفي محمد عن عمر 100 عام، بعدما كان أول رجل يفوز ببطولة كرة السلة على سطح المريخ». وهنا سيكون تصورك لإرث حياتك مفيدًا في البحث عن الغرض من حياتك، وكيف تريد من شخص ما تلخيص سنوات الحياة التي عشتها.

5- لديك 12 ساعة إجازة، وأخذت قسطًا كافيًا من النوم ولديك المال الكافي، ويمكنك فعل أي شيء تريده، ماذا ستفعل؟

صعب أليس كذلك؟! ففي عصرنا لا يمكن تخيل يوم واحد بدون مسؤوليات على الإطلاق، ولكن ماذا لو تحقق، وأدركت أن لديك وقتك؟ تخيل للحظة واحدة، جدول فارغ تمامًا، لا تملئه بأعمال الأمس غير المنتهية، أو أعمال الغد للاستعداد لها، تخلص من شعورك بالتقصير، ووقتها يمكنك رؤية ما تود فعله بشكل أوضح.

العِلم ينصحك بـ9 طُرق تجعلك أكثر سعادة

أهدافي قليلة ومما يحققه الآخرون كثير

من غير المفيد قضاء وقتك في الندم على قراراتك السابقة أو مقارنة نفسك بغير إنصاف مع الآخرين، ومع ذلك هناك العديد من الفرص لعيش يومك وأنت تشعر بقيمتك وتحقق هدفك. فيمكننا العثور على المعنى والأهمية في لحظات قليلة طوال اليوم، وفي سبيل ذلك استخدم ستيفن كوفي مؤلف كتاب «مساعدة النفس» طريقة من خلالها تُمنح أدوارنا في الحياة التي نبذل جهدنا فيها معنى وقيمة، فمثلًا أنت الزوج الوحيد لزوجتك، والأب الوحيد لأبنائك، والكاتب الوحيد في المجال العلمي لموقعك، والمدرس الوحيد في اللغة العربية لطلابك، وهكذا كل دور تؤديه يصنع فرصة لصنع معنى.

عبرت ميج جاي عالمة علم النفس السريري عن ملاحظتها في حديثها عن التحديات على منصة «TED Talk» بأننا نتخذ معظم القرارات التي تحدد شكل حياتنا قبل سن الخامسة والثلاثين، وهذه القرارات المبكرة لها من القدرة على تقييد إمكانياتنا بقية الحياة، ومن ثم صعوبة تغييرها، ما يزيد من فرص الغيرة ممن حولنا. وقد لاحظ فيكتور فرانكل الطبيب النفسي، أن البشر غالبًا ما يربطون معنى حياتهم وقيمتهم بأهداف بعيدة، ليكتشفوا بعد ذلك أنه من الصعب تلبيه رغباتهم في تحقيق الهدف، ووقتئذ سيكون من السهل شعورهم بالإحباط عند مقارنة أنفسهم بالآخرين الذين يبدون وكأنهم حققوا أكثر، سواء كانوا يفعلون هذا في الواقع أو من خلال صور على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

إذا لم تجد هدفك.. ما العمل؟

ستشعر بالذنب والقلق والتقصير والضياع إذا لم تجد لنفسك هدفًا يمنح حياتك معنى، وهذا بسبب من يعيشون حولك، أو ما تقرؤه، أو ما تسمعه من أن: «يجب أن يكون لك هدف، وإلا لماذا تعيش؟ يجب أن تكوني أمًا، يجب أن تعمل بوظيفة وتنال الترقية، وإلا لماذا تعيش؟».

من الطبيعي أن تفشل في العثور على هدف بحياتك، أو ألا تحاول البحث من البداية، أو تتخلى عن متابعة هدف بذلت جهدًا من أجله، وقتئذ لن تكون فاشلًا؛ وسيمكنك استكمال حياتك دون رؤية للنجاح الشخصي. ومن أجل حياة أفضل من اللحظة التي نتحدث فيها الآن، اختر أهدافًا لتحققها، واجعلها نية لفعل أفضل ما لديك في دورك الذي تؤديه، ورغبة في الشعور بأحاسيس معينة كل يوم، وفي الواقع قد يكون من الأفضل التركيز على هذه الأهداف بدلًا من السعي لتحديد هدف واحد في حياتك، وادفع تركيزك من: ما «أنا» بحاجة له، إلى ما يمكنني فعله من «أجلنا» أو من «أجلهم».

هذا التغير في المنظور من «أنا» إلى «نحن» قد يكون صعبًا بعد سنوات لا يتحدث فيها من حولنا إلا على التركيز على النفس وتحقيق الأهداف الشخصية وتحقيق رغباتك، لتتحول إلى شخص يريد تكريس نفسه وشغفه وطاقة الحب فيه لمساعدة الآخرين، لا يمكنه تجاوز شعوره بأنه مخذول ومحبط ويطغى عليه الشعور بالملل ولا يرى في عمله أية مصلحة ذاتية. ولذا فعليك التركيز قبل التنفيذ بأنك ستوازن ولن تستبدل.

«إنها لا تُستورد بل من داخلنا تولد».. حيل نفسية لتجعل حياتك أكثر سعادة

هل ما زلت ترغب في المزيد؟

قد لا تكون النوايا والمشاعر الجيدة كافية، وتشعر بالحاجة لتحديد معنى وقيمة وأهمية لحياتك، وبما أننا مخلوقات ذوات دوافع اجتماعية بطبيعتها، جميعنا نرغب في الشعور بأن العمل الذي نؤديه جدير بالاهتمام، وهذا قد لا يتطلب تغيير مهنتك، هو فقط يتطلب مزيدًا من الرغبة في خدمة الآخرين بطرق بسيطة كل يوم لإحداث أثر في القلب والعقل. بخصوص هذا تحدثت مجموعة من المؤلفين عن رؤيتهم للحياة الجيدة في كتاب «أعد ملء حقائبك: تخفف من أعباء حياتك من أجل حياة جيدة»؛ وفيه كانت الحياة الجيدة بالعيش في المكان الذي تنتمي إليه، مع الأشخاص الذين تحبهم، وأداء العمل الجيد، كل هذا وأنت تقصد ما تفعل. تحدث المؤلفون عن الغرض في الحياة والهدف منها، ولكن اختلف معناهم عن المعنى العام، وكان أن تعيش «عن قصد» وأن تعيش بوعي منك، وإذا نظرت على حياتك ستشعر بأن كل شيء على ما يرام، مع الاعتبار لأسئلة مثل:

-ما الذي أشعر بأنه يجب علي فعله هذا الوقت من حياتي؟

-ما الذي أريد أن أشعر به أكثر في حياتي؟ وما الذي يمنحني مشاعر مماثلة له الآن؟

-كيف يمكن أن أضمن التزامي بأن أعيش حياة أشعر فيها بالرضا عن الأثر الذي أحدثه بالآخرين كل يوم؟

 

 

بعد ذلك هناك خطوات من أجل معنى إضافي لحياتنا، تبدأ بالنظر لماضيك، فقد يشعر الكثير بالأسف والحزن والغضب عند النظر للماضي، ولكن ما الخطأ في إعادة النظر لما فات؟ فقد يعطيك ما مررت به أدلة حول الطريقة التي ترغب في تشكيل مستقبلك عليها، ثم في الخطوة الثانية عليك البحث عما تحتفل به في حياتك، تمتن إليه، يجعلك تضحك وتبتسم في الوقت الحاضر، فقد يكون الهدف بتكرار هذه الأحداث الصغيرة أكثر أهمية من التحديق بهدف بعيد المنال، وأخيرًا تقبل حياتك كما لو كانت رحلة بحرية، تدور فيها وتحقق الأحلام وتصحح المسار، ما يمنحك قدرة على الصمود، ما قد يكون أفضل من الصعود والهبوط.

اجمالي القراءات 1253
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق