أيُّ الذهب أفضل الأبيض أم الأصفر؟ تعرّف إلى الفروقات

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى الجديد


أيُّ الذهب أفضل الأبيض أم الأصفر؟ تعرّف إلى الفروقات

تقف راوية، الفتاة الثلاثينية، أمام محل لبيع المجوهرات، تتأمّل واجهة المحل، وتقول لنفسها: "هل أشتري خاتماً من الذهب الأبيض أم الأصفر؟ كيف سأختار الأنسب، وهل هناك اختلاف كبير في أسعار النوعين؟".

إنها أسئلة كثيرة تدور في بالنا كل مرة نزور فيها متجر المجوهرات، فهل الذهب الملون، كالوردي والنحاسي والأخضر والأبيض، هو نفسه الذهب الأصفر؟ وهل هناك أي اختلاف في قيمة هذه الأنواع؟

يقول رياض كنعان صاحب متجر للمجوهرات في مدينة بيروت: "يسألني زبائن كثر عن نوعَي الذهب، وعن الفرق في الأسعار ما بين الأبيض والأصفر، وهل أن القيمة المادية للذهب الأبيض متساوية مع نظيره الذهبي أو الأصفر؟ يمكنني القول أن لا فرق بين الذهب الأبيض والأصفر، إذ أن المعدنين متساويان، لافتاً الى أن الذهب الأبيض هو نفسه المستخرج من الذهب الأصفر، يضاف إليه بعض المعادن الأخرى حتى يأخذ لونه الجديد".


ويؤكد كنعان أن تحديد سعر الذهب يتم من خلال قياس نسبة القيراط التي يتكون منها. والقيراط، وحدة قياس يتم من خلالها تحديد نسبة الذهب الصافي الموجودة في قطعة الحلي، فهناك ذهب من 24 قيراطاً، و18 قيراطاً، و14 قيراطاً، وعليه فإن سعر الخاتم، أو السوار، أو أي قطعة من المجوهرات يتم تحديده فقط من خلال وزن الذهب، ولا فرق بين ذهب أصفر أو أبيض، وفق كنعان.

إن غياب الاختلاف الفعلي في قيمة المجوهرات سواء أكانت مصنوعة من الذهب الأبيض أو الأصفر، يقودنا إلى سؤال هام، كيف يتخذ الذهب هذا اللون، وأيهما أنسب في حال أراد شخص ما أن يدخر أمواله بشراء قطع من الذهب.

المعدن النفيس

يعتبر الذهب الأصفر من أكثر أنواع المعادن مبيعاً حول العالم. قديماً استخدم الذهب كوسيلة للمبادلة، واليوم تعتمد الدول في تغطية عملاتها المحلية بالذهب، وعادة ما تكون عملة دولة ما قوية ومتينة نسبة إلى الاحتياطي من الذهب في مصرفها المركزي. في أسواق البورصة العالمية، يعد الذهب من السلع الرئيسية التي يتم التعامل بها. ويأخذ الذهب الأصفر لونه الفاقع من خلال دمج الكثير من المعادن، كالنحاس والزنك، وهو ما يساعد على تماسكه أيضاً، إذ أن الذهب بحالته الطبيعية هش كالسائل، ويحتاج إلى معادن أخرى حتى يتم تماسكه.


في المقابل، فإن الذهب الأبيض، هو ذاك المعدن الأصفر، والذي يتم دمجه مع السبائك المعدنية الثمينة البيضاء، كالبلاديوم والفضة، والبلاتين. وبحسب خبراء الذهب والمجوهرات، فإن هذه السبائك تعطي الذهب الأبيض لونًا شاحبًا إلى حد ما، لذا لا بد من وضع طلاء نهائي بمعدن نادر أبيض فضي يُسمَّى الروديوم. وهذا يعطي الذهب الأبيض لمعانه الأبيض والمضيء.


الأسعار نفسها... ماذا نختار؟

إن كان الفرق بين المعدن الأصفر والأبيض، يكمن في نوعية المعادن المضافة، فهل هناك أي اختلاف في سعر القيراط لكل منهما؟ بحسب خبراء الذهب، فإن سعر كلا المعدنين متساو تماماً، ولا يوجد أي فرق في سعرهما.

ومع ذلك، يمكن أن تكون المجوهرات المصنوعة من الذهب الأبيض أغلى قليلاً من المجوهرات الذهبية الصفراء، بسبب عملية التصنيع التي تخضع لها أثناء خلطها وتغليفها، كما يقول رياض كنعان. 

ويضيف "في بعض المصوغات الذهبية والتي تتطلب أعمالاً دقيقة، يرتفع سعرها مقارنة مع تلك التي لا تحتاج إلى الكثير من العمل، وعادة ما تكون بعض المجوهرات المصنعة من الذهب الأبيض غالية الثمن، نظراً لزيادة حجم العمل لتشكيل القطعة، إذ يظهر العمل بشكل واضح على الذهب الأبيض مقارنة مع الذهب الأصفر".

ويضيف كنعان: "من جهة أخرى، يرتفع أحياناً الطلب على الذهب الأبيض، خاصة للمقبلين على الزواج، إذ تفضل العروس اختيار خاتم من الألماس ذي قاعدة من الذهب الأبيض، كونه يساعد على زيادة بريق الماسة، وهذا من شأنه أن يرفع الأسعار قليلاً مقارنة مع شراء خاتم من الألماس ذي قاعدة من الذهب الأصفر".

يبقى الأصفر سيّداً

في التاريخ، كان الذهب الأصفر من المعادن المهمة التي تستخدم في صناعة الحلي والمجوهرات. وبحسب كتب التاريخ وعلم الآثار، فإن الذهب الأصفر استخدم في صناعة خواتم الزفاف في عهد الفراعنة، ومن ثم بدأت عملية صناعة الأسوار وباقي المجوهرات والحلي.

وفي تسعينيات القرن الماضي، بدأ الذهب الأصفر في فقدان شعبيته لصالح الذهب الأبيض، إذ زادت شهرته وتم استخدامه على نطاق واسع في صناعة الحلي، نتيجة ارتفاع الطلب عليه.

أيّ ذهب تفضّل؟ شاهد الفيديو  التالي:
 

 



اليوم وفي ظل الابتكار المتجدد في التصاميم، لا يمكن القول أن هناك معدناً يفضله المستهلكون على نوع آخر، إذ أن التصاميم المبتكرة في صناعة الحلي، واستخدام الذهب الأبيض، أو الأصفر، إضافة إلى الألوان الأخرى، تزيد من تألق الحلي، وترفع من سعرها.


ما الأفضل للادخار؟

من المتعارف عليه أن الإنسان يدخر قطع الذهب، وعادة ما تكون هذه القطع إما على شكل ليرة ذهبية، أو أونصة، أو حتى قطع مجوهرات مختلفة، ونادراً ما نجد ليرة ذهبية أو أونصة بلون أبيض، وبحسب بائع المجوهرات رياض كنعان، فإن السبب في ذلك يعود إلى أن الليرة الذهبية أو الأونصة لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الزنك أو النحاس.

ولذا فإن عملية صبها لا تحتاج الكثير من العمل لدى مصممي الذهب، في المقابل، فإن تصنيع ليرة من الذهب الأبيض يحتاج إلى كميات كبيرة من البلاتينيوم، حتى تتخذ لونها، ولذا يبتعد مصممو الذهب عن تصنيع ليرة ذهبية باللون الأبيض، وفقاً لكنعان.

ويضيف: "من جهة أخرى، ينصح دوماً للسيدات شراء قطع من الذهب الأبيض أكثر من الذهب الأصفر، ويعود السبب في ذلك، إلى أن الذهب الأبيض لا يحتاج إلى عملية صيانة بعد مرور فترة من الزمن، إذ أن مادة البلاتينيوم التي يتكون منها تساعده على مواجهة الظروف البيئية والخارجية، في المقابل، فإن الذهب الأصفر، وبعد مرور مدّة من الزمن يحتاج إلى عملية صيانة، وهي تكلفة إضافية يتكبّدها المشتري".

اجمالي القراءات 1714
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق