هل حول التعذيب سجون مصر إلى "مفرخة" لداعش؟

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٠ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: وراء الحدث


هل حول التعذيب سجون مصر إلى "مفرخة" لداعش؟

رصدت عدة تقارير أجنبية شهادات لمعتقلين خرجوا من سجون الانقلاب وحقوقيين يدافعون عن أبرياء داخل السجون تؤكد أن سجون مصر تحولت إلى "مفرخة" لمؤيدي داعش بسبب التعذيب الوحشي وحرمان المعتقلين من أبسط حقوقهم.

ويتعرض السجناء للتعذيب والحرمان من أي حقوق أو شيء يحتاجه الانسان، على الرغم من أنهم لم يرتكبوا أي جرائم أو لمجرد ارتكابهم جرائم بسيطة، الأمر الذي يُغذي الغضب، ما يُولِّد التطرف داخل السجون.

وقالت إن هناك اعتقادا أمنيا أن المتهم بارتكاب الهجوم الانتحاري على الكاتدرائية في القاهرة في ديسمبر الماضي، تم تجنيده خلال فترة تواجده في السجن.

وكان الشاب المصري الحاصل على الجنسية الأيرلندية إبراهيم حلاوة الذي خرج من السجن بعد تبرئته في قضية مسجد رمسيس قال إن العشرات من زملائه بالسجون المصرية يتبنون الفكر المتطرف لتنظيم داعش، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

وقال "حلاوة" -الذي قبع في معتقلات الانقلاب 4 سنوات- إنه رأى عشرات من زملائه يتحولون إلى متطرفين ويتبنون آراء تنظيم داعش بسبب ما يعانونه من سجانيهم في سجنه الوحشي والسجون المكتظة.

وأضاف حلاوة أن الأوضاع داخل السجون المصرية أدت إلى شعور العديد من نزلائها بالإحباط، وتكفيرهم للسلطة والضباط والمجتمع ورفض بعضهم التعاون مع محاميهم.

"حلاوة" قال في شهادته التي نشرتها الصحف الأجنبية أنه "في البداية، لم يكن هناك من سمع عن داعش داخل السجون، ولكن حينما جاء وقت رحيلي بعد 4 سنوات سجن كان هناك ما يقرب من 20% ممكن معي في السجون يؤيدون علانية أفكار داعش ويشعروت بالرغبة في الانتقام بعد كل هذه السنوات من الحبس دون معرفة التهم وتعذيبهم واهانتهم.

"حلاوة" قال إن كثيرا ممن أعلنوا اعتناقهم أفكار داعش مهندسون وأطباء وطلبة كانوا يحلمون بالعودة إلى دراستهم ومنازلهم ولكن بعد كل هذه السنوات من السجن والتعذيب دون أي تفسير أصبح كل تفكيرهم أنهم يريدون الانتقام.

وقال حلاوة إن مسئولي السجون كاوا يصفونه هو وزملاؤه بأنهم بشكل روتيني "سجناء سياسيين"، وكتبوها على زنزاناتهم، ومع هذا تكذب سلطة الانقلاب وتنفي وجود أي سجناء سياسيين لديها!

وأوضح ان ضحايا السجون المكدسة كانوا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين و6 إبريل وغيرهم وكان حراس السجون يعاملونهم بغلظة ويضربونهم وكان الطعام الذي يقدم لهم في فاسدا.

وعندما تحدث هجمات مثل اغتيال نائب عام الانقلاب في عام 2015، تزاد معاقبتهم في السجون بالتفتيش وإلقاء الطعام والماء على الأرض وتكدير المساجين لساعات في الشمس الحارقة.

السجون المصرية مفرخه للإرهاب 
وفي سبتمبر 2017 نشر موقع ORIENT XXI تقريرا يؤكد ذلك أيضا بعنوان: "كيف أصبحت السجون المصرية مفرخه للإرهاب".

وفي الشهر التالي نوفمبر الماضي 2017 نشر موقع "باز فيد" الأمريكي تقريرًا زعم فيه أن هناك "صراعا دائرا بين أعضاء جماعة الإخوان وتنظيم داعش داخل السجون المصرية بسبب انتشار أفكار داعش بين بعض المساجين.

وأشار التقرير إلى أن المئات من أعضاء الجماعة والتنظيم مسجونون خلف أسوار سجن طره شديدة الحراسة معا، حيث يتشاركون في الزنزانة نفسها، وأن أعضاء داعش يرفضون تناول الطعام مع رفقائهم في الزنزانة من الإخوان، ووصل الأمر لعدم الصلاة خلفهم.

وتناول التقرير واقعة حدثت في 21 يونيو 2016، حيث نشب شجار بين الطرفين، بدأ بالمشاحنات ثم تحول إلى مواجهة عنيفة بالأيادي شارك فيها العشرات.

استفزازات داخل السجون
وأكد التقرير أن مثل تلك الخلافات كثيرًا ما تحدث في سجون الدول العربية والإسلامية، بين الجماعات المتطرفة والجماعات السياسية ذات الخلفية الإسلامية، حيث كثير ما يستعرض "داعش" عضلاته، ويحاول تجنيد واجتذاب عناصر الجماعات "الأكثر اعتدالا" لصفوفه، الذين يرفضون ذلك ويتمسكون بأفكارهم المعتدلة.

وقال سجناء وباحثون ونشطاء إن العنف بين داعش والإخوان المسلمين مستمر، وإن السلطات بدأت في فصل سجناء داعش عن باقي المعتقلين بمقرات احتجازٍ عديدة، لكن في بعض الأحيان لا يكون هناك متسع يكفي لذلك، فجزء كبير ممن يقدر عددهم بـ40 ألف معتقل في مصر، يجري احتجازهم بسجون مؤقتة، ومُجمَّعات تابعة لوزارة الداخلية، ومعسكرات للجيش لا تكفي لفصل المسجونين.

وكان مؤيدو داعش يستخدمون وسيلة أخرى في معركة فرض النفوذ داخل السجن وفي الصراع على السجناء صغار السن، حيث كانوا يرددون من وقت لآخر الأناشيد الجهادية الحماسية التي تتغنى ببطولات وبقيادات جهادية سابقة أو حالية للعب على مشاعر الإسلاميين مثل الهتاف لأبي بكر البغدادي، أو لأسامة بن لادن رغم خلافات داعش مع تنظيم القاعدة ولكنهم داخل السجون يتقاربون كأصحاب أفكار جهادية.

وأشار العديد من المراقبين إلى أن مع خسارة داعش لأراضيها في سوريا والعراق تعد السجون في العالم العربي مفرخة لزيادة أعداد المنتمين للتنظيم الإرهابي.

وسبق أن اعترف تحقيق لصحيفة "الشروق" بعنوان: هنا «طره».. مركز حكومى لتجنيد الدواعش" نشر في 21 إبريل 2016 أن السجون تحولت إلى بيئة خصبة ينمو بها تنظيم داعش بشكل خاص والأفكار المتطرفة بشكل عام، من خلال ما يكشفه بعض السجناء الحاليين بالسجون وبعض ممن انتهت مدة حبسهم.

وأشارت إلى قيام عناصر بالتنظيم داخل السجون بنشاط مكثف لاستقطاب الفئات العمرية الصغيرة من السجناء، ونجاح تلك العناصر بالفعل فى الحصول على مبايعة عدد من هؤلاء الشباب.

اجمالي القراءات 2712
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق