خبراء: المادة توجد في الألبان واللحوم المستوردة.. والشركات تضيف «الميلامين» الذي يصيب الأطفال بالفشل الكلوي
المسئول عن إنشاء هيئة سلامة الغذاء: مصر الأعلي في معدلات تلوث الأغذية ويجب إيقاف هذه المهزلة

كتب: خالد وربي
انتقد خبراء في تلوث الغذاء عدم إجراء تحليل لمادة «الدايوكسين» في الألبان واللحوم المستوردة بناء علي ضغط الشركات المستوردة، التي تمكنت من إدخال شحنات من الألبان واللحوم ملوثة بالمادة خلال الشهور الماضية، وانفردت «البديل» بنشر تفاصيلها، وقال د. محمد الحوافي أستاذ تلوث الأغذية في جامعة عين شمس، إن أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية صنف مصر الأولي في نسبة الدايوكسين المسرطنة في لبن الأمهات، وأضاف أن ذلك يعني أن الأغذية التي يتناولها المصريون ملوثة، منوها بأن هذه المادة توجد في الألبان واللحوم المستوردة وأكد أنها تؤثر علي خصوبة الرجال وتنتج عن حرق المخلفات وتنتقل إلي الأغذية، مشيرا إلي أن حرق المخلفات ينتشر في المدن الصناعية، التي تستورد منها مصر الأغذية الحيوانية، وحذر من خطورة هذه المادة، التي تصيب الإنسان بعدة أمراض سرطانية.
وحول وضع الألبان المستخدمة في مصر، أوضح أنها تتعرض إلي معاملة حرارية قاسية جدا تفقدها فائدتها، منوها بأنه أجري دراسة أثبتت أن جميع الألبان المصرية المنتشرة بالسوق المصرية خالية من الفيتامين تماما بسبب المعالجة الحرارية القاسية التي تسمح بتسخينه مرات عديدة من أجل إطالة عمرها في السوق، وطالب الحوافي بضرورة التقليل من المواد الحافظة مثل النترات والتي إذا زادت علي الحدود المسموح بها تصيب بالسرطان، مطالبا بضرورة تعاون علماء الكمبيوتر مع الباحثين في علوم الأغذية لتحديد جودتها بتقنيات متقدمة وفحصها لمعرفة إن كانت مهندسة وراثيا من عدمه.
وحذر الدكتور محمد النواوي، أستاذ تلوث الأغذية بجامعة عين شمس، من مادة الميلامين، التي تضاف إلي الألبان وتم اكتشافها في الصين، وأدت إلي إصابة الأطفال بالفشل الكلوي وقتلت العديد منهم، وأشار إلي أن هذه المادة تدخل في صناعة البلاستيك، لافتا إلي أن هناك 30 مادة كيماوية تضاف لغش الأغذية قام بوضعها أشخاص متخصصون في الأغذية في مصر، لافتا إلي أن بعض الشركات تسعي إلي الكسب السريع، غير معنية بصحةالمواطن، مشددا علي ضرورة توافر المسئولية الاجتماعية والأخلاقية لهذه الشركات الغذائية وفي حال عدم الالتزام بهذه الأخلاق يجب غلقها، وقال إن قضية إضافة الميلامين إلي الألبان هي قضية غش علمي حديث، وطالب بضرورة وجود نظام لتتبع الأغذية منذ خروجها من الحقل، وحتي وصولها إلي المستهلك المصري،  وهو النظام المعمول به في أوروبا حاليا، التي ترفض استيراد أي محاصيل من مصر لا تتوافر فيها نظم التتبع.
وذكرالدكتور يحيي عبدالعظيم، أستاذ سلامة الأغذية، أنه ليس مهما أن تحصل الشركة علي شهادة جودة، لكن الأهم هوية الجهة التي أصدرت لها هذه الشهادة وهل هي معتمدة أم لا؟.
وقال الدكتور حسين منصور، المكلف بإنشاء هيئة سلامة الأغذية بوزارةالتجارة والصناعة، «أنه أصيب بالإحباط عندما عاد إلي مصر منذ شهور، واكتشف أن التلوث في الأغذية من أعلي المعدلات حاليا وفوق المسمو ح به وقال لابد من إيقاف هذه المهزلة»