صادق خان أول عمدة مسلم للندن

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٦ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


صادق خان أول عمدة مسلم للندن

صادق خان أول عمدة مسلم للندن
  • للمرة الأولى في تاريخها ستكون مقاليد العاصمة لندن بيد عمدة مسلم ينحدر من أصول باكستانية، نجح في القفز على عدد من محاولات التشويه ليحقق انجازا غير مسبوق يأتي هذا بالتزامن مع انتخابات برلمانية إقليمية في اسكتلندا وويلز حافظ فيها الاستقلاليون على تقدمهم الطفيف.
العرب  [نُشر في 07/05/2016، العدد: 10268، ص(5)]
 
كاميرا قياس الشعبية
 
لندن -أصبح صادق خان السياسي من أصول باكستانية أول عمدة مسلم للندن في تاريخ بريطانيا بعد فوزه في الانتخابات بفارق كبير أمام منافسه زاك غولدسميث.

وبعد فرز ثلث بطاقات الاقتراع كان صادق خان النائب عن حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن متقدما على منافسه المحافظ ابن الملياردير زاك غولدسميث (41 عاما) وفق موقع البلدية الذي لم يعط أرقاما محددة.

وحصل صادق خان وفقا لنتائج أولية على نحو 44 بالمئة من الأصوات مقابل 35 بالمئة للمرشح الثري زاك غولدسميث.

وتمكن صادق خان ابن سائق الحافلة والذي ينحدر من أصول باكستانية من الفوز بمنصب عمدة لندن ليكون أول مسلم يتقلد هذا المنصب الكبير.

ونجح صادق خان، الذي هاجرت عائلته من باكستان، ليقود والده حافلة في شوارع لندن، في النجاة من حملات التشهير والتشويه التي قادتها أوساط محافظة وركزت فيها على لقاءات جمعته سابقا بشخصيات متطرفة.

وولد خان في أكتوبر 1970 من عائلة باكستانية هاجرت حديثا إلى بريطانيا، ونشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في توتينغ، الحي الشعبي في جنوب لندن.

ويقول محللون إن ماضيه المتواضع لعب دورا في انتخابه في عاصمة تميل إلى اليسار وتفاخر بتعددها الثقافي.

وكان خان يرغب في بادئ الأمر في أن يدرس العلوم لكي يصبح طبيب أسنان، لكن أحد أساتذته لمس براعته في النقاش والمواجهة ووجهه نحو دراسة القانون. بالتالي درس المحاماة وتخصص في الدفاع عن حقوق الإنسان وترأس على مدى ثلاث سنوات منظمة “ليبرتي” غير الحكومية.

وفي سن الـ15 عاما انضم إلى حزب العمال وانتخب عضوا بلديا في واندسوورث في جنوب لندن عام 1994، المنصب الذي تولاه حتى 2006. وفي 2005 تخلى عن مهنته كمحام وانتخب نائبا عن توتينغ. وبعد ثلاث سنوات عرض عليه غوردن براون منصب وزير مكلف بشؤون المجموعات ثم حقيبة النقل في السنة التالية. وأصبح أول مسلم يتولى حقيبة في حكومة رئيس وزراء بريطاني.

وردا على المحافظين الذين حاولوا إسقاطه عبر اتهامه بالتقارب مع المتطرفين، يقول إنه صوت لصالح زواج مثليي الجنس ما أدى إلى تلقيه تهديدات بالقتل، وإنه لا يزال يندد بالتطرف مشبها إياه بالسرطان.

وقال خان الذي يحظى بشعبية في الأحياء الفقيرة كما في أوساط المال بسبب مواقفه المؤيدة للبقاء في أوروبا، لصحيفة “ديلي تلغراف”، “إذا انتخبت، سأكون رئيس البلدية الذي يوحد مدينتا مجددا، سأعمل من أجل كل اللندنيين من كل الأديان لكل أصحاب المليارات وسائقي الحافلات ومتدربي الطب”.

محللون يِؤكدون إن ماضي خان المتواضع لعب دورا في انتخابه في عاصمة تميل إلى اليسار

وصوت البريطانيون الخميس لانتخاب رئيس لبلدية لندن وبرلمانات مقاطعات اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية و124 مجلسا بلديا في انكلترا.

وحقق الحزب القومي الاسكتلندي المؤيد للاستقلال فوزا محدودا في الانتخابات البرلمانية في اسكتلندا بخسارته أكثريته المطلقة، في حين حل المحافظون ثانيا وتلاهم العماليون، وبذلك يصبح المحافظون قوة المعارضة الرئيسية.

وبعد فرز ثلث بطاقات الاقتراع كان صادق خان النائب عن حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن متقدما على منافسه المحافظ ابن الملياردير زاك غولدسميث (41 عاما) وفق موقع البلدية الذي لم يعط أرقاما محددة.

وفي اسكتلندا انتزع الحزب القومي الاسكتلندي 63 من 129 مقعدا متراجعا عن الـ 69 مقعدا التي فاز بها في 2011 وعن 71 مقعدا وفق آخر الاستطلاعات.

وكانت نيكولا ستيرجن، زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي أعلنت قبل صدور النتائج أن حزبها حقق فوزا “تاريخيا”، لأنها الانتخابات الثالثة على التوالي التي يفوز بها الحزب.

لكن الحزب المؤيد للاستقلال عن بريطانيا ليست لديه الأغلبية لتشكيل حكومة بمفرده وسيتعين عليه الاعتماد على دعم الأحزاب الصغيرة، مثل دعاة حماية البيئة (الخضر) (ستة مقاعد، بزيادة أربعة مقاعد عن الانتخابات السابقة) في مواجهة المحافظين الذين انتزعوا 16 مقعدا إضافيا، فحققوا بذلك نتيجة أفضل مما حققوه في 2011، وبات مجموع نوابهم 31.

وقد يؤدي هذا الانتصار المحدود للحزب القومي الاسكتلندي إلى تهدئة مطالب الاستقلاليين، ما لم تصوت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء حول هذه المسألة في 23 يونيو.

وسحق المحافظون الاسكتلنديون بزعامة روث دافيدسون، حزب العمال الذي خسر في معقله السابق 13 مقعدا وبات عدد نوابه 24.

كوربن يبدو مرتاحا للنتائج الأولية للانتخابات وسط تصفيق أنصاره في شفيلد شمال انكلترا

لكن الخبير الانتخابي جون كورتيس من جامعة ستراثكلايد قال في تصريح لإذاعة “بي بي سي” إن أولى نتائج الانتخابات الإقليمية والمحلية التي أجريت في مناطق أخرى “ليست سيئة كثيرا بالنسبة لحزب العمال كما توقعت استطلاعات الرأي”.

ففي ويلز فاز حزب العمال بـ 29 مقعدا من أصل 60 مقابل 30 في 2014. أما “حزب الاستقلال” (يوكيب) الداعي للخروج من الاتحاد الأوروبي فقد فاز لأول مرة في برلمان إقليمي بحصوله على 7 مقاعد في برلمان ويلز.

وفي 81 من أصل 124 بلدية نشرت نتائجها احتفظ حزب العمال بـ 42 بلدية وخسر واحدة، أما الحزب المحافظ ففاز في 20 بلدية.

ويتابع نتائج هذه الانتخابات عن كثب قسم من أعضاء وأنصار حزب العمال الذين يبحثون عن ذريعة للتشكيك في قيادة زعيمه جيريمي كورين، لأنهم لم يستوعبوا بعد إعادة انتخابه رئيسا للحزب في سبتمبر ويعتبرونه غير كفؤ لقيادته للفوز بالانتخابات التشريعية في 2020. ويواجه حزب العمال صعوبات بعد تعليق عضوية عدد من أعضائه الأسبوع الماضي بسبب تصريحات اعتبرت معادية للسامية، ومنهم نائبة والرئيس السابق لبلدية لندن كين ليفنغستون.

وخلال حملة حادة تخللتها افتراءات، لم يفوت الحزب المحافظ فرصة تأجيج الجدال حول معاداة السامية داخل حزب العمال أو اتهام صادق خان، المحامي السابق عن حقوق الإنسان، بمخالطة إسلاميين متطرفين.

وواصل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون هذه الهجمات عشية الانتخابات. لكن بعض المحللين يعتبرون أنها يمكن أن تعطي نتيجة معاكسة للصورة التي يتم ترويجها عن لندن كعاصمة عالمية.

وبدا كوربن مرتاحا للنتائج الأولية للانتخابات قائلا وسط تصفيق أنصاره في شفيلد شمال انكلترا “علينا أن نعمل كثيرا (في اسكتلندا) لكن وضعنا جيد في انكلترا”.


اجمالي القراءات 1438
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق